ابنتي يوم زفافها
بالأمس كنتِ صغيرة، أداعبُ وجهك الملائكي الصغير، أحفظ تفاصيله الدقيقة ، حملتُ
بك ورغبت كثيرا بالأمومة ولكن بعد ميلادك بت أعشقها حتى الموت .
كنت أصحو في الليل مرة واثنتين وثلاثة
لأسمع دقات قلبك لأتفقد تنفسك ولأطمئن انك نائمة وهذا الهدوء الملائكي ما هو ألا سكينة
ترف حولك منذ الصغر .
كنتُ المس تفاصيل وجهك الصغير وأداعب يديك الصغيرتين وأقبلك وأنظر إليك وأطمئن
عليك ثم أعاود النوم من جديد .
كبرتِ وكبرتُ معك ، عشقت كلماتك الجميلة
التي كانت تدل على ذكائك منذ الصغر وأسئلتك التي ما كنتُ أجد لها جوابا يقنعك، ثم كبرتِ وصرتِ الأخت الكبرى وأنت ابنة العامين ،
الأخت التي تريد أن تشارك والدتها بتربية الأخ الأصغر فكما كنت الابنة اللمّاحة المطيعة
كنت الأخت الحنونة التي تأخذ الجميع بحلمها ، وكما كنت وأنت صغيرة أصبحت وأنت كبيرة
الأخت الطيبة الصبورة التي تحقق للصغير مطلبه وتمتص من الكبير غضبه .
كنت الابنة الجميلة الرقيقة الحنونة الصديقة
لأمها ولإخوتها ، الصديقة لخالاتها وعماتها
الصديقة للجميع .
أودعتك رب السماوات والأرض دعوته أن يحفظك
ويحفظ زوجك ويديم عليكم السعادة والهناء فتنقلي أجواء المحبة من بيتنا إلى بيتك والى
زوجك وأسرة زوجك التي باتت أسرتك الجديدة، فأنت خليقة بالمحبة والسعادة وتصنعيها حيث
تكونين.
أزفك عروسا جميلة بهية من بيتنا، وقطعة
من قلبنا إلى بيت زوجك يا ذات الملامح الناعمة والرقيقة يا ملاكي ، تفقدت قسمات وجهك
البريئة ونحن نسلمك لزوجك لمستها صدغة صدغة بأصابع يدي ، تلك القسمات التي حفظتها منذ صغرك.
أنت حبيبتي وحبيبة قلب والدك وإخوتك الذين
يرفضون الدخول إلى غرفتك منذ تركتها، أنت الغالية والعزيزة علينا وأنت اليوم مهجة قلب
زوجك وشريكة عمره ، أدام الله المحبة والوفق والسكينة بينكما وجعل أيامكم كلها سعادة
واطمئنان .