01/20/19 - سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Sunday, January 20, 2019

دلال/منى سليمان

January 20, 2019 0
دلال/منى سليمان

عناق المطر/moonlight

January 20, 2019 0
عناق المطر/moonlight


العناق الثامن

ما اصعب الإحتياج لشخص أنت لا تعني شيئا له
إن لم يأت بك شعور غامض ، فلا تأت ، إن لم يدفعك للإقتراب دافع قوي لا تفهمهم ، فلا تقترب ، إن لم تجرفك اسئلة اقوى من هدوءك ،  فلا تلفت إتباهي

****
منذ اللحظة التي استيقظت فيها ايلينا صباح الأحد كان ذهنها مشغول باليكس ، هي تحبه هذه حقيقة لن تتبدد،
الشي الغريبا والوحيد هو إدراكها ما يجري داخلها، لقد ابتدأ الامر منذ الأسبوع الأول الذي عرفته فيه ، حدثتها بذلك لحظات الخجل تلك وانعقاد لسانها ،توترها ، شرودها ، ولكن ما اجمل أن تراه، هل هو السبب الذي يجعلها قلقة احيانا،. ووجدت نفسها تسترجع عناقه ولمساته ما الذي جعلها تظن أنها حبت من قبل ؟
مهما يكن  الأن  هي تعلم أن قوة مشاعرها نحو اليكس هو حب خالص له.
تركت سريرها لتغسل وجهها وترتدي ثيابها، تساءلت عما
اذا كانت حينذاك تبحث عن عذر لرؤيته عندما فتحت باب غرفتها توقفت قليلا اخذت نفسا عميقا ادركت من الاصوات الصادرة من الاسفل أن اليكس مستيقظ ويجول في الانحاء، ومرت لحظات شعرت فيها باضطراب في مشاعرها ،
  تريد أن تراه  ومتلهفة الى ذلك ، ومع ذلك تشعر بخجل تعجز معه عن الحركة لكنها ادركت انها لا تستطيع أن تقف مترددة لوقت طويل تنفست بعمق وانطلقت دون ان تفكر عما ستقوله له،.
لقد كذبت على نفسها عندما قررت بانها لا تريده ان يعانقها مره ثانية، ولكن ،  كم كانت تريده الا يتوقف عن عناقها في ذلك المطعم .
لقد أيقظ فيها الشوق الى الحب ، لا تعرف ما كان سيحدث لم تكن خائفة على الاطلاق، انها تثق به تماما، لابد وانها اوقعت نفسها بمازق بعد ذلك العناق الحميم الذي جرى بينهما الليلة الماضية .
***
بعدما دخلت المطبخ تبخرت افكارها  عندما وقعت بنظراتها  على فتاة لم تراها مسبقا وقد تعلقت بعنق اليكس واحتضنته قائلة:
-- اليكس حبيبي لقد اشتقت لك ، منذ اشهر لم تتصل بي ، انا غاضبة جدا" منك ، وطبعت قبلة على خده ، بينما كان هو يقف متسمرا" مكانه عندما راى إيلينا تنظر له بحزن شديد، بتسرع قالت:
-- أسفة ، وقد شعرت بالإرتباك والفتاة تنظر لها بعجرفة  التفتت للخلف وغادرت مسرعة عائدة  لغرفتها تجول بها دون سبب او هدف محدد ، لكنها لا تشعر انها بخير.
بدأت بجمع ثيابها بحقيبتها بعد أن اغلقت الباب بالمفتاح كي لا يدخل ويراها وهي على هذا النحو.
ماذا  توقعت منه ، هل فهم ما يرمي اليه  الاضطراب الذي اجتاحها فجاة ، مالذي يغيظها؟ ماذا تعرف عنه؟ هل الغزل الذي دار بينه وبين  تلك الفتاة  جعلها تقرر زيارة والدتها التي لم تراها منذ ستة اشهر على الاقل؟
بكبرياء  وثقة بالنفس وجدت نفسها تقول وهي تشاركهم مائدة الافطار دون ان تنظر له وقد وجهت حديثها بخفوت لفيكي بأنها تفكر بزيارة والدتها قريبا وقد ارادت الا تثير حنقه او شكه بانها ستغادر ما أن يترك المنزل ، تجرأت الى النظر اليه وهو يقول بجدية :
-- ايلينا هذه روزالين إبنة خال والدي  الضيفة التي تحدثتنا عنها بالامس.
-- ضيفة ، انا ضيفة اليكس اجابته وهي تميل بجسدها لتقترب منه وتتأبط ذراعه ابتسمت وهي تمنحه قبلة ثانية
وسط إرتياح الجدة التي كانت تمني النفس بإرتباط حفيدها بإبنة اخيها الصغرى ، في حين بدت فيكي متوترة بل غاضبة لدرجة انها قالت لايلينا:
--  هيا بنا عزيزتي سنذهب سويا للمكتب لمتابعة توقيع الاوراق قبل ان اختنق هنا.
اجابتها وهي تحاول ان تبدو طبيعية  قائلة:
-- حسنا عزيزتي ، دعيني احضر حقيبتي وسالحق بك ،  ولكنها توقفت وهي تراه يضع حقيبته ومفاتيح سيارته على الطاولة ويقترب منها ، ظنته يود مخاطبتها
-- نعم اليكس ، هل هناك شيئا ما؟  سألته
فكان جوابه ان عانقها بسرعة هامسا بإذنها
-- أنتبهي لنفسك
لم تعرف كم بقيت واقفة بعد ذهابه ويدها على قلبها الذي
راح يتخبط بين ضلوعها .
ادركت انها وهي التي لم يحدث ان تشوقت لصحبة احد ما
شعرت الان برغبتها باللحاق به  ، صورته لا تكاد تغيب عن ذهنها ، اليس من المفترض ان يكون الحب مصدر بهجة وفرح !! افترضت ان هذه الكلام صحيح اذا كان الحب متبادلا،
****
مع حلول  صباح الجمعة  شعرت ايلينا بمزيج من الاضطراب والرغبة بالمغادره لم تعد تتحمل وجودها مع اخرى تتودد له، فكان قرارها زيارة والدتها، وضبت حقيبتها وكتبت رسالة وضعتها على سريرها وغادرت دون ان تخبر احدهم .
وصلت محطة القطار وهي  تشعر بخيبة أمل ، لم يتصل بها وبقي هاتفها  صامتا طوال وقت إنتظارها لموعد رحلتها الى يورك منذ الان تشعر بأنها تعاني كثيرا من الام الشوق لرؤيته اذ سكن تفكيرها منذ مغادرتها منزله ، وتملكها الشك في اتصاله فحملت حقيبتها الصغيرها متجهة حيث يقف القطار .
-- ايلينا ، توقفي ، جاءها صوته الشجي الذي لطالما اخذها لعالم تعيش به وحدها.
-- اليكس !! ماذا تفعل هنا؟
-- انا من يجب ان يساأك عزيزتي ، كيف غادرت دون أن
تخبريني، حمدلله ان فيكي دخلت غرفتك لتجد تلك الرسالة اللعينة.
تسمرت مكانها وقلبها يخفق، رغم انها حدثت نفسها بأن ما قامت به كان خطأ لكنها  اجابت بصوت هادئ:
--اردت زيارة والدتي ، لقد اشتقت لها وكي لا تقلقوا كتبت رسالة لأنني خرجت مبكرة ، لم تستطع ان تمنع نفسها من النظر لعينيه العسليتين ولوجهه الحانق وهو يمسكها بكتفيها .
-- جيد ايلينا أني لحقت بك ، كان متلهف لإحتضانها ولكن غضبه منها منعه بل تابع قائلا:
-- عديني ان تعودي ايلينا
ابتسمت وهي تحاول تتمالك نفسها واجابته
-- بالتأكيد سأعود اليكس ، أنت تعلم هنالك قضايا عالقة يجب ان تحل .
-- عديني أن تعودي لي ايلينا ، فاجأها طلبه لكنها لم تجد ما تقوله  سوى أيماءة خفيفة،.
--اظنكم ستمضون وقتا طيبا مع قريبتكم، قالت وهي
ترفع حقيبتها ثانية لتضعها في خزانة القطار الخارجية ادعت المرح وهي تتابع :
--اتمنى ان تنجز فيكي باقي الاوراق كي اوقعها عندما اعود
-- عديني ان تعودي لي ايلينا اعاد طلبه وسط دهشتها وهو
يعانقها بقوة ويطبع قبلة على راسها .
-- لا تتأخري ، عودي بسرعة  قال ذلك وهو يساعدها بالصعود للقطار مودعا إياها رغم شعورها بالقهر جلست بمقعدها تنظر اليه والقطار  يبتعد وقد اعترتها المشاعر المربكة الى حد انها شعرت بأن جل ما  تحتاجه  هو ان تكون وحدها ، يبدو بأن حبها لاليكس جعلها ضعيفة ، انها ضعيفة  فعلا ولكن كرامتها منعتها من اظهار شعورها نحوه.
****
وصلت الى منزل والدتها  اخيرا بعد غياب عدة اشهر اخذت نفسا" عميقا ,طرقت الباب بخفة ففتحت والدتها الباب فلم تشعر بنفسها الا  وهي بأحضانها ، كم اشتاقت اليها ، وكم كانت سعيدة والدتها برؤيتها.
-- انها اجمل مفاجأة حبيبتي قالت والدتها وهي تتاملها عن قرب وتقبل يديها ووجنتيها .
-- امي ، لقد اشتقت لك كثيرا ، يا الهي اشعر بأنني لم اراك منذ زمن طويل ، قالت  ذلك وهي تغمر وجهها بحضن والدتها التي اخذت بالبكاء وسط صمت ساد المكان للحظات إلا من صوت شهقاتها التي علت كثيرا ولأول مرة ، بينما وقف زوج والدتها يتابع المشهد دون أن يعلن عن وجوده مانحاًإياهن الوقت لتعب كل منها بطريقتها الخاصة عن إشتياق إحداهن للأخرى.
كانت تأمل في أن تحسن هذه الرحلة مزاجها ، لكنها لم تفعل بل زادت من تخبط مشاعرها وقلقها .
*****
نظرت من نافذة المطبخ وقت الغداء ورأت سيارة جوي زوج والدتها  تتوقف لتوها ، وعندما ترجل منها رأته يحمل بيده باقة من ورود الزنبق الاحمر ، ما ان دخل المنزل حتى نادى حبيبتي أين أنت ؟
ارتفعت معنوياتها والدتها التي ما انفكت عن التصرف بهذه
الطريقة الرومانسية مع والدها
-- هنا حبيبي نحن بالمطبخ اجابته وهي تخلع المازر
الخاص بالمطبخ وتستقبله عند الباب وقد منحها قبلة وهو يقدم لها الورود.
إحمر  وجه ايلينا خجلا وبنفس الوقت إنتابها شعور بالسعادة لمعرفتها كم هو يهتم بوالدتها ويحبها رغم الغصة التي مازالت داخلي
لفقدانها والدها .
امضت بضعة أيام بصحبة والدتها وزوجها الذي احسن ضيافتها وشدد عليها للمكوث قدر ما تشاء .
لم تذكر لوالدتها شيئا عن ميراثها الجديد وعما تركه لها والدها ولا تدري سبب اخفاءها ذلك .
لقد تبددت افكارها في الهواء عندما أرسل اليكس رسالة مقتضبة يطالبها بعدم التأخر بالعودة .
-- لم لا تبقين معنا سألتها والدتها وهي تأمل بموافقتها
-- ليس ثانية امي لقد اتفقنا بان هذا هو الحل الامثل لكلينا  ردت ايلينا واكملت:
-- انا سعيدة بعملي الجديد بل افكر بالعودة للدراسة وقد التحق بكلية الحقوق .
كلام ايلينا اثار استغراب والدتها التي تساءلت مجددا" عن رب العمل الذي تعمل لديه ابنتها
-- ايلينا لم تخبريني من هو صاحب العمل الذي تعملين لديه سألتها والدتها وكلها فضول لمعرفة ذلك الرجل الذي بسببه تغيرت صغيرتها.
-- انه الكسندر باترسون امي يعمل في الادارة المالية، عرض علي ان اعمل في مكتبه بعد عودتي كي استطيع متابعة دراستي للحصول على شهادة المحاماة كما حلمت دوما .
صمتت للحظات والدتها وقد شردت قليلا بما سمعته من ابنتها
-- باترسون، اعتقد بأنني سمعت بهذا الاسم من قبل ردت
والدتها باستغراب.
-- اجل أمي لا بد وانك سمعت به فوالده المحامي جورج
باترسون  صديق والدي رحمهما الله اجابتها ايلينا وهي تنظر لوالدتها بحزن بينما وضعت من يدها كوب الشاي جانبا"
-- كيف التقيت بإبن جورج ايلينا ، سألتها بحدة :
-- صدفة امي اجابت ايلينا بهدوء ولماذا هذا السؤال.
-- صدفة ؟ كيف ذلك؟
-- اجل أمي كانت صدفة جعلتني اثق به واعمل لديه دون تفكير او خوف من المجهول اجابت بثقة كبيرة.
ابتسمت والدتها بهدؤ وهي تحتضنها:
-- بغض النظر عن كل ما جرى انا سعيدة من اجلك ابنتي ، قالت ذلك وهي تتابع ، المهم انك فكرتي بإكمال دراستك.
اومأت برأسها ايلينا وقد قاطعهن جرس الباب ، نهضت ايلينا مسرعة ولم يكن ليخطر ببالها من قد يزورها خصوصا أنها لا تمتلك لا اصدقاء ولا معارف هنا
-- بما انه لم يخطر ببالك ان تتصلي او تعودي بسرعة قال ذلك اليكس وهو يتكئ على حافة الباب ويرسم تلك الابتسامة التي افقدتها صوابها :
-- وبما انك لن تستطيع احتمال الامر، سارعت الى المجئ اليس كذلك  اجابته ايلينا بغضب مفتعل
--اردت ان اخبرك بالأمر شخصيا"،
-- تخبرني بماذا سيد اليكس قاطعته  بعصبية
وقد  منعها الغضب من متابعة الحديث وهو يمنحها ذلك العناق الذي كانت تتوق اليه .
نظرت اليه وتابعت سأخرج لأتمشى قليلا ، نظر لها بطرف عينيه وقال:
-- اذا كانت لديك ادنى لباقة انسة ايلينا ستدعوني لمشاركتك نزهتك اللطيفة .
فسألته وقلبها يخفق بقوة لشدة ما تحبه:
-- ماذا تفعل هنا؟ لا اقول انه لا يمكنك الحضور فأنت على الرحب والسعى قالت وهي تمنحه ابتسامة لطيفة،
لكنه لم يضحك او يبتسم بالتأكيد لا تريده ان يعود من حيث أتى على الاقل  ليس الان وهي تعلم  جيدا انها تحبه ،
--اشتقت لك ايلينا الجميلة ، اجابها بمكر وهو يعيد شعرها
للخلف ، فاجاهما صوت والدتها وهي تستفسر عمن يتحدث معها وما ان اقتربت من الباب حيث يقفان:
-- انه السيد اليكس امي اجابتها بارتباك
-- اليكس من ايلينا ؟ردت والدتها وهي تنظر اليهما معا .
-- مديري امي السيد الكساندر باترسون ابن السيد جورج
صديق والدي الذي اخبرتك عنه اجابتها متذمرة
-- اهلا وسهلا قالت والدتها مرحبة به وهي تفتح الباب على
مصراعيه وتابعت تفضل بني لما تقف هنا :
شكرا سيدتي رد اليكس وهو ينظر لايلينا التي اترتبكت للحظات لكنها تداركت الموقف وابتسمت قائلة:
-- تفضل سيد اليكس ، ادخل من فضلك.
جلس بالقرب من والدتها التي انهالت بالاسئلة عن والده وكيف هي صحته وما اذا كان لا يزال يزاول عمله
-- لا سيدتي اجابها وهو ينظر باتجاه ايلينا وقد فهم بانها لم تخبر والدتها شيئا" وتابع :
-- والدي توفي بنفس الفترة التي توفي بها والد ايلينا ، الاصح انهما اصيبا بنفس الحادث ولكن والدي فارق الحياة بعد قضاء شهرا بالعناية المركزة نتيجة إصابته بنزيف حاد بالدماغ .
شعرت والدتها بالاستياء مما سمعته وقدمت له واجب العزاء رغم تأخره .
اصرت عليه لتناول الغداء معهم كما اصرت على تحضيره بنفسها ، فكانت فرصة لكليهما للإختلاء سويا بعيدا" عن الجميع.
-- هل لي بفنجان قهوة انسة ايلينا قال اليكس وهو يبتسم
بمكر بينما والدتها تدخل المطبخ وقد اشارت لابنتها للحاق بها.
اخذ يتفحص الصالة واللواحات التي زينت الجدران وبدا المنزل رقيقا ناعما يدل على ذوقا" رفيعا لساكنيه.
-- تفضل سيد اليكس ، قاطعت صمته وهي تقدم له فنجان القهوة التي ادمنها من بين يديها.
-- شكرا انستي قال وهو يمسك يدها بعد ان تأكد بأن
والدتها مشغولة بإعداد الطعام ، ليجلسها بالقرب منه متابعا حديثه:
-- لا تنكري بانك اشتقت لي أيضا حلوتي ، قال ذلك وهو يرتشف بضعة رشفات من قهوته ويتلذذ بها على مراى منها
-- ولماذا ساشتاق لمديري مثلا "؟
اجابته وهي تعلم بان اجابتها لن تروق له ولن يتقبلها .
هل احس بحبها له ربما يظن انها تحبه، هل يجب ان تخبره ، انها رحلت  لانها غارقه بحبه ، افكار واسئلة عديدة اجتاحتها وهي تستمع له يقول:
--فضلت ان اترك عملي واتي اليك بنفسي بدلا من الاتصال بك، لانني
اردت رؤيتك أيضا" ، وضع فنجانه على المنضدة  التي امامه ونهض ممسكا" بيدها قائلا:
-- هيا بنا نتمشى قليلا الى ان يجهز الغداء، اشتقت للحديث
معك ايلينا حلوتي ، ابتسمت وقالت:
-- اليكس لم تكن سوى ستة أيام غبت بها عن المنزل وقد
وعدتك بانني ساعود.
بما ان ايلينا هي من احتلت ذهنه وقلبه  لانه احبها وبشدة  اجابها:
-- منذ ذلك اليوم الذي غادرت به اشتقت لك ولفنجان القهوة ، وابتسامتك الخلابة ولرؤية وجهك الملائكي صباحا" ولملامسة شعرك الاسود هذا ، و لكن لنعد الى الموضوع الاساسي الان ، غريزتها اخبرتها  ان هنالك شيء اخرا"، وكان احساسها صادقا .
الطريقة الوحيدة التي استطاعت التفكير فيها لتهدئة قلقها وارتباكها بآن واحد هو ان تخرج من البيت ليلحق بها يرافقها نزهتها المزعومة.
-- هل ستسامحيني ان قلت لك بانني قد اخبرت جدتي وروزالينا بإنك حبيبتي.
-- نعم ؟ ماذا قلت ؟ اعد ذلك ثانية سيد اليكس، ماذا تعتقد نفسك ؟ هل !!
قبل ان تكمل حديثها احتضنها بقوة شديدة على غير عادته
-- ايلينا اهدئي حبيبتي ، صمتا سويا للحظات لكنه تدارك
الامر بسرعة وتابع:
-- كان لا بد ان اوقف روز عن ملاحقتي ولكي تفقد الامل نهائيا" بإنني يوما ما قد اعجب بها وابادلها الحب ، ذهلت لجوابه ولم تصدق ما تسمعه ،
--ماذا ؟ حبيبتك؟ ثم انفجرت بوجهه ،
-- ماذا قلت ؟ هل قلت ذلك امام  شقيقتك ؟ هل جننت ؟
لم تستطع ان تصدق ذلك ، عادت تسأله والشرر يتطاير من عينيها  هل  صدقتك، ماذا قلت لها ؟
-- ايلينا انا اعلم أنني اخطات لأنني لم اطلعك على الامر مسبقا انا اسف فعلا ،
شعرت ايلينا بأنها بدأت تهدأ، حاولت ان تكون قوية وهي تقول:
-- وماذا عن اشتياقك لي ، ضحكت باستهزاء وتابعت
اذا هذا سبب مجيئك اليوم لتبرر ما قمت به، وما اخبرته لقريبتك شنيع جدا ،
***
-- اخبرتها بأنني منذ اللحظة الاولى التي رأيتك بها  احببتك ، صرخت به فوقفت بعصبية، وهو معها ، انفجرت قائلة :
-- اليكس انا لا زالت غاضبة منك،  لماذا لم تخبر الجميع بالحقيقة ؟
لعنت ايلينا هذا الضعف من نفسها ، ارادت ان تبقى غاضبة.
فحتى لو كان اليكس كذب على الجميع بادعائه بانها حبيبته ولكن  ما ذنبها هي كي تفكر بما لن يحدث.
عادا ادراجهما للمنزل في حين ادركت انها تشعر بالهدوء، اخذت تتساءل عما جعلها تغلي غضبا بهذا الشكل ؟
صحيح انها تريد ان تكون حبيبته  لكن هذا التدبير سيكون رسميا.
تابعت مسيرها  عائدة وهي لا تزال تشعر بشيء من الغضب تجاهه، الا انها تحب هذا الرجل القاسي الطباع ، فاذا رحل عنها الان غاضبا اوحزينا ،الله وحده يعلم هل  ستعود اليه  وهي لا تقوى على الابتعاد
عنه .
فتنفست الصعداء وهي تدخل المنزل وتشتم تلك الروائح التي تنبعث من المطبخ ، فرغم كسل والدتها بالاعمال المنزلية الا انها طاهية لا تقارن باحد ، كأنت تنوي ان تذهب الى المطبخ دون أي كلمة لكن اليكس نادها مبتسما"
-- الست مسرورة بقدومي حبيبتي
-- اليكس ردت بحدة بينما كانت والدتها قد وصلت حيث مائدة الطعام فتابعت ايلينا كلامها :
-- بالطبع عزيزي انا مسرورة لقدومك فأنت على الرحب والسعى سيدي المدير.
--بسرعة  ايلينا فلدينا زائر عزيزتي قالت والدتها كي تلحق بها وتحمل باقي الاطباق  .
لم يكن لديها الخيار ، حزمت امتعها عائدة مع ذلك الديكتاتور المدعو اليكس ، جدالها معه منذ وصوله ، استفزازه لها ، رضوخها لطلبه بالعودة معه ،  كل هذا يعني شيئا واحدا  حقا ، انه لشيء جميل .
--هل هدأت  عزيزتي ايلينا سألها وهو يدير محرك سيارته مغادرين يورك ومودعين والدتها واعدا أياها بالعودة لزيارتها والتفت الى ايلينا قائلا":
-- بالواقع انا لدي اجتماع في لندن غدا صباحا مع المحامي
السيد ديفيد لنقل اسهم والدك باسمك لتصبحي المالكة الشرعية لنصيب والدك بشركة المحاماة ، وضع يده على راسها ضاحكا".
--  الا انني لا امانع لو امضينا ليلتنا لنرتاح  هنا  قال ذلك وهو يشير لذلك المطعم الذي يحوى نزلا صغيرا ".
-- يالهي متى بدأت تمطر قالت وهي تنظر للخارج حيث اشار لها
الان علمت قصده فهدا غضبها كثيرا".
-- هل يناسبك يا ايلينا ؟ قال اليكس وهو يطلب تجهيز غرفتين ، فمع تلك العواصف والرياح بالتاكيد ستنعدم الرؤيا ليلا"، فكرت ايلينا بسرعة واجابته.
-- بالتأكيد سيدي
قبل ان تتم جملتها امسكها من ذراعها مبتعدا عن صاحب النزل.
-- يكفي رسميات ايلينا ، أنت تعلمي تماما ما اشعر به نحوك اصبحت مدركة انه عنى كل كلمة قالها ،  صمتت و بدت على وشك البكاء فلم يحتمل دموعها ، نظر اليها وقد  اذهلها حين قال  وبصراحة:
--لا يمكننا ان ندعي باننا لا نمتلك لتلك المشاعر
التي تجمعنا ايلينا ،انا احبك