02/11/19 - سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Monday, February 11, 2019

طريقي بقربك/منى سليمان

February 11, 2019 0
طريقي بقربك/منى سليمان
طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء

الفصل الثامن - بقلمي منى سليمان

* خطة شيطانية * 

في منزل سوسن.... 
جلس أمير على المقعد المقابل لوعد وبدأ في تناول الطعام وكان يختلس النظر إليها بين تارة وأخرى وهو يشعر بالانجذاب نحوها بصورة غريبة لم يختبرها طول سنوات عمره فلم تستحوذ امرأةٌ من قبل على نظراته أو تفكيره... ابتسم مراراً وتكراراً على الحمرة التي لازمت وجنتيها طوال الوقت لكنها لم ترى أي من تلك النظرات فلم تنظر إليه ولو لمرة، ولم تتناول الطعام أيضاً، كانت تقلب الشوكة في الصحن كعادتها فقرر مشاكستها بعد أن شعر برغبة ملحة في رؤية عينيها وسماع صوتها الرقيق 

- هي وعد على طول ما بتاكلش كده؟ 

وجه كلماته إلى سوسن ثم انتقل بنظراته إلى وعد فتقابلت أعينهم في نظرة قطعتها سوسن حينما هتفت

- هي على طول أكلها قليل وأوقات كلامها كمان
- ليه كده يا آنسة؟ 

قالها وهو ينظر إلى وعد فارتبكت بشدة وتحدثت بصوت مرتعش قائلة 

- باكل على قد طاقتي 
- بس أنتي جسمك ضعيف جداً، هكتبلك فيتامين وياريت تنتظمي فيه
- حاضر

قالتها ثم بدأت تتناول طعامها حتى تتجنب كلماته ونظراته التي تسبب لها الارتباك فارتسمت ابتسامة خبث على شفتي سوسن التي راقبت ما يحدث في صمت حتى لا تزيد خجل الجميلة الجالسة إلى جوارها

**********

في فيلا أمير... 
عادت أمل من عملها وهي تشعر بالسعادة تسري بداخلها... صعدت إلى غرفة والدتها لكي تطمئن عليها لكنها ما أن فتحت باب الغرفة تفاجأت برؤية نادين تبكي فلوت شفتيها بضجر ثم اقتربت منها وهتف بغيظ

- خير؟!! 

مسحت نادين دموعها المصطنعة ثم نظرت إلى أمل وأجابتها قائلة بحزن مصطنع

- شفتي يا أمل، أمير زعقلي وكان هيرضبني علشان الخدامة اللي ماشي معاها

جحظت عينيّ أمل من وقاحة ما تفوهت به تلك النادين، فهي تعرف شقيقها جيداً وتعرف أيضاً طباع تلك المتعجرفة، فزفرت بضيق ثم تحدثت بحدة قائلة

- كفاية كدب بقى، أمير مستحيل يعمل حاجة غلط ولا إيه رأيك يا ماما؟ 
- عندك حق يا بنتي أكيد في سوء تفاهم، هي من ساعة ما جت بتعيط ومش فاهمه منها حاجة غير زعقلها علشان واحدة 
- دموع التماسيح

قالتها أمل بصوت خفيض وصل إلى مسامع نادين فجزت على أسنانها دون أن تظهر غضبها، بينما تركت أمل الغرفة وأسرعت في الاتصال بشقيقها حتى يأتي ويوضح حقيقة ما حدث... في ذات اللحظة انتهى أمير من تناول الطعام فترك مقعده وتوجه صوب الحمام، لكنه توقف حينما صدع صوت رنبن هاتفه فأجاب قائلاً 

- خير يا أمل، ماما كويسة؟ 
- أيوه كويسة

قالتها بضجر اندهش له فتابع قائلاً: مالك؟ 

- الزفته نادين هنا وعماله تعيط وتكدب زي عادتها

اشتعل أمير غضباً وهتف بحدة متسائلاً: قالت إيه؟ 

- عماله تقول كلام متخلف زيها وأنك يعني 

قاطعها قائلاً بحدة: قالت إيه يا أمل؟ 

ارتبكت أمل بشدة لمعرفتها الجيدة بتصرف شقيقها حينما يغضب فهتفت بصوت مرتعش يحمل الخوف بطياته

- عماله تقول لماما أنك ماشي مع خدامة وزعقت للكتكوتة علشانها

جحظت عينيه واشتعل غضباً وشعر برغبة في الفتك بتلك الحقيرة ثم زفر بضيق ومسح وجهه بكف يده قائلاً بهدوء مصطنع

- أنا جاي الفيلا حالاً، ما تخليهاش تمشي
- حاضر

أنهى المكالمة ثم اتجه صوب الحمام وغسل يديه وغسل وجهه كذلك لشعورة بحرارة تخرج منه ناتجة عن الغضب... بعد مرور عدة دقائق استطاع بصعوبة السيطرة على قسمات وجهه فغادر الحمام وأتجه إلى حيث تجلس سوسن ثم وقف أمامها وتحدث بهدوء قائلاً 

- أنا متشكر جداً على الغداء الجميل ده، بس لازم أمشي حالاً
- بسرعة كده؟ 

ابتسم لها ثم أجابها قائلاً: عندي شغل مهم ومبحبش أخلي المرضى ينتظروا لازم كل واحد ياخد حقه وبزيادة كمان

قال كلماته الأخيرة وهو يتوعد لنادين فقالت سوسن بحنان وصوت دافئ

- ربنا يقويك يا ابني ومتشكرة على مساعدتك لوعد
- العفو يا أمي ده واجبي، بعد إذنك
- وصلي الدكتور يا وعد 

مضت وعد ولحق بها أمير إلى باب الشقة ففتحته ثم نظرت إليه وهتفت برقة

- أنا متشكرة أوي لحضرتك 
- مفيش داعي للشكر، خلي بالك من نفسك وما تخرجيش تاني من غير فطار مفهوم؟

حركت رأسها كإشارة بالموافقة فتابع بهدوء: بعد إذنك 

ودعها بابتسامة وغادر إلى سيارته وبداخله بركان على وشك الانفجار في وجه نادين... وما أن دلف إلى السيارة، انطلق بسرعة جنونية وهو يتمتم 

- أصبري عليا يا نادين زفت الطين 

**********

اقتربت وعد من سوسن وجلست إلى جوارها دون أن تتفوه ولو بكلمة فقد كانت شاردة فيما حدث معها وفي الطبيب المشاكس الذي عاملها معاملة الأميرات... تأملتها سوسن بسعادة فقد استشعرت شرار الإعجاب المتبادل بينهما ثم ربتت على كتف وعد فأعادتها إلى أرض الواقع وهتفت بحنان

- ربنا يسعدك يا حبيبتي
- ليه بتقولي كده؟!! 
- بدعيلك بالسعادة ممنوع ولا إيه يا بنت أنتي؟ 

قالتها بطريقة تمثيلية فابتسمت لها وعد وخبأت جسدها في صدر سوسن فحاوطتها بحنان وأخذت تمسد بحنان على خصلات شعرها وهي تقول

- ربنا يجعل كل أيامك سعادة يا بنتي

*******

بعد مرور عدة دقائق ليست بالقليلة وصل أمير إلى وجهته، فأوقف سيارته وترجل منها... دلف إلى الفيلا والغضب يتملكه ثم صعد الدرج بسرعة جنونية واتجه مُباشرةً صوب غرفة والدته... طرق الباب ودلف دون أن ينتظر الإذن بالدخول واقترب من نادين كالإعصار ثم قبض يده على معصمها وجذبها بعنف فكادت أن تسقط أرضاً لكنه لم يهتم وهتف بحدة وصوت عال

- أنتي ما بتحسيش ولا ما بتفهميش، مين سمحلك تتحشري في حياتي
- بالراحة يا أمير 

قالتها سلوى لكنه لم ينتبه لكلماتها وأكمل تعنيفه لتلك الحمقاء ضاربًا عرض الحائط بدموعها التي كانت تهبط بغزارة فهو يعلم جيداً أن دموعها مصطنعة كصوتها و كلماتها وتصرفاتها

- أنا كنت خايفة عليك للخدامة تضحك 

قاطعها قائلاً بحدة وهو مازال يقبض على معصمها: أخرسي ولا كلمة 

- كفاية يا أمير أيدها هتتكسر في أيدك

قالتها سلوى بصوت أقرب إلى الرجاء فنفض أمير يد تلك الحمقاء بغل ثم أشهر سبابتها في وجهها وهتف محذراً

- أخر مرة تسمحي لنفسك تدخلي في حياتي أو تقولي الكلمة دي على وعد
- أنت كمان خايف على مشاعرها

قالتها نادين بتحدي فازداد غضب أمير وشعر برغبة ملحة في الفتك بها، لكنه لم يفعل بل قال بصوت رجولي حاد

- وعد طالبة عندي في كلية طب ولأخر مرة هقولك بالذوق ملكيش دعوة بيها أحسنلك

قال كلماته الأخيرة بغضب لم يختبره يوماً فنظرت سلوى إلى أمل وأشارت إليها لكي تتدخل فاقتربت من نادين وهتفت يغيظ 

- تعالي معايا 

نفضت نادين يدها وتحدثت بحدة قائلة: أوعي أنا همشي 

- مع ألف سلامة 

قالها أمير ثم غادر إلى غرفته فانفجرت أمل ضاحكة ما جعل نادين ترمقها بنظرة نارية قبل أن تغادر... وبمجرد أن غادرت الغرفة نظرت سلوى إلى ابنتها وهتفت بسعادة

- أنا عمري ما شفت أمير عصبي كده، شكله مهتم بالبنت
- أيوه يا ماما أنا حسيت أنه عايز يقتل نادين 
- نفسي أفرح بيه وبيكي قبل ما أموت

ما أن وصلت كلماتها الأخيرة إلى مسامع أمل، اقتربت منها وطبعت قبلة على ظاهر يدها وأخرى على مقدمة رأسها ثم قالت

- ربنا يخليكي لينا يا ست الكل
- ويخليكوا ليا، هروح أشوف أمير 

نهضت سلوى عن فراشها ثم غادرت الغرفة متجهة إلى غرفة أمير وبداخلها أمل يخبرها أن ابنها سقط أسيراً في عشق الفتاة التي لا تعرف عنها شيئاً فدعت الله أن تتأكد شكوكها

**********

في غرفة أمير... 
كان يجلس على المقعد الخشبي الموضوع في شرفة غرفته حينما دلفت سلوى.. ترك مقعده وتقدم منها ثم طبع قبلة على ظاهر يدها وتحدث بحنان قائلاً 

- أسف يا ست الكل، دي أول مرة أعلي صوتي في وجودك

ابتسمت له وربتت على كتفه ثم مضت معه إلى الشرفة وجلست على المقعد المقابل له، فرأى في عينيها نظرة يعرفها جيداً فتابع قائلاً 

- مفيش حاجة من اللي في دماغك، أنا هحكيلك كل اللي حصل

بدأ يقض عليها تفاصيل ما حدث منذ رؤيته الأولى لوعد حتى ما حدث معها اليوم، فابتسمت سلوى بسعادة لشعورها بصدق ظنونها لكنها لم تظهر له ذلك وهتفت بمشاكسة 

- طيب حلوة؟
- هي إيه اللي حلوة؟ 
- المكرونة بالبشاميل اللي أكلتها عندهم 

ارتسمت ابتسامة ساحرة على ثغره ثم غمز لوالدته ليبادلها المشاكسة وأجابها قائلاً 

- حلوة أوي
- يعني راحت عليا خلاص
- أنتي الحلو كله يا ست الكل يا 

توقف عن إكمال كلماته حينما صدع صوت رنين هاتفه فدلف إلى الداخل وأحضره ثم ضغط زر الإيحاب وهتف مازحاً 

- أزيك يا مشرحجي؟ 

جز أمجد على أسنانه وهتف بغيظ: كويس يا حبيب نادين زفت ال

قاطعه أمير قائلاً بحدة: ما تجيبش سيرتها كنت هموتها من شوية 

- هببت إيه بقرة عيلة صلطح بابا؟ 
- لما تيجي هحكيلك
- هو أنا قولت أن أنا جاي؟ 
- لا بس أنا عايزك تيجي وما تتأخرش سلام

أنهى أمير المكالمة دون أن يعطيه فرصة للاعتراض فأبعد أمجد الهاتف عن أذنه وهتف باندهاش

- ماله ده، ربنا يشفي

قالها ثم غادر مقر عمله ودلف إلى سيارته متجهاً إلى فيلا أمير ليعرف تفاصيل المعركة الشرسة التي كادت أن تنهي حياة نادين "زفت الطين" كما لقبها

**********

بمقر إدارة البحث الجنائي... 
ترك حسام مكتبه وتوجه صوب غرفة مكتب اللواء نجدت... طرق الباب ودلف إلى الداخل، وبعد أن ألقى عليه التحية الرسمية تحدث قائلاً 

- تحت أمرك يا فندم
- قررنا نبدأ في تفاصيل الخطة طالما مش قادرين نمسك عليه حاجة 

شعر حسام بالسعادة فقد استغرق وضع الخطة شهر كامل بعد أن انتهت التحريات التي كُلف بها هو وزملائه 

- ده أسعد خبر في حياتي، ولو الخطة مشيت زي ما وضعناها هنمسك أكبر شبكة تجارة أعضاء في البلد

انتقل الحماس الذي صاحب صوت حسام وقسمات وجهه إلى اللواء فترك مقعده وتقدم منه ثم ربت على كتفه وتحدث بسعادة قائلاً 

- بتفكرني بنفسي يا حضرة الظابط
- ده شرف ليا يا فندم
- طيب يلا على شغلك وجهز نفسك الاجتماع بعد أسبوع وهتحضره معانا بالنيابة عن زملائك لأن في مفاجأة ليك
- تمام يا فندم

قالها وهو يؤدي التحية الرسمية ثم انصرف إلى عمله وهو يشعر بالفخر لما قاله اللواء منذ دقائق 

*********

في منزل حسام... 
اتجهت حنين إلى الحاسوب لتكمل دروس القيادة على تطبيق (اليوتيوب) بعد أن أنهت المكالمة مع وعد وقصت عليها الأخيرة كل ما حدث معها.... فتحت الحاسوب وأكملت متابعت الفيديوهات وهي عازمة بداخلها على قيادة السيارة بالصباح مهما كلفها الأمر، فقد انتظرت شهرين كاملين ليعلمها شقيقها إلا أنه كان دائم الانشغال... وبعد مرور ساعة كاملة أغلقت الحاسوب وتحدثت قائلة 

- ياهوه خلاص كده أتعلمت وبكرة المحاضرة متأخرة هنزل بعد حسام وأخد العرررررربية، أيوه بقى

*********

في فيلا أمير.... 
دلف أمجد إلى الفيلا وهو يدندن بكلمات أغنية تعشقها سلوي... ابتسمت له فاقترب منها وطبع قبلة على ظاهر يدها فربتت على كتفه وتحدثت بحنان قائلة

- وحشتني يا بكاش
- وأنتي وحشتيني جداً جداً جداً، فين أمير وأمل؟ 
- أمل طلعت تنام وأمير في أوضته
- طيب هطلع أشوفه وأرجعلك 

طبع قبلة على مقدمة رأسها ثم صعد الدرج إلى غرفة أمير... طرق الباب ثم دلف إلى الداخل فترك أمير فراشه وتقدم منه قائلاً 

- أتأخرت ليه؟
- ما أتأخرتش، أنت اللي شكلك مستعجل

قالها ثم جلس على الأريكة فجلس أمير إلى جواره وبدأ يقص عليه ما حدث معه... كان أمجد يبتسم بين تارة وأخرى، وما أن توقف أمير عن الكلام تنهد بهيام ثم هتف مازحاً

- مش قولتلك من شهرين الجردل طب 

رفع أمير أحد حاجبيه لكن أمجد لم يهتم وأكمل مزاحه فما كان من أمير إلا أنه ضربه بقوة على رأسه فتأوه قائلاً 

- بتضربني ليه؟ 
- علشان تبطل هزار 
- يا حبيبي أنا مش بهزر أنا بتكلم بجد، أنت طبيت عقبالي يارب
- تصدق أنا غلطان علشان بحكيلك

قال أمير كلماته بغيظ وغضب ملحوظ فأسر أمجد ابتسامته وهندم من ياقة قميصه وهو يقول

- فهمني إيه يخليك تنقلها المستشفى وكمان تشيلها ما ممكن كنت شاورت لأي ممرض في الطوارئ يدخلها وكنت طلعت شوفت شغلك

ابتلع أمير ريقه بصعوبة ولم يستطع أن يجيبه فابتسم أمجد بخبث وتابع قائلاً 

- ومش كده وبس ده أنت وصلتها وكمان أتغديت عندها، ده أنت ما بترضاش تاكل الأكل اللي بطبخه

رفع أمير أحد حاجبيه ونظر إليه بنصف عين قائلاً باشمئزاز: جتك القرف هو اللي بتعكه اسمه أكل أصلاً 

- مش موضوعنا على فكرة و

قاطعه قائلاً بهدوء مصطنع: أنا مش مهتم بيها، يمكن لفتت انتباهي ده أولاً، ثانياً البنت عمرها ١٨ سنة يعني أنا أكبر منها بكتير أوي أتهد بقى

قال كلماته الأخيرة بحدة ثم وقف عن الأريكة ودلف إلى الشرفة فابتسم أمجد وهتف بصوت خفيض

- والله الجردل طب 

نهض هو الأخر عن الأريكة ولحق بأمير في محاولة منه للحصول على اعتراف 

**********

في ذات الوقت كانت نادين تجوب الشوارع بسيارتها وهي تشعر بغضب شديد.... كانت النيران المشتعلة بداخلها تفوق طاقتها الاحتمالية فأخذت تضرب المقود بغل مراراً وتكراراً وأقسمت ألا تستسلم... أوقفت السيارة على جانب الطريق ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها وأجرت اتصالاً بصديقتها فأجابتها قائلة

- ديدي فينك؟ 
- مش وقته يا باكي أنتي فين؟ 
- في الكافية، مالك؟ 
- لما أجي هحكيلك، باي

أنهت المكالمة ثم أدارت محرك السيارة وانطلقت بها... وبعد مرور عدة دقائق أوقفتها وترجلت منها ثم دلفت إلى الداخل واقتربت من باكينام وهي تقول

- ألحقيني يا باكي
- مالك، إيه حصل؟ 
- أمير هيضيع مني
- يا خبر أحكيلي

بدأت نادين تقص على صديقتها تفاصيل الكارثة التي ظهرت أمامها من العدم، وما أن انتهت نظرت إليها باكينام باندهاش وهتفت ببرود

- أنا مش فاهمه إيه اللي مزعلك
- بقولك بيحب خدامة وبيدافع عنها ويقول طالبة عندي
- وأنتي أزاي أصلاً تقارني نفسك بواحدة زي دي
- هي أكيد مش من مستوايا بس لو شوفتيه وهو بيدافع عنها ويزعقلي تقولي بيموت فيها

قالتها نادين وهي تبكي فربتت باكينام على كتفها علها تتوقف عن البكاء ولكن دون جدوى، وبعد مرور عدة دقائق قضتها باكينام في التفكير هتفت بسعادة

- لقيت خطة هتخلي أمير يبعد عنها

مسحت نادين دموعها ثم نظرت إلى صديقتها وهتفت متسائلة: بجد

- أيوه، أنا هقولك تعملي إيه بالظبط

بدأن تقص عليها تفاصيل الخطة الشيطانية التي تدور برأسها فلمعت عينيّ نادين بسعادة، وما أن توقفت باكينام عن الحديث نظرت إليها وتابعت قائلة 

- صدقيني بعدها مش هيبص في وشها لا هو ولا غيره واحتمال الجربوعة دي تختفي بعدها كمان
- أيوه صح يا باكي مش عارفه الموضوع ده غاب عني إزاي، ميرسي يا روحي

بعد مرور عدة دقائق من الثرثرة والضحك غادرت نادين إلى منزلها وهي عازمة على تنفيذ خطة صديقتها مهما كلفها الأمر 

ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف