12/06/18 - سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Thursday, December 6, 2018

عناق المطر/moonlight

December 06, 2018 0
عناق المطر/moonlight
الفصل الرابع


العناق الرابع


رغم هدوء ليالي الشتاء، إلا أننا  نجد ضجيجاً داخل قلوبنا أينما ذهبنا ، فتصمت عيوننا  ، ونجلس بحزن وحيدين ، محملين  بهموم واحزان  وأشجان ، وفي تلك الغرفة المظلمة لا نسمع سوى صوت وقع المطر على نوافذنا.

******
استلقت على فراشها تفكر بكل ما جرى على مدار اسبوع  حياتها تغيرت بشكل غير متوقع، اليكس وحده حدث كبير.
تساءلت كثيرا عما يريده منها ولمَ يعاملها بهذه الطريقة المحترمة التي لم تألفها من رجال اخرين سوى والدها.
تذكرت الهاتف ، أخرجته من علبته فوجدت ورقة صغيرة كتب عليها ملاحظة صغيرة تقول:
-- أحفظي رقم والدتك فقط مفهوم؟
يالهي ما هذا ، خاطبت نفسها بتذمر ولكنها لن تبتأس
الأن عليها الاتصال بوالدتها قبل أن تنام.
-- إيلينا ، حبيبتي ، أجابتها والدتها وتابعت ، أشتقت لك أبنتي
--كيف حالك ؟ سألتها إيلينا ،
-- هل كل شيئ على ما يرام امي؟
-- بل على احسن ما يكون ابنتي  جوي رائع جدا ورقيق للغاية معي،  كنت قد نسيت كيف يكون تصرف الرجل المهذب
الحقيقي، وسألتها امها
--هل رأيتي السيد الذي تعملين عنده هذا الاسبوع؟ أدركت إيلينا أنها تعني فيليب لأنها اخبرتها في آخر اتصال بينهما أنها نادرا ما تراه،  فلم تستطع أن تفسد لامها سعادتها فأجابت
-- لم أراه منذ الاحد الماضي .
بالتأكيد ستتألم إذا علمت بما حدث لها ، وربما ستلح عليها للعودة للعيش معها ومع جوي لو اخبرتها أنها تعمل لدى رجل أخر.
تحدثت إيلينا  طويلا إلى أمها، ثم وضعت الهاتف جانباً أخيرا وقد زاد اقتناعها بأن أمها أصابت في الزواج من هذا الرجل الرجل المحترم.
تذكرت حقيبة ملابسها ، فأرسلت رسالة للسيد هنري
تخبره بأنها ستذهب اليه لأخذها ، وقررت أن تطلب من اليكس أصطحابها ، بالتأكيد لن يسمح لها بالذهاب لوحدها.
أستيقظت صباحا" وبعد أخذ حماما دافئا"  أتجهت إلى الخزانة واخرجت السروال الكتاني  ووجدت قميصا قطنيا أسود ، أرتدته رغما" عنها ، لحين أستلامها ملابسها، بدت رائعه عندما  وصلت إلى الاسفل وقد امتلاء المكان بر ائحة القهوة بالتأكيد هو من أعدها.
--صباح الخير سيد اليكس قالت وهي تقترب منه وتابعت كم هي لذيذة رائحة القهوة  !!
-- أجلسي حيث أنت عزيزتي قال وقد سكب فنجان قهوة
وقدمه لها مبتسما" وتابع سؤالها، هل نمت جيدا إيلينا.
-- أجل ، شكرا للأهتمام أجابته دون النظر اليه،
-- لما تربطين شعرك للأعلى ، أنا احب أن أراه ينسدل على كتفيك قال ذلك ووقف أمامها مباشرة.
-- ماذا؟ عفوا سيد اليكس وما شأنك بشعري، أجابته بحدة وقد ظهر الضيق بصوتها ، لكنه لم يكترث وتابع حديثه المستفز.
-- فقط أخبرك كيف أحب أن أراه ، هيا تناولي طعامك  لأصطحبك لمنزل ذلك الحقير لاحضار ملابسك .
كيف لهذا الرجل الا يفوته شيء ، هل يقرأ افكارها ، كانت على وشك أن تطلب منه ذلك.
-- شكرا سيدي أجابته وهي تتناول قطعة خبز محمصة وقد
وضعت قليلا من مربى التوت عليها  ، وبدأت بتناول وجبتها بصمت  وهدوء.
فكرت إيلينا في أنه فضولي جدا ويسال كثيرا ،  يهتم بأدق التفاصيل ، كيف له أن يكون بهذه الصورة الرائعة.
لا تدري لم خطر ببالها أن كان  راضيا تماما عن حياة العزوبية ، هل من المحتمل أنه يتخذ صديقة دائمة ؟
رفعت عينيها  لتجده ينظر اليها لكنه شارد الفكر ، نهضت وحملت فناجين القهوة لتغسلها وتنظف المائدة قبل خروجهم.
-- سيد اليكس قالت وهي تصل لباب المطبخ ، أنا جاهزة
-- نعم ؟ ماذا؟ أجابها دون تفكير
-- أنا جاهزة لنذهب ، لقد بعثت برسالة الليلة الماضية لهنري ليجهز حقيبتي ويضعها عند حارس القصر، لا اريد الدخول
هناك.
بكل هدوء حمل مفاتيح سيارته ،ارتدى معطفه الرمادي المصنوع من الصوف الأنجليزي  وخرج من باب المطبخ حيثأوقف سيارته ليلة الامس، فتح الباب وأبتعد وبدا وكأنه
شخصا" أخرا".
-- هل أغلقت الابواب جيدا إيلينا ؟ سألها وهو يدير المحرك  أنتبهت الى أنه متعجل للمغادرة ، وبعد دقائق كان يقود على الطريق الرئيسي دون أن ينطق بكلمة.
هي بدورها التزمت الصمت  وكلما أقتربا من المكان كانت خفقات قلبها تزداد وقد تملكها الخوف والتوتر أكثر.
ادار وجهه اليها بعد أن توقف أمام بوابة القصر وقد تجمدت الدماء بعروقها ، أحتضن كفيها وبصوت خافت قال:
--إيلينا أخبرتك بأنك معي ستكونين بأمان ، لا تخافي
عزيزتي أن فضلت البقاء هنا سأحضر حقيبتك وأعود ، لا
تتحركي ، مفهوم!!
-- أجل مفهوم قالت وهي تغمض عينيها وتتمنى أن تنتهي هذه الدقائق المعدودة لتغادر المكان بسرعة البرق.
لم يستغرق الامر طويلا ، فعاد اليكس وهو يحمل حقيبتها ويضعها بصندوق السيارة .
-- تفضلي هذا الصندوق الصغير هنري طلب مني أن أعطيك أياه ، أخذت الصندوق وما أن فتحته حتى أبتسمت بهدوء وبدت سعيدة به.
-- سيد هنري كم أنت رائع !  قالت وهي تخرج الكتب
وتتصفح اسماءها ، أنها روايتي المفضلة تابعت وهي تقرأ الاهداء على الصفحة الأولى ( عزيزتي إيلينا ، لا تقدمي على خطوات وتجارب لا تعي تبعاتها ، اهتمي بنفسك جيدا ، أن أحتجتي لشيء أخبريني)
طوت الورقة ووضعتها بجيب سروالها وأخذت تتصفح الكتب ، بدت سعيدة جدا بهذه الهدية .
-- هل هذه كتبك ؟سألها دون أن يلتفت اليها
-- ها ، لا ، لا أنها ملك السيد هنري، كان يحضرها لي كي لا أشعر بالضجر كثيرا"، لا أدري كيف سأشكره على مساعدته لي، والأن هديته هذه ، كم هو رجل رائع
-- يبدو أنك تحبين القراءة، سألها وهو يوقف السيارة بعيدا عن ذلك المكان المشؤوم .
-- جدا" ، أجابته وقد صمتت وهي تدير وجهها للنافذة
وبصوت حزين تابعت، كم تمنيت أن اتابع دراستي لأصبح محامية مثله تماما" ، كان حلمنا سويا ، مسحت دمعة سالت على خدها وقد تنبهت لتوقفهم
-- لماذا توقفت سيدي؟ اردفت وهي تنظر حولها فالمكان شبه خالي، لكنه لم يجيبها ، أمعن النظر بها للحظات  و أدار محرك سيارته ثانية وأنطلق عائدا لقصره، ترجلا سويا" من السيارة لكنه  تأخر خلفها قليلا" ليحضر حقيبتها ، كانت قد دخلت المطبخ لتتناول قليلا من الماء، لاحظ الكتب التي كانت معها أبتسم وهو يقرأ أسماء الروايات،
-- أذا" أنت تحبين هذا النوع من الكتب ؟ سألها وهو بطريقه لغرفته وبعد دقائق  خرج وهو يحمل حقيبة صغيرة كان قد أحضرها معه ، توقف عند مدخل المطبخ قائلا"
-- هل ستكونين بخير إيلينا ، علي المغادرة الأن ، قال ذلك وهو يبدو غير طبيعي.
-- هل حدث شيء سيدي، سألته وهي تقدم له كوبا من الشاي
وعلى غير المتوقع نظر لها بتمعن ومد يده لربطة شعرها لينساب على ظهرها وكتفيها .
-- هكذا أجمل ، قال وهو يرتشف الشاي ويعود للصالة ،
أتخذ من الاريكة المقابلة للمطبخ مكانا له ،بينما هي كانت تشعر باضطراب وغليان ، يا لوقاحته ، هم هكذا الرجال ، لا يمكن أن يكونوا طيبين.
دخلت غرفتها وأغلقتها بالقفل وأخذت تجوبها جيئة وذهابا  ماذا ستفعل الأن؟  كيف ستبقى معه وتعمل لديه!! لكنه لم يعطيها وقتا للتفكير، سمعت طرقاته على باب غرفتها ، تمالكت نفسها وفتحت الباب قليلا"
-- نعم سيد اليكس، هل تريد شيئا اخرا"؟
-- لا إيلينا أردت الاعتذار عما بدر مني ، لقد أخبرتك بأنني
سأحميك وستبقين أمنه معي، قال ذلك وهو يقف خارج
الغرفة وتابع
-- سأغادر الأن أنتبهي لنفسك ، أبتعد قليلا عن الباب وقبل أن تعيد غلق الباب ،فتحه ثانية ودون مقدمات أحتضنها بقوة ، وهو يقول:
-- عانقيني إيلينا قليلا، ارجوك، فقط عانقيني
-- تملكتها الدهشة ولكنها استسلمت لطلبه واستكانت بين ذراعيه للحظات ،  أبتعد عنها وغادر الغرفة دون أن يقول شيئا" اخرا" ، بينما هي تسمرت مكانها لا تعلم كيف ولماذا قام بهذا التصرف.
****
مضت أربعة أيام منذ غادر اليكس ،لم يتصل ليطمئن عنها، ولكنها قررت نفض تلك الافكار السخيفة ، لم يكن سوى عناق صغيرا"، بقدر ما فاجأها تصرفه هي لا تدري لما أمتثلت لطلبه ، ولما شعرت بذلك الهدوء بين ذراعيه.
مساء اليوم التالي وقبل مغادرة الحارس طلبت منه أن يصطحبها صباحا" للبلدة لشراء ما ينقص  المطبخ قبل بدأ عطلة
نهاية الاسبوع.
في غرفتها امسكت بأحد الكتب لكنه لم يكن بمستوى توقعاتها  ، شعرت فجأة بالاضطراب مره أخرى حاولت الاستغراق في قراءته لكنها فشلت ،فوضعته جانباً ثم دخلت الحمام بقيت في الحوض فترة طويلة بينما أخذ عقلها يجول حتى أنتبهت فجأة إلى أنها تفكر به، هي فعلا تفكر باليكس،  صحيح كان شهم معها ، بل اكثرمن شهم ، وسخياً أيضا وهو يلح عليها بقبول أجرها مقدما ، ولكن عندما تذكرت أنه أحيأناً بالغ الحدة معها، قررت أنه لايستحق كل هذا الاهتمام منها.
تلك الليلة أنتابتها كوابيس غريبة  ، وعندما استيقطت ،  غادرت سريرها واغتسلت وارتدت ثيابها، وقف بالقرب من النافذة فرأت  أن الطقس لن يكون دافئا" مثل الامس ، لحظات كانت قبل أن يبدأ المطر ينهمر .
بينما هي في صالة الطعام تتناول إفطارها جال بفكرها  إذا استمر المطر فسيكون عليها أن تمضي  معظم الوقت مستيقظة ومرتعبة من صوت الرياح ،ابتسمت للفكرة وأدركت بحماقة أنها  وبالرغم مما هي به ، تشعر بالحنين لوالدتها التي
لم تفكر حتى بسماع صوتها منذ أخر مكالمة أجرتها معها.
شعرت بأنها تتطلع بشوق لرؤيته ،أنتبهت إلى نفسها يجب  عليها ألا تتعلق به وبغيره  فهي  قريبا"ستغادر المكان ولن تراه مجددا".
ضحكت وهي تتذكر اضطرابها ذلك اليوم عندما طلب
منحه عناقا صغيرا" وبنفس الوقت تعجبت من نفسها على موافقتها .
-- صباح الخير إيلينا ، كيف حالك  عزيزتي ؟
في هذه اللحظه شعرت بأنها لم تكن لوحدها ، فالتفتت لترى تلك العينين العسليتين الحادتين تخترقان أعماقها، فهتفت بدهشة
--اليكس؟
لم تره أو تسمع صوته وهو يقترب، كما لم تكن تتوقع حضوره ، كيف ومتى دخل؟
-- هل قهوتي جاهزة ؟ سألها وهو لا زال يقف أمامها بكل عنفوانه ، وبكل هدوء ظاهر أجابته
-- تفضل أجلس سيد اليكس سأقوم بأعدادها حالا"
-- كيف أمضيت وقتك خلال الاسبوع الفائت؟ سمعته يتحدث معها فهدأ غضبها بسرعة وقد شعرت برغبة في
الضحك عندما نظرت إلى النافذة فرأته يحاول الامساك
بأحدى الدجاجات ، متى خرج للحديقة؟
وضعت يدها على فهما  وابتعدت قليلا" كي لا يرى ابتسامتها، كانت الضحكة تختنق في صدرها  ، واخيراً التفتت إليه تسأله:
-- لماذا اشعر بأنني ارغب بالضحك ؟نظر اليها وقال
-- لأنك في الاساس ذات طبيعة مشرقة ، لكن الحياة
لم تسعدك ،  والأن وقد بدأت طبيعتك المشرقة تظهر من
جديد قبل أن يتم حديثه قاطعته قائلة:
-- اعتقد بأنني لم اطلب منك تحليلا نفسيا ، بدا عليها التوتر
وفقدت رغبتها بالضحك،  لكنه  هو من ضحك  شعرت بالاستياء منه ، لكنه سألها
-- هل هذا ما فعلته أنا؟
لم تجيب ، وهو لم ينزعج بل تابع يجب أن اشكرك وأمدح ما قمت به هنا.
-- وماذا فعلت أنا؟ أجابته وهي تناوله أخيرا فنجان القهوة
--  لأنك جعلتي منزلي بيتا حقيقا،
أنتابها شعور  بالغرور لأنه لاحظ أنها غيرت ترتيب الاثاث
-- هل كنت بغرفة الاستقبال؟ سألته
-- لقد اضفت الازهار جمالا رائعا ، أجابها
فجأة بدا وكأن العداء بينهما اختفى ، لم تستطع أن تفهم المودة التي شعرت بها وهي تجالسه تتبادل واياه  اطراف الحديث بكل هدوء ، وكأنهما شخصان يعرفات بعضهما منذ زمن ، وقد تناسى كلاهما ما حدث الاسبوع الماضي .
-- سأغيب لفترة إيلينا ، لدي عمل خارج البلاد ، وأنا لا أستطيع تركك هنا فترة غيابي التي قد تطول ، أخبرها ذلك وهو يضع فنجان قهوته أمامه وينظر لها في حين بقيت صامتة.
شعرت وكأن الارض تدور بها ولا تدري لماذا وتساءلت عما اذا كان يريد منها البقاء إلى أن تتحسن حالة جدته الصحية أم يجب أن تذهب لزيارة والدتها ريثما يعود.
-- أأستطيع الذهاب حيث أمي تعيش، قالت ذلك وهي لا تعلم بأن تلك العيون الجميلة تتمعن بملامحها .
-- إيلينا هل أنت مجنونة؟ أجابها وقد رفع ذقنها بيده وأدار وجهها حيث يستطيع رؤية عينيها وهو يعلمها بنيته ومخططاته
-- عزيزتي لن تذهبي لأي مكان ، سأصحبك معي للمدينة حيث تبقين مع جدتي وشقيقتي لتتعرفي عليهما لحين عودتي،
وكما فعل أخر مرة وبكل جراءة حرر شعرها من رباطه المطاطي لينساب كشلال رقيق على كتفيها وظهرها ، ودون أنتظار نهض من مكانه  وهو يمسك يدها وتابع
-- هيا عزيزتي وضبي حقيبتك لنذهب قبل ازدياد المطر.
لا تدري كيف وافقت، ولمَ؟ التزما الصمت ، شعور غريب تملكها لم تعد تخافه، هل يعقل أنها تثق به لهذه الدرجة.
وهما يقتربا من المنزل حتى مع المطر ، بدا المنزل و كأنه يرحب بها.
وضع حقيبتها بالقرب من الباب ونظر إليها مبتسما"
--تفضلي عزيزتي ، جدتي بالداخل
بدت مترددة الأن، لا تدري كيف وافقته وحضرت معه،
وضع يده على مقبض باب المنزل فسألته وهي تشعر بخوف شديد
-- هل ستتركني هنا وتغادر الأن؟
-- وهل أنا ذاهب إلى أي مكان باعتقادك إيلينا ؟
تابع وهو يغلق الباب جيدا
-- ولكنك ، ؟
صمتت وهي تنظر حولها وتتساءل أين جدته وشقيقته ؟
على كل حال لم تكمل تساؤلاتها حتى  غمرتها سعادة
غير متوقعة عندما سمعت صوتا نسائياً قادم من المطبخ يرحب بها .
--أعتقدت بأنكما ستتأخرا بضعة ساعات عزيزي
استدارت بسرعة لترى صاحبة هذا الصوت فاصطدمت باليكس الذي كان يرفع جسده بعد أن وضع الحقائب على الارض ، شهقت للصدمة المفاجئة ثم اخذت تضحك ، وقعت عينيها على الجدة الباسمة ، فتلاشت رغبتها بالضحك،
-- أسفة سيدي قالت وهي تعود للخلف خطوتين كي تبتعد عنه بما أنه لم يتحرك من أمامها وحولت نظرها للسيدة التي مدت يدها لمصافحتها .
-- مساء الخير سيدتي قالت وهي تشعر بحرج شديد وقد أحمرت وجنتيها جراء ذلك
-- أهلا يا يلينا أجابتها العجوز وهي تمسك بيدها وتقترب من مقعدها لتجلس فالوقوف يتعبها نظرا لأصبابتها بالتهاب المفاصل وتابعت حديثها
--  أتمنى أن تشعري بالراحة بيننا عزيزتي ، كم أنت جميلة يا إيلينا قالت ذلك و نظرت لاليكس الذي أكتفي بأيماءة خفيفة لجدته قبل أن يصعد للأعلى حاملا حقيبة إيلينا وحقيبته الصغيرة.
لم يكن قد مضى وقتا طويلا على وصول إيلينا حتى عادت فيكي  شقيقته الصغرى ، الفتاة المدللة من مكتب المحاماة الذي تقوم بالتدرب  به بعد تخرجها العام الماضي .
-- هل وصلت ضيفتنا جدتي؟ قالت بصوت مرتفع ، وتابعت
أين أخي لقد رأيت سيارته بالخارج، وقبل أن يأتيها الرد تنبهت
لوقوف إيلينا بالقرب من جدتها
-- مرحبا" قالت إيلينا وهي تقتربت لمصافحتها ، لكنها بدون سابق أنذار احتضنتها قائلة
-- مرحبا بك ، لقد صدق أخي أنت رائعة الجمال ، يالهي ما أجمل لون شعرك، هل أنت من أصول ايرلندية؟
بارتباك وخجل ردت وهي لا تدري ما يجري الأن
-- نعم  سيدتي والدي من دبلن ووالدتي من بورتموث .
أجابتها وهي لا تدري ماذا أخبرهم المدعو اليكس أيضا.
ضحكت فيكي بصت عال وهي تتابع خطوات شقيقها وهو ينظر بطريقة أشعرتها كم هي مندفعة ، اقتربت منه وقد لفت ذراعيها  حول عنقه مرحبة به
-- كيف حالك عزيزي قالت وما زالت تشاكسه بنظراتها
-- أفضل منك اجابها وهو يحتضنها وقد وضع قبلة على حبينها وتابع الا يمكنك الاحتفاظ بسر ؟
بصوت خافت أشبه بالهمس قالت
-- لكنها فعلا جميلة وأنت لديك ذوق رفيع عزيزي.
-- اصمتي ، هل أنت وكالة أنباء؟  ياالهي قال وهو يبتعد عنها
وتابع هل العشاء جاهز ؟أكاد أموت جوعا جدتي، وإيلينا أيضا جائعة اليس كذلك ؟
-- ها ، ماذا؟ لا شكرا أجابته ولكنني أشعر بتعب شديد.
-- معك حق أنا اسف قال وهو يمسك يدها ليوصلها لغرفتها التي أختارها ملاصقة لغرفته بل يتشاركان الشرفة الخارجية المطلة على نهر التايمز الشهير.
--هذه ستكون غرفتك طالما أنت هنا إيلينا قال لها وهو
يتابعها تبتسم بنعومة وقد توقفت امام النافذة لترى النهر من بعيد.
-- شكرا سيدي ردت باضطراب لاقترابه منها لمتابعة حديثه الذي يبدو أنه سيطول.
-- إيلينا سبق واخبرتك الا تخافي مني عزيزتي ، اعتبري المنزل منزلك.
كانت على وشك البكاء ، أحتضنها للحظات قليلة ثم تركها وغادر الغرفة و بعد أن اغلقها وراءه قال لنفسه
-- سامحيني كان يجب أن اكذب عليك لتوافقي على
المجيئ إلى هنا .