02/10/19 - سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Sunday, February 10, 2019

طريقي بقربك/منى سليمان

February 10, 2019 0
طريقي بقربك/منى سليمان

طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء

الفصل السابع - بقلمي منى سليمان 

* صدفة *

جحظت عينيّ وعد وتسارعت نبضات قلبها، بينما ارتسمت ابتسامة على ثغر أمير ثم خبأها قبل أن تلتفت إليه... لم تستطع أن تنظر إليه فقد كان شعورها بالإحراج يفوق طاقتها فشعرت باهتزاز الأرض تحت قدميها... استمع أمير إلى صوت أنفاسها المضطربة فضيق بين حاجبيه وتقدم منها ثم وقف أمامها وهتف متسائلاً

- أنا زعلتك في حاجة؟  

حركت رأسها يميناً ويساراً بالنفي فابتسم لها وأردف قائلاً:  طيب مش عايزه تردي عليا ليه؟ 

ارتبكت بشدة ووجهت نظراتها إلى الأرض وهي تقول: مفيش حاجة، ممكن أمشي؟ 

قالت كلماتها الأخيرة بطريقة طفولية فابتسم مرة أخرى على براءتها وأجابها قائلاً 

- أكيد ممكن 

تنحى جانباً فرفعت رأسها لتتقابل عينيها البندقية بزرقاوية عينيه وساد الصمت بينهما لدقائق قطعتها وعد حينما غادرت فمرر يده بين خصلات شعره ثم حمل حقيبته ليغادر إلى المشفى وهو يقول

- فينك يا أمجد كان زمانك بتغني الجردل طب، يا خوفي ليكون طب

*********

اتجهت وعد صوب الحمام وهي مازالت تشعر بالخجل والارتباك، وما أن دلفت إليه اصطدمت بصدر حنين فاندهشت الأخيرة لرؤيتها شاحبة فهتفت متسائلة

- مالك يا وعد؟ 
- مفيش عندي صداع وعايزة أروح
- مش هتحضري المحاضرة الجاية؟ 
- معلش أحضريها أنتي وأنا هروح أرتاح
- وعد أنتي كويسة؟ 

حركت رأسها كإشارة بنعم ثم غادرت وهي تشعر برغبة في البقاء بمفردها... ذهبت في نزهة سيراً على الأقدام وكانت تبتسم بين تارة وأخرى على الصدفة العجيبة التي جمعتها بالطبيب المشاكس... وبعد مرور عدة دقائق قضتها في التفكير، شعرت بدوار جعلها لا تنتبه إلى سيارة أمير التي كادت أن تصطدم بها فتعالت شهقاتها وسقطت مغشياً عليها.... ترجل أمير واتجه صوبها ثم أسند رأسها على قدمه وأخذ يضرب برفق على وجنتها علها تفيق إلا أن ذلك لم يحدث، فحملها ووضعها داخل سيارته وانطلق إلى المشفى بسرعة جنونية لم يعتادها من قبل... أوقف سيارته أمام المشفى ثم ترجل منها وحملها مرة أخرى ودلف إلى الداخل فاندهش الجميع من رؤيته هكذا... لم يهتم لنظرات كل من حوله وأكمل طريقه إلى إحدى غرف الطوارئ فجحظت عينيّ نادين حينما رأته يحمل فتاة وشرعت أن تتحدث لكنه سبقها وقال بعد أن وضع وعد على السرير

- مش عايز حد هنا

غادرت نادين وبداخلها بركان ثائر وتبعها العاملون فبدأ أمير في معاينة وعد... تفقد مؤشراتها الحيوية فوجد هبوط حاد في دورتها الدموية، فأسرع بتركيب محاليل لتستعيد وعيها.... أحضر مقعداً وجلس في انتظار استردادها للوعي، وبالفعل بعد مرور عدة دقائق تململت في الفراش وفتحت عينيها لتتقابل بعينيه فتسارعت نبضات قلبها بعد أن رأت نفسها ممدة أمامه وشرعت أن تعتدل في جلستها لكنه منعها وهتف بصوت رجولي

- مفيش حركة غير لما المحلول يخلص، مفهوم؟ 

لم تجيبه فكرر سؤاله مرة أخرى فتحدثت بصوت مرتعش قائلة: حاضر

جلس على المقعد مرة أخرى وأسر ابتسامته حينما وقعت عينيه على حمرة وجنتيها المعهودة فقرر تلطيف الأجواء  

- أخر مرة أكلتي كان أمتى؟ 
- لما رجعت من الكلية أمبارح العصر أكلت وقعدت ذاكرت شوية وبعدين نمت وصحيت النهارده متأخر فمأكلتش

رفع أحد حاجبيه ثم عقد ذراعيه أمام صدره وهو يقول بحدة مصطنعة

- في إنسان طبيعي لا يتعشى ولا يفطر

لم تحتمل نبرة صوته الحادة فتلألأت الدموع داخل مقلتيها ما جعله يقف عن مقعده قائلاً بصوت دافئ غلفه الحنان

- مكنش قصدي، ما تعيطيش

تسللت دمعة من عينها وسالت برفق على وجنتها وهي تعتدل في جلستها لتغادر، وهمت أن تنزع المحلول عن يدها إلا أنه سبقها وقبض يده برفق على يدها فشعرت أنها على وشك الإغماء مرة أخرى فترك يدها وتنحنح قائلاً 

- أسف بس مش هسيبك تمشي قبل ما المحلول يخلص
- أنا عايزة أروح
- هوصلك بس لما أتاكد أن ضغطك تمام ونبضات قلبك منتظمة وياريت بلاش اعتراض

امتثلت لرغبته وصمتت تماماً عن الكلام، لكنها اندهشت بشدة حينما تركها وغادر الغرفة.... وبعد مرور عدة دقائق عاد حاملاً صينية الطعام ووضعها أمامها ثم هتف بهدوء 

- يلا كلي

ابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت بصوت مرتعش: د ده ده ليا أنا؟ 

سحب المقعد وجلس عليه ثم وضع قدماً فوق الأخرى وهو يقول بجدية مصطنعة

- أنتي حالياً المريضة بتاعتي وأنا بحب أدلع المرضى بتوعي، شعاري دايماً دلعهم يرجعوا

لم تصمد أمام كلماته الأخيرة فانفجرت ضاحكة وأنضم إليها، وبعد مرور دقائق قليلة توقفت عن الضحك ووجهت نظراتها إلى الأرض، فترك مقعده وجلس إلى جوارها على الفراش ثم تحدث بحنان قائلاً 

- ممكن تاكلي علشان ضغطك يتظبط ولا عجبتك المستشفى وحابه تفضلي فيها
- أنا بجد مش جعانة خالص و

قاطعها قائلاً: أنا مش هخرجك من المستشفى غير لما تاكلي، يلا

اندهشت بشدة من إصراره ونظرت إليه ثم رفعت أحد حاجبيها فبادلها رفعة الحاجب بأخري وهتف بحزم

- يلا كلي

بدأت في تناول الطعام دون أن تنظر إليه فعاد ليجلس على مقعده بينما تحدثت هي في نفسها قائلة

- شكله عباسية خالص

ضحكت لا إرادياً فاندهش بشدة وهتف في نفسه: شكلها أتجننت خالص

********

بالخارح كانت نادين تجوب الممر المؤدي إلى غرفة الطوارئ وهي تشعر بغضب وغيرة لم تختبرهما يوماً... كانت تقضم أظافرها بأسنانها وهي تتحدث إلى نفسها

- خلاص مش قادرة بقاله ساعة قاعد مع البت اللي جابها، هموووت 

ظلت على تلك الحالة لعدة دقائق أخرى ثم قررت الدخول إلى الغرفة مهما كلفها الأمر.... توجهت صوب الغرفة وفتحت بابها، وما أن وقعت عينيها على وعد شعرت أنها قابلتها من قبل، لكن قاطع شرودها صوت أمير

- قولتلك ألف مرة ما تدخليش من غير إذن 
- كنت جاية أطمن عليك وعلى الآنسة 

تذكرتها وعد وشعرت بخجل شديد فخبأت عينيها عنها إلا أنه لم يكن كافياً فقد تذكرتها نادين وتعالت شهقاتها 

- مش دي الخدامة اللي دلقت 

قاطعها أمير قائلاً بحدة وصوت عال: أخرسي يا نادين واطلعي بره

- تبقى هي، بتطردني علشان خدامة 

تلألأت الدموع داخل عينيّ وعد لكنها أبت أن تنزل أمام تلك المتعجرفة، بينما اقتراب أمير من نادين وقبض يده بغل على معصمها فتأوهت بشدة لكنه لم يهتم وتحدث بحدة قائلاً 

- اسمها الدكتورة وعد ولو سمعت كلمة زيادة مش هيحصلك كويس

تسارعت نبضات قلبها خوفاً فحركت رأسها كإشارة بنعم فما كان منه إلا أنه نفض يدها بغل وتابع

- أطلعي بره علشان الدكتورة تعبانة 

غادرت الغرفة كالإعصار فأغلق الباب ثم اقترب من وعد وشعر بالسعادة لأنها لم تبكي كعادتها... أزالت المحلول عن يدها ثم نظرت إليه وهتفت برقة 

- لو سمحت سيبني أمشي
- هوصلك ومش عايز اعتراض

حملت حقيبتها وأخبرته بموافقتها ثم مضت معه إلى السيارة ودلفت إليها وهي تشعر بالإحراج من وجودها إلى جواره فاسندت رأسها على زجاج السيارة لتهرب بعينيها بعيداً عنه

*********

في مقر جريدة الغد.... 
تركت أمل مكتب نائب رئيس التحرير بعد أن انتهى الاجتماع واتجهت صوب مكتبها، وما أن دلفت إليه انتبهت إلى صوت رنين هاتفها... وجدت الاتصال من رقم خاص ومع ذلك ضغطت زر الإيجاب 

- السلام عليكم
- وعليكم السلام، مع حضرتك مساعد اللواء نجدت من إدارة البحث الجنائي 

جحظت عينيها وكادت أن تصرخ، لكنها وضعت يدها على فاها فاندهش الشاب وأردف قائلاً 

- حضرتك معايا؟

ابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت بارتباك: مع حضرتك

- هننتظر حضرتك زي النهارده الساعة ١٠ في مقر الإدارة 
- هكون موجودة بأمر الله

أنهت المكالمة وهي لا تصدق ما سمعته فجلست على مقعدها وهتفت بسعادة

- مش مصدقة بجد كنت بدأت أفقد الأمل مع أن أسمي أمل 

ارتسمت ابتسامة على شفتيها وشعرت بسعادة لم تختبرها يوماً وتمنت أن يمر الأسبوع سريعاً لتذهب حسب الموعد

***********

بالسيارة... 
كانت وعد تتابع الطريق بعينيها وكان أمير يختلس النظر إليها بين تارة وأخرى، شعر برغبة ملحة في سماع صوتها دون أن يعرف سبب ذلك، فقطع الصمت الذي خيم عليهما حينما تحدث قائلاً 

- تعرفي أنك فاجئتيني النهارده

نظرت إليه بعدم تصديق وهتفت باندهاش وهي تشير إلى نفسها قائلة 

- أنا؟!!!!! 
- اه أنتي، توقعت أنك تعيطي لما نادين أتكلمت بوقاحة

ما أن وصلت كلماته إلى مسامعها شعرت بالسعادة لتمسكها بكبريائها أمامه، وشعرت أيضاً بالحزن حينما تذكرت كلمة "خادمة"، لكنها لم تظهر له حزنها فرفعت أحد حاجبيها قائلة 

- وحضرتك كمان فاجئتتي

اندهش بشدة لما قالته فأوقف السيارة على جانب الطريق ثم رفع أحد حاجبيه ونظر إليها بعدم تصديق 

- أنا؟!!! 

قالها مقلداً طريقتها فأسرت ابتسامتها وحركت رأسها كإشارة بنعم، فابتسم لها وأردف قائلاً 

- عملتلك إيه؟؟ 
- اتفاجئت أن حضرتك تزعل المدام بتاعك علشاني مرتين و

قاطعها قائلاً بحدة: نادين زفت الطين تبقى مراتي أنا؟!!! 

كادت أن تتفجر ضاحكة على اللقب الفريد الذي قاله فجاهدت بشتى الطرق حتى تأسر ضحكاتها ثم تحدثت بهدوء قائلة

- هي مش المدام؟
- لا لا لا لا 
- آسفة أفتكرتها كده
- يبقى ما تفكريش أحسن

قالها بجدية مصطنعة صاحبتها ابتسامة ارتسمت على شفتيه، ثم أدار محرك السيارة وانطلق بها.... وبعد مرور عدة دقائق انتبهت وعد إلى صوت رنين هاتفها، فأجابت قائلة

- ماما وحشتيني 
- أنتي كمان وحشتيني، عامله إيه؟ 
- أنا بخير، وأنتي؟ 
- بخير طول ما أنتي بخير

ثرثرت لعدة دقائق مع والدتها دون أن تنتبه لعينيّ أمير، فقد كان يراقب لمعة عينيها وابتسامة شفتيها من مرآة السيارة... وبعد مرور دقائق قليلة هتفت بسعادة

- أنا مبسوطة أوي علشان بتكلميني
- حبيبتي أنا مليش غيرك 
- ربنا يخليكي ليا، أبقي كلميني كل يوم 
- حاضر، مع السلامة 

ودعتها رمزية ثم أنهت المكالمة وبكت على حالها، بينما على الجانب الأخر شردت وعد في عالمها الخاص، لكن أعادها صوت أمير إلى أرض الواقع

- أدخل يمين ولا شمال؟ 
- أول يمين في تاتي شمال تاتي عمارة على طول

قالت كلماتها دون أن تنظر إليه فابتسم على خجلها وكاد أن يتحدث، لكن قاطعه صوت رنين هاتفها فأجابت قائلة

- الو
- خلصتي محاضراتك يا قلبي ؟

قالتها سوسن بحنان فأجابتها وعد قائلة: أنا دقيقتين وهبقى في البيت يا ماما

- طيب هحضر الغداء 
- ماشي

اندهش أمير بشدة فقد كانت تتحدث إلى والدتها بطريقة مختلفه عن هذه المرة فضيق بين حاجبيه وهتف في نفسه

- إيه المجانين دول

********

بعد مرور عدة دقائق أوقق أمير سيارته أسفل العقار الذي تسكنه وعد... اندهش بشدة وتساءل في نفسه كيف تسكن في هذا العقار الفخم وهي تعمل نادلة في مطعم... تسرب الشك إلى قلبه وظن أنها تكذب لشعورها بالخجل فقرر التأكد حتى لا يتركها في الشارع بمفردها.. ترجل من السيارة بعد أن ترجلت هي واقترب منها قائلاً 

- هوصلك لحد باب الشقة

ارتبكت بشدة وظهر ذلك بوضوح على قسمات وجهها فتحدثت بصوت مرتعش قائلة

- بس بس يعني 

قاطعها قائلاً بجدية: بلاش اعتراض ويلا قدامي 

امثلت لرغبته ومضت وهي تشعر بالإحراج، فكيف لها أن تعود إلى البيت برفقة رجل، لكنها لم تستطع الاعتراض أمام إصراره... صعدت إلى الطابق الثاني ثم توقفت أمام باب الشقة وأشارت بسبابتها وهي تقول

- ها هي دي ال 

قاطعها قائلاً: طيب يلا خبطي 

- طيب خلاص أنا وصلت، حضرتك أمشي

رفع أحد حاجبيه واصطنع الغضب ثم هتف بصوته الرجولي: بتطرديني؟ 

حركت سبابتها يميناً ويساراً عدة مرات لتأكد نفي ما فكر به ثم تحدثت بنبرة صوت تحمل الخجل بطياتها

- مش قصدي والله، بس مش عايزه أتعب حضرتك
- أنا مش تعبان

قالها وهو يقترب من باب الشقة ثم ضغط زر الجرس... في الداخل خرجت سوسن من المطبخ واتجهت صوت الباب وفتحته فابتسم لها أمير وتنحنح قائلاً 

- مساء الخير
- مساء النور 

قالتها ثم انتبهت إلى وقوف وعد خلفه فشعرت بالقلق عليها وتابعت متسائلة 

- مالك يا وعد؟ 

شرعت أن تجيبها، لكن سبقها أمير حينما هتف: أنا الدكتور أمير

قاطعته قائلة بخوف: دكتور!!!! مالك يا قلبي؟ 

قالتها وهي تفتح ذراعيها إلى وعد فاقتربت منها وخبأت جسدها في صدر سوسن ثم تحدثت قائلة

- أنا كويسة، تعبت بس شوية ودكتور أمير ساعدني

ربتت سوسن على ظهر وعد وطبعت قبلة على خصلات شعرها ثم نظرت إلى أمير بامتنان

- ربنا يكرمك، أنا مليش في الدنيا غير وعد
- ده واجبي يا أمي، بعد إذنكم

استعد للمغادرة لكن أوقفه صوت سوسن: والله ما يحصل أبداً لازم تتغدى معانا

- بس 

قاطعته قائلة بصوت أقرب إلى الرجاء: يرضيك تكسر بخاطري 

حرك رأسه يميناً ويساراً كإشارة بالنفي ثم ارتسمت ابتسامة على ثغره فبادلته بأخرى وتابعت قائلة

- يبقى أتفضل

تنحت سوسن جانباً فدلف إلى الداخل وجلس على أقرب مقعد قابله، بينما دلفت وعد إلى غرفتها وأغلقت بابها ثم وقفت خلفه واضعة يدها على قلبها لتهدئ من نبضاته المتسارعة.... ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى غادرت الغرفة بعد أن أبدلت ثيابها، وتوجهت صوب المطبخ لتساعد سوسن، لكن الاخيرة نظرت إليها وهتفت

- خليكي مرتاحة وأنا هجهز كل حاجة 
- لا طبعاً هساعدك
- وبعدين يا وعد، اسمعي كلامي وارتاحي ولا أقولك أخرجي للضيف خليه يدخل يغسل أيديه

توردت وجنتي وعد وشعرت بحرارة تخرج منهما فأسرت سوسن ابتسامتها وتابعت قائلة 

- يلا يا بنتي 
- ح حاضر

غادرت المكان واقتربت من أمير على استحياء ثم وجهت نظراتها إلى الأرض وهتفت بصوت خفيض

- أتفضل أغسل أيديك

وصلت كلماتها إلى مسامعه لكنه قرر مشاكستها فترك مقعده ووقف أمامها ثم تحدث بجدية مصطنعة

- قولي تاني علشان ما سمعتش

ارتبكت بشدة وتراجعت خطوة إلى الوراء ثم أعادت خصلات شعرها خلف أذنها وكررت كلماتها بصوت مسموع، فخبئ ابتسامته ومضى معها إلى الحمام

*********

في ذات اللحظة  أوقفت نادين سيارتها داخل أسوار فيلا أمير، ثم ترجلت منها وهي عازمة على إخبار سلوى بما فعله معها بسبب تلك الخادمة كما أطلقت عليها... دلفت إلى الداخل وسألت الخادمة عن مكان سلوى فأخبرتها أنها بالغرفة فلم تتردد ولو لدقيقة وصعدت الدرج ثم اقتربت من الغرفة وطرقت بابها فأتاها صوت سلوى سامحاً لها بالدخول... استحضرت الدموع ثم أدارت مقبض الباب ودلفت إلى الداخل وهي تبكي وتنتحب فاندهشت سلوى وهتف بقلق

- في إيه؟ 
- أمير يا طنط زعقلي وكان عايز يضربني علشان الخدامة اللي ماشي معاها

جحظت عينيّ سلوى من هول ما سمعت ثم وضعت يدها على ثغرها لتكتم شهقاتها بينما ابتسمت نادين بخبث ولمعت عينيها بانتصار ثم رددت في نفسها

- لما نشوف أنا ولا الخدامة يا سيادة جراح القلب

ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة.. دائرة حقوق المؤلف

ذكرايات لا تموت/خولة بلال

February 10, 2019 0
ذكرايات لا تموت/خولة بلال