ربع قرن في جعبتي
بقلم الأديبة أمل عبده الزعبي
بقلم الأديبة أمل عبده الزعبي
اذكر منذ عقدين ونصف من الزمن كنت فتاة يافعة يمتلأ قلبي بخيوط من أشعة الشمس الذهبية، وتكتحل عيناي بأمل مشرق وغد ممتد لا أعرف له نهاية ...
أذكر أول مرة ذهبت لإتمام مقابلة للحصول على وظيفة
كان يملؤني الأمل ويتغلغل في أوصالي دم وعنفوان الشباب، وكانت تموج في مخيلتي طموح
الغد البسام .
عندما طلبوني للمقابلة دخلت بهدوء وثقة تعوز شباب
اليوم ويفتقدونها ، أتممت المقابلة وخرجت منها وأنا أشعر بفخر يملؤني وتحد في
مستقبل كنت أراه بعيون الشباب مشرق وكنت أكيدة أنني سأحظى بتلك الوظيفة لا لشيء
إلا لأني كنت واثقة باني أستحقها أو لأنني الوحيدة التي كنت متيقنة بفوزي بتلك
الوظيفة قد حصل هذا فعلا...
أعوام مضت وباتت الآن في طي الذاكرة ، خمسة وعشرون عاما مضت على تلك القصة التي بدأت حينها من طموح صبية لم تبلغ العشرين من عمرها في ذلك الوقت .
عملت كمعلمة؛ إلى جانب كوني أديبة وكاتبة، وكنت من المعلمات المقربات من الطالبات اللواتي هن أمل الغد وجيل المستقبل، وهن بأمس الحاجة إلى معلمة وأخت وأم في نفس الوقت كل حسب حاجته. كنت قريبة من الطالبات معلمة ومرشده لهن، أساعد في كل ما أوتيت من سلطة ومسؤولية، إلى جانب حبي الكبير لمبحث اللغة العربية الذي نقلته إلى كل طالباتي من خلال عملية التأثير الايجابي فيهن نحو هذه اللغة الرائعة والعريقة والتي تستحق أن تثمّن بالذهب لأنها أولا وأخيرا لغتنا الأم ولغة القران الكريم.
اليوم هو أول أيامي في الحياة الحرة الخالية من الوظيفة الرسمية. حياة التقاعد حتى وان كان المبكر ولكن التقاعد الذي طالما سعيت له ليس كرها بوظيفتي وإنما تعبا وكدا وإجهادا مستمرا فالمعلم في وطني ـ ليس تحيزا لأني كنت معلمة ـ إنسان يعطي أكثر مما يأخذ ، عمله لا يقتصر على المدرسة إنما يحمل أعباءه إلى البيت أيضا يعمل ويعمل وقد يتقاضى راتبه في نهاية الشهر ولكنه راتب لا يضاهي الجهد الذي يبذله ،ولكنه يحتسب عند ربه تقديم التربية والعلم والثقافة سبيلا لإيجاد مجتمع متعلم واع وراق يقف بوجه الظلم إذا ما ادلهم الخطب وانعكست بوجوهنا يوما الحياة.
من هنا ومن خلف قلمي وأوراقي أردد للجميع أن هذه ليست نهاية طريقي ولكنها بداية أتمنى أن تكون زاخرة بالعطاء الأدبي الذي أتمنى أن أكرس له وقتا أكثر فهو أيضا منشودي ومبتغاي فهو الذي يمثلني وأشعر أني أقوم به تعبيرا عن نفسي بمشاركة الآخرين .
أما آن لهذا القلم أن ينبض بالعطاء لأجله ولو مرة واحدة. فلطالما جاد هذا القلم بما لديه للطلبة وللتعليم.
طوبي لمن امتلك قلما ينبض لنهوض الأجيال وينبض لصحوتها من الظلم والظلام ،طوبى له وألف طوبى للمعلم وللكاتب فهو انسان معلم وفنان.
أعوام مضت وباتت الآن في طي الذاكرة ، خمسة وعشرون عاما مضت على تلك القصة التي بدأت حينها من طموح صبية لم تبلغ العشرين من عمرها في ذلك الوقت .
عملت كمعلمة؛ إلى جانب كوني أديبة وكاتبة، وكنت من المعلمات المقربات من الطالبات اللواتي هن أمل الغد وجيل المستقبل، وهن بأمس الحاجة إلى معلمة وأخت وأم في نفس الوقت كل حسب حاجته. كنت قريبة من الطالبات معلمة ومرشده لهن، أساعد في كل ما أوتيت من سلطة ومسؤولية، إلى جانب حبي الكبير لمبحث اللغة العربية الذي نقلته إلى كل طالباتي من خلال عملية التأثير الايجابي فيهن نحو هذه اللغة الرائعة والعريقة والتي تستحق أن تثمّن بالذهب لأنها أولا وأخيرا لغتنا الأم ولغة القران الكريم.
اليوم هو أول أيامي في الحياة الحرة الخالية من الوظيفة الرسمية. حياة التقاعد حتى وان كان المبكر ولكن التقاعد الذي طالما سعيت له ليس كرها بوظيفتي وإنما تعبا وكدا وإجهادا مستمرا فالمعلم في وطني ـ ليس تحيزا لأني كنت معلمة ـ إنسان يعطي أكثر مما يأخذ ، عمله لا يقتصر على المدرسة إنما يحمل أعباءه إلى البيت أيضا يعمل ويعمل وقد يتقاضى راتبه في نهاية الشهر ولكنه راتب لا يضاهي الجهد الذي يبذله ،ولكنه يحتسب عند ربه تقديم التربية والعلم والثقافة سبيلا لإيجاد مجتمع متعلم واع وراق يقف بوجه الظلم إذا ما ادلهم الخطب وانعكست بوجوهنا يوما الحياة.
من هنا ومن خلف قلمي وأوراقي أردد للجميع أن هذه ليست نهاية طريقي ولكنها بداية أتمنى أن تكون زاخرة بالعطاء الأدبي الذي أتمنى أن أكرس له وقتا أكثر فهو أيضا منشودي ومبتغاي فهو الذي يمثلني وأشعر أني أقوم به تعبيرا عن نفسي بمشاركة الآخرين .
أما آن لهذا القلم أن ينبض بالعطاء لأجله ولو مرة واحدة. فلطالما جاد هذا القلم بما لديه للطلبة وللتعليم.
طوبي لمن امتلك قلما ينبض لنهوض الأجيال وينبض لصحوتها من الظلم والظلام ،طوبى له وألف طوبى للمعلم وللكاتب فهو انسان معلم وفنان.