جوري ( الوردة الحمراء ) - الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء
الفصل الخامس عشر - بقلمي منى سليمان
* كوب شاي *
صر عماد على أسنانه وشعر برغبة ملحة في الفتك بها لكن منعه وجود لمياء داخل الدار من ذلك فأشار إليها لتلحق به إلى أحد المكاتب التي لا يوجد بداخلها أحد فنفذت رغبته اعتقاداً منها أنه تقبل وجودها، لكنه ما أن أغلق باب الغرفة تبدلت ملامحه تماماً وكأنه بركان نشط على وشك إلقاء الحمم البركانية في وجهها فابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت بصوت مرتعش
- أن أنت أضايقت علشان جيت؟
- أنا طردت أختك وقولتلها ما أشوفش وشها هنا تاني، جاية أنتي بدالها لييييه؟
قالها عماد بحدة وصوت عالِ فتسارعت نبضاتها خوفاً وحاولت تهدئته قائلة
- أنا جيت أحاول أصلح بينكم وأفهمك اللي حصل يمكن تنسوا اللي فات وتبدأوا
توقفت عن إكمال كلماتها حينما اقترب عماد منها كالإعصار ثم قبض بعنف على رقبتها فكادت أن تختنق وحاولت التملص منه بشتى الطرق لكنه كان كالمغيب لا يعي ولا يسمع أي شيء، فقط ردد بجنون
- كفااية، أبعدوا عني، قوليلها تمشي وكفاية اللي عملته، قوليلها تبعد وترحمني
فاق من غفلته حينما شعر بارتخاء جسدها فحرر رقبتها على الفور لتسقط أرضاً وهي تسعل بشدة فابتعد خطوات قليلة إلى الوراء وهو يكاد لا يصدق ما فعله وانتظر حتى التقطت أنفاسها واستعادت توازنها ووقفت عن الأرض ثم أشهر سبابته في وجهها وأردف محذراً
- أخر مرة أشوف وشك أو وشها هنا، مفهوم؟
لم تستطع أن تجيبه لشعورها الشديد بالخوف فحركت رأسها كإشارة بالموافقة ثم حملت حقيبتها وركضت إلى الخارج والصدمة تظهر بوضوح على قسمات وجهها فجلس عماد على أحد المقاعد واضعاً رأسه بين كفيه عله يهدأ قليلاً ويعود إلى طبيعته
***
بالجامعة...
انتهت محاضرة جوري الأولى فذهبت برفقة زميلاتها إلى الحديقة الخاصة بالجامعة، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى اقتربت منهن إحدى الزميلات وقالت بصوت كساه الحزن وغلفه الألم
- شوفتوا اللي حصل
- في إيه؟
تساءلت إحداهن بقلق فأجابت: ببقولوا رنيم أتوفت
تعالت شهقاتهن من هول الصدمة فتابعت الفتاة: كان عندها كانسر وما استحملتش الكيماوي، أتوفت النهارده الصبح بعد أول جرعة
تسارعت نبضات جوري خوفاً وبدأ صدرها يعلو ويهبط فركضت مبتعدة لتطمئن على والداتها فصرت صديقتها المقربة على أسنانها ونظرت إلى الفتاة بغيظ ثم تحدثت بحدة
- أنتي معندكيش دم، حبكت يعني تقولي كل حاجة بالتفصيل
عضت الفتاة على شفاها السفلى وقالت بحزن: نسيت خالص موضوع والدتها، يا حرام شكلها كانت مرعوبة
زفرت صديقة جوري بضيق ثم ابتعدت قليلاً وأخرجت هاتفها لتطمئن عليها فتوقفت جوري بمنتصف الطريق ظناً منها أن المتصل على وشك إخبارها بوفاة والدتها فبدأت تبحث عن هاتفها بطريقة هسترية جعلتها لا تنتبه إلى السيارة التي اصطدمت بها
****
بعد مرور ما يقارب نصف الساعة استعاد عماد هدوئه فرفع رأسه وأخرج من جيب سرواله علبة وأخذ منها حبة دواء لتساعده على الإسترخاء أكثر وأكثر ثم ترك مقعده وعاد إلى مكتبه حيث تجلس لمياء في انتظاره فاقترب منها وجلس على المقعد المقابل لها بدلاً عن مقعده الرئيسي ثم بادر برسم الابتسامة على شفتيه وتساءل
- إتأخرت عليكي؟
- شوية
قالتها بمشاكسة وهي تضم إصبعها السبابة على الإبهام فتجددت ابتسامته ونسى بقربها كل ما حدث وقبل أن يتفوه ولو بكلمة صدح صوت رنين هاتفها فضيقت بين حاجبيها حينما وجدت الاتصال من جوري اعتقاداً منها أنها تشاكسها لمعرفتها الجيدة بوجود لمياء بالدار ومع ذلك اعتذرت منه وتركت مقعدها ثم ضغطت زر الإيجاب وتحدثت بغيظ
- مفيش فايدة فيكي و
قاطعها المتصل قائلاً: مع حضرتك أحمد من استقبال مستشفى القصر العيني
تعالت شهقات لمياء لدرجة جعلت عماد ينتفض عن مقعده ثم استوعبت الأمر وتساءلت بخوف: جوري جرالها حاجة؟
- الآنسة عملت حادثة بسيطة ونقلوها على المستشفى وهي اللي طلبت اتصل لأن في كسر في دراعها وهي حالياً في الاستقبال و
قاطعته لمياء قائلة: أنا جايه حالا
أنهت المكالمة والصدمة تظهر بوضوح على قسمات وجهها والدموع كذلك تُغرق وجنتيها فسألها عماد بخوف
- حد جراله حاجة؟
- قا لو لللي جو عم حادث و
قاطعها قائلاً: بالراحة علشان أفهم
- جوري عملت حادثة
- يا ستار، طيب هي فين دلوقتي؟
- قالوا طوارئ القصر العيني، لازم أروحلها
ركضت إلى الخارج فلحق عماد بها ثم تذكر مفتاح سيارته فعاد وأخذه على عُجالة ثم ركض إلى الخارج وقاد بسرعة جنونية عله يصل في أسرع وقت فقد كان يشعر بالحزن لرؤيته دموع لمياء
*****
بالبنك...
شعر أدم بالملل فقد طال انتظاره لإنتهاء ما جاء من أجله فقرر التحدث إلى جوري لكنه بمجرد أن أخرج هاتفه ليُجري الاتصال، صدح صوت رنينه فأجاب على الفور
- السلام عليكم
- وعليكم السلام، معاك سهيل من مكتب مساعد الأستاذ فريد
- أهلاً وسهلاً بحضرتك
- أستاذ فريد حابب يقدم ميعاد البروفة وهتكون بعد نص ساعة، مناسب ليك؟
وقف أدم عن مقعده وأجابه: اه طبعاً وبأمر الله بعد نص ساعة هكون موجود
خلال لحظات قليلة أنهى أدم المكالمة ثم مال على أذن عمه وأخبره بما حدث فسمح له بالمغادرة فقد شارف على إنهاء ما جاء لأجله، فانطلق أدم بسيارته والسعادة تملأه لأنه على وشك تحقيق أولى خطواته الفنية
****
وصل عماد إلى المشفى فترجلت لمياء وركضت إلى الداخل ثم أخذت تبحث عن جوري حتى وجدتها واقتربت منها ثم عانقتها فتمسكت جوري بها وانفجرت دموعها كالشلال فبكت لمياء أيضاً وسألتها عن ما حدث معها فقصت عليها جوري ما حدث والخوف الذي تملكها لدرجة جعلتها تتوقف بمنتصف الطريق فعانقتها لمياء من جديد وقالت بهدوء
- اللي حصل حصل، المهم أنك كويسه وربنا يستر على رد فعل ماما أحلام لما تشوفك وأنتي متخرشمه كده
ابتسمت جوري بصعوبة ورددت بوهن: أنا مش عارفه عملت كده ازاي
- خلاص ما تفكريش، هروح أشوف الدكتور ولو كله تمام خلينا نروح نفجر القنبلة، شوفتيني وأنا عاملة إرهابية
كان عماد يقف بالخارج واستمع إلى كل ما دار بالداخل فحرك رأسه يميناً ويساراً على جنون لمياء ثم ابتعد وجلس على المقعد المقابل لباب الغرفة فغادرت لمياء الغرفة واقتربت منه قائلة
- هروح أشوف الدكتور علشان تروح
- هاجي معاكي
- مش عايزه أتعب حضرتك
رفع عماد أحد حاجبيه باستنكار وتحدث بغيظ ملحوظ: حضرتي مش تعبان، قدامي
أدارت جسدها ومضت برفقته إلى غرفة الطبيب المختص وحصلت منه على إذن الخروج ثم عادت إلى غرفة جوري وساعدتها على النهوض فتساءل عماد
- تحبي أشيلك لحد العربية؟
راقبت جوري ملامح وجه لمياء وهي تأسر ابتسامتها بصعوبة ثم أجابته بخبث: لو مش هتعب حضرتك هقولك مفيش مانع
وكزتها لمياء في قدمها بعنف فتأوهت جوري بشدة لكن لمياء لم تهتم وقالت بغيظ: لا هتمشي عادي، أيدها اللي مكسوره على فكرة ورجلها فيها كدمة بسيطة، يعني تقدر تمشي زي القردة
وجهت نظراتها صوب جوري وتابعت بحدة: أمشي يا قردة
حررت جوري ضحكتها فامتزجت بصوت الألم بينما وقف عماد يراقب ما يحدث وهو يكاد لا يصدق كم الطفولة الساكنة داخل كل واحدة منهن، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى جلست جوري بالمقعد الخلفي وجلست لمياء إلى جواره فانطلق عائداً إلى المنزل
*****
في ذات الوقت وصل أدم إلى وجهته وصعد على خشبة المسرح فزاد إعجاب فريد به لوصوله قبل الجميع، وخلال دقائق قليلة حضر الجميع وبدأت الاستعدادات النهائية للعرض فشعر أدم أنه يطير في مدار أحلامه فبدى تمثيله حقيقة وتقمص الشخصية المسندة إليه ببراعه جعلته محط أنظار الكثيرين بل وجعل فريد يُعيد النظر في توزيع الأدوار فأشار لمساعده بالاقتراب وهتف
- خالد لسه ما وصلش؟
- للأسف لا، مع أني أكدت عليه الميعاد وقال مناسب ليه
- يبقى وقف التعامل معاه أهم حاجة بالنسبالي الالتزام
اندهش المساعد بشدة وتساءل: بس ده دور رئيسي ما يقلش أهمية عن دور البطل، هنجيب مين والعرض فاضل عليه ٣ أيام؟
- أدم هيعمل الدور وهنجيب نجاح السفير مكان أدم
- اختيار ممتاز أدم فعلاً موهوب
أوقف فريد الاستعدادات لعدة دقائق وأعطى الجميع استراحة لمدة خمس دقائق ثم طلب من أدم اللحاق به إلى غرفته الخاصة فظن أدم أن حلمه على وشك الضياع لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً، أخبره فريد بإسناد الدور إليه فأتسع ثغر أدم وهو يكاد لا يصدق ما سمعه فتابع فريد
- شكلك كده مش مستعد؟
فاق أدم من صدمة السعادة التي تملكته وأجاب: بالعكس سعادتي ما تتوصفش، وأوعد حضرتك هكون قد المسئولية
- يبقى تروح حالاً وتاخد معاك الورق الجديد وبكرة زي النهارده هعملك بروفة ليك لوحدك، بس توعدني أن دراستك ما تتأثرش
- أوعد حضرتك أني هحافظ على نجاحي في دراستي وأني هكون قد ثقتك
- يبقى يلا يا بطل على بيتك وأحفظ دورك والنص كويس
حصل أدم على الورق الخاص بالشخصية الجديدة ثم غادر والسعادة تسري بداخله حتى أنه لم ينتبه لاقتراب فاتن فاصطدم بها وكادت أن تسقط أرضاً لكنه سبقها وأحاط خصرها بذراعه ثم قربها منه، فكادت أن تعنفه كعادتها إلا أنها وجدت نفسها بين أحضان شاب أقل ما يقال عنه شديد الوسامة فنست غضبها تماماً وسكنت على غير عادتها فسألها بقلق
- أنتي كويسه؟
- كويسه (I'm fine)
- أنا أسف كنت خارج مستعجل
قالها بعد أن حرر خصرها فهتفت: ولا يهمك (Never mind)
- فرصة سعيدة أني أقابلك على الطبيعة
- أنا أسعد
- أسف مرة تانية، بعد إذنك
ودعته بابتسامة ثم أطلقت تنهيدة حارة وتمتمت بخفوت: واو so smart
دلف أدم إلى سيارته وقبل أن ينطلق قرر الاتصال بجوري ليُخبرها بما حدث فصدح صوت رنين هاتفها لكنها لم تستطع إخراجه من حقيبتها فالتقطته لمياء وقالت بخوف
- استلقي وعدك، ده أدم
تسارعت نبضات قلب جوري خوفاً لمجرد سماع اسمه فتابعت لمياء: هرد وأقوله أنك
قاطعتها جوري: بلاش قوليله أني معاكي بس بجيب ورق ولما نروح يبقى يعرف لحسن يسوق بسرعة وهو متعصب
حركت لمياء رأسها بتفهم وأجابت المكالمة فقال أدم: وشك حلو ليا يا عمري
- أنا لمياء يا عم الحبيب
- أعوذ بالله فين جوري؟
تساءل أدم فأجابته لمياء مازحة: في عصابة خطفتها وأنا من النهارده اللي هبقى موجوده وبس
- بطلي استظراف وأديلها الفون
- بتجيب ورق من صاحبتها وكلها شوية وهنروح
- ماشي، يبقى أشوفها في البيت
لم تمض سوى لحظات قليلة حتى أنهى أدم المكالمة وانطلق بالسيارة دون أن يشك بشيء، بينما على الجانب الأخر كانت النيران مشتعلة بقلب عماد وألف سؤال يدور داخل عقله عن هوية أدم، وطبيعة العلاقة بينه وبين لمياء لدرجة تجعلها تشاكسه وتمازحه بتلك الطريقة، وظل على تلك الحالة حتى وصل إلى وجهته فترجلت لمياء وساعدت جوري في ذات اللحظة التي وصل فيها أحمد وترجل من إحدى سيارات الأجرة، وجحظت عينيه حينما وقعت على جوري فاقترب منها متسائلاً
- إيه اللي عمل فيكي كده؟
- ما تقلقش يا عمي حادثة بسيطة، قدر ولطف
أجابه عماد وأكدت لمياء على ما قاله فهتف أحمد: أحلام لو شافتك كده مش هتستحمل، هنعمل إيه دلوقتي؟
- اتفضلوا في شقتي وحضرتك ممكن تمهد لها الأول
حرك أحمد رأسه بتفهم ثم استقلوا جميعاً المصعد إلى شقة عماد وجلست جوري على أقرب مقعد وجلست لمياء إلى جوارها بينما اتصل أحمد بأدم فأجاب الأخير مازحاً كعادته
- وحشتك يا أبو حميد ولا إيه؟
- حاجة زي كده، أنت فين؟
- أنا ربع ساعة وهكون في البيت في حاجة؟
- لا مفيش حاجة كنت فاكرك هتتأخر وعايز نتغدى كلنا سوا
صدق أدم ما قاله أحمد وأخبره أنه لن يتأخر وأن لديه خبر سار سيقوله أمام الجميع فور وصوله فأنهى أحمد المكالمة ونظر إلى عماد قائلاً
- معلش يا ابني هتقل عليك وأخلي البنات هنا لحد ما أقول لأم جوري اللي حصل لتتخض ولا يحصلها حاجة
- البيت بيتهم يا عمي
شكره أحمد وغادر فمالت جوري على أذن لمياء وتمتمت بصوت خفيض: مصائب قوم عند قوم فوائد
- يهدك ربنا يا جوري، أنتي كارثة متحركة على سطح الكرة الأرضية
- تحبوا تشربوا إيه؟
تساءل عماد فهمت لمياء أن تشكره لكن سبقتها جوري وقالت بخبث: لو ينفع ومش هنتقل على حضرتك، لمياء تعملي كوباية شاي علشان عندي صداع رهيب
- أنا؟!
سألت لمياء باندهاش فأكدت جوري حينما حركت رأسها كإشارة بنعم ثم نظرت إلى عماد وتابعت
- لمياء أحسن واحدة في مصر بتعمل شاي
أكل عماد الطعم فقد كان تائهاً في مدار الأسئلة التي مازالت تدور برأسه دون أن يجد لها أجوبة فوقف عن مقعده ووجه كلماته إلى لمياء
- البيت بيتك
وقفت لمياء عن مقعدها بعد أن رمقت جوري بنظرة توعد ثم مضت برفقة عماد إلى المطبخ ووضعت الإبريق المملوء بالمياه فوق الشعلة فساعدها وأحضر إليها الشاي والسكر فبدأت في تجهيز الأكواب وهي تشعر بخجل لم تختبره يوماً ليقطاع خجلها متسائلاً
- هو أدم أخوكي؟
اندهشت لمياء بشدة ومع ذلك أجابته: لا ابن عمي وابن عم جوري وابن خالتها في نفس الوقت
- بس واضح أنك واخده عليه أوي
قالها بغيرة واضحة ففهمت لمياء ذلك وقررت التأكد فهتفت: أكيد طول عمرنا متربين سوا وعايشين سوا
- نعم؟!
أسرت ضحكتها بصعوبة وجاهدت بشتى الطرق إخفاء نظرة السعادة الساكنة بمقلتيها فتابعت لعبتها قائلة
- في العزبة البيت جمب البيت، وهنا قاعد معانا أنا وجوري ومامتها ووالدته علشان ياخد باله مننا، هو الراجل بتاعتنا في غياب بابا و
لم تستطع أن تُكمل ما كانت تخطط له فقد توقفت عن الحديث حينما اقترب منها عماد بشدة وأصبح ملاصقاً لها فابتلعت ريقها بصعوبة وتساءلت بخوف
- هو في إيه؟
- في أنك مصرة تزعليني وأنا زعلي وحش أوي
- أن أن أنا ما عملتش حاجة، سألت ورديت عليك بس
شعر برغبة ملحة في الفتك بها ومع ذلك لم يستطع لمسها حتى لا يؤذيها فتراجع خطوات قليلة إلى الوراء ثم أدار جسده وأحضر الإبريق وبدأ في إعداد الشاي عله يهدأ قليلاً فقررت لمياء إنهاء الغضب الذي تملكه وأردفت
- جوري وأدم خطوبتهم بعد الترم التاني، عقبالك
هدأت النيران المشتعلة بداخله بمجرد سماعه لما قالت وبالرغم من ذلك لم يتفوه ولو بكلمة فتابعت: بيحبوا بعض من وعمرهم تسع أو عشر سنين، بيخاف عليها من الهواء ودايماً بيعاملها كأنها ملكة على عرش قلبه، وهي كمان بتعشقه ودايماً تقول هو سندي وأماني وأخويا وأبويا وكل حاجة ليا
- أنتِ طفولتي وشبابي... أنتِ عمري وساكنة أحلامي... متى كبرتِ حبيبتي وأصبحتِ ربيع أيامي... فأصبحت أتمنى رؤيتكِ ليلاً ونهاراً أمامي
اندهشت لمياء بشدة فما يردده هي خاطرة كتبتها داخل إحدى قصصها القصيرة وكانت بعنوان ملكت قلبي منذ الطفولة، وبالفعل كان عشق أدم وجورى ملهماً لها فابتسم على هيئتها وتابع
- من أجمل القصص في المجموعة بتاعتك، بس واضح أنها قصة حقيقية
- أزاي حفظت كلامي وربطت بسرعة بين القصة والحقيقة؟
- سر المهنة حضرتكِ
أجابها مازحاً ثم حمل الصينية وغادر إلى الخارج فلحقت به وجلست إلى جوار جوري وتعمدت عدم النظر إليه حتى لا تفضحها عينيها وتُخبره بسرها الصغير وبمشاعرها تجاهه
ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف