02/19/19 - سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Tuesday, February 19, 2019

طريقي بقربك/منى سليمان

February 19, 2019 0
طريقي بقربك/منى سليمان
طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء

الفصل الخامس عشر - بقلمي منى سليمان 

* مشاعر دافئة *

انتفضت منيرة عن الفراش وابتعدت والصدمة مازالت تسيطر على قسمات وجهها فاقترب إبراهيم منها وحاوط خصرها بذراعه ثم قربها منه بشدة وقال بهدوء 

- مش عايزانا نفضل مع بعض على طول؟ 
- عايزنا نقتل؟! 
- الموضوع مش زي ما أنتي فاهمه، أهدي كده وهحكيلك كل حاجة 

مضت معه إلى الفراش وجلست على حافته فجلس هو الأخر ثم بدأ يقص عليها تفاصيل الخطة الشيطانية التي تجول في خاطره

*******

انتهت حنين من ارتداء ثيابها وهمت أن تغادر الغرفة لكنها استمعت إلى صوت طرق على بابها... فتحت الباب وتفاجأت برؤية حسام يقف أمامها والحزن يسطير على قسمات وجهه ثم دلف إلى الداخل وأغلق الباب، وقبل أن تتحدث سبقها وقال بنبرة صوت حزينة

- مش قادر استحمل يا حنين

مطت حنين شفتيها بحزن ثم اقتربت منه وربتت على كتفه وهي تقول

- خلاص يا حسام مبقاش في أمل ولازم تفهم أن نصيبها مش معاك
- عارف بس مش قادر حاسس أني مخنوق
- خلاص أول ما يخلصوا كتب الكتاب نمشي وتعالى نخرج سوا، نروح نقعد عند النيل وبعدين نتعشى زي زمان في الحُسين، إيه رأيك؟ 

ابتسم حسام على براءة شقيقته بالرغم من بركان الغضب الكائن بداخله، ثم اقترب منها وطبع قبلة على مقدمة رأسها 

- بعد كتب الكتاب همشي وخليكي هنا النهارده، محتاج أكون لوحدي
- بس

قاطعها قائلاً بحنان: ما تقلقيش عليا بكرة هاجي أخدك وصدقيني هكون نسيت كل حاجة، يلا نخرج وأنتي زي القمر كده

تأبطت حنين في ذراع شقيقها ثم وقفت على أطراف أصابعها وطبعت على وجنته قبلة رقيقة... مضت معه إلى الخارج وما أن وقعت عينيّ أمجد عليها أتسع فاه من شدة جمالها ولكن أعاده صوت سلوى إلى أرض الواقع

- أقفل بوقك لأخوها يقتلك

قالت كلماتها بصوت خفيض فتحدث أمجد معها بذات الصوت الخفيض

- حسي بيا يحس بيكي ربنا، كل ما أقول خلاص لقتها تطفش لما تعرف أني مشرحجي على رأي ابنك يا خالتي

لم تستطع سلوى أن تأسر ضحكتها فانفجرت ضاحكة وأنضم أمجد إليها فاندهش الجميع وقال أمير بغضب مصطنع 

- بتعاكس أمي؟!! 
- وأنت مالك خالتي وأنا حر فيها
- بس يا مش

توقف أمير عن إكمال كلماته حينما رفع أمجد كلا حاجبيه في رجاء فابتسم أمير وتابع قائلاً 

- هسكت المرة دي وأمري لله

جلست حنين إلى جوار أمل فتابعها أمجد بعينيه علها تنظر إليه لكنها لم تفعل واصطنعت الانشغال بالحديث مع أمل فعلم أنها مازالت غاضبة وقرر مصالحتها حينما تسنح له الفرصة 

********

في منزل إبراهيم.... 
جحظت عينيّ منيرة في عدم تصديق فأسرع إبراهيم باحتضانها ثم طبع قبلة على عنقها وهو يقول 

- نفسي تفضلي معايا على طول وما تقلقيش على ولادك هدخلهم أحسن مدرسة داخلي في مصر، قولتي إيه؟ 

ابتعدت عنه والصدمة تسيطر على قسمات وجهها ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وتلعثمت قائلة

- ط طيب سيبني أفكر 
- على أقل من مهلك، المهم خلينا نركز في المهم دلوقتي

قالها ثم غمز لها بوقاحة فضحكت بدلال واستسلمت لرغباته المحرمة 

*******

في منزل سوسن... 
نظر الشيخ إلى ساعة يده فتابعته وعد بعينيها وهي تفرك أناملها ببعضها البعض فأمسك أمير بكفيها بين كف يده وقال بهدوء 

- هيجي ما تقلقيش

ابتسمت له فبادلها بغمزة من عينه كانت كفيلة بإشعال حمرة وجنتيها فابتسم ورفع يدها لتستقر عن شفتيه وطبع على أطراف أصابعها قبلة رقيقة أشعلت نيران الغضب داخل قلب حسام وكاد أن يقوم عن مقعده لكن قاطعه صوت رنين الجرس، فنظر أمير إلى وعد وأردف قائلاً 

- مش قولتلك هيجي

تركت سوسن مقعدها وهمت أن تتجه صوب باب الشقة، لكن سبقتها حنين وفتحت الباب ثم صرخت بسعادة 

- طنط رمزية 

ما أن وصل الأسم إلى مسامع وعد، انتفضت عن مقعدها وركضت باتجاه باب الشقة فأفسحت لها حنين المجال لترتمي بين أحضان والدتها... عانقتها رمزية بحنان وأخذت تستنشق عبير خصلات شعرها، بينما تمسكت بها وعد وانهمرت الدموع بغزارة على وجنتيها وظلا هكذا حتى اقتربت سوسن منهما وهتفت بهدوء 

- نورتي يا رمزية 

ابتعدت وعد عن والدتها فصافحت الأخيرة سوسن بإمتنان، وما أن أدرات جسدها تفاجأت بوجود الجميع بالإضافة إلى الشيخ فقالت باندهاش

- هو في إيه؟ 
- أنا خوفت أكلمك علشان جوزك بس كنت هقولك أول ما تتصلي
- أنا مش فاهمة حاجة؟ 
- تعالي معايا يا رمزية، وحضرتك كمان يا مدام سلوى أتفضلي وأنت يا حسام 

قالتها سوسن ثم مضت إلى غرفتها وتبعتها الجميع بالإضافة إلى أمل، بينما عادت وعد لتجلس إلى جوار أمير فمال على أذنها وقال بخفوت

- أخر مرة أشوفك بتعيطي وإلا هيكون ليا تصرف تاني وده أخر تحذير

غمز لها بمشاكسة فابتسمت لها وقالت بسعادة: حاضر

- تعالي نقعد في البلكونة على ما يرجعوا

مضت وعد برفقة أمير إلى الشرفة، فاستغل أمجد الفرصة التي ظهرت إليه من العدم واقترب من حنين ثم جلس إلى جوارها وقال 

- إيه الجمال ده كله

لم تعيره أي اهتمام وهمت أن تقوم عن الأريكة، لكنه لم يسمح لها بذلك فجذبها من معصمها وأجلسها مرة أخرى ثم تابع قائلاً 

- أنا أسف مكنش قصدي أزعلك 

ارتسمت ابتسامة على شفتيها حينما شعرت بالرضا دون أن تنظر إليه فتابع قائلاً 

- مش ناوية تسوقي العربية تاني؟ 

حركت رأسها يميناً ويساراً بالنفي فرفع أحد حاجبيه في عدم تصديق وقال مازحاً 

- وده من إيه؟ 
- أصل أنا وعدت واحد كده معرفوش أني مش هسوق العربية تاني غير لما أتعلم واخد رخصة 
- اللي متعرفيهوش ده طويل كده وأبيضاني وحليوه وعيونه بني

اصطنعت حنين التفكير العميق وأخذت تفرك جبهتها بأطراف أناملها ثم نظرت إليه وهي تأسر ابتسامتها وقالت

- مش فاكره، أصله مش حد مهم أوي يعني

عقد أمجد بين حاجبيه واصطنع الغضب فارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيها وتابعت قائلة 

- خلاص خلاص هو، أنا هقوم أشوفهم بيعملوا إيه
- ممكن أكلمك بالليل؟ 
- أكييييييد

ابتسم أمجد فتابعت قائلة: لا

تركت مقعدها قبل أن يفتك بها فحرك رأسه يميناً ويساراً على جنونها ثم أمسك هاتفه وأرسل لها رسالة نصية

(على فكرة هكلمك وهتردي) 

قبل أن تدلف حنين إلى غرفة سوسن صدع صوت رنين هاتفها معلناً عن وصول رسالة فدلفت إلى غرفة وعد وقرأتها ثم أرسلت إليه واحدة 

(مغرور أوي على فكرة) 

قرأها وابتسم ثم كتب لها (ده مش غرور دي ثقة) 

قرأتها ورفعت أحد حاجبيها وأرسلت (مش هرد وهدمر ثقتك) 

رفع كلا حاجبيه في عدم تصديق وكتب (هنشوف) 

ضيقت بين حاجبيها في غضب وكتبت (هنشوف) 

قرأها وابتسم بمكر ثم أعاد هاتفه إلى جيب بنطاله، بينما تركت هي الغرفة واتجهت صوب غرفة سوسن وطرقت بابها ثم دلفت إليها واستمعت إلى رمزية تقول

- عيني عليكي يا بنتي، أخرتها تتجوزي يوم ما تمي ١٨ سنة زي ما حصل مع أمك وكمان كنت هعرف بالصدفة زي الغريب

كادت سوسن أن تتحدث لكن سبقتها سلوى وقالت بهدوء وصوت دافئ

- أسمعيني يا حبيبتي وعد هتكون في عينيا وغلاوتها هتبقى من غلاوة أمل، ولو يوم أمير فكر بس يزعلها هقف في وشه مع أن ابني مفيش في أدبه وتربيته، ها قولتي إيه؟ 

مسحت رمزية دموعها بكلتا يديها ثم ربتت في يد سلوى وأجابتها بذات الهدوء قائلة 

- ربنا يريح قلبك ويباركلك في أولادك 
- طيب يلا بقى خدي بنتك في حضنك وباركيلها علشان تفرح
- أنا ما صدقت جوزي سافر علشان أجي يوم عيد ميلادها بس لقيتكم كلكم جمبها وده أكيد مفرحها
- بس وجودك عندها بالدنيا، يلا نفرح 

قالتها سوسن ثم قبضت يدها برفق على معصم رمزية وغادورا جميعاً إلى الخارج... وبعد مرور عدة دقائق اختلت رمزية بابنتها لتتحدث إليها 

********

في ذات وقت أوقف يحيى سيارته أسفل عقار وعد ثم ترجل منها وفتح الباب الخلفي لينزل منها ولديه... دلفوا جميعاً إلى العقار وصعدوا إلى شقة سوسن فتنفس يحيى بعمق ثم ضغط زر الجرس... اتجهت سوسن صوب باب الشقة وفتحته فقال يحيى 

- مساء الخير 

رمقته سوسن بنظرة اشمئزاز وأشارت إليه ليدلف إلى الداخل دون أن تتفوه ولو بكلمة فابتلع ريقه ودلف إلى الداخل... اقترب منه أمير وصافحة عدا جميع الحاضرين فنظر إلى أمير وأردف قائلاً 

- أتأخرت علشان الأولاد صمموا يجوا معايا
- أنا عايز أشوف وعد 
- وأنا كمان

قالها مصطفى وعبد الرحمن ولدي يحيى فاقتربت حنين منهما وقالت مازحة

- تعالوا يا قرود أدخلكم عندها
- بحبك أوي يا حنين

قالها عبد الرحمن ثم جذبها ليطبع قبلة على وجنتها وفعل مصطفى المثل فلوى أمجد شفتيه بضجر وقال 

- العيال صيع زي أبوهم 

مضى الولدين برفقة حنين إلى غرفة وعد التي كانت تجلس برفقة والدتها، بينما بالخارج بدأ الشيخ في إجراءات عقد القران

*******

دلفت حنين إلى الغرفة وقبل أن تتحدث تخطاها الولدين وركضا باتجاه وعد فعناقتهما بحنان وبكت عيناها رغماً عنها وهي تقول

- وحشتوني أوي
- وأنتي كمان وحشتنيا
- أوي أوي يا وعد، مش هترجعي تلعبي معانا؟ 

ابتسمت وعد على براءتهما ثم ابتعدت عنهما ومسحت دموعها ثم أجابته بهدوء 

- هاجي أكيد 
- وعد يا وعد؟ 
- وعد يا عيون وعد

تابعت رمزية ما يحدث أمامها في صمت ثم بكت حينما تذكرت جنينها الذي قتله يحيى قبل أن يولد فاقتربت منها حنين وربتت على كتفها ثم أشارت إلى مصطفى وعبد الرحمن وقالت

- سلموا على طنط مامت وعد
- إيه ده يا حنين دي هتبقى ماما؟ 
- ليه بتقول كده يا مصطفى؟ 
- وعد أختنا ومامتها يعني أمنا

ابتسمت رمزية ثم أمسكت يد مصطفى وباليد الأخرى قبضت برفق على يد عبد الرحمن وهتفت بحنان

- أنتوا حلوين أوي، ربنا يحفظكم 

ابتسم لها الولدين ببراءة فطبعت قبلة على ظاهر يد كل واحد منهم وتابعت برقة

- يلا روحوا مع حنين هتديلكم شيكولاتة 

غادر الولدين برفقو حنين فاقتربت وعد من والدتها وطبعت قبلة على مقدمة رأسها وأخرى على ظاهر يدها ثم قالت بصوت دافئ

- أنتي طيبة أوي يا ماما
- دول ملايكة ملهومش ذنب، منها لله أمهم 

********

بعد مرور عدة دقائق انتهى الشيخ من عقد القران وعلّا صوت الفرح في أرجاء المكان، وبعد أن تلقى أمير التهاني من الجميع مال يحيى على أذنه وقال 

- ممكن أشوف وعد؟ 

ارتبك أمير بشدة لأنه يعلم جيداً رأي وعد فتدخل أمجد في الحديث وهتف ببرود

- هناخد رأيها الأول
- اه فعلاً هدخل أشوف رأيها

اتجه أمير صوب غرفة وعد وطرق بابها ثم دلف إلى الداخل واقترب من منها وابتسامة ساحرة ترتسم على ثغره... وقف أمامها وكاد أن يتحدث لكن سبقته والدة وعد حينما قالت 

- ألف مبروك يا عريس
- الله يبارك في حضرتك، وعد في عينيا
- ربنا يسعدكم، أنا لازم أمشي

ودعت رمزية ابنتها ثم غادرت فاقترب أمير من صغيرته أكثر حتى أصبح لا يفصل بينهما شيء فهبط بشفتيه إلى مقدمة رأسها وطبع عليها قبلة حانية ثم ابتعد عنها وابتسم حينما رأى حمرة وجنتيها

- مبروك يا وعد 
- الله يبارك فيك
- أنا مبسوط أوي علشان يوم جوازنا هو نفس يوم ميلادك

أخرج من جيب بنطاله علبة فخمة ثم فتحها فاندهشت بشدة وقالت 

- إيه ده؟ 
- شبكتك 
- بس أنا مش عايزه

قاطعها قائلاً بحزم: ولا كلمة زيادة 

وضع العلبة على المنضدة ثم أمسك يدها وألبسها خاتم الخطبة وطبع قبلة على ظاهر يدها، ثم ألبسها الأسوارة وطبع واحدة أخرى ولكن على باطن يدها... أحضر القلادة وألبسها إياها واقترب في محاولة منه لاقتطاف قبلة من شفتيها لكنها لم تسمح له بذلك وابتعدت عدة خطوات إلى الوراء فحك مؤخرة رأسه بأنامله وهتف بهدوء 

- أسف
- محصلش حاجة 
- فعلاً 

قالها بغيظ واضح فابتسمت بخجل دون أن تنظر إليه فاقترب منها مرة أخرى وأردف قائلاً 

- والدك كان عايز يشوفك و

توقف عن إكمال كلماته حينما رفعت بصرها إليه ورمقته بنظرة نارية 

- مش عايزه أشوفه
- بس هو جه زي ما وعدني و

قاطعته قائلة بحدة تحمل الحزن بطياتها: جه علشان يخلص مني ومن مسئوليتي، عرفت جه ليه، صحيح أمي كمان ما وقفتش جمبي بس ده غصب عنها، بعد ما طلقها ورماها نامت في الجوامع علشان ملهاش حد ولما أتجوزت جوزها كان مطلق مراته وللأسف رجعلها وبقت أمي جارية لا حول لها ولا قوة بس على الاقل بتسأل عليا وأفتكرتني يوم ميلادي لكن هو لا، لا يا أمير 

خرج أسمه من بين شفتيها بنبرة صوت حزينة ثم تسللت دمعة من عينها وسالت برفق على وجنتها فما كان منه إلا أنه جذبها إلى صدره وحاوطها بحنان 

********

بالخارج... 
ودعت رمزية الجميع وهمت أن تغادر دون أن تعير نظرات يحيى أي اهتمام... تأملها بإعجاب شديد فهي ما تزال تحتفظ بجمالها الخلاب وتساءل في نفسه كيف تركها وألمها بتلك الطريقة، لكن أعاده صوت ولديه إلى أرض الواقع واندهش بشدة حينما رأى رمزية تودعهما بحنان فابتلع ريقه وتحدث في نفسه قائلاً 

- أنا أغبى إنسان في الدنيا

********

ابتعد أمير عن وعد ثم رفع وجهها لتتقابل أعينهم في نظرة ساحرة فغمز لها بمشاكسة وهتف بحنان

- محدش هيقدر يجبرك على حاجة طوال ما أنا موجود، يلا جهزي نفسك علشان هنخرج

لم ينتظر ردها وغادر الغرفة ثم اتجه صوب يحيى وأخبره بعدم رغبة وعد في رؤيته فزادت الحسرة بقلب يحيى ثم اصطحب ولديه وغادر المكان وهو يشعر بالندم ولكن بعد فوات الأوان.... في ذات اللحظة استأذن أمير من سوسن ليصطحب وعد في نزهة فوافقت ثم طلب من أمجد أن يعيد والدته وشقيقته إلى الفيلا وقتما يشاءوا

*********

بعد مرور عدة دقائق غادرت وعد برفقة أمير فانطلق إلى مطعم فخم مطل على نهر النيل، وما هي إلا دقائق حتى أوقف سيارته وترجل منها ثم اتجه صوب بابها وفتحه... مد لها يده فوضعت كفها بداخلها وترجلت هي الأخرى فجذبها بخفة لتتأبط ذراعه ثم دلفوا سوياً إلى المكان... طالعت وعد المكان بإعجاب فشعر هو بالسعادة لرؤيته سعادتها... تناولت الطعام وسط أجواء ساحرة وتعرف كل واحد منهم بالأخر... وما أن فرغ أمير من تناول الطعام ترك مقعده وتقدم منها فتعلقت عينيها بعينيه... ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساحرة ثم مد يده وأمسك يدها ليجذبها بخفة بين أحضانه... توسط حلبة الرقص وبدأ يتمايل معها على أنغام موسيقي هادئة.... خفق قلبها بسرعة لم تعتادها من قبل وكان شعورها بالخجل يفوق طاقتها فجاهدت لتخبئ عينيها عنه لكنه لم يسمح لها بذلك.... كانت نظراته كسهام عشق أصابت قلبها قبل عينيها... نسى الزمان وأنساها معه فلم تشعر بنفسها إلا وهي تسند رأسها على كتفه ماجعل الربيع يسري بداخله وزادت البسمة التي لا تفارق شفتيه وهي إلى جواره، فكيف حاله وهي بين أحضانه... أغمض عينيه واستنشق عبير عطرها لتأخذه معها في عالم لا يوجد به سواهم لينعم كل منهم بمشاعر دافئة

ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف

طريقي بقربك/منى سليمان

February 19, 2019 0
طريقي بقربك/منى سليمان
طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء

الفصل الرابع عشر - بقلمي منى سليمان

* عقد قران *

أوقف أمير سيارته أسفل العقار الذي يسكنه أمجد ثم ترجل منها واستقل المصعد إلى شقة ابن خالته ودلف إليها بالمفتاح الخاص به... اتجه صوب المطبخ وأحضر كوب من المياه ثم دلف إلى غرفة أمجد على أطراف أصابعه حتى استقر أمامه وسكب المياه فوق رأسه... انتفض أمجد عن نومته وجحظت عينيه في هلع، وما أن استرد أنفاسه وقع نظره على أمير فرمقه بنظرة غيظ وهتف وهو يستعد للركض خلفه

- اه يا ابن ال

ركض أمير بكل ما أوتي من سرعة ولحق به أمجد وهو يتعود له، لكنه لم يستطع الإمساك به فتابع بحدة 

- هات مفتاح الشقة، أنا غلطت لما أديتك نسخة
- لا 

قالها أمير ببرود ليزيد غضب أمجد فأمسك الأخير بحذائه وقذفه في رأس أمير فتأوه الأخير وهو يقول

- اه منك لله 
- أحسن كده خالصين

لوى أمير شفتيه بضجر فاقترب منه أمجد وربت على كتفه وقال بهدوء 

- تعيش وتاخد غيرها يا عريس
- منك لله، أتنيل أدخل غير هدومك علشان ننزل

ابتعد أمجد خطوات قليلة إلى الوراء وهو يفرك جبينه بأطراف أنامله عله يتذكر أمراً ثم هتف متسائلاً 

- هو أحنا اتفقنا نروح في حته وأنا ناسي؟!! 

اقترب منه أمير وضربه بخفة على رأسه وأجابه بغضب قائلاً 

- أنجز علشان نروح للمأذون نتفق معاه وهروح أشتري بدلة 
- طيب، خدام أبوك أنا 

قال أمجد كلماته الأخيرة بخفوت وهو يتجه صوب غرفته، ولكن وصلت كلماته إلى مسامع أمير فابتسم وهتف في نفسه

- أهبل أوي

********

في منزل وعد... 
غفت أمل على الفراش فتأملتها حنين في صمت ثم مالت على أذن وعد وقالت بصوت خفيض

- بت يا وعد
- إيه؟ 
- أمل دي حلوة أوووووووي، عقدتني هي بس تهتم بنفسها ولبسها وهتبقى صاروخ أرض جو عابر للقلوب

ابتسمت وعد على كلمات صديقتها المجنونة ثم تحدثت بذات الصوت الخفيض

- بتعاكسيها يا هبله
- البت قمر، أحلى من أخوها مع أن أخوها حلو أوي وأمور أوي أوي أوي و

توقفت حنين عن إكمال كلماتها حينما تقابلت عينيها بالشرار المنبعث من عينيّ وعد، فابتسمت ببلاهة وأردفت قائلة

- بهزر 
- طيب قومي نساعد ماما سوسن بدل ما أفتح دماغك

ضحكت حنين ببلاهة وفشلت جميع محاولات وعد في إسكاتها حتى لا تفيق أمل، لكن باءت جميع محاولتها بالفشل، فتململت أمل في الفراش ثم فتحت عينيها وقالت بغيظ

- حرام عليكوا سيبوني أنام ده أنا واخده أجازة بالعافية، هلاقيها منكم ولا من أخويا المجنون

شعرت وعد بالإحراج فقبضت على معصم حنين واتجهت صوب باب الغرفة وأخرجتها ثم لوحت بيدها مودعة إلى أمل وغادرت هي أخرى مغلقة الباب خلفها فابتسمت أمل وهتفت بسعادة 

- وعد دي طيبة أوي

********

مضت الدقائق والساعات في استعداد الجميع لعقد القران.... 
انتقى أمير حلة سوداء شديدة الرقي ثم اصطحبه أمجد إلى مكتب الشيخ للاتفاق على موعد عقد القران

أنهى حسام عمله في عُجالة وحصل على إذن بالانصراف ثم عاد إلى المنزل وانتقى أفخم ثيابه للذهاب إلى منزل سوسن

جهزت سلوى كل ما يلزمهم واتفقت مع متجر حلويات شهير لإرسال الحلويات إلى منزل وعد

* انتهت سوسن من تنظيف المنزل وتزيينه بمساعدة وعد وحنين ثم أبدلت ثيابها لتذهب لشراء بعض الحلويات والمستلزمات اللازمة لعقد القران ولكن أصرت وعد على الذهاب معها وكذلك حنين تاركين أمل بمفردها فقد كانت نائمة

*********

أوقف حسام سيارته أسفل عقار وعد، ترجل منها وحمل باقة الزهور من المقعد الخلفي ثم توجه صوب المدخل وصعد إلى الشقة، وقبل أن يضغط زر الجرس، تنفس بعمق وتمنى من الله ألا يظهر الحزن على قسمات وجهه ثم استجمع شجاعته وضغط زر الجرس... في تلك اللحظة استيقظت أمل وغادرت الغرفة لتبحث عن أهل المنزل لكنها لم تجد أحد فاتجهت صوب باب الشقة وفتحته.... وجد حسام نفسه يقف أمام فتاة أقل ما يقال عنها جميلة، ببضاء، رقيقة، صاحبة عيون خضراء مائلة للزرقة وشعر بني ناعم... أما هي فرأت شاب طويل مفتول العضلات وصاحب جسم رياضي، يختلط سواد شعره بخصلات بيضاء ذاته هيبه ووقار فهتفت برقة

- أقدر أساعد حضرتك في حاجة؟ 

رجع قليلاً إلى الخلف ليتأكد من رقم الشقة ثم نظر إليها وهتف متسائلاً 

- طنط سوسن موجودة؟ 
- على الأغلب لا
- طيب وعد؟ 
- على الأغلب برضو لا 

لاحت على شفتيه شبه ابتسامة ثم أكمل حديثه قائلاً: يبقى حنين على الأغلب كمان لا

- كنت لسه هقولها
- تمام هنتظرهم في العربية، بعد أذنك

قالها بصوته الرجولي ثم غادر دون أن ينتظر منها رد فأغلقت الباب واتجهت صوب الغرفة وهي تتمتم

- إيه الهيبة دي، لسه في رجالة ليهم هيبة كده

*******

بعد مرور عدة دقائق رأى حسام شقيقته تعود برفقة وعد وسوسن فترجل من السيارة حاملاً باقة الزهور ثم تقدم منهن وأعطى الباقة إلى وعد وحمل عنهن كل ما قاموا بشرائه وسبقهن إلى الشقة، وما أن طرق الباب مرة أخرى فتحت أمل ثم أفسحت له المجال ليدلف إلى الداخل بعدما رأته يحمل أشياءً كثيرةٌ فوضع ما معه على أقرب منضدة ثم نظر إليها وهتف 

- الجماعة طالعين ورايا

حركت أمل رأسها بتفهم ثم أشارت إليه ليجلس فاتجه صوب أقرب مقعد وجلس عليه، فجلست هي على المقعد المقابل له... لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى دلفت سوسن إلى الشقة برفقة وعد وحنين فاقتربت الأخيرة من حسام وطبعت قبلة على وجنته وهي تقول

- وحشتني أووووووي

ابتسم لها بهدوء وتحدث قائلاً: وأنتي كمان وحشتيني يا قردة

اندهشت أمل من فعلة حنين لكنها لم تعلق بل تابعت باقي الحديث الذي يدور بينهما 

- تحبوا أساعدكم في حاجة؟ 
- تسلم يا ابني، أرتاح على ما حضرلك حاجة تاكلها 
- بس

قاطعته سوسن قائلة بهدوء: مش هقبل بالاعتراض

- هاجي أساعدك يا أجمل طنط

قالتها حنين ثم دلفت إلى المطبخ لتساعد سوسن فنظر حسام إلى وعد وتحدث بهدوء وابتسامة مصطنعة

- مبروك يا وعد 
- الله يبارك فيك، عقبالك

ازداد اندهاش أمل حينما وصلت كلمة وعد الأخيرة إلى مسامعها فقد اعتقدت أن هناك قصة عشق تربط بينه وبين حنين، لكنها فاقت من شرودها حينما انتبهت إلى صوت وعد

- أقدملك الرائد حسام أخو حنين، ودي يا حسام أمل أخت أمير

تبدلت قسمات وجه حسام حينما وصل أسم أمير إلى مسامعه، بينما اقتربت منه أمل لتصافحه فعبس بشدة وهتف بغيظ

- ما بسلمش على ستات

أتسع فاه أمل من وقاحة كلماته ثم ابتعدت واتجهت إلى غرفة وعد وهي تتمتم

- إيه قلة الذوف دي، لسه في رجالة قلالات الذوق كده

********

في منزل يحيى... 
اهتز هاتف منيرة وهي تتناول طعام الغداء بمشاركة زوجها وطفليها... تركت مقعدها ودلفت إلى الحمام وهي تخبئ الهاتف داخل ثيابها ثم أجابت قائلة بصوت أقرب إلى الهمس

- في إيه يا إبراهيم؟ 
- وحشتيني وعايز أشوفك
- ما أنت كنت هنا أمبارح
- برضو عايز أشوفك هتيجي ولا أجيلك؟ 

صمتت منيرة للحظات ثم قالت: هجيلك أنت كمان وحشتني

- ليلتنا فل ما تتأخريش
- حاضر يا هيما

أنهت المكالمة وخبأت الهاتف في ثيابها مرة أخرى ثم عادت لتجلس على مقعدها وكأن شيئاً لم يكن فهتف يحيى متسائلاً 

- مالك؟ 
- بطني وجعاني، شكلي كده واخده برد في معدتي
- سلامتك
- أنا هنزل بالليل أكشف علشان أطمن وخلي الولاد معاك 

جحظت أعين يحيى من هول ما سمع ثم ابتلع ريقه بصعوبة وتحدث بصوت مرتعش

- م مش هينفع عندي شغل مهمة
- يعني أموت علشان شغلك، أنت مبقتش تحبني أنا هاخد ولادي وأمشي

ما أن وصلت كلماتها إلى مسامعه، انتفض عن مقعده وثنى ركبتيه وجلس راكعاً أمامها ثم أمسك كفيها بين كفيه وقال بصوت أقرب إلى الرجاء 

- أنا مقدرش أعيش من غيركم

ابتسمت منيرة بخبث ثم ربتت على كتفه وهي تقول: يبقى أسمع الكلام وما تزعلنيش

- حاضر اللي تأمري بيه هعمله
- أنا هقوم أجهز نفسي علشان أنزل وخلي بالك من الولاد ولو عايز تاخدهم المكتب معاك خدهم

قالت كلماتها ببرود ثم تركت مقعدها وتخطته لتدلف إلى غرفتها فجلس هو على المقعد ثم نظر إلى ساعة يده وجدها تشير إلى الرابعة فحزن بشدة، لكنه ابتسم حينما وجد ولديه يلعبان سوياً

*******

في منزل سوسن.... 
اجتمعوا جميعاً على مائدة الطعام، ولكن كلما رفعت أمل رأسها وجدت حسام يرمقها بنظرات نارية فلوت شفتيها بغضب ثم جذبت وعد من معصمها وهتفت بغيظ

- هو الشيء ده بيبصلي كده ليه؟ 

نظرت وعد إلى حسام واندهشت لظهور الضجر على قسمات وجهه، لكنه بمجرد أن تقابلت عينيه بعينيّ وعد، بادر برسم الابتسامة فبادلته بأخرى ثم مالت على أذن أمل وقالت بصوت خفيض

- مش عارفه شكله زعلان من حاجة لأنه مش كده خالص
- واضح 

قالتها أمل ثم تركت مقعدها وجذبت وعد بخفة من يدها وقالت بسعادة

- يلا يا عروسة مفيش وقت زمان العريس على وصول

كادت وعد أن تتحدث لكن قاطعها حسام حينما هتف بحدة: ما تسبيها تخلص أكلها

اندهش الجميع من تصرف حسام لكن تدخلت حنين لتلطيف الأجواء ووقفت هي الأخرى عن مقعدها ثم قالت بهدوء 

- لا أمل معاها حق تستعجل، يلا بينا

مضت وعد برفقة أمل بينما مالت حنين على أذن حسام وأردفت بصوت خفيض

- كده الكل هياخد باله

قالتها ثم دلفت إلى غرفة وعد فنظرت سوسن إلى حسام وابتسمت له وهي تقول

- حساك متوتر 
- شوية
- أنا عارفه أن وعد بالنسبالك زي حنين بس ما تقلقش أمير أنسان محترم
- ربنا يسعدهم، هدخل أقعد في البلكونة على ما يوصلوا

ترك مقعده واتجه صوب الشرفة كالإعصار لشعوره الشديد بالاختتاف بينما اندهشت سوسن لكنها لم تعلق وبدأت في إفراغ محتويات السفرة 

********

في منزل نادين... 
دلفت والدة نادين إلى الغرفة وجلست على حافة فراش ابنتها ثم وكزتها في كتفها عدة مرات وهي تقول

- قومي يا نادين بقينا العصر
- أنا تعبانه وعايزه أنام 
- بقولك قومي

زفرت نادين بضيق ثم اعتدلت في جلستها وقالت بحدة: نعم

- قومي غيري هدومك هنروح فيلا عمك علشان أصلح اللي خربتيه
- بجد؟ 

تساءلت نادين بفرحة فلوت والدتها شفتيها بضجر وأجابتها بغضب

- اه بجد، قومي يلا
- حاضر

غادرت والدتها الغرفة فهمت نادين أن تدلف إلى الحمام لكن قاطعها صوت رنين هاتفها، وما أن رأت أسم المتصل زفرت بضيق وهتفت بضجر

- يوه هو ده وقته، الو
- في عملية دلوقتي
- أنا مش فاضيه، شوفوا دكتور محمود
- دي كلى وهيدفع فيها ١٠٠ ألف ليكي فيهم خمسة وعشرين، قولتي إيه؟ 

ما أن وصل الرقم إلى مسامعها، لمعت عينيها بفرحة ثم أنهت المكالمة بعد أن أعطته الوعد بالمجيء، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى غادرت المنزل بعد أن شجعتها والدتها على الذهاب والعودة بالخمسة والعشرون ألف جنيهًا 

********

في منزل يحيى... 
انتهت منيرة من إبدال ثيابها ووضع الكثير من مساحيق التجميل ثم اتجهت صوب غرفة ولديها ووقفت على بابها وهي تقول

- أنا نازله واحتمال أعدي على أمي وأنا راجعه، خلي بالك من العيال

لم تنتظر رده وغادرت فزفر بضيق ثم احتضن ولديه فهتف أحدهم متسائلاً 

- هي وعد مش هتيجي؟ 

ابتعد الولد الأخر عن حضن أبيه وتساءل هو الأخر: هي راحت فين؟ 

حزن يحيى بشدة على الحالة التي وصل إليها بسبب عشقه لولديه فسيطر الحزن على قسمات وجهه فاحتضنه ولديه ثم قال أحدهم

- ما تزعلش، تعالى نروح لوعد ونسيب ماما

ابتسم يحيى على براءة أبنائه ثم أبعدهما عنه وقال بهدوء: هوديكم تشوفوا وعد بس بشرط

- قول

قالها الولدين في ذات اللحظة فأسر ابتسامته وتابع قائلاً: توعدوني ماما ما تعرفش مهما حصل

- موافق
- وأنا كمان 
- طيب يلا ألبسكم وبعدين أروح ألبس

اعتلى الطفلين الفراش وأخذا يقفزان في سعادة فابتسم يحيى واتجه صوب حافظة الثياب ليحضر ملابسهما

********

في الخامسة إلا عشر دقائق أوقف أمجد سيارته أسفل منزل وعد فترجل أمير حاملاً باقة فخمة من الزهور الحمراء وعلبة من الشيكولاتة الفاخرة ثم اتجه صوب باب السيارة الأخر وفتحه لتترجل والدته وعلى شفتيها ابتسامة ساحرة... ترجل أمجد أيضاً والشيخ الذي سيقوم بعقد القران ودلفوا جميعاً إلى العقار... وقف أمير أمام باب الشقة وهندم ثيابه ثم ضغط زر الجرس فتطاير شرار الغضب من أعين حسام بينما ابتسمت سوسن واتجهت صوب الباب لتفتحه... دلف أمير وأخذ يبحث بعينيه في المكان عن عروسه لكنه لم يجدها ودلفت سلوى خلفه لتتبادل التهاني مع سوسن ثم دلف أمجد مصطحباً الشيخ وهو يقول بسعادة

- مبروك مبروك وعقبالي يارب

اتجهوا جميعاً صوب حجرة الضيوف وهناك تقابل حسام مع أمجد فاقترب منه الأخير وهتف 

- حسام إيه اللي جابك هنا؟ 
- أنت إيه اللي جابك هنا؟ 
- أنا قريب أمير 

قالها وهو يشير بيده إلى أمير فاقترب من حسام ومد يده ليصافحه فصافحه حسام ببرود ثم أومأ برأسه مرحباً بسلوى وعاد ليجلس على مقعده وهو يضع قدك فوق الأخرى فاندهش أمجد، لكنه لم يعلق بل هتف متسائلاً 

- أمال فين العروسة؟ 
- هروح أندهلها 
- خديني معاكي

قالتها سلوى ثم مضت برفقة سوسن إلى غرفة العروس، وما أن وقعت عينيها عليها اقتربت منها وهي تشعر بسعادة لم تتذوق نكهتها منذ عدة سنوات

- بسم الله ماشاء الله، ربنا يحرسك 
- شكراً يا طنط
- لا مفيش طنط، أنا من النهارده أمك

ابتسمت وعد بخجل فربتت سلوى على كتفها ثم أمسكت يدها واتجهت بها صوب الخارج وتبعتهما أمل بينما أكملت حنين ارتداء ثيابها... وما أن وصلت وعد أمام أمير اصطبغت وجنتيها بالحمرة كعادتها فابتسم على فعلتها ثم أمسك يدها وطبع على ظاهرها قبلة كانت كفيلة بإشعال نيران الغضب داخل قلب حسام فقال بغيظ

- لما تكتب الكتاب يا عريس أبقى خد راحتك

استشعر أمير الغيرة المصاحبة لصوت حسام فنظر إلى وعد ورفع أحد حاحبيه في تسأل فهتفت وعد برقة

- ده الرائد حسام أخو حنين وبعتبره أخويا
- تشرفنا

قالها أمير فبادله حسام التحية ببرود ثم ترك المكان بحثاً عن شقيقته بينما تمسك أمير بيد وعد وجذبها بخفة لتجلس إلى جواره 

*******

في مكان آخر..... 
وصلت منيرة إلى بيت من طابق واحد لا يسكنه سوى عشيقها إبراهيم... وقفت أمام باب شقته ثم أخرجت المفتاح الذي أعطاها إياه من حقيبتها ودلفت إليها، أخذت تبحث عنه في أركان الشقة لكنها لم تجده... وما أن تراجعت بظهرها إلى الخلف، تعالت شهقاتها حينما اصطدمت بجسد صلب يقف خلفها فوضع يده على ثغرها وقال

- اشششششش ده أنا 

أزالت يده عن ثغرها ثم أدرات جسدها إليه وهتفت بحدة: خضتني

- معلش تعالي جوه وهنسيكي كل حاجة 

ضحكت بدلال فحملها واتجه صوب غرفته ثم وضعها على الفراش وابتعد ليفك أزرار قميصه، وبمجرد أن انتهى اقترب منها وتابع قائلاً 

- عايزك تفضلي معايا على طول 
- ياريت بس ده قدرنا 
- قدرنا نغيره المهم تفضلي ملكي أنا وبس 

قال كلماته وهو يمطر وجهها بقبلاته ثم توقف وأردف قائلاً:  لازم نخلص من جوزك 

- أزاي؟ 
- نقتله

جحظت عينيها وأتسع ثغرها من هول ما سمعت فحرك إبراهيم رأسه لأعلى وأسفل مؤكداً ما سمعته

ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف