03/21/19 - سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Thursday, March 21, 2019

طريقي بقربك/منى سليمان

March 21, 2019 0
طريقي بقربك/منى سليمان
طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء 

الفصل الخامس والثلاثون والأخير - بقلمي منى سليمان

* طريقي بقربك *

الحب يا حلوتي ليس كلمة من أربع حروف... الحب نظرة سرقتني من نفسي... فابتسامة نسيت بها نفسي... فاعتراف أخبركِ فيه أنكِ أقرب لقلبي من نفسي... 

                                        *****

في السابعة رجل جميع من بالغرفة وبقت بمفردها في انتظاره، كان صدرها يعلو ويهبط لشعورها بالسعادة والارتباك في آن واحد، فأغمضت عينيها لدقائق وتذكرت المرة الأولى لرؤيته وتذكرت كذلك اللحظات التي مرت بقربه إلى يوم اعترافه... ارتسمت ابتسامة على شفتيها وهي مازالت مغمضة العينين ثم عادت بذاكرتها إلى شهرين عندما تبرعت بدمائها من أجله وشردت كذلك في نظراته ومشاكسته لدرجة جعلتها لا تنتبه لدخوله... اقترب منها وابتسامة ساحرة تزين ثغره فطفلته تبتسم وهي مغمضة العينين فيبدو أنها تتذكره، شعر بالسعادة واقترب أكثر وأكثر حتى استقر أمامها ثم مال على شفتيها وسرق قبلته الأولى لكنها لم تبادله إياها بل فتحت عينيها بفزع وتراجعت عدة خطوات إلى الخلف ثم وضعت يدها على قلبها وقالت 

- خضتني

كان كالمغيب لا يسمع ولا يعي أي شيء سوى سحر عينيها فهو يعلم جيداً أنها جميلة ولكن اليوم زاد جمالها في ثوبها الأبيض وحجابها الأبيض مع التاج الصغير الموضوع فوقه فبدت كالأميرات أو بالأحرى كالملائكة... اقترب منها مرة أخرى وأحاط خصرها بذراعه ثم قربها منه بشدة ونظر مُباشرةً إلى عينيها فبادلته نظرات العشق وظلا هكذا حتى قطع أحدهم سحر اللحظة عندما طرق على باب الغرفة فابتعد حسام عنها وقال بغيظ

- أدخل

دلف أمير وكاد أن يتحدث إلا أن جمال شقيقته جعله ينسى ما جاء لأجله فاتجه نحوها ثم طبع قبلة على جبينها وهتف

- مبروك يا عمري
- الله يبارك فيك يا حبيبي

تلألأت الدموع داخل مقلتيه وتمنى وجود والده إلى جواره، لكنه لم يرغب في بكاء شقيقته فأسر دموعه ثم أدار جسده إلى حسام وتحدث مازحاً 

- قولت هسلم عليها وأخرج وأديك بقالك ربع ساعة بتسلم، يلا هوينا وأنا هجبها وأجي
- الله يسامحك قطعت علينا لحظة رومانسية ما بتتكررش كتير، أصل أنا وأختك زي ما تقول كده غرام وانتقام

ضحكت أمل على جنونه ومر شريط شجارها معه كشريط سينمائي إلا أنها عادت إلى أرض الواقع عندما استمعت إلى شقيقها يقول

- طيب فكر بس تزعلها وأنا أجي أخنقك

وجه حسام نظراته صوب أمل ثم غمز لها وهتف: أمل بقت كل عمري ودمها بيجري في دمي مستحيل أزعلها

توردت وجنتيها خجلاً وشعرت بالسعادة، وبمجرد أن غادر حسام تأبطت ذراع أمير ومضت برفقته إلى قاعة العرس.... كان قلبها يخفق بسعادة مع كل خطوة تخطوها وما أن هبطت الدرج واقتربت من حبيبها المشاكس، أتسعت ابتسامتها فبعد طول انتظار وعدد لا بأس به من الشجارات أصبحت زوجته... تأبطت ذراعه بعد أن طبع قبلة على ظاهر يدها وأخرى على جبينها ثم مال على أذنها وهتف مازحاً 

- طول ما إحنا في القاعة عايز أشوف شكل، بس لما نروح مش عايز غير نانسي يا حلوة أنتي

خجلت بشدة وتوردت وجنتها فما كان منه إلا أنه رفع أحد حاجبيه وتابع

- بقول شكل خبي خدودك دي 

ابتسمت على جنونه وقالت بطريقة طفولية: لا مفيش شكل، أنا العروسة هرقص وأعمل كل اللي نفسي فيه

- طيب أعمليها كده وأنا أدبحك
- بقى كده، طيب هروح لأمير أقوله خلاص مفيش جواز
- وأهون عليكي؟ 
- اه تهون

قالتها بحزم فأسر ابتسامته وهتف: طيب تعالي نرقص بقى

انفجرت ضاحكة فشاركها الضحك ثم جذبها وبدأ يتمايل معها متناسياً هيبته وكل من حوله، فلم يتذكر سوى طفلته المدللة التي ترقص بسعادة وتتمايل بجنون بين أحضانه

                                      *****                                                                              

بعد مرور عدة دقائق هدأت الأنوار وعلّا صوت الموسيقى الهادئة فأحاط خصرها بذراعه ثم قربها منه ليشاركها رقصة هادئة... فعل أمجد المثل بعد أن جذب حنين إلى حلبة الرقص، بينما مطت وعد شفتيها بضجر وقالت

- أنا عايزه أرقص زيهم
- قوم يا أمير مع وعد

قالتها سلوى فضيق أمير بين حاجبيه وهتف: ترقص أزاي بس وهي حامل

- وإيه المشكلة أنا خلاص في أول الرابع والدكتور قال أتحرك عادي، وكمان الجامعة الاسبوع الجاي يعني هخرج كل يوم، يلا بقى علشان خاطري
- قالتلك علشان خاطرها، يلا قوم

أكدت سلوى على ما قالته وعد فرفع راية الاستسلام وترك مقعده ثم جذبها بخفة فوقفت عن مقعدها ومضت معه لترقص وهي بين أحضانه... في ذات اللحظة ترك محمود مقعده وتقدم من زوجته الساحرة ثم مد لها يده وقال

- يلا يا قمري تعالي نرقص

ابتسمت بسعادة ووقفت عن مقعدها لكنها شعرت بدوار خفيف فجلست مرة أخرى واضعة يدها على رأسها فشعر بالقلق عليها وتابع بعد ان جلس على المقعد المجاور لها

- برضو دايخه؟ 
- اه 
- الصبح هنكشف أنتي بقالك يومين على الحالة دي
- ما تقلقش أنا كويسة
- ما أقلقش أزاي وأنتي تعبانه، الصبح هنكشف ومش هقبل بالاعتراض 

حركت رأسها بالموافقة وهتفت برقة: حاضر ياحبيبي، يلا نقوم أنا أحسن دلوقتي

وقفت عن مقعدها ومضت برفقته فجذبها بين أحضانه وهو يشعر بالقلق عليها وشعر أيضاً بالخوف من فقدانها فشدد في تقريبها إليه وهو يدعو الله ألا يصيبها مكروه 

                                 *****

مضت الدقائق والساعات وانتهى العرس وغادرت أمل برفقة حسام إلى الفيلا التي اشتراها بالقرب من منزل شقيقته ومنزل والدتها.... بعد مرور ما يقارب نصف الساعة أوقف السيارة داخل حديقة الفيلا ثم ترجل منها واتجه صوب بابها وفتحه فوضعت كفها بداخل كفه ومضت معه إلى الباب، وبمجرد أن فتحه حملها بين ذراعيه ودلف إلى الداخل فاعترضت بشدة قائلة

- حسام نزلني علشان جرحك
- جرح إيه اللي هيقعد شهرين، أنسيه

قالها وهو ينظر إلى شفتيها فخجلت بشدة وهتفت: نزلني بلاش رخامة

علم أنها تخجل منه فقد قالت كلماتها بصوت مرتعش ألا أنه لم يهتم بل صعد الدرج إلى غرفتهم ودلف إليها ثم اتجه صوب الفراش ووضعها برفق فتسارعت نبضات قلبها لشعورها الشديد بالخوف والارتباك فابتعد عنها قليلاً وتحدث قائلاً 

- هسيبك لوحدك شوية وأرجع

أدار جسده ليغادر فتساءلت بقلق: هتروح فين؟ 

أسر ابتسامته وأدار جسده مرة أخرى ثم نظر إلى عينيها وأجابها قائلاً 

- هغير في الأوضة التانية ولا أغير هنا؟ 

غمز لها بمشاكسة فوجهت نظراتها إلى الأرض وهتفت برقة: لا أمشي بره

انفجر ضاحكاً وقهقه بأعلى طبقات صوته ثم اقترب منها بدون سابق إنذار واقتطف من شفتيها قبلة فبادلته إياها بعشق متناسية خجلها.... ابتعد عنها بصعوبة ليلتقط أنفاسه فخبأت وجهها في صدره لتتفادي النظر إلى عينيه فأحاط جسدها بحنان وهمس في أذنها

- بحبك يا أمل
- وأنا كمان بحبك 

قالتها وهي مازالت تخبئ وجهها في صدره فوضع يده أسفل ذقنها ثم رفع وجهها قليلاً وهتف 

- يلا قومي غيري هدومك وأتوضي، وأنا كمان هغير وأتوضى وأجيلك

طبع قبلة على جبينها وغادر فتنهدت بهيام ثم ألقت بجسدها على الفراش وقالت

- قلبي هيقف

                                      *****

بمنزل محمود.... 
انتهى من إبدال ثيابه ثم أراح جسده إلى جوار رمزية بعد أن قبل جبينها لكنه لاحظ شرودها وسكونها فتساءل

- مالك يا عمري؟ 
- ما ما مفيش حاجة 

أجابته بصوت مرتعش فعلم أن هناك أمراً ما وهتف متسائلاً: حبيبتي لو في حاجة قوليلي وما تتكسفيش، أنتي لسه تعبانه؟ 

حركت رأسها بالموافقة وتلألأت الدموع داخل عينيها فاندهش بشدة وأردف

- طيب ما تعيطيش الصبح هنكشف وهنعرف مالك وأكيد مفيش حاجة تخوف 
- أنا أنا 

قاطعها قائلاً: أنتي إيه يا قلبي؟ 
- أنا مش تعبانه، أنا حامل

ما أن وصلت كلمتها الأخيرة إلى مسامعه تضاربت المشاعر بداخله بين السعادة لما قالته والصدمة فقد تخطى عمره الخمسون ولكن قاطعت رمزية شروده عندما أردفت

- أرجوك ما تاخدهوش مني

قالتها وهي تضع كفيها على أحشائها وتابعت: سيبهولي ولو مش عايزني همشي بس ما تأذيهوش

شعر بغصة في قلبه فهو يعلم جيداً ما حدث لها وكيف فقدت جنينها على يد يحيى، فلم يشعر بنفسه إلا وهو يجذبها إلى صدره وأحاط جسدها بحنان، فانفجرت دموعها كالشلال وأكملت بصوت غلبه البكاء 

- أنا آسفة 
- ما تتأسفيش دي هدية من ربنا، صحيح اتصدمت شوية بس أنا فرحان لأنك شايله جواكي حته مني ومنك ويا سلام بقى لو تجبيلي بنت هبقى أسعد عجوز في الكون

قال كلماته الأخيرة ليشاكسها فاختلطت دموعها بابتسامة ثم ابتعدت عنه وكفكفت دموعها فتابع

- أنا بسمع أن الرجالة ممكن قدرتها على الإنجاب تعدي السبعين يعني لسه معانا سنين نجيب عيال كتير

ضحكت على جنونه فقد بدأ كلماتها بطريقة جادة وأنهاها بغمزة من عينه وأردف

- طول عمري نفسي في بنت بس ربنا ما رزقنيش غير بأمجد، قوليلي عرفتي أمتى؟ 
- من يومين روحت مع وعد المستشفى وخلت الدكتور يعملي تحليل 
- يعني بقالك يومين مخبيه عليا وكمان وعد عارفه وأنا لا، بكرة بس نروح للدكتور ونطمن وبعدها ليكي عندي عقابين 

اقتربت منه بشدة وأسندت رأسها على صدره وقالت: أنا متشكرة ليك على حاجات كتير أوي، ربنا يخليك لينا خلاص بقينا أتنين

طبع قبلة على خصلات شعرها ثم أحاط جسدها بحنان وشدد في احتضانها وابتسم عندما تخيل ما سيقوله ابنه المشاكس عندما يصله الخبر فردد في نفسه 

- الواد هيهريني اه يا نمس لسنة قدام، ربنا يجيرني من لسانه

بعد مرور ما يقارب نصف الساعة غفت رمرية بين أحضان محمود، فطبع قبلة على جبينها ثم أراح جسدها إلى جواره واضعاً رأسها على الوسادة... استعد ليغفو إلى جوارها إلا أنه اندهش عندما صدع صوت رنين هاتفه معناً عن وصول رسالة وازداد اندهاشه حينما وجد الرسالة من أمجد ولكن سرعان ما حل الغضب بدلاً عن الاندهاش 

(سمعت كده خير اللهم أجعله خير أن الحته بتاعك حامل، أفضحتي أفضحتي أقول للناس إييييه أبويا نمس 🤔😜🍼)

صر محمود على أسنانه ثم نظر إلى رمزية وقال بهدوء: شكل حنين عارفه طالماً ابني الفضيحة عرف

وضع الهاتف إلى جواره وقرر عدم الرد عليها فأرسل أمجد واحدة أخرى 

(مبروك يا عم الشقي، كده تعملها قبلي) 
(لم نفسك يا قليل الأدب وأتخمد بدل ما أجي أخمدك) 

قرأها أمجد وانفجر ضاحكاً فشاركته حنين الضحك وهتفت: والله أنا غلطانه أني قولتلك، بطل رخامة 

- مش قادر حقيقي، أبويا عندها ٥٢ سنة وأخويا جاي في الطريق، أستني أبعتله رسالة

(قولي يا نمس نفسك في خنشور ولا بسكوته نواعم؟) 

قرأها محمود وابتسم رغماً عنه ثم استرد هيبته وكتب

(نفسي تحل عني وتروح تتخمد، ولعلمك هقفل التليفون فما تبعتش رسايل تاني) 

أرسلها وأغلق الهاتف حتى يتوقف أمجد عن مراسلته لكنه ابتسم رغماً عنه، وعلى الجانب الأخر ضحك أمجد بجنون على رسالة والده الأخيرة وبمجرد أن توقف غمز لطفلته بمشاكسة وهتف

- بقولك إيه عايزين نجيب نونو ننافس الحاج محمود
- مش قولت نأجل شوية
- غيرت رأيي

قالها بعدن إن ترك مقعده وحملها بين ذراعيه ثم اتجه صوب الغرفة فضحكت على جنونه ثم أمسكت وجنتيه وقالت 

- مجنون خالص يا روحي

                                  ******

بمنزل حسام.... 
فرغوا من أداء الصلاة وانتهى حسام كذلك من الدعاء ليبدأ حياته الزوجية في طاعة الله... انتظر لعدة دقائق أن تفتح أمل عينيها لكن ذلك لم يحدث فمنذ أن وضع يده على جبينها وردد الدعاء وهي مغمضة العينين فرفع كلا حاجبيه باندهاش وتساءل

- أنتي نمتي؟ 

أسرت ابتسامتها بصعوبة ثم حركت رأسها كإشارة بنعم دون أن تفتح عينيها فأردف

- وبتهزي دماغك وأنتي نايمة أزاي؟ 
- خلقة ربنا 

ضحك بأعلى طبقات صوته ثم ضرب أحد كفيه بالأخر وهتف: البت أتجننت أكتر ما هي مجنونة 

فتحت عينيها ورفعت أحد حاجبيها قائلة بغيظ: حوش العقل اللي بيقع منك 

- لمي لسانك يا بت أنتي
- ولو ما لمتوش هتعمل إيه؟ 

قالتها وهي تضع كفيها في منتصف خصرها فبادلها برفعة حاجب وتساءل

- أفهم من كده أن مش همك زعلي ومش خايفه مني؟ 
- أيوه 
- ماشي أنا هخليكي تخافي وحالا

وقف عن سجادة الصلاة ثم حملها بدون سابق إنذار واتجه بها صوب الفراش فانطلقت من بين شفتيها أعلى الضحكات وبمجرد أن وضعها على الفراش أتكى على ذراعه بعد أن أراح جسده إلى جوارها ثم تأمل انعكاس صورته داخل عينيها لدقائق قطعها عندما مال عليها بشدة وسرق من شفتيها قبلة وما أن ابتعد عنها هتف بصوت دافئ غلفه العشق

- أنتي حلوة أوي
- وأنت كمان، عارف كنت غيرانه عليك وإحنا في الفرح من صحباتي كانوا هياكلوك بعينيهم
- أنا بقى مكنتش شايف في الفرح كله غيرك

قالها ثم مد يده وأزال الخصلة الساقطة على وجهها وساد الصمت لدقائق قطعها عندما مرر ظاهر كفه على وجنتها فابتسمت بسعادة وتحسست هي الأخرى وجنته بباطن كفها وهتفت

- بحبك
- لا أنا مش قد الكلام الحلو ده، لازم أتهور حالا

ابتسمت بخجل فبادلها بغمزة من عينه اليمنى وبدأت ليلة عشق طال انتظارها، ليلة صمت فيها الكلام وتحدثت فقط لغة العشاق

                                   ******

مع الساعات الأولى للصباح تململت رمزية في الفراش أثر لمسات محمود لوجنتيها، فتحت عينيها وابتسمت فاقترب منها بشدة وقبل جبينها ثم ابتعد قليلاً إلى الخلف وهتف

- صباح الخير
- صباح النور

قالتها ثم اعتدلت في جلستها فوضع وسادة خلف ظهرها وقال: يلا نفطر علشان نروح نكشف ونطمن على البيبي

ابتسمت بسعادة فشعر بفرحة عارمة لرويته اللمعة الساكنة داخل مقلتيها فتأملها بعشق لدقائق ثم أردف

- بحبك أوي
- وأنا كمان بحبك وبحب طيبة قلبك

جذبها إلى صدره وأحاط جسدها بحنان، وبعد مرور عدة دقائق ابتعد عنها وأحضر صينية الطعام ليطعمها بيديه كطفلة مدللة

                                    ******

في الظهيرة... 
استيقظ حسام عندما شعر بأنفاسها الحارة تقترب من وجنته، فتح عينيه ورآها تتكئ على ذراعها وتقترب منه بشدة فابتسم بسعادة وهتف وهو يداعب وجنتها بظاهر أنامله

- صباحية مباركة يا أجمل عروسة في الدنيا كلها
- الله يبارك فيك، أنا مبسوطة أووووي أننا بقينا سوا وهنكبر سوا 
- عارفه لو مكنش حبك جنني كان عمري ما هنطق وأقولك بحبك 

ألقت بظهرها على الفراش وقالت بطريقة تمثيلية: الحمد لله نطقت كنت قربت أتشل

انفجر ضاحكاً على هيئتها وطريقتها في الحديث فشاركته الضحك بجنون وبمجرد أن توقف عن الضحك مال عليها بشدة وأخذ يمرر يده بين خصلات شعرها وهو يتأمل لون السماء في عينيها فتساءلت برقة

- مالك؟ 
- مفيش، حابب بس أشوف السماء في عيونك 

خفق قلبها بفرحة فأتسعت ابتسامتها ثم أحاطت عنقه بذراعيها وقالت بدون أي تردد أو تفكير

- بحبك بحبك بحبك بحبببببببك 
- أهو بعد سيل بحبك ده

غمز لها بمشاكسة وتابع: لازم أتهور

ضحكت بدلال متتاسية خجلها، فقد نست معه كل شيء وتذكرت المشاعر الساكنة بقلبها

                                    *******

بالمشفى... 
كان يراقب الشاشة بانبهار وسعادة ولم تقل سعادتها عنه فبعد طول انتظار عوضها الله بطفل يعيش في رحمها... انتقلت السعادة المتبادلة بين محمود ورمزية إلى الطبيب فقال

- ألف مبروك، الحمد لله الوضع طبيعي وعمر الجنين شهر وأسبوعين
- الله يبارك فيك يا دكتور 

قالتها رمزية دون أن تنظر إلى الطبيب فقد كانت غارقة في بحور عينيّ زوجها فتنحنح الطبيب قائلاً 

- طيب أنا هاخد أستاذ محمود على ما تلبسي، بعد كده هشوفك في نفس مواعيد مدام وعد

حركت رأسها بالموافقة ثم اعتدلت في جلستها بعد أن غادر محمود برفقة الطبيب... أغمضت عينيها ووضعت يديها على جنينها ثم حمدت الله مراراً وتكراراً 

                               *******

مضت الدقائق والساعات فالأيام والأشهر ولم يعرف الخريف طريق إلى قلوب الأحبة بل سيطر الربيع بكل ألوانه... 
كانت حياة أمجد حياة هادئة لكنها لم تخلو من جنونه، والآن ينتظر مولوده الأول فطفلته حامل في شهرها الثاني
كان محمود دائم البقاء إلى جوار رمزية وتذوق بقربها مشاعر كان قد نسيها
لم تخلو حياة حسام وأمل من الشجار فقد كان جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية لكنه كان شجار عشاق يربط بينهما الحب وكذلك جنين ينمو في رحم أمل أكمل شهره الثاني
تذوقت سوسن نكهة السعادة عندما نطقت أمل الصغيرة كلمة "ماما" ما جعل الحياة تسري بداخلها من جديد، أما سلوى كانت فرحتها عارمة فأحفادها بالطريق
أتمت وعد شهرها الثامن من الحمل والآن في منتصف شهرها التاسع وتنتظر أن تضع مولودها في أي وقت لكن الحمل لم يمنعها في متابعة دروسها فقدت تخطت الفصل الدراسي الأول بنجاح والآن تتابع الفصل الدراسي الثاني، أما أمير كان دائم القلق عليها فعاملها كقطعة نادرة من الألماس يخشى عليها من نسمات الهواء

                                  *******

في الثامنة والربع استيقظت على ألم حاد في نهاية ظهرها فاعتدلت في جلستها وكتمت أنينها حتى لا تُوقظ أمير... بعد مرور عدة دقائق رحل الألم فتنفست بعمق ثم تركت الفراش واتجهت صوب الحمام لتتوضأ، وبمجرد أن فرغت من صلاتها استيقظ أمير وقال بحنان

- صباح الخير يا قلبي
- صباح النور يا حبيبي، كنت هصلي وأصحيك
- هقوم أخد دش وألبس على ما تجهزي

اقترب منها وطبع قبلة على جبينها ثم تركها ودلف إلى الحمام فوقفت عن مقعدها واتجهت صوب حافظة الثياب ليعاودها الألم من جديد وزال بعد عدة دقائق فقالت بخفوت

- ربنا يستر عندي سيكشن عملي

بعد مرور ما يقارب الساعة فرغت من تناول طعام الإفطار وكذلك أمير فودع والدته وغادر إلى السيارة، بينما اقترب وعد سلوى وهتفت

- ماما عندي مغص بيروح ويجي، ده طبيعي؟ 
- اه في الأواخر كده، حاولي ما تجهديش نفسك 
- حاضر، همشي بقى

ودعت سلوى بقبلة على ظاهر يدها ثم لحقت بأمير فانطلق إلى الجامعة

                                 *******

بعد مرور عدة ساعات عاد الألم ليهاجم وعد من جديد لكنه لم يزول كعادته بل أشتد فصرخت بأعلى طبقات صوتها فتساءلت حنين بخوف

- مالك؟ 
- بولد 

ساد الهرج والمرج داخل قاعة المحاضرات فترك الدكتور المحاضرة وأخذ يبحث عن أمير حتى وجده داخل إحدى قاعات المحاضرات فدلف بدوم سابق إنذار وهتف

- أمير مراتك بتولد

جحظت عينيّ أمير في صدمة وتساءل: هي فين؟ 

- مدرج أ 

جمع أمير أشيائه في عُجالة وأنهى المحاضرة ثم ركض باتجاه القاعة فوجد طفلته تتألم بشدة... حملها بين يديه وركض إلى السيارة فكانا محط أنظار الجميع، لكنه لم يهتم لأحد بل انتظر حتى ركبت حنين بالخلف وانطلق إلى المشفى... بعد مرور عدة دقائق اجتمعوا بالمشفى انتظاراً لقدوم الصغيرة، وبعد مرور عدة ساعات من العذاب وضعت وعد طفلة ورثت عن أبيها لون العيون الزرقاء وورثت الجمال عن والدتها... حملها أمير بين ذراعيها وبداخله شعوراً جديداً لم يختبره يوماً ثم اقترب من وعد وهتف بسعادة

- مبروك يا عمري، شبهك أوي
- الله يبارك فيك، أنا عايزه أسميها نور على أسم نور الله يرحمها
- كان نفسي أسميها وعد على أسمك بس طالما أنتي حابه نور تبقى نور

طبع قبلة على جبينها ثم وضع الصغيرة على ذراعها فدمعت أعينها لشعورها بالسعادة 

                                    *******

في ذات اللحظة كانت نادين تُساق إلى غرفة تنفيذ حكم الإعدام، حاولت الهرب والتملص من بين يدي السجانات لكنها كانت أمنية بعيدة المنال، وخلال دقائق قليلة لُف حبلة المشنقة حول رقبتها فكانت كالمغيبة لا تشعر بشيء سوى أنها على وشك لقاء ربها وهي لا تحمل سوى الذنوب، أغلقت عينيها ورددت الشهادتين فقاموا بنتفيذ الحكم وصعدت روحها إلى حاكم العدل الذي سيحاسبها على كل جرائمها... وفي ذات الوقت كانت والدتها تجوب الشوارع مبعثرة الشعر وحافية القدمين فقد غادرت المنزل منذ ما يقارب الثلاث أشهر وأصابها الجنون فأصبحت تسير بلا وجهة كالمشردين

                                   ******

هو طوق النجاة الذي أخذني معه إلى بر الأمان... 
هو حبيبي وعمري ونبض قلبي الذي حماني من الزمان... 
هو عمري الماضي والأتي، سأكمل طريقي بقربه مهما صفعنا الزمان.. 

خطت تلك الكلمات بدفترها في صباح يوم مشرق، ثم وضعته إلى جوارها وتركت الفراش واتجهت صوب الشرفة بخطوات هادئة، تنفست بعمق ونظرت إلى السماء لتحمد الله على كل ما فعله لأجلها طوال السنوات الماضية... أغمضت عينيها لدقائق وتذكرت كيف ساعدها أمير في بداية الطريق، وكيف دعمها لتكمله واليوم أنهت دراستها الجامعية وحققت الحلم الذي عاشت لأجله... فاقت من شرودها عندما أحاط خصرها من الخلف وشدد في تقربيها إليه ثم طبع قبلة على عنقها وهتف بسعادة

- مبروك يا دكتورة وعد
- الله يبارك فيك يا حبيبي، الفضل ليك بعد ربنا خمس سنين بتساعدني في المذاكرة وتشجعني وماما سلوى كمان ربنا يخليها ليا ساعدتني في تربية نور علشان ما أنشغلش عن المذاكرة 

ابتعد عنها ثم قبض برفق على معصمها وأدارها إليه فتقابلت أعينهم في نظرة ساحرة قطعها بقبلة سرقها من شفتيها فبادلته إياها بعشق متناسية الزمان والمكان، فطالت القبلة لعدة دقائق قطعتها الصغيرة عندما قالت

- بابا

فصل أمير قبلته ونظر بغيظ إلى طفلته وهتف: عيون بابا اللي جاية تقطع على بابا زي عادتها 

ضحكت وعد وخبأت وجهها في صدره فقالت الصغيرة: ماما سيليني

ابتعدت وعد عن صدره ثم حملت صغيرتها وهتفت بصوت دافئ: عيون ماما، صباح الخير 

طبعت قبلة على وجنة صغيرتها نور وأخرى على كف يدها ثم أعطتها إلى أمير وأردفت

- هنزل أحضر الفطار، يلا روحوا صبحوا على نانا علشان نفطر سوا وبعدها نجهز الحفلة 

غادرت وعد فاصطحب أمير طفلته إلى غرفة سلوى ثم طرق بابها ودلف إلى الداخل فركضت نور باتجاه جدتها وقالت 

- نانا
- صباح النور يا قلب نانا، النهارده هنعمل حفلة علشان ماما وحنين خلصوا الجامعة وهتلعبي مع أمل ومريم وليلى وزياد

ابتسمت الصغيرة بسعادة ثم طبعت قبلة على وجنة سلوى وقالت: بحبك

- يا قلبي أنا كمان بحبك

رفعت سلوى رأسها وابتسمت عندما رأت أمير يعقد ذراعيه أمام صدره فأردفت

- أعمل إيه بس لما بشوف نور بنسى نفسي، صباح الخير
- صباح النور يا ست الكل، أنا أتنسيت خالص
- أعز من الولد ولد الولد
- من غير ما تقولي أنا أبصم بالعشرة أني أتركنت على الرف

قالها مازحاً ثم اقترب من والدته وطبع قبلة على ظاهر يدها ثم غادر ليساعد وعد أو بالأحرى ليشاكسها

                                    *****

في المساء وصل أمجد حاملاً طفله زياد وإلى جواره حنين التي ما أن رأت شقيقها يحمل ابنته ليلى التي أسماها تيمناً بوالدته، اقتربت منه وعانقته ثم هتفت

- حمد الله على السلامة، كنت خايفة المهمة تعطلك وما تجيش 
- مقدرش ما أجيش ده أسعد يوم في حياتي يا دكتورة حنين

طبع قبلة على جبينها فابتسمت أمل بسعادة لوجود كل هذا الحنان بقلب زوجها بينما شعر أمجد بالغيرة عادته فنظر إلى ابنه وهتف بغيظ

- عاجبك كده يا عم زياد، طرطور أنا
- بس

قالها الصغير ثم نزل عن قدم والده واقترب من ليلى ونور ليلعب معهن.... بعد مرور عدة دقائق وصلت سوسن برفقة ابنتها الصغيرة التي أتمت عامها السادس والتحقت بالمدرسة فرحب بها الجميع، وبمجرد أن جلست على أحد المقاعد دلف محمود مصطبحاً زوجته وابنته مريم التي ركضت باتجاه شقيقها المشاكس أمجد فحملها وأخذ يلقي بها في الهواء فانطلقت من بين شفتيها أعلى الضحكات.... كانت الأجواء ساحرة وشعروا جميعاً بالسعادة فبالرغم من مرور سنوات عديدة إلا أنهم لم يفترقوا بل زاد الرابط بينهم وأورثوا ذلك لصغارهم

                                    *******

بعد مرور عدة ساعات من السعادة رحل الجميع وبقت وعد بمفردها مع أمير.... اتجهت صوب الارجوحة وجلست عليها فجلس إلى جوارها وأخذ يحركها بقدمه وساد الصمت لدقائق قطعتها عندما قالت بدون أي مقدمات

- أنا حامل

أتسع ثغره وسرت السعادة بكل ذرة في كيانه وتساءل: بجد؟ 

حركت رأسها لتؤكد ما سمعه وقالت: بجد

اقترب منها بشده وجذبها إلى صدره فتمسكت به وقلبها ينبض بأسمه ثم تابعت

- حنين جابتلي اختبار منزلي وعملته من شوية، هيجيلنا نونو جديد 

ابتسم بسعادة وشدد في احتضانها ثم أبعدها عنه وطبع قبلة على جبينها 

- كنت عاملك مفاجأة أديكي غلبتي مفاجأتي

قالها ثم وضع يده في جيب بنطاله وأخرج منها علبة فخمة قدمها إليها بعد أن فتحها لتجد بداخلها قلادة من الألماس يتدلى منها أسمه وأسمها ويتوسطهما قلب بداخله أول حرف من أسم نور فأخذتها وقالت بسعادة 

- جميلة أوي يا أمير

أخرج القلادة من العلبة ثم ألبسها إياها وطبع قبلة على عنقها، وبمجرد أن أدارت وجهها إليه تحدث بصوت دافئ قائلاً 

- دي هدية بسيطة حلاوة نجاحك يا دكتورة
- بجد من غيرك مكنتش هحقق حلمي 
- بالعكس أنتي إنسانة قوية جداً وعندك إدارة خلتك تمشي في طريقك من غير ما تسمحي لحاجة توقفك 

قالها ثم أحاط ظهرها بذراعه وقربها منه وعاد ليحرك الأرجوحة بقدمه، فتأملت النجوم لدقائق ثم أدرات وجهها إليه وهي مازالت بين أحضانه وهتف

- أنا نجحت بس لأني مشيت طريقي بقربك

                                  * تمت بحمد الله *

الرواية خلصت اعااااااااا، هتوحشوني كتيررررر معادنا بعد امتحانات الثانوية لو ليا عمر مع رواية جوري الزهرة الحمراء 😘😘 بس أكيد كل الوقت ده هبقى معاكم وهنزل مشاهد لكل أبطال رواياتي وخصوصاً فارس محضراله مشاهد كتير  وفهد لا 😂😂😂 أنتوا عارفين ده وش القفص عندي ههههههه حبيبي 😘😘😘 وفهد لا 😂😂😂😂

ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف