07/30/19 - سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Tuesday, July 30, 2019

جوري / منى سليمان

July 30, 2019 0
جوري / منى سليمان

جوري ( الوردة الحمراء ) - الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء

الفصل التاسع عشر - بقلمي منى سليمان  

* دموع الفرح * 

مضت الأيام والأسابيع والأشهر على الجميع، سيطر الربيع على فصول البعض منهم والخريف على فصول البعض الأخر... 
* انتهت أمتحانات نهاية العام الدراسي وتخطى أدم عامه الرابع بذات التقدير المرتفع بالرغم من انشغاله الدائم بالعرض المسرحي فتقبلت فاطمة حلمه وقررت مساندته بعد أن أوفى بوعده لها... 
* تخطت جوري عامها الثالث بنجاح باهر ما أسعد قلب أحلام التي مازالت تُحارب مرضها ومازالت تخضع للعلاج الإشعاعي... 
* كانت سعادة لمياء عارمة حينما حصلت على تقدير فاق العامين المنصرفين ما أسعد والديها فبالرغم من انشغالها بنجاح كتابيها إلا أنها حافظت على نجاحها الدراسي... 
* ازداد العشق الساكن بقلب عماد تجاه لمياء وشرع عدة مرات في البوح بمشاعره لكن صوت الماضي منعه في كل مرة فكان دائم الصراع بين عشقه وماضيه...
* رسبت فاتن كعادة كل عام فهي لم تدوام في الامتحانات نظراً لارتباطها بالعديد من الأعمال الفنية بعد أن سطع أسمها في عالم السينما والتلفاز ولكن بالرغم من مرور كل هذا الوقت لم تعود علاقتها كالسابق مع والدتها فكثيراً ما تجنبتها سهيلة بل وطلبت منها الاحتفاظ بعقد الزواج تحسباً لأي أمر طارئ، كما عينت لابنتها حارساً شخصياً لازمها أينما ذهبت لينقل جميع تحركاتها...

*****

تململت بكسل حينما داعبتها أسعة الشمس ولم تمض سوى لحظات قليلة حتى فتحت عينيها والابتسامة تلازم شفتيها... أخذت تداعب خصلات شعرها بيدها وبداخلها شعور بالسعادة فبعد عدة ساعات سترتدى خاتم خطبتها الذي نُقش عليه حروف أسم من عشقته منذ نعومة أظافرها... تركت فراشها ومضت بخطوات هادئة نحو شرفتها لتتأمل الطبيعة الخلابة ولكن وقعت عينيها على حبيبها فلوحت إليه بيدها ليبادلها بقبلة أرسلها إليها عبر الهواء ثم أخرج هاتفه من جيب سرواله وتحدث إليها

- صباح الخير

قالت برقة فخفق قلبه نابضاً بأسمها ثم بادلها بتحية الصباح وشاكسها كعادته لتنطلق من بين شفتيها أعلى الضحكات فعض أدم شفتاه بهيام وهتف

- ما ينفعش أطلع أخد حضن كده على السريع وأنزل؟ 

أبعدت جوري الهاتف عن أذنها ووجهت نظراتها إليه ثم قالت بحدة: أحترم نفسك

انفجر أدم ضاحكاً وقهقه بأعلى طبقات صوته فشاركته الضحك ثم أنهت المكالمة دون أن تودعه ودلفت إلى الداخل وخلال دقائق قليلة توضأت وصلت فرضها ثم أبدلت ثيابها وفتحت بابها لتجد أدم يقف في انتظارها مستنداً بجسده على الحائط فزمت شفتيها بغضب وشرعت أن تتخطاه لكنه لم يسمح بذلك بل أدخلها ثم لحق بها وأغلق باب الغرفة فتعالت شهقاتها وقالت بصوت مرتعش

- أفتح الباب وبطل جنان
- بتقفلي السكة في وشي يا بت أنتي
- أنت اللي عصبتني
- طيب أنا هخليكي تحرمي تعمليها تاني

اقترب منها فتراجعت بدورها إلى الخلف والخوف يظهر بوضوح على قسمات وجهها فأسر أدم ابتسامته وتابع مازحاً 

- ناس ما تجيش غير بالعين الحمراء صحيح، المرة دي سماح المرة الجاية ما أضمنش، يلا أمشي من قدامي

حركت رأسها بالموافقة وتخطته لتغادر إلا أنه سبقها وقبض على معصمها ثم جذبها نحوه وقربها منها فكادت أن تتحدث لكنه سبقها ورفع يدها إلى شفتيه طابعاً على باطن كفها قبلة عميقة ثم قال بصوت دافئ غلفه العشق

- مبروك يا عمري
- الله يبارك فيك

قالتها بخجل ثم سحبت يدها وغادرت الغرفة على عُجالة فرفع أدم أحد حاجبيه وتمتم بغيظ

- وراكي لحد ما تبطلي كسوف

*****

بمنزل أحمد... 
اجتمعت الأسرة على مائدة الإفطار وتناولوا الطعام في أجواء ساحرة سُرقت من الزمن... أطعم أدم طفلته بيده وكذلك فعل أحمد مع زوجته فزفرت لمياء بضيق وأسندت يدها أسفل وجنتها فابتسم شقيقها سعد وأطعمها هو الأخر ليدللها فتناولت ما بيده بسعادة، ولم تقل سعادة فاطمة وأحلام عن الجميع فغداً سيعود الفرح ليعم المكان... وما هي إلا دقائق حتى طلب أحمد منهم الاستماع إليه فتوقفوا عن تناول الطعام وانتبهوا إليه

- طبعاً كلكم عارفين أن بكرة خطوبة ابن أخويا على بنت أخويا، بس في مفاجأة تانية حابين ناخد فيها رأي العروسة بما أننا كلنا متجمعين
- خير يا عمي؟ 

تساءلت جوري باهتمام فابتسم أدم وراقب ملامح وجهها ليرى رد فعلها حينما تعلم بالمفاجأة فأجابها أحمد

- أدم طلب مني ومن فاطمة وأحلام أنكم تكتبوا الكتاب بكرة والدخلة بعد ما يخلص الجامعة يعني بعد سنة

جحظت عينيها ووضعت يدها على ثغرها لتكتم صرخة السعادة التي كانت على وشك الانطلاق فتابع أحمد مازحاً 

- كده رد العروسة وصل وشكلنا هنقول مبروك 

تلألأت الدموع داخل مقلتي جوري وتركت مقعدها ثم اقتربت من عمها وعانقته فبادلها العناق لتتذوق بين أحضانه الحنان الأبوي الذي تحتاج إليه، وبمجرد أن ابتعدت عنه عانقت فاطمة ثم فعلت المثل مع والدتها فقالت الأخيرة

- مبروك يا بنت عمري، أدم راجل وهيحافظ عليكي ويصونك العمر كله
- الله يبارك فيكي يا ماما ويخليكي ليا 

طال العناق لدقائق قطعها أدم حينما اقترب من أحلام وهتف مازحاً: إيه يا لولي هو أنا مليش نصيب في حضن ولا إيه؟ 

ابتسمت أحلام وكذلك جوري التي ابتعدت عن والدتها وأخذت تزيل الدموع عن وجنتيها فوضع أدم كفيها بين كفيه وتابع بصوت دافئ

- من النهارده مفيش دموع، عايزك تضحكي وبس 
- ربنا يخليك ليا وتفضل سندي وأماني العمر كله

راقبوا جميعاً سعادة أدم وجوري باهتمام عدا لمياء التي شردت في المشاكس خاصتها فقد زاد شعورها بالاشتياق إليه نظراً لانشغاله عنها، فمنذ ما يقارب الخمس أيام لم يتحدث إليها ولم يراسلها، لكنها فاقت من شرودها على صوت باب المنزل فتركت مقعدها واتجهت صوب الباب وفتحته لعدم وجود الخادمة، وما أن فتحت الباب جحظت عينيها وهي تكاد لا تصدق ما تراه فأتسعت ابتسامته وسألها بجدية مصطنعة

- عمي أحمد موجود؟ 
- أنت بتعمل إيه هنا؟ 

ضيق عماد بين حاجبيه واصطنع الغضب قائلاً: ما تقوليلي أمشي أحسن

كادت أن تتحدث لكن سبقها والدها حينما اقترب من باب المنزل ورحب بعماد فعلمت لمياء أنه كان ينتظر حضوره، ولم تمض سوى لحظات قليلة حتى أنضم عماد إلى مائدة الإفطار بعد أن تعرف إلى سعد ورحب به الجميع فمالت جوري على أذن لمياء وتساءلت

- هو إيه النظام؟ 
- معرفش
- عليا برضو
- والله ما أعرف حاجة، زيي زيك و

توقفت عن إكمال كلماتها عندما جلس عماد على المقعد المجاور لها وبدأ في تناول الطعام بعد أن أصر أحمد عليه فاستغل انشغال الجميع وردد بصوت خفيض

- وحشتيني

اصطنعت الغضب ولم تعيره أي اهتمام فتابع: عارف أنك زعلانه علشان بعدت بس كمان شوية هحكيلك كل حاجة

- كل يا عماد أنت مش غريب

قالها أحمد فحرك عماد راسه بامتنان وتناول الطعام في جو أسرى دائماً ما يبعث الطمأنينة إلى قلبه

******

دلفت إلى القصر كالإعصار ثم صعدت الدرج واتجهت صوب غرفة والدتها لتجدها بالشرفة تتناول فنجان قهوتها... اقتربت منها وشرار الغضب ينبعث من عينيها ثم قالت بحدة 

- لحد أمتى التور اللي تحت ده هيفضل ماشي ورايا ومراقبني، وأزاي يضرب شادي؟  

لم تتفوه سهيلة ولو بكلمة بل أشعلت سيجارتها وأخذت تنفس دخانها في الهواء ما زاد غضب فاتن فتابعت

- مامي أنا بكلمك على فكرة
- كنتي رايحه مع شادي البيت تعملي إيه؟ لو فاكرة أن سليم هيعمل اللي عمله تاني ويخلصك من مصيبة تانية تبقي غبية و

قاطعتها فاتن قائلة: شادي صديق مش أكتر 

وقفت سهيلة عن مقعدها ونفست دخان سيجارتها في وجه فاتن ثم تحدثت ببرود قائلة

- شادي سمعته في الوسط معروفه، فبلاش تلفي وتدوري وتقولي صديق لأني عارفة ومتأكدة أنتي كنتي رايحه معاه ليه واطلعي بره أوضتي علشان مش عايزه أتصرف معاكي تصرف ما يعجبكبش

أدارت فاتن جسدها لتغادر والغضب يتملك كل ذرة في كيانها فأوقفتها سهيلة قائلة: علاقتك بشادي تنتهي النهارده، الوسط مليان ممثلات من سنك وممثلين سمعتهم نضيفة بلاش تروحي عند الزبالة وتقفي

صرت فاتن على أسنانها وغادرت الغرفة دون أن تتفوه ولو بكلمة ودلفت إلى غرفتها ثك اتجهت مُباشرةً صوب خزانتها وأخرجت عقد زواجها القديم لتمزقه عل لعنته تنتهي لكنها تذكرت حديث والدتها حينما طلبت منها الاحتفاظ به تحسباً لأي طارئ فأعادته إلى حيث كان ثم جلست على حافة فراشها وتمتمت في نفسها

- كان يوم أسود لما طاوعتك يا هشام الزفت

****

أعدت ماجدة أكواب الشاي ثم وضعتها على الصينية وطلبت من الخادمة حملها والتوجه نحو غرفة الجلوس حيث يجلس أحمد برفقة عماد وسعد وأدم... أثناء مرور الخادمة أشارت لها جوري فاقتربت منها وتساءلت

- محتاجة حاجة يا ست جوري؟ 
- أيوه، بصي لما تدخلي حاولي أسمعي بيقولوا إيه ووأنتي خارجة ما تقفليش الباب علشان نسمع
- حاضر

ابتعدت الخادمة وأكملت طريقها فوقفت لمياء عن مقعدها ووكزت جوري في كتفها ثم هتفت بغيظ

- أنتي أتهبلتي يا بت أنتي، عايزه أم محمد تتسنط على بابا
- على أساس مش هتموتي وتعرفي العمدة هنا بيعمل إيه؟ 
- عمدة إيه، هي العزبة فيها عمدة وأنا معرفش؟! 
- ياختتتتتتتتتتتي

قالتها جوري بغيظ فضحكت لمياء بجنون ثم استردت أنفاسها وقالت: خلاص فهمت قصدك عماد 

- الحمد لله طلعتي بتفهمي 

ما أن توقفت جوري عن الحديث اقتربت الخادمة منها وهتفت: لما دخلت سكتوا

لوت جوري ثغرها بضجر وسألتها: طيب سيبتي الباب مفتوح؟ 

- لا، الأستاذ سعد قام قفل ورايا لما سبته مفتوح شوية
- يادي الحظ، متشكرين يا أم محمد

انصرفت الخادمة وعادت إلى المطبخ لتُساعد ماجدة في تحضير طعام الغداء فجلست جوري إلى جوار لمياء عاقدة ذراعيها أمام صدرها فرفعت لمياء كلا حاجبيها باندهاش وهتفت

- اللي يشوف كده يقول بيخطبوكي جوه وأنا معرفش
- الصراحة قلبي حاسس أنه بيخطبك أنتي
- لا يا شيخة وإيه الثقة دي، أعرفه من سبع شهور وعمره ما قالي معجب حتى، هيجي النهارده فجأة كده يخطبني ده إيه الذكاء ده
- يا عبيطة مش لازم يقول معجب كفاية تصرفاته وتصرفاته بتقول أنه بيعشقك أسأليني أنا

كم تمنت لمياء أن يتحقق كل ما قالته جوري فقد فاض عشقها لعماد وتخطى جميع الحواجز والحدود ولم تفق من شرودها إلا عندما انتبهت إلى خروج أدم من الغرفة ثم اقترب من جوري وتساءل

- إيه يا عمري مالك؟ 
- مفيش 
- أمال بعتالي رسالة عايزاك ضروري ليه؟! 

سألها باندهاش فقررت استعمال سلاحها الأنثوي علها تحصل منه على المعلومات التي تحتاج إليها فأجابته بدلال لم يعتاد عليه

- وحشتني إيه ما ينفعش توحشني؟ 

غمز لها أدم بمشاكسة وتحدث مازحاً: ينفع طبعاً بس هاتي من الأخر وقولي عايزه إيه

- مفقوصه صح؟ 
- أوي
- من الأخر كده عايزه اعرف في إيه بيحصل جوه

رفع أدم كتفيه بلا مبالاة وتحدث بصوت رجولي: عمي عازم أستاذ عماد على كتب الكتاب بس

لوت جوري ثغرها بضجر فأسر أدم ضحكته بصعوبة ثم ضربها بخفة على مقدمة رأسها وتابع

- طلعتي حشريه شكلي هغير رأيي
- طيب أعملها كده وأنا أقتلك 
- أموت أنا في الشرس، هدخل عند عمي وإياكي تبعتي رسايل تاني

لم ينتظر ردها وعاد إلى الغرفة فعادت لتجلس إلى جوار لمياء والفضول يتأكلها، وبعد مرور ما يقارب نصف الساعة غادر أحمد الغرفة برفقة عماد وأدم ثم اقترب من جوري ولمياء وقال

- يلا يا بنات أخرجوا غيروا جو وخدوا عماد يتفرج على العزبة وأنا وسعد ورانا مشوار على ما ترجعوا نكون خلصنا

لم تمض سوى دقائق قليلة حتى غادرت جوري برفقة أدم وسارت لمياء برفقة عماد فتحدث بصوت خفيض يكاد أن يكون أقرب إلى الهمس

- وحشتيني أوي
- ماشي 
- إيه ماشي دي؟ 
- عايزني أقول إيه يعني؟! 

تساءلت بغضب ملحوظ فعلم أنه غيابه عنها ضايقها، لكنه كان الحل الأمثل ليحسم أمره ويُنهي الصراع بين عشقه لها وماضيه فكاد أن يجيبها إلا أنها لم تترك له فرصة وسبقته لتسير إلى جوار جوري فابتسم على فعلتها وسار هو الأخر إلى جوار أدم إلى أن وصلوا أمام المجرى المائي الذي يتعانق مع الأراضي الزراعية فبدا المكان ساحراً 

- هاخد جوري كده نصايه ونرجع

قالها أدم ثم مضى برفقة جوري فاقتربت لمياء من المياه وأخذت تتأمل أشعة الشمس الساقطة بداخلها فتنفس عماد بعمق ثم لحق بها ووقف خلفها علها تنظر إليه ولكن دون جدوى فوقف أمامها وتساءل

- هتفضلي زعلانة كده كتير؟ 
- أنا مش زعلانة 
- أمال متعصبة ليه؟ 
- مش متعصبة

لم يستطع أسر ابتسامته ما زاد غضب لمياء فتابعت بحدة: وكمان ليك عين تضحك و

قاطعها قائلاً بدون أي تردد أو تفكير: بحبك يا لمياء

أتسع ثغرها وأخذت ترمش عدة مرات وهي تكاد تصدق ما سمعته ثم تمالكت أنفاسها وسألته: أنت قولت إيه؟ 

- ما قولتش حاجة
- عمااااااد 

لم يستطع كبح لجام نفسه فانفجر ضاحكاً وقهقه بأعلى طبقات صوته فتضاربت المشاعر بداخلها بين السعادة لما قاله منذ لحظات والغضب لسماعها صوت ضحكاته فأردفت بحزم

- بطل ضحك لو سمحت بدل ما أسيبك وأمشي

توقف عن الضحك ثم نظر مُباشرةً إلى عينيها وتحدث بصوت دافئ غلفه العشق

- تمشي تروحي فين؟ أنا بقالي ٣٠ سنة بدور عليكي

تسارعت نبضاتها فشعرت أن قلبها على وشك مغادرة الضلوع فوضعت يدها حيث يسكن القلب علها تُهدى من دقاته لكن ذلك لم يحدث فقد أكمل حديثه العذب قائلاً 

- لا حبيت قبلك ولا هحب بعدك، واليومين اللي بعدت فيهم كنت بحاول أهرب من حبك بس ما عرفتش، أنتي محفوره جوه قلبي وعشقك بيغذي كل شراييني، مش عارف إزاي وأمتى سرقتيني من نفسي بس اللي عارفه أن حبك كان دوايا ودواء لكل جروحي

تلألأت الدموع داخل مقلتيها تأثراً بحديثه العذب فاقترب منها خطوة واحدة كانت كفيلة بكسر الحواجز بينهما ثم تابع بنبرة صوت هادئة

- أنا قبلك كنت ضايع ولقيت نفسي لما لاقيتك، جوايا شرخ كبير أوي وذكريات كلها مرار وألم بس هنسى كل ده جمبك وفي حضنك، يمكن في يوم أقدر أحكيلك وممكن لا بس عايزك تفضلي جمبي وما تبعديش أبداً وأوعدك هحافظ عليكي وأحطك جوه قلبي

لم تتفوه ولو بكلمة واحدة فقد كانت كالمغيبة لا تسمع ولا ترى سواه فبادلته نظراته ودموع الفرح تتساقط من مقلتيها فابتسم لها وأكمل حديثه قائلاً 

- ما تعيطيش، مش عايز حاجة من الدنيا دي كلها غير أني أشوف فرحة عيونك

اختلطت دموعها بابتسامتها الساحرة التي جعلته أسيراً داخل عشقها فتابع بصوت دافئ

- أنا كلمت عمي أحمد أمبارح وطلبت ميعاد علشان أتقدم ليكي والنهارده جيت وطلبت أيدك منه بس لأني وحيد محدش جه معايا، تقبلي تتجوزيني وتشاركيني حياتي بحلوها ومرها، وتبقي ليا حبيبة وصديقة وزوجة وأم وأخت؟ 

عادت لتبكي من جديد فقد لامست كلماته مشاعرها فأردف مازحاً: ده عرض جواز على فكرة، هفتكر دموعك رفض وأنا بقالي ساعة بقنع عمي أحمد أني أتقدملك بنفسي بعد ما وافق مبدئياً هو وسعد، ها قولتي إيه نروح نجيب الشبكة وبدل الفرح يبقوا أتنين ولا أخد بعضي وأرجع الدار أشوفلي

قاطعته قائلة: بحبك يا مجنون


ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف