طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء
الفصل الرابع عشر - بقلمي منى سليمان
* عقد قران *
أوقف أمير سيارته أسفل العقار الذي يسكنه أمجد ثم ترجل منها واستقل المصعد إلى شقة ابن خالته ودلف إليها بالمفتاح الخاص به... اتجه صوب المطبخ وأحضر كوب من المياه ثم دلف إلى غرفة أمجد على أطراف أصابعه حتى استقر أمامه وسكب المياه فوق رأسه... انتفض أمجد عن نومته وجحظت عينيه في هلع، وما أن استرد أنفاسه وقع نظره على أمير فرمقه بنظرة غيظ وهتف وهو يستعد للركض خلفه
- اه يا ابن ال
ركض أمير بكل ما أوتي من سرعة ولحق به أمجد وهو يتعود له، لكنه لم يستطع الإمساك به فتابع بحدة
- هات مفتاح الشقة، أنا غلطت لما أديتك نسخة
- لا
قالها أمير ببرود ليزيد غضب أمجد فأمسك الأخير بحذائه وقذفه في رأس أمير فتأوه الأخير وهو يقول
- اه منك لله
- أحسن كده خالصين
لوى أمير شفتيه بضجر فاقترب منه أمجد وربت على كتفه وقال بهدوء
- تعيش وتاخد غيرها يا عريس
- منك لله، أتنيل أدخل غير هدومك علشان ننزل
ابتعد أمجد خطوات قليلة إلى الوراء وهو يفرك جبينه بأطراف أنامله عله يتذكر أمراً ثم هتف متسائلاً
- هو أحنا اتفقنا نروح في حته وأنا ناسي؟!!
اقترب منه أمير وضربه بخفة على رأسه وأجابه بغضب قائلاً
- أنجز علشان نروح للمأذون نتفق معاه وهروح أشتري بدلة
- طيب، خدام أبوك أنا
قال أمجد كلماته الأخيرة بخفوت وهو يتجه صوب غرفته، ولكن وصلت كلماته إلى مسامع أمير فابتسم وهتف في نفسه
- أهبل أوي
********
في منزل وعد...
غفت أمل على الفراش فتأملتها حنين في صمت ثم مالت على أذن وعد وقالت بصوت خفيض
- بت يا وعد
- إيه؟
- أمل دي حلوة أوووووووي، عقدتني هي بس تهتم بنفسها ولبسها وهتبقى صاروخ أرض جو عابر للقلوب
ابتسمت وعد على كلمات صديقتها المجنونة ثم تحدثت بذات الصوت الخفيض
- بتعاكسيها يا هبله
- البت قمر، أحلى من أخوها مع أن أخوها حلو أوي وأمور أوي أوي أوي و
توقفت حنين عن إكمال كلماتها حينما تقابلت عينيها بالشرار المنبعث من عينيّ وعد، فابتسمت ببلاهة وأردفت قائلة
- بهزر
- طيب قومي نساعد ماما سوسن بدل ما أفتح دماغك
ضحكت حنين ببلاهة وفشلت جميع محاولات وعد في إسكاتها حتى لا تفيق أمل، لكن باءت جميع محاولتها بالفشل، فتململت أمل في الفراش ثم فتحت عينيها وقالت بغيظ
- حرام عليكوا سيبوني أنام ده أنا واخده أجازة بالعافية، هلاقيها منكم ولا من أخويا المجنون
شعرت وعد بالإحراج فقبضت على معصم حنين واتجهت صوب باب الغرفة وأخرجتها ثم لوحت بيدها مودعة إلى أمل وغادرت هي أخرى مغلقة الباب خلفها فابتسمت أمل وهتفت بسعادة
- وعد دي طيبة أوي
********
مضت الدقائق والساعات في استعداد الجميع لعقد القران....
انتقى أمير حلة سوداء شديدة الرقي ثم اصطحبه أمجد إلى مكتب الشيخ للاتفاق على موعد عقد القران
أنهى حسام عمله في عُجالة وحصل على إذن بالانصراف ثم عاد إلى المنزل وانتقى أفخم ثيابه للذهاب إلى منزل سوسن
جهزت سلوى كل ما يلزمهم واتفقت مع متجر حلويات شهير لإرسال الحلويات إلى منزل وعد
* انتهت سوسن من تنظيف المنزل وتزيينه بمساعدة وعد وحنين ثم أبدلت ثيابها لتذهب لشراء بعض الحلويات والمستلزمات اللازمة لعقد القران ولكن أصرت وعد على الذهاب معها وكذلك حنين تاركين أمل بمفردها فقد كانت نائمة
*********
أوقف حسام سيارته أسفل عقار وعد، ترجل منها وحمل باقة الزهور من المقعد الخلفي ثم توجه صوب المدخل وصعد إلى الشقة، وقبل أن يضغط زر الجرس، تنفس بعمق وتمنى من الله ألا يظهر الحزن على قسمات وجهه ثم استجمع شجاعته وضغط زر الجرس... في تلك اللحظة استيقظت أمل وغادرت الغرفة لتبحث عن أهل المنزل لكنها لم تجد أحد فاتجهت صوب باب الشقة وفتحته.... وجد حسام نفسه يقف أمام فتاة أقل ما يقال عنها جميلة، ببضاء، رقيقة، صاحبة عيون خضراء مائلة للزرقة وشعر بني ناعم... أما هي فرأت شاب طويل مفتول العضلات وصاحب جسم رياضي، يختلط سواد شعره بخصلات بيضاء ذاته هيبه ووقار فهتفت برقة
- أقدر أساعد حضرتك في حاجة؟
رجع قليلاً إلى الخلف ليتأكد من رقم الشقة ثم نظر إليها وهتف متسائلاً
- طنط سوسن موجودة؟
- على الأغلب لا
- طيب وعد؟
- على الأغلب برضو لا
لاحت على شفتيه شبه ابتسامة ثم أكمل حديثه قائلاً: يبقى حنين على الأغلب كمان لا
- كنت لسه هقولها
- تمام هنتظرهم في العربية، بعد أذنك
قالها بصوته الرجولي ثم غادر دون أن ينتظر منها رد فأغلقت الباب واتجهت صوب الغرفة وهي تتمتم
- إيه الهيبة دي، لسه في رجالة ليهم هيبة كده
*******
بعد مرور عدة دقائق رأى حسام شقيقته تعود برفقة وعد وسوسن فترجل من السيارة حاملاً باقة الزهور ثم تقدم منهن وأعطى الباقة إلى وعد وحمل عنهن كل ما قاموا بشرائه وسبقهن إلى الشقة، وما أن طرق الباب مرة أخرى فتحت أمل ثم أفسحت له المجال ليدلف إلى الداخل بعدما رأته يحمل أشياءً كثيرةٌ فوضع ما معه على أقرب منضدة ثم نظر إليها وهتف
- الجماعة طالعين ورايا
حركت أمل رأسها بتفهم ثم أشارت إليه ليجلس فاتجه صوب أقرب مقعد وجلس عليه، فجلست هي على المقعد المقابل له... لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى دلفت سوسن إلى الشقة برفقة وعد وحنين فاقتربت الأخيرة من حسام وطبعت قبلة على وجنته وهي تقول
- وحشتني أووووووي
ابتسم لها بهدوء وتحدث قائلاً: وأنتي كمان وحشتيني يا قردة
اندهشت أمل من فعلة حنين لكنها لم تعلق بل تابعت باقي الحديث الذي يدور بينهما
- تحبوا أساعدكم في حاجة؟
- تسلم يا ابني، أرتاح على ما حضرلك حاجة تاكلها
- بس
قاطعته سوسن قائلة بهدوء: مش هقبل بالاعتراض
- هاجي أساعدك يا أجمل طنط
قالتها حنين ثم دلفت إلى المطبخ لتساعد سوسن فنظر حسام إلى وعد وتحدث بهدوء وابتسامة مصطنعة
- مبروك يا وعد
- الله يبارك فيك، عقبالك
ازداد اندهاش أمل حينما وصلت كلمة وعد الأخيرة إلى مسامعها فقد اعتقدت أن هناك قصة عشق تربط بينه وبين حنين، لكنها فاقت من شرودها حينما انتبهت إلى صوت وعد
- أقدملك الرائد حسام أخو حنين، ودي يا حسام أمل أخت أمير
تبدلت قسمات وجه حسام حينما وصل أسم أمير إلى مسامعه، بينما اقتربت منه أمل لتصافحه فعبس بشدة وهتف بغيظ
- ما بسلمش على ستات
أتسع فاه أمل من وقاحة كلماته ثم ابتعدت واتجهت إلى غرفة وعد وهي تتمتم
- إيه قلة الذوف دي، لسه في رجالة قلالات الذوق كده
********
في منزل يحيى...
اهتز هاتف منيرة وهي تتناول طعام الغداء بمشاركة زوجها وطفليها... تركت مقعدها ودلفت إلى الحمام وهي تخبئ الهاتف داخل ثيابها ثم أجابت قائلة بصوت أقرب إلى الهمس
- في إيه يا إبراهيم؟
- وحشتيني وعايز أشوفك
- ما أنت كنت هنا أمبارح
- برضو عايز أشوفك هتيجي ولا أجيلك؟
صمتت منيرة للحظات ثم قالت: هجيلك أنت كمان وحشتني
- ليلتنا فل ما تتأخريش
- حاضر يا هيما
أنهت المكالمة وخبأت الهاتف في ثيابها مرة أخرى ثم عادت لتجلس على مقعدها وكأن شيئاً لم يكن فهتف يحيى متسائلاً
- مالك؟
- بطني وجعاني، شكلي كده واخده برد في معدتي
- سلامتك
- أنا هنزل بالليل أكشف علشان أطمن وخلي الولاد معاك
جحظت أعين يحيى من هول ما سمع ثم ابتلع ريقه بصعوبة وتحدث بصوت مرتعش
- م مش هينفع عندي شغل مهمة
- يعني أموت علشان شغلك، أنت مبقتش تحبني أنا هاخد ولادي وأمشي
ما أن وصلت كلماتها إلى مسامعه، انتفض عن مقعده وثنى ركبتيه وجلس راكعاً أمامها ثم أمسك كفيها بين كفيه وقال بصوت أقرب إلى الرجاء
- أنا مقدرش أعيش من غيركم
ابتسمت منيرة بخبث ثم ربتت على كتفه وهي تقول: يبقى أسمع الكلام وما تزعلنيش
- حاضر اللي تأمري بيه هعمله
- أنا هقوم أجهز نفسي علشان أنزل وخلي بالك من الولاد ولو عايز تاخدهم المكتب معاك خدهم
قالت كلماتها ببرود ثم تركت مقعدها وتخطته لتدلف إلى غرفتها فجلس هو على المقعد ثم نظر إلى ساعة يده وجدها تشير إلى الرابعة فحزن بشدة، لكنه ابتسم حينما وجد ولديه يلعبان سوياً
*******
في منزل سوسن....
اجتمعوا جميعاً على مائدة الطعام، ولكن كلما رفعت أمل رأسها وجدت حسام يرمقها بنظرات نارية فلوت شفتيها بغضب ثم جذبت وعد من معصمها وهتفت بغيظ
- هو الشيء ده بيبصلي كده ليه؟
نظرت وعد إلى حسام واندهشت لظهور الضجر على قسمات وجهه، لكنه بمجرد أن تقابلت عينيه بعينيّ وعد، بادر برسم الابتسامة فبادلته بأخرى ثم مالت على أذن أمل وقالت بصوت خفيض
- مش عارفه شكله زعلان من حاجة لأنه مش كده خالص
- واضح
قالتها أمل ثم تركت مقعدها وجذبت وعد بخفة من يدها وقالت بسعادة
- يلا يا عروسة مفيش وقت زمان العريس على وصول
كادت وعد أن تتحدث لكن قاطعها حسام حينما هتف بحدة: ما تسبيها تخلص أكلها
اندهش الجميع من تصرف حسام لكن تدخلت حنين لتلطيف الأجواء ووقفت هي الأخرى عن مقعدها ثم قالت بهدوء
- لا أمل معاها حق تستعجل، يلا بينا
مضت وعد برفقة أمل بينما مالت حنين على أذن حسام وأردفت بصوت خفيض
- كده الكل هياخد باله
قالتها ثم دلفت إلى غرفة وعد فنظرت سوسن إلى حسام وابتسمت له وهي تقول
- حساك متوتر
- شوية
- أنا عارفه أن وعد بالنسبالك زي حنين بس ما تقلقش أمير أنسان محترم
- ربنا يسعدهم، هدخل أقعد في البلكونة على ما يوصلوا
ترك مقعده واتجه صوب الشرفة كالإعصار لشعوره الشديد بالاختتاف بينما اندهشت سوسن لكنها لم تعلق وبدأت في إفراغ محتويات السفرة
********
في منزل نادين...
دلفت والدة نادين إلى الغرفة وجلست على حافة فراش ابنتها ثم وكزتها في كتفها عدة مرات وهي تقول
- قومي يا نادين بقينا العصر
- أنا تعبانه وعايزه أنام
- بقولك قومي
زفرت نادين بضيق ثم اعتدلت في جلستها وقالت بحدة: نعم
- قومي غيري هدومك هنروح فيلا عمك علشان أصلح اللي خربتيه
- بجد؟
تساءلت نادين بفرحة فلوت والدتها شفتيها بضجر وأجابتها بغضب
- اه بجد، قومي يلا
- حاضر
غادرت والدتها الغرفة فهمت نادين أن تدلف إلى الحمام لكن قاطعها صوت رنين هاتفها، وما أن رأت أسم المتصل زفرت بضيق وهتفت بضجر
- يوه هو ده وقته، الو
- في عملية دلوقتي
- أنا مش فاضيه، شوفوا دكتور محمود
- دي كلى وهيدفع فيها ١٠٠ ألف ليكي فيهم خمسة وعشرين، قولتي إيه؟
ما أن وصل الرقم إلى مسامعها، لمعت عينيها بفرحة ثم أنهت المكالمة بعد أن أعطته الوعد بالمجيء، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى غادرت المنزل بعد أن شجعتها والدتها على الذهاب والعودة بالخمسة والعشرون ألف جنيهًا
********
في منزل يحيى...
انتهت منيرة من إبدال ثيابها ووضع الكثير من مساحيق التجميل ثم اتجهت صوب غرفة ولديها ووقفت على بابها وهي تقول
- أنا نازله واحتمال أعدي على أمي وأنا راجعه، خلي بالك من العيال
لم تنتظر رده وغادرت فزفر بضيق ثم احتضن ولديه فهتف أحدهم متسائلاً
- هي وعد مش هتيجي؟
ابتعد الولد الأخر عن حضن أبيه وتساءل هو الأخر: هي راحت فين؟
حزن يحيى بشدة على الحالة التي وصل إليها بسبب عشقه لولديه فسيطر الحزن على قسمات وجهه فاحتضنه ولديه ثم قال أحدهم
- ما تزعلش، تعالى نروح لوعد ونسيب ماما
ابتسم يحيى على براءة أبنائه ثم أبعدهما عنه وقال بهدوء: هوديكم تشوفوا وعد بس بشرط
- قول
قالها الولدين في ذات اللحظة فأسر ابتسامته وتابع قائلاً: توعدوني ماما ما تعرفش مهما حصل
- موافق
- وأنا كمان
- طيب يلا ألبسكم وبعدين أروح ألبس
اعتلى الطفلين الفراش وأخذا يقفزان في سعادة فابتسم يحيى واتجه صوب حافظة الثياب ليحضر ملابسهما
********
في الخامسة إلا عشر دقائق أوقف أمجد سيارته أسفل منزل وعد فترجل أمير حاملاً باقة فخمة من الزهور الحمراء وعلبة من الشيكولاتة الفاخرة ثم اتجه صوب باب السيارة الأخر وفتحه لتترجل والدته وعلى شفتيها ابتسامة ساحرة... ترجل أمجد أيضاً والشيخ الذي سيقوم بعقد القران ودلفوا جميعاً إلى العقار... وقف أمير أمام باب الشقة وهندم ثيابه ثم ضغط زر الجرس فتطاير شرار الغضب من أعين حسام بينما ابتسمت سوسن واتجهت صوب الباب لتفتحه... دلف أمير وأخذ يبحث بعينيه في المكان عن عروسه لكنه لم يجدها ودلفت سلوى خلفه لتتبادل التهاني مع سوسن ثم دلف أمجد مصطحباً الشيخ وهو يقول بسعادة
- مبروك مبروك وعقبالي يارب
اتجهوا جميعاً صوب حجرة الضيوف وهناك تقابل حسام مع أمجد فاقترب منه الأخير وهتف
- حسام إيه اللي جابك هنا؟
- أنت إيه اللي جابك هنا؟
- أنا قريب أمير
قالها وهو يشير بيده إلى أمير فاقترب من حسام ومد يده ليصافحه فصافحه حسام ببرود ثم أومأ برأسه مرحباً بسلوى وعاد ليجلس على مقعده وهو يضع قدك فوق الأخرى فاندهش أمجد، لكنه لم يعلق بل هتف متسائلاً
- أمال فين العروسة؟
- هروح أندهلها
- خديني معاكي
قالتها سلوى ثم مضت برفقة سوسن إلى غرفة العروس، وما أن وقعت عينيها عليها اقتربت منها وهي تشعر بسعادة لم تتذوق نكهتها منذ عدة سنوات
- بسم الله ماشاء الله، ربنا يحرسك
- شكراً يا طنط
- لا مفيش طنط، أنا من النهارده أمك
ابتسمت وعد بخجل فربتت سلوى على كتفها ثم أمسكت يدها واتجهت بها صوب الخارج وتبعتهما أمل بينما أكملت حنين ارتداء ثيابها... وما أن وصلت وعد أمام أمير اصطبغت وجنتيها بالحمرة كعادتها فابتسم على فعلتها ثم أمسك يدها وطبع على ظاهرها قبلة كانت كفيلة بإشعال نيران الغضب داخل قلب حسام فقال بغيظ
- لما تكتب الكتاب يا عريس أبقى خد راحتك
استشعر أمير الغيرة المصاحبة لصوت حسام فنظر إلى وعد ورفع أحد حاحبيه في تسأل فهتفت وعد برقة
- ده الرائد حسام أخو حنين وبعتبره أخويا
- تشرفنا
قالها أمير فبادله حسام التحية ببرود ثم ترك المكان بحثاً عن شقيقته بينما تمسك أمير بيد وعد وجذبها بخفة لتجلس إلى جواره
*******
في مكان آخر.....
وصلت منيرة إلى بيت من طابق واحد لا يسكنه سوى عشيقها إبراهيم... وقفت أمام باب شقته ثم أخرجت المفتاح الذي أعطاها إياه من حقيبتها ودلفت إليها، أخذت تبحث عنه في أركان الشقة لكنها لم تجده... وما أن تراجعت بظهرها إلى الخلف، تعالت شهقاتها حينما اصطدمت بجسد صلب يقف خلفها فوضع يده على ثغرها وقال
- اشششششش ده أنا
أزالت يده عن ثغرها ثم أدرات جسدها إليه وهتفت بحدة: خضتني
- معلش تعالي جوه وهنسيكي كل حاجة
ضحكت بدلال فحملها واتجه صوب غرفته ثم وضعها على الفراش وابتعد ليفك أزرار قميصه، وبمجرد أن انتهى اقترب منها وتابع قائلاً
- عايزك تفضلي معايا على طول
- ياريت بس ده قدرنا
- قدرنا نغيره المهم تفضلي ملكي أنا وبس
قال كلماته وهو يمطر وجهها بقبلاته ثم توقف وأردف قائلاً: لازم نخلص من جوزك
- أزاي؟
- نقتله
جحظت عينيها وأتسع ثغرها من هول ما سمعت فحرك إبراهيم رأسه لأعلى وأسفل مؤكداً ما سمعته
ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف
No comments:
Post a Comment