طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء
الفصل الحادي عشر - بقلمي منى سليمان
* جنون *
خرجت وعد من الحمام وتفاجأت بعدم وجود أمير فشعرت بغضب لا تعرف سببه ثم اتجهت صوب الفراش وأراحت جسدها وهي تقول
- دكتور أمير فين؟
اقتربت منها الممرضة وجلست على حافة الفراش ثم ابتسمت بخبث وهتفت بسعادة
- دكتور أمير راح يطرد الدكتورة الرخمة نادين
جحظت عينيّ وعد من وقاحة تلك النادين فاعتدلت في جلستها وهمت أن تغادر الفراش لتلحق بأمير، لكن الممرضة لم تسمح لها بذلك
- ممنوع تتحركي كتير، دي أوامر الدكتور
- أنا كويسه
- لازم ترتاحي، دكتور أمير طيب جداااااااا بس ما بيحبش حد يكسر كلمته
ابتلعت وعد ريقها بصعوبة وحركت رأسها كإشارة بالموافقة ثم أراحت جسدها مرة أخرى بالرغم من رغبتها في معرفة ما يحدث بالخارج، فقاطعت الممرضة شرودها حينما تابعت
- ما تقلقيش على دكتور أمير، ولو نفسك تتفرجي البنات هيصورولي الخناقة أصل إحنا بنكرها أوي
ابتسمت وعد على حديثها ثم هتفت متسائلة: ليه بتكرهوها كده؟
- يا ساتر دي تنحه أوي
قالتها بطريقة تمثيلية جعلت وعد تنفجر ضاحكة فشاركتها الضحك ثم استردت الممرضة أنفاسها وبدأت تقص على وعد أسباب كره الجميع لتلك الحرباء
********
بالخارج....
وصل أمير إلى باب المشفى وسمع نادين تعنف الحارس بشدة وتقذفه بأسوأ الألفاظ فاقترب منهما وهتف بحدة
- إيه اللي بيحصل هنا؟
كاد الحارس أن يجيبه لكن سبقته نادين حينما هتفت بنبرة صوت تحمل الحزن المصطنع
- كده يا أمير تخلي الشيء ده يمنعني أدخل
زفر أمير بضيق وشرع أن يتحدث، لكن الحارث لم يتقبل الأهانة فسبقه قائلاً
- ما تحترمي نفسك يا وليه أنتي
أتسع فاها من وقاحة كلماته بينما قهقه أمير بأعلى طبقات صوته ما جعلها تشتاط غيظاً
- أنت راجل مش محترم و
توقف أمير عن الضحك وقاطعها قائلاً بحدة: أنتي تخرسي خالص ومش عايز أشوف وشك لا هنا ولا في البيت، وصدقيني لو عمي عايش كنت خليته يربيكي من أول وجديد لإنك فعلاً محتاجة تتربي
لم ينتظر ردها بل أشار إلى الحارس ليمنعها من الدخول كما طلب منه ثم غادر إلى غرفة وعد دون أن يعيرها أي اهتمام
********
في غرفة وعد....
كانت الممرضة تقلد حركات نادين وطريقتها في الكلام فانفجرت وعد ضاحكة وعلّا صوت ضحكاتها لدرجة منعت أمير من فتح باب الغرفة ليستمع إلى صوت الضحكة الغائبة عن شفتيها لمدة لا يعلمها... ظل بالخارج لعدة دقائق وهو يشعر بالسعادة لأجلها وكان يضحك أيضاً على كلمات الممرضة
- ويا اختي لو حد لمس حاجة من حاجتها تلوي وشها وتعمل كده (أنتي غبية)
ضحكت وعد من جديد على كلمات الممرضة صاحبة القلب الطيب، فابتسم أمير بالخارج ولم يستطع أن يمنع نفسه أكثر من ذلك ففتح باب الغرفة بدون سابق إنذار لينعم برؤية ضحكتها.... توقفت وعد عن الضحك وتلونت وجنتيها بالحمرة، بينما خجلت الممرضة من فعلتها وغادرت الغرفة كالإعصار بعد أن لوحت مودعة إلى وعد.... اقترب منها وجلس على حافة فراشها ثم وضع يده أسفل ذقنها ورفع رأسها لينعم برؤية انعكاس صورته داخل عينيها
- مش هقولك أني بحبك علشان مش بحب الكذب بس هقولك إن جوايا في مشاعر ليكي مش عارف هي إيه، ما بحبش أشوف دموعك وبفرح بابتسامتك وعايز أشوفك قدامي على طول، ما تعرفيش ده إيه؟
كانت كل كلمة من كلماته تتسبب في تسارع نبضات قلبها، وما أن وصل سؤاله الفريد إلى مسامعها، ابتسمت على جنونه وحركت رأسها يميناً ويساراً كإشارة بعدم المعرفة فبادلها البسمة بغمزة من عينه اليسري وتابع قائلاً
- طيب إيه رأيك نفضل سوا لحد ما نلاقي الإجابة؟
تضاربت المشاعر بداخلها بين السعادة لسماع كلماته العذبة والاندهاش من جنونه، لكنها شعرت برغبة ملحة في البقاء معه فأجابته بصوت يكسوه الخجل
- موافقة
- أنا عارف أن فرق السن بينا كبير، علشان كده هنكتب الكتاب وهنتظرك لحد ما تخلصي أول سنة في الجامعة وبعدين نتجوز
بدأ كلماته بطريقة جادة ثم أنهاها بمزحة وغمزة من عينه فرفعت أحد حاجبيها لتبادله المشاكسة فتابع قائلاً
- خلاص نخليها بعد تاني سنة
- لا
- تالت سنة طيب، إيه رأيك؟
شرعت أن تعترض كعادتها، لكن قاطعها صوت طرق على باب الغرفة فزفر بضيق ثم نظر إليها قائلاً
- مش عارف أطلب أيدك
ابتسمت على جنونه الذي لا يتوقف وأشارت إليه لكي يفتح باب الغرفة وبالفعل فتحه وتفاجأ برؤية أخر شخص قد يتوقع وجوده بالمشفى
- ماما!!!!! إيه اللي جابك وجيتي أزاي؟
- أنا جبتها
قالتها أمل التي كانت تختبأ خلف والدتها فضرب أحد كفيه بالأخر وهتف متسائلاً
- بتعملوا إيه في المستشفى؟
- جايين نشوف العروسة، وسع كده
قالتها أمل ثم دلفت إلى الداخل وتبعتها والدتها دون أن يعيروا لاعتراض أمير أي اهتمام، فاقتربت سلوى من وعد وهتفت بسعادة
- بسم الله ماشاء الله
نظرت وعد إلى أمير فتحدث قائلاً: ماما وأمل أختي
همت وعد أن تقوم عن الفراش لتقترب من سلوى، لكنها منعتها حينما قالت بحنان وصوت دافئ
- خليكي مرتاحة
- أنا مش تعبانه
قالت وعد كلماتها بسعادة ثم تركت فراشها وتقدمت منها لتصافحها فربتت سلوى على كتفها وهي تقول
- الواد أمير طلع ذوقه حلو أوي
خجلت بشدة وتوردت وجنتيها كعادتها ثم تقدمت من أمل وعانقتها فهتفت الأخيرة بسعادة
- طول عمري نفسي يبقى ليا أخت بنت
- وأنا كمان
استغلت سلوى انشغال الفتيات بالحديث ومالت على أذن أمير وتحدثت مازحة
- بيتفقوا عليك
- إيه اللي جابكم بجد؟
- لما قولت أنها تعبانه قولنا نيجي نعمل الواجب
رفع أحد حاجبيه بعدم تصديق فأسرت ابتسامتها وتابعت قائلة: ونتفرج
- وانا أقول وارث الشقاوة من مين، أتاريه منك يا سلوى
- سلوى!!!! دي الغزالة رايقه على الأخر
- شوفيها وهي بتضحك وهتعرفي أنا مبسوط ليه
- ربنا يسعدك، بس مش لسه صغيرة على الجواز
- لما نروح هفهمك كل حاجة
ابتسمت له وربتت على كتفه فأمسك يدها وطبع على ظاهرها قبلة حانية رأتها وعد واستشعرت حنانه
********
في مصلحة الطب الشرعي....
انتهى أمجد من تشريح الجثة ثم اتجه إلى مكتبة ليكتب التقرير... وبعد مرور عدة دقائق أنهى تقريره وأراح ظهره على المقعد ثم أمسك هاتفه ليجري اتصالاً بهاتف أمير ليعرف مستجدات الأحداث، لكن وقعت عينيه على مكالمة لم يجيبها من رقم غير مسجل فتسرب الشك بداخله ولم يتردد ولو لدقيقة بإعادة الاتصال... في ذات اللحظة كانت حنين ماتزال نائمة لكنها تململت في الفراش حينما صدع صوت رنين هاتفها.... فتحت عينيها بصعوبة ثم نظرت إلى اسم المتصل وانتفضت عن نومتها حينما وجدت الاتصال منه... ترددت في ضغط زر الإيجاب فبالرغم من رغبتها في الاطمئنان عليه، إلا أنها تخشى غضب شقيقها فقررت عدم الرد... على الجانب الأخر أبعد أمجد الهاتف عن أذنه ثم وضعه على سطح المقعد وبداخله صوت يخبره أنها صاحبة الرقم.... وبعد مرور عدة دقائق من التفكير حمل هاتفه ومفتاح سيارته ثم غادر إلى المشفى ليطمئن على وعد بدلاً من الاتصال بأمير
*******
في منزل نادين....
دلفت إلى منزلها وهي في حالة يرثى لها، وما أن رأتها والدتها في تلك الحالة تقدمت منها وهتفت بقلق متسائلة
- في إيه؟
- أمير هيتجوز
أتسع فاه والدتها وتعالت شهقاتها بينما انفجرت دموع نادين كالشلال، فرمقتها والدتها بنظرة غيظ وتحدثت بغضب قائلة
- ياما نصحتك وقولتلك أدلعي عليه وعلقيه بيكي
- أنا عملت المستحيل وهو مكنش
قاطعتها قائلة بحدة: خلاص اللي حصل حصل خلينا نفكر في حل للمصيبة دي
- أنا راجعه تعبانه بكرة نتكلم
دلفت نادين إلى غرفتها وهي تجر أذيال خيبتها ثم جلست على المقعد الموضوع أمام المرآة وأخذت تطالع هيئتها التي يرثى لها فزفرت بضيق وهتفت بغيظ
- مش هسيبك تتهني يا وعد
*********
في المشفى...
وقفت سلوى عن مقعدها ثم تقدمت من وعد التي كانت تتحدث إلى أمل ثم هتفت بسعادة
- شكلكم كده هتتفقوا على أمير
ابتسم أمير على مشاكسة والدته بينما وقفت أمل عن مقعدها وتحدثت بسعادة قائلة
- خلاص أنا حبيت وعد يعني تحت حمايتي
- ربنا يديم المحبة بس لازم نمشي
اقتربت وعد من سلوى وهي تزم شفتيها بطريقة طفولية فربتت سلوى على كتفها وهتفت بحنان
- على عيني أسيبك وأمشي
- طيب أقعدوا شوية
- معلش يا حبيبتي بكرة تيجي تعيشي معانا ونفضل سوا على طول
توردت وجنتيّ وعد لشعورها بالخجل فابتسمت سلوى على براءتها بينما تسارعت نبضات قلب أمير... وبعد مرور عدة دقائق غادرت سلوى برفقة أمل فاقترب أمير من وعد وتحدث بجدية مصطنعة قائلاً
- يلا على السرير علشان ترتاحي علشان هاخد عينة دم وأعملك شوية تحاليل
- بس
قاطعها قائلاً بحزم: ما بحبش الاعتراض
- مش اعتراض بس بجد أنا مش تعبانه وشايفه التحاليل ملهاش لازمة
- التحاليل مهمة جداً وأنا عايز أطمن عليكي
امتثلت لرغبته وعادت إلى الفراش فقام بسحب عينة دم من وريدها ثم غادر إلى المعمل وأعطى العينة إلى الطبيب المختص بالتحاليل وطلب منه إجراء كافة التحاليل ليطمئن عليها ثم عاد إلى غرفتها وجلس على حافة الفراش فقالت برقة دون أن تنظر إلبه
- أنا عايزه أروح
وضع أنامله أسفل ذقنها ورفع رأسها لتتقابل أعينهم من جديد وأطال النظر إليها لدرجة أخجلتها فابتسم لها وتحدث بحنان قائلاً
- مش عايزه تفضلي معايا؟
- م مش قصدي بس عايزه أروح، ممكن؟
ارتسمت على شفتيه ابتسامة خلفت تسارع لنبضات قلبها فاقترب منها أكثر وأكثر ما جعل صدرها يعلو ويهبط
- مش عايزه تفضلي معايا؟
- والله لا بس
قاطعها قائلاً: يعني عايزه تفضلي معايا لأخر يوم في عمري؟
- لو جاوبتك هتسيبني أروح؟
كاد أمير أن ينفجر ضاحكاً على براءتها لكنه لم يفعل حتى لا يغضبها واكتفى بتحريك رأسه لأعلى وأسفل كإشارة بالموافقة فوجهت نظراتها إلى الأرض وهتفت برقة
- عايزه أفضل معاك، ممكن أروح بقى؟
ما أن وصلت كلماتها إلى مسامعه شعر بأنواع عدة للسعادة تسري بداخله ثم تنحنح قليلاً وقال
- طيب هخرج على ما تغيري هدومك وهروحك
غادر الغرفة فتنفست وعد بعمق وجلست على حافة الفراش لشعورها باهتزاز الأرض تحت قدميها ثم تحدثت إلى نفسها قائلة
- ده مجنون بجد
*********
بعد مرور عدة دقائق طرق أمير باب غرفتها ودلف إليها فاقتربت منه وعد وهتفت برقة
- أنا جاهزة
كاد أن يتحدث لكن قاطعه دخول أمجد قائلاً ببلاهة: بتعملوا إيه؟
رمقه أمير بنظرة نارية ثم هتف بغيظ متسائلاً: إيه اللي جابك؟
رفع أمجد كتفيه بلامبالاة وأجابه قائلاً: جاي أطمن على وعد، عندك مانع؟
- لا معنديش يا خفيف
قالها أمير بغيظ ثم دعس على قدم أمجد فتأوه الأخير بشدة بينما ضحكت وعد فنسى أمير غضبه وتأملها بهيام فوكزه أمجد في كتفه وهتف بغيظ
- تور داس على رجلي
- بس يا مشرحجي
- بس يا بتاع نادين زفت ال
توقف أمجد عن إكمال كلماته حينما شعر ببلاهة ما تفوه به فعض أمير شفتاه بغيظ وشعر برغبة في الفتك بابن خالته بينما توقفت وعد عن الضحك وشعرت بغضب يتسرب إلى قلبها وظهر ذلك بوضوح على قسمات وجهها فاقترب أمير منها وهتف متسائلاً
- مالك؟
- مفيش
قالتها بغضب طفولي فأسر أمير ابتسامته لاستشعاره الغيرة المصاحبة لنبرة صوتها وقرر تلطيف الأجواء
- كنت عايز عنوان بيت والدك علشان
قاطعته قائلة بحدة لم تعتادها من قبل: لييييه؟
اندهش أمجد بشدة بينما ابتلع أمير ريقه وأجابها بهدوء قائلاً
- علشان أطلب أيدك منه ويحضر كتب الكتاب
تلألات الدموع في عينيها فأشار أمير بيده إلى أمجد لكي يغادر فنغذ رغبته وانتظرهم بالخارج بينما اقترب أمير من طفلته ومسح الدمعة التي هربت من عينها وتابع بحنان قائلاً
- أوعدك أن محدش في الدنيا دي هيزعلك دون ما أنا عايش
- مش عايزه أشوفه
- عارف بس شرعاً هو وليك في الجواز
ابتعدت عنه خطوات قليلة إلى الوراء وقالت بحدة: يبقى مش هتجوز
جحظت عينيه في عدم تصديق، لكنه رفض الاستسلام فأخذ يقترب منها وشرار الغضب يتطاير من عينيه فشعرت بالخوف ما جعلها تتراجع إلى الوراء حتى اصطدمت بالفراش وجلست عليه فمال عليها واقترب منها بشدة فشعرت بقلبها يكاد أن يفارق الضلوع، لكنه لم يهتم للخوف والخجل اللذان سكنا مقلتيها وهتف بحدة مصطنعة قائلاً
- أسمع كده قولتي إيه؟
- ما ما ما
قاطعها قائلاً: اللي بعده
- مقولتش ح حاجة
كاد أن ينفجر ضاحكاً، لكنه تمسك برسم الجمود على قسمات وجهه وتحدث مازحاً
- ناس ما تجيش إلا بالعين الحمراء صحيح
قالها وهو ينظر إلى عينيها فابتسمت رغماً عنها فبادلها بغمزة من عينه وابتعد عنها قليلاً وهو يقول
- لو بتثقي فيا أديني العنوان ومش هخلي حد يأذيكي
حركت رأسها كإشارة بالموافقة فشعر بالسعادة لكونها تثق به.. أخرجت من حقيبتها ورقة وقلم ودونت العنوان ثم أعطته الورقة فابتسم لها وهتف بحنان
- يلا علشان أروحك وأروحله
مضت برفقته ولحق بهما أمجد، وما أن وصلوا أمام السيارة فتح أمير بابها لتركب ثم نظر إليها وهتف
- هقول لأمجد حاجة وهاجي
دلفت إلى السيارة فاقترب من أمجد وتحدث معه لدقائق قليلة ثم عاد إليها وانطلق بالسيارة وتبعهما أمجد بسيارته
********
بعد مرور عدة دقائق وصل أمير إلى وجهته فأوقف سيارته أسفل العقار الذي تسكنه وعد... كادت أن تترجل من السيارة لكنه منعها حينما قبض يده برفق على يدها ورفعها لتستقر عند شفتيه طابعاً على باطنها قبلة عميقة فخجلت بشدة وسحبت يدها وهي تقول
- أنا لا لازم أط ل ع و
ابتسم على حالة الارتباك الذي تملكتها فقاطعها قائلاً: اشششششش جمعي، عموما أنا فهمت إنك عايزه تطلعي
لم تجيبه من شدة خجلها فتابع قائلاً: ما تناميش إلا لما أرجع
- حاضر
ترجلت من السيارة ودلفت إلى العقار فتابعها بعينيه حتى اختفت تماماً فأغلق سيارته ودلف إلى سيارة أمجد فانطلق الأخير إلى منزل والد وعد وشعر بالسعادة حينما علم أنه ذات العقار الذي تسكنه حنين... وما هي إلا دقائق حتى وصل إلى وجهته فأوقف السيارة وترجلا منها ثم دلفا سوياً إلى العقار.... اتجه أمير صوب شقة والد وعد بينما أخذ أمجد يدور بعينه في العقار عله يقابل حنين فعاد إليه أمير وهتف بحدة
- بتدور على إيه؟
- ولا حاجة
- طيب تعالى الشقة أهيه
اقترب أمير من باب الشقة وطرقه فجحظت عينيّ منيرة ثم ابتعدت عن عشيقها فزفر الأخير بغيظ
- يالهوي ليكون يحيى رجع
- قولتلك تعالي بيتي وانتي ما
قاطعته وهي ترتدي ثيابها قائلة: أنت لسه هتعاتب، ألبس هدومك واستخبى في أي حته
انتهت من ارتداء ثيابها ثم اتجهت صوب باب الشقة وفتحته فابتسم لها أمير وهتف متسائلاً
- أستاذ يحيى موجود؟
- لا
همت أن تغلق باب الشقة، لكن منعها أمير حينما فتح الباب بقدمه فأردفت بحدة قائلة
- أوعى رجلك
- عايز رقمه
- معرفش ولو أتكلمت كلمة زياد هصوت وألم عليك العمارة
قالتها ثم أغلقت الباب بحدة فلوى أمجد شفتيه بضجر وهتف بغيظ
- إيه الست البيئة دي
- أكيد دي مرات أبوها
- طيب يلا نمشي لحسن شكلها مجنون
- لا أستنى نخبط على الشقة اللي قدامهم
جذبه أمجد من معصمه وهو يقول: يا ابني يالا ليطلعوا مجانين هما كمان
- أتهد شوية، وعد قالتلي دي شقة حنين هاخد منها الرقم وهنمشي
اتجه أمير صوب باب الشقة وطرق بابه بخفة بينما وقف أمجد يهندم ثيابه استعداداً لرؤية المشاكسة التي سيطرت على عقله وتفكيره بجنونها
ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف