طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء
الفصل السادس - بقلمي منى سليمان
* محاضرة *
اقترب أمير من سيارة نادين وأعطاها الحقيبة، وبمجرد أن وقعت عينيه على خصلات شعرها المبللة بالعصير، انفحر ضاحكاً وقهقه بأعلى طبقات صوته، فاشتعلت غضباً وضربت قدمها في الأرض وهي تقول بحدة وصوت عالٍ
- أنت بتضحك على إااااااايه؟؟
- شكلك رهيب، مسخرة بصراحة أخدتي دش بهدومك بس بالعصير
تطاير شرار الغضب من عينيها بينما استمر هو في الضحك، فرمقته بنظرة نارية وهتفت بغيظ
- شكل الصداع راح على منظري
- فعلاً
- أنت بتكرهني ليه؟
توقف عن الضحك ورفع أحد حاجبيه ثم لوح بسبابته في وجهها وهتف بحزم
- أسألي نفسك وأعرفي السبب اللي بيخلي الناس تكرهك قبل ما تيجي تسأليني يا بنت عمي
لم يترك لها فرصة لتتحدث أكثر وغادر إلى عمله فركبت سيارتها وأخذت تضرب المقود مراراً وتكراراً وهي تتمتم
- هخليك تحبني برضاك أو غصب عنك
لم تنتبه إلى السيارة التي كانت تسير أمامها فكادت أن تصطدم بها لكنها جذبت فرامل اليد فتوقفت السيارة واصطدم رأس نادين بالمقود فتأوهت بشدة لكنها تفاجأت بقائد السيارة المارة إلى جوارها
- ما تفتحي يا جاموسة، يخربيت اللي ركبكم عربيات
لوت شفتيها بضجر وهتفت بغيظ: بيئة أوي
*********
انتهى يوم العمل وعادت وعد إلى المنزل وقصت على سوسن تفاصيل يومها عدا معركة العصير فقد كانت تشعر بالخجل من فعلتها والحزن من كلمات المتعجرفة التي انسكب العصير فوق رأسها... انتظرت حتى خلدت سوسن إلى النوم وعادت إلى غرفتها ثم هاتفت حنين وقصت عليها ما حدث وهي تبكي بغزارة
- طيب خلاص ماتعيطيش
قالتها حنين في ذات اللحظة التي دخل فيها حسام إلى الغرفة فأشار إليها متسائلًا إن كانت تتحدث إلى وعد فأشارت إليه بنعم ما جعله يشعر بالقلق، لكنه لم يتحدث وجلس إلى جوار شقيقته ليستمع إلى باقي الحديث
- بس عارفة في المطعم قالوا أنها كده على طول حتى أستاذ حسين المدير قبل ما أمشي قالي ما أزعلش بس أنا فعلاً غبية زي ما قالت وغلطت لما دلقت عليها العصير، لو أنا مكانها أكيد كنت هضايف
- بس يا بت يا هبله بلا غلطانة بلا بطيخ، والست دي لو جت تاني أدلقي عليها حاجة سخنة
اختلطت دموع وعد بضحكة سمعتها حنين فضحكت هي الأخرى وأردفت مازحة
- أيوه كده أضحكي وأدلقي على الوليه دي براحتك
- طيب يلا أقفلي علشان هنام، تصبحي على خير
- تلاقي الخير يا حبيبتي
ما أن أنهت حنين المكالمة، نظر حسام إليها بإهتمام ثم تساءل بنبرة صوت تحمل القلق
- مالها وعد؟!!!!
- مفيش دلقت العصير على واحدة فزعلانه
- بجد ولا في حاجة تانية؟
- يا عيني على الحب وقلق الحب و
توقفت عن إكمال كلماتها حينما رمقها بنظرة نارية تعرفها جيداً، فابتلعت ريقها بصعوبة واستطردت قائلة
- هو ده اللي حصل مفيش حاجة تاني
لم يجيبها لكنه اكتفى بضربة خفيفة على رأسها ثم غادر إلى غرفته وهو يفكر في الجميلة صاحبة العيون البندقية التي دائماً ما تستحوذ على تفكيره ومشاعره التي لا يستطيع معرفة حقيقتها... هل هي حب أم إعجاب أم شفقة أم تعود على وجودها أمامه منذ أن كانت طفلة؟... عاد إلى غرفته ثم جلس على مقعده وأخذ يتذكر دموعها التي تقتله وتذكر كذلك ابتسامتها الرقيقة وملامحها البريئة فارتسمت ابتسامة على شفتيه ثم تنهد براحة وترك مقعده ليبدل ثيابه
**********
في صباح اليوم التالي....
كان أمير يجلس في مكتبه حينما دلف أمجد كعادته دائماً بدون سابق إنذا واقترب من ابن خالته وهو يقول
- أزيك يا ميرو؟
قالها مقلداً طريقة نادين في الحديث فاشتعل أمير غضباً وقذفه بالملف الموضوع أمامه على سطح المكتب، لكن تفاداه أمجد بسهولة ثم أخرج لسانه لإغاظة أمير
- بطل غتاتة يا أمجد
- أبطل غتاتة أزاي وأنا لسه شايفها بره، بصتلي بقرف ومشيت من غير ولا كلمة
- أريح، قولي إيه حدفك عليا؟
- خلصت شغلي بدري وقولت أشوفك ونتغدى سوا
- ما تفكرنيش بالغداء، أمبارح صممت أنزل أتغدى معاها وقلبت بمعركة
جلس أمجد على المقعد المقابل له ونظر إليه بإهتمام فقص عليه أمير ما حدث فانفجر أمجد ضاحكاً ثم استرد أنفاسه وهتف مازحاً
- حلال فيها
- أكيييييد
- طيب قوم أنا جعان
- حاضر يا مفجوع أفندي
********
أمام مقر إدارة البحث الجنائي....
أوقفت أمل سيارتها ثم حملت حقيبتها وترجلت منها.... وقفت تطالع مبنى البحث الجنائي لدقائق ثم أخذت نفساً عميقاً وارتدت نظارتها الطبية ثم دلفت إلى الداخل وهي تشعر بارتباك لم تختبره يوماً... بعد أن تم تفتيشها جيداً اتجهت صوب غرفة مكتب اللواء نجدت حمدي وطلبت من العسكري إخباره أنها بالخارج... دلف العسكري وعاد إليها بعد أقل من دقيقة وسمح لها بالدخول، فتنفست بعمق ودلفت إلى الداخل ثم وقفت أمام مكتب اللواء وهتفت وهي تحاول التماسك
- أمل أحمد نور الدين صحفية بجريدة نور الغد
- تشرفنا، اتفضلي ارتاحي
جلست على المقعد المقابل له وأخرجت ملف كان بحقيبتها ثم قدمته إليه فأخذه وهتف متسائلاً
- طيب تحبي تشربي إيه الأول؟
- متشكرة جداً بس حقيقي مش عايزه أشرب حاجة
- زي ما تحبي
قالها ثم أخذ يطالع الأوراق فأغمضت أمل عينيها ودعت الله كثيراً لكي يحقق لها ما تمنت
*********
في المطعم...
كانت وعد تتابع عملها حينما دلف أمير برفقة أمجد، فتوردت وجنتيها خجلاً حينما تذكرت ما فعلته.... نظر إليها وابتسم حينما رأى تورد وجنتبها ثم مال على أذن أمجد وهتف بصوت خفيض
- هي دي البطلة اللي حمت نادين بهدومها
التفت أمجد وابتسم ببلاهة حينما وقعت عينيه عليها ثم نظر إلى أمير وهتف مازحاً
- طيب أروح أبوسها ولا أعمل إيه؟
- لا عيب، بس ممكن نديها وسام التميز في النيشان
انفجر كل منهم ضاحكاً وضرب كل واحد منهم كفه بكف الأخر ثم اتجهوا صوب طاولة في نهاية المطعم وجلسوا فهتف أمجد
- شاورلها بقى علشان أتفرج براحتي
- أحترم نفسك شكلها بنت محترمة
- جتك نيلا قفل
قالها بغيظ فرمقه أمير بنظرة نارية ثم تعمد الإشارة إلى نادل أخر حتى لا يضايقها فتنفست وعد براحة ورددت في نفسها
- الحمد لله شاور لمصطفى
*********
في مقر البحث الجنائي...
لم تتوقف أمل ولو لدقيقة عن الدعاء وهي تفرك أناملها بتوتر، وبعد مرور عدة دقائق من الصمت أزال اللواء نظارته الطبية ورمقها بنظرة اندهاش تبعها سؤال
- أنتي جبتي المستندات دي منين؟
قال كلماته بجدية جعلت نبضات قلبها تتسارع، فابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت بصوت مرتعش
- في في في
قاطعها قائلاً بهدوء: أنتي خايفة كده ليه، خدي نفسك وأحكي بالراحة
حركت رأسها بالموافقة ثم تنفست بعمق وهتفت بنبرة صوت ثابتة
- الأوراق اللي في أول الملف أتبعتت من إيميل مجهول وبعدها بدأت أبحث عن باقي المعلومات بنفسي بس لكون المراكز حساسة جداً مقدرتش أوصل لأكتر من كده
- ممتاز جداً
- يعني حضرتك هتساعدني؟
قالتها بحماس فأجابها قائلاً: الأسماء المذكورة في الورق زي ما قولتي مراكز حساسة وممكن البلد تتقلب علشان كده هطلب منك تنتظري مني مكالمة، هعمل تحريات وهبلغك بنتيجتها بس مش عايز مخلوق يعرف اللي حصل هنا
حركت رأسها كإشارة بالموافقة ثم وقفت عن مقعدها ومدت يدها لتصافحه وهي تقول
- أنا متشكرة جداً جداً جداً
- العفو ده شغلنا ومهما كان مين متورط أوعدك أن القانون هيطوله
- بعد إذن حضرتك
غادرت أمل وهي في قمة سعادتها بينما جلس اللواء على مكتبه وأخذ يطالع الأوراق مرة أخرى... وبعد مرور عدة دقائق رفع سماعة هاتفه وأمر بعقد اجتماع طارئ لقيادات المباحث الجنائية
*********
في المطعم....
كانت وعد تتجنب الاقتراب من منضدة أمير ولاحظ ذلك بوضوح فكان يبتسم بين تارة وأخرى على الحمرة التي تسكن وجنتيها، ولاحظ أمجد أيضاً الابتسامات التي ترتسم على شفتي ابن خالته فهتف مازحاً
- إيه يا عم أمير النظام؟
- نظام إيه يا أهبل؟
- نظام النظرات والابتسامات وال
قاطعه قائلاً بحزم: بطل هبل يا أمجد من أمتى أنا بتاع كده، كل الحكاية أن كسوفها بيضحكني
رفع أمجد أحد حاجبيه ورمق أمير بنظرة يعرفها جيداً فأردف الأخير قائلاً
- أخلص علشان عندي شغل
- سيبني أكل براحتي
- يا ابني أنت قربت تاكلني أنا
- أعوذ بالله منك هموت وأنا باكل
قال أمجد كلماته ثم تابع تناول الطعام، فقد تعمد الجلوس لأطول فترة ممكنة داخل المطعم ليتأكد من شكوكه
*********
في إدارة البحث الجنائي....
بدأ الاجتماع الذي ضم جميع قيادات البحث الجنائي وعرض اللواء عليهم الأوراق التي سلمتها أمل فاندهشوا جميعاً وأصيبوا بالصدمة فهتف أحدهم
- الكلام ده ممكن يقلب البلد
- ده كان نفس إحساسي لما قرأت الورق علشان كده قررت أننا نبدأ نعمل تحريات من غير ما أي متورط يحس
تشاوروا وتبادلوا أطراف الحديث لمدة ساعة كاملة ثم أنهوا الاجتماع وهم عازمون على كشف الحقيقة مهما كلفهم الأمر
**********
في المطعم....
أسند أمير يده أسفل وجنته فقد كان يشعر بالغضب الشديد من أمجد الذي مازال يتناول الطعام، فرفع أمجد رأسه وهتف وهو مصطنع عدم الفهم
- بتبصلي كده ليه؟
- بقالك ساعة ونص بتاكل كفاية هتموت بجد
- أعوذ بالله منك ومن ألفاظك، وبعدين المفروض تشكرني علشان قاعد تبص عليها براحتك
رفع أمير أحد حاجبيه وتمنى أن يفتك برأس هذا الأمجد، لكنه لم يفعل واكتفى بالإشارة إلى النادل فاقترب منه قائلاً
- تحت أمرك
- الحساب من فضلك
- دقيقة ويكون عند حضرتك
ابتعد النادل فنظر أمجد إلى أمير وتحدث قائلاً: هادم اللذات ومفرق الجماعات صحيح
- أخرس بقالك ساعة ونص بتاكل ودلوقتي بقيت هادم اللذات، ناقص تاكلني
أسر أمجد ضحكته بصعوبة ثم وضع يده على بطنه واصطنع الشعور بالألم وهو يتمتم
- اه يا بطني عينك هتجيب أجلي
- قصدك الفجع هيجيب أجلك و
توقف أمير عن إكمال كلماته حينما رأى وعد تقترب بعد أن طلب منها النادل الأخر الذهاب إلى منضدة أمير.... وضعت الحافظة التي تحوي ورقة الحساب على الطاولة ثم ابتعدت دون أن تتفوه ولو بكلمة واحدة فتسرب شعوراً غريباً داخل قلب أمير بينما أسند أمجد يده بهيام على وجنته وقال بهدوء
- دي حلوة أوي يا ابن خالتي، لو مش عجباك سيبهالي
لم يجيبه أمير ووضع المبلغ المطلوب داخل الحافظة ثم ترك مقعده وتوجه إلى الخارج فابتسم أمجد ولحق به بعد أن تأكد من شكوكه ثم مضى برفقة أمير وهو يغني
- الجردل طب ااااااه والله طب ااااااه
ابتسم أمير بالرغم من شعوره بالغضب ثم وكز أمجد في كتفه وهتف بغيظ
- أنا جردل يا مشراحجي
- ماله المشرحجي يا حبيب نادين زفت الطين
توقف أمير عن السير وشعر برغبة في الفتك بابن خالته لكن الأخير لم يهتم وأخرج لسانه في محاولة لإغاظته ثم لوح إليه بيده مودعاً ودلف إلى سيارته، فابتسم أمير على جنونه ثم دلف إلى المشفى ليتابع عمله
*********
مضت أيام تلتها أيام وتبدل حال الجميع...
* تعودت وعد على حياتها الجديدة، كانت تذهب صباحاً إلى العمل وتتجنب أمير كلما رأته، وتعود مساءاً لتقص على سوسن تفاصيل يومها... كما أنها قدمت أوراقها في كلية الطب وحققت ما تمنت*
كان أمير دائم الذهاب إلى المطعم، وكلما وقعت عينيه عليها كان يبتسم على الحمرة التي دائماً ما تسكن وجنتيها في وجوده
لم يتوقف أمجد عن مشاكساته لأمير وإغاظته لنادين "زفت الطين" كما لقبها
انتظرت أمل الاتصال الذي وعدها به اللواء نجدت لمدة شهرين كاملين لكنه لم يتصل
*كان حسام دائم السؤال عن وعد، وكُلف بمتابعة التحريات الخاصة بقضية أمل *
انتظرت حنين أن يعملها شقيقها كيفية قيادة السيارة، لكنه كان دائم الانشغال، فقررت أن تتعلم بمفردها عن طريق تطبيق" اليوتيوب"
كانت والدة وعد دائمة الاتصال بها وكانت وعد تفرح كثيراً بإهتمام والدتها بالرغم من كل ما حدث
سيطرت منيرة بشكل كامل على يحيى وأمواله فأصبح كالخاتم في إصبعها ترتديه وقتما تريد، وتزيله متى شاءت
*********
انتهت أجازة نهاية العام الدراسي وتركت وعد عملها لفترة مؤقتة حتى تهتم بدراستها... واندهش أمير لعدم رؤيته لها فقد ذهب إلى المطعم لمدة ثلاث أيام متتالية لكنه لم يجدها... وفي صباح اليوم الرابع تململت وعد في فراشها ثم فتحت عينيها بصعوبة حينما صدع صوت رنين هاتفها... تعالت شهقاتها حينما وقعت عينيها على ساعة الهاتف تشير إلى الثامنة والنصف فانتفضت عن فراشها وأجابت المكالمة قائلة
- يالهوي يا حنين راحت عليا نومة
- طيب أهدي لسه نص ساعة هتلحقي بأمر الله
- أمبارح كانوا بيقولوا دكتور المادة دي ما بيدخلش حد وراه
- معلش يلا غيري هدومك وأنزلي
أنهت المكالمة وارتدت ثيابها بسرعة لم تعتادها من قبل ثم غادرت دون أن تأكل شيئاً... أوقفت سيارة أجرة أوصلتها إلى الجامعة في التاسعة والربع، فترجلت منها وركضت إلى الداخل ثم وقفت أمام باب إحدى قاعات المحاضرات وترددت في طرق بابها، لكنها قررت الدخول فطرقت الباب وفتحته لتجد مفاجأة من العيار الثقيل في انتظارها... تقابلت عينيها بعينيّ أمير المختبئة تحت نظارته الطبية... لم تستطع أن تتفوه ولو بكلمة فقد سيطرت الصدمة عليها، بينما شعر أمير بسعادة لا يعرف سببها... لم يراها لمدة ثلاث أيام واليوم تقف أمامه كطالبة بكلية الطب ما زاد إعجابه بها... لاحت شبه ابتسامة على شفتيه لكنه خبأها حتى لا يراها أحد ثم أشار إليها بالدخول وهو يقول بجدية مصطنعة حتى يستمع إلى صوتها
- أخر مرة يا دكتورة، ما بحبش حد يدخل بعدي
انتظر أن يأتيه ردها إلا أنها اكتفت بتحريك رأسها كإشارة بالموافقة ثم اتجهت صوب حنين وجلست إلى جوارها.... لم تستطع أن تنظر إليه فقد كانت تشعر بالإحراج، فهي الأن تجلس أمام دكتورها الجامعي الذي يعرف جيداً أنها تعمل نادلة بمطعم يرتاده دائماً... تلألأت الدموع في عينيها وجاهدت لتأسرها بالداخل لكنها لم تستطع فخانتها دمعة وسالت برفق على وجنتها رآها أمير بوضوح واندهش بشدة.... أزال نظارته لتعلو همسات الفتيات، لكنه لم يهتم لهن بل اقترب من المكان الذي تجلس به وعد ثم تحدث بصوت رجولي تألفه جيداً
- بما أن دي أول محاضرة لينا، فأنا حابب أعرفكم بنفسي وأتعرف بيكم قبل ما نبدأ الدراسة،هبدأ بنفسي أمير أحمد نور الدين جراح قلب
قال كلمته الأخيرة وهو ينظر إلى عينيّ وعد ثم هتف بجدية مصطنعة
- نتعرف بالدكتورة
ابتلعت ريقها بصعوبة وشعرت بهروب الكلمات فوكزتها حنين في قدمها ثم تحدثت عوضاً عنها قائلة
- سوري يا دكتور، أصل وعد عندها برد وصوتها رايح
- وعد
رددها بصوت خفيض يكاد أن يكون أقرب إلى الهمس ثم انتقل إلى حنين وتعرف عليها وانتقل إلى باقي الطلاب حتى لا يشك أحد في غرضه من السؤال فقد كان يريد معرفة أسمها.... بعد مرور ساعتين انتهت المحاضرة وبدأ الطلاب في المغادرة وتجمع البعض منهم حول أمير الذي كان يختلس النظر إلى وعد بين تارة وأخرى... غادرت حنين لتذهب إلى الحمام وبقت وعد جالسة كما هي فقد انتظرت مغادرته حتى تغادر، ولكن انصرف الجميع عدا أمير بعد أن اصطنع البحث عن شيء فقده خلال المحاضرة فتركت وعد مكانها وهمت أن تغادر لكن أوقفها صوته حينما هتف
- مفيش سلام عليكم يا دكتور أمير؟!!!
ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة.. دائرة حقوق المؤلف