طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء
الفصل التاسع - بقلمي منى سليمان
* صفعة *
رحل الليل بظلامه وسطعت شمس يوم جديد ولكن هل تحمل المزيد من المفاجآت أم سيل من الدموع؟
في التاسعة صباحاً استيقظت نادين ثم تركت فراشها في عُجالة لتذهب إلى الجامعة وتنفذ خطتها الشيطانية... دلفت إلى الحمام وأنعشت جسدها تحت المياه، وكانت تبتسم بين تارة وأخرى وهي تتخيل حالة وعد بعدما تفجر مفاجأتها... بعد مرور عدة دقائق خرجت من الحمام وارتدت ثيابها ثم غادرت وبداخلها شعور باللذة ناتج عن الانتصار كما اعتقدت
********
في ذات الوقت كانت وعد تتناول طعام الإفطار برفقة سوسن فلاحظت الأخيرة شرودها وابتسمت بخبث ثم هتفت بجدية مصطنعة
- الجميل سرحان في إيه؟
فاقت وعد من شرودها ثم ابتسمت لسوسن ووقفت عن مقعدها وهي تقول
- مش سرحانة بس أتأخرت ولازم أمشي
- طيب كملي أكلك ولا عايزه الدكتور يزعل
ارتبكت وعد بشدة وهتفت بصوت مرتعش: أ أنا شبعت خلاص
وقفت سوسن عن مقعدها واقتربت منها فودعتها وعد بقبلة على وجنتها ثم غادرت إلى الجامعة وهي لا تعلم ما ينتظرها فكل ما كانت تفكر به أنها ستلتقي اليوم بأمير
**********
في فيلا أمير...
انتهى من ارتداء ثيابه ثم نثر عطره الاخاذ ووقف يطالع هيئته أمام المرآة... كان يشعر بسعادة لا يعرف سببها فقط يعرف أنه على وشك رؤيتها في الجامعة بالرغم من رفض عقله لما يشعر به، لكنه لم يهتم له واستمع فقط إلى نبضات قلبه التي تتسارع في وجودها... ترك غرفته ومر بطريقه على غرفة والدته كعادة كل يوم، وما أن دلف إلى الغرفة ابتسمت سلوى لرؤيتها البريق الذي يسكن عينيه... اقترب منها وطبع قبلة على ظاهر يدها ثم تحدث قائلاً
- الحلو مبتسم ليه؟
- أصل في واحد صاحبنا الفرحة هتنط من عينه
رفع أحد حاجبيه واصطنع عدم الفهم ثم أشار بسبابته إلى صدره وهتف بجدية مصطنعة
- الكلام ده عليا؟!!!
- أمال عليا
- يا ست الكل اللي في دماغك أوهام
- بكرة نشوف الأوهام في دماغ مين فينا
كاد أن يجيبها، لكن قاطعه دخول أمل إلى الغرفة: بتعملوا إيه يا عصافير؟!
- ولا حاجة بصبح على ماما قبل ما أروح الجامعة، تعالي هاتي بوسة علشان أنزل
قال كلماته وهو يشير إلى وجنته فاقتربت منه وطبعت قبلة رقيقة عليها، فغادر الغرفة وأتجه إلى سيارته وابتسم حينما تذكر كلمات والدته
*********
في منزل حسام....
انتهت حنين من ارتداء ثيابها ثم نظرت إلى نفسها في المرآة وتحدثت قائلة
- مش هغير رأيي وهاخد العربية
أخذت نفساً عميقاً ثم دلفت إلى المطبخ لتتناول طعام الأفطار قبل أن تغادر إلى مغامرتها، وبمجرد أن غادر حسام دلفت إلى غرفته وأخذت مفتاح السيارة ثم غادرت المنزل لتبدأ المغامرة الفريدة من نوعها
*******
في منزل أمجد...
انتهى من ارتداء ثيابه ثم دلف إلى الشرفة وجلس على أحد المقاعد ليشرب قهوته.. وبعد مرور عدة دقائق غادر الشقة وانطلق بسيارته متجهاً إلى الجامعة لرغبته في مشاكسة أمير بالرغم من تحذيرات الأخير له، لكنه لم يهتم وقاد سيارته إلى الجامعة
*******
في ذات اللحظة وصلت نادين إلى الجامعة ودلفت إليها بالبطاقة الشخصية المثبت بها أنها طبيبة.... أوقفت سيارتها داخل أسوار الجامعة ثم ترجلت منها واتجهت صوب غرفة المحاضرات ووقفت أمامها في انتظار وعد ونظرات الخبث تنطلق بسعادة من عينيها
******
بالطريق....
كانت حنين تقود سيارتها للمرة الأولى وهي تشعر بالخوف، لكنها قررت تحدي نفسها... قادت بسرعة أشبه بسرعة السلحفاة ما جعل العديد من السائقين يقذفونها بأقذر السباب فلم تهتم لأي واحد منهم ومضت بذات السرعة، وبعد مرور عدة دقائق قررت أن تزيد سرعتها لشعورها الشديد بالثقة في النفس، لكن ما حدث كان كارثة بكل المقاييس... شعرت بالخوف وقررت إيقاف السيارة وبدلاً أن تضغط بقدمها على الفرامل ارتبكت وزادت سرعتها أكثر فاصطدمت بالسيارة التي تسير أمامها، فزفر أمجد بضيق وترجل من سيارته ثم اقترب منها فترجلت هي الأخرى وهتفت ببرود
- مش تفتح يا أخ؟!
- أنتي ما بتشوفيش ولا إيه، انتي اللي خبطيني والعربية باظت
رفعت كتفيها بلامبالاة وهتفت ببرود: محدش قالك تمشي قدامي
- هو كان شارع أبوكي وأنا معرفش
ما أن وصلت كلماته إلى مسامعها غضبت بشدة فضيقت بين حاجبيها وأشهرت سبابتها في وجهه ثم هتفت بحدة وصوت عال
- أحترم نفسك يا بتاع أنت وأتكلم كويس وبعدين أنا كاتبه ورا السائق تحت التمرين
- على أساس أني مركب عين في قفايا ولا أنا اللي ماشي وراكي أصلاً، وبعدين أنا بتاع والله أنتي اللي
قاطعته قائلة بحزم: لو سمحت ما تشتمش وأتكلم كويس
شعر أمجد برغبة ملحة في الفتك بها لكنه لم يفعل فهو لا يقوى على ضرب فتاة فمسح وجهه بكف يده ثم رمقها بنظرة غيظ وتركها وعاد إلى سيارته دون أن يتفوه ولو بكلمة، وما أن دلف إلى سيارته تفاجأ بها تطرق بخفة على زجاج سيارته فزفر بضيق وتمتم في نفسه
- الصبر من عندك يارب
ترجل من السيارة وعقد ذراعيه أمام صدره ثم هتف بغيظ: أفندم
- أنا مش عارفه أسوق العربية
- والمطلوب يعني؟
- سوقهالي
رفع أحد حاجبيه بعدم تصديق لكنها لم تهتم وتابعت قائلة بصوت أقرب إلى الرجاء
- أرجوك ساعدني أنا أصلاً مش معايا رخصة
قالت كلماتها الأخيرة وهي تبكي فشعر بالشفقة عليها وقرر مساعدتها
- أتفضلي أركبي على ما أركن عربيتي
حركت رأسها كإشارة بالموافقة ثم دلفت إلى السيارة وجلست في انتظاره، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى عاد إليها ودلف إلى السيارة ثم نظر إليها وهتف متسائلاً
- إزاي تركبي مع واحد ما تعرفيهوش وكمان تديله عربيتك؟
- أصل شاكلك سمارت قصدي مش متشرد يعني
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه خلفتها البلاهة التي تحدثت بها فحرك رأسه يميناً ويساراً وتحدث بصوت يكاد أن يكون أقرب إلى الهمس
- مجنونة
- ربنا يسامحك
اندهش بشدة ونظر إليها قائلاً: ودانك سالكه بزيادة
- الله أكبر في عينك
قهقه بأعلى طبقات صوته ثم أدار محرك السيارة وهتف متسائلاً: على فين؟
- كلية طب القصر العيني
- غريبة
- هي إيه دي؟
- أصلي رايح هناك
- بصرة
ابتسم لها وهو ينظر إلى عينيها فارتبكت بشدة وهتفت بصوت مرتعش
- م مش يلا بينا
لم يجيبها لكنه انطلق بالسيارة وخيم الصمت عليهما حتى وصل إلى الجامعة، وما أن أوقف السيارة نظر إليها وأعطاها المفتاح ثم تحدث محذراً
- إياكي تاني مرة تعمليها
رفعت كتفيها بلامبالاة وهتفت متسائلة: هي إيه؟!!!
- لا تسوقي العربية قبل ما تتعلمي وتاخدي رخصة، ولا تركبي مع حد ما تعرفيهوش، مفهوم؟
حركت رأسها كإشارة بنعم وأجابته: مفهوم
ترجل من السيارة وابتعد قليلاً فتابعته بعينيها حتى اختفى عن نظرها ثم تنفست بعمق وأغلقت السيارة، وما أن دلفت إلى الداخل أخرجت هاتفها وأجرت اتصالاً بوعد
- وصلتي؟
- اه أنا في الجامعة، أنتي فين؟
- أنا على البوابة و
توقفت وعد عن إكمال كلماتها حينما ضغط أمير على تنبيه السيارة فالتفتت إليه وهي تشعر بالخجل كعادتها ثم أكملت حديثها قائلة
- خلاص يا حنين أقفلي أنا جيالك
أنهت المكالمة، وابتلعت ريقها بصعوبة حينما ترجل أمير واقترب منها قائلاً
- مش تاخدي بالك كنت هخبطك تاني
- آسفة بس كنت خايفة أتأخر وكمان كنت بكلم صحبتي
ابتسم لها ابتسامته الساحرة وتابع قائلاً: إذا كان الدكتور لسه جاي وواقف قدامك أهوه
ارتبكت بشدة واصطبغت وجنتيها بالحمرة التي يعشق أمير رؤيتها ثم ابتعدت من أمامه دون أن تجيبه فمرر يده بين خصلات شعره وعاد إلى سيارته
*********
تقابلت وعد مع حنين فقصت الأخيرة عليها تفاصيل المغامرة العجيبة التي قامت بها فضحكت وعد عدة مرات على جنون صديقتها.. وما أن اقتربت وعد من قاعة المحاضرات لمعت عينيّ نادين بانتصار ثم اقتربت منها وهتف بصوت عال
- الكلية لمت وبقت للخدامات
جخظت عينيّ وعد وهمت أن تتخطاها لكن نادين لم تسمح بذلك فقبضت يدها بعنف على معصم وعد وتابعت بحدة
- لما ستك تكلمك يا خدامة يبقى تقفي وتسمعيها
تجمع العديد من الطلاب حول الشجار، فأسرت نادين ابتسامة النصر وهتفت
- الدكتورة العظيمة شغاله جرسرنة في محل ويا حرام طول اليوم بتلف على الطرابيزات بالصينية وتقول شاي ولا قهوة يا بيه
لم تستطع حنين أن تتحمل وقاحة نادين أكثر من ذلك فجذبها من خصلات شعرها ما جعل الطلاب يصفقون على ما فعلته بل وهمت الفتيات لمواساة وعد التي كانت تبكي بغزارة
- سيبي شعري يا حيوانة تلاقيكي خدامة زيها
- أحنا خدامات يا أم أربعة وأربعين
قالت حنين كلماتها وهي تجذب نادين بعنف متجاهلة الصرخات التي كانت تطلقها تلك البلهاء... وفي تلك اللحظة كان أمير يقترب برفقة أمجد وجحظت أعينهم من هول ما رأوا... ركض أمير باتجاه الشجار بينما اقترب أمجد من حنين وأمسك بها قبل أن تفتك بنادين أكثر من ذلك، بينما شعر أمير بغصة في قلبه حينما رأى دموع وعد تنساب بغزارة فاقترب من نادين وتحدث بحدة قائلاً
- إيه اللي جابك هنا؟
- جيت أفضحها وأعرف كل الناس أنها خدامة
لم يستطع أمير أن يتحمل أكثر من ذلك فصفع نادين على وجنتها بكل الغضب الكائن بداخله ما جعل أمجد يحرر جسد حنين ويقترب من أمير قبل أن يفتك بها
- مش عايز أشوف وشك في الجامعة، وعد أحسن وأنضف منك ألف مرة
لم تستوعب نادين ما فعله أمير فقد كانت تضع كفها على موضع الصفعة، لكنها بمجرد أن استمعت إلى كلماته اشتغلت نيران الغضب بداخلها فتحدثت بحدة قائلة
- ليك حق تدافع عنها يا دكتور يا عظيم ما أنت صايع معاها وهي أصلاً واحدة رخيصة وماشية على حل شعرها معاك ومع غيرك
كاد أمير أن يفتك بها لكن سبقته حنين حينما قفزت فوق نادين لتسقطها أرضاً ثم جلست فوقها وسددت لها العديد من اللكمات فأسرع أمجد بتفريقهن لكن حنين لم تستلم وأخذت تركل بقدمها في جسد نادين.... أما أمير فوقف مذهولاً مما سمع ومن نظرات الجميع الموجهة صوبه وصوب وعد فما كان منه إلا أنه هتف بأعلى طبقات صوته
- وعد تبقى خطيبتي وأشتغلت في المطعم بإذن مني علشان تسلي وقتها في الأجازة، ومش كدة وبس كتب كتابنا الأسبوع الجاي والكل معزوم إلا أنتي
قال كلماته الأخيرة وهو يشير بسبايته إلى نادين التي جحظت عينيها من هول ما سمعت، ولم تقل صدمة وعد وحنين عن صدمتها، أما أمجد فابتسم بخبث لكنه شعر بالسعادة لأجل ابن خالته الذي وجد الحب بعد طول انتظار.... لم تستطع نادين أن تتحمل أكثر من ذلك فغادرت وهي تبكي بغزارة بينما اقترب أمير من وعد وهتف بحزم
- ما تعيطيش
لم تستطع أن تقف أمامه ولو لدقيقة فركضت مبتعدة وهي تبكي بحرقة فركضت حنين خلفها وكذلك أمجد وأمير فسبقتهم جميعاً ودلفت إلى سيارة أجرة.... زفر أمير بضيق ثم اتجه صوب سيارته وانطلق بسرعة جنونية على أمل اللحاق بها، أما حنين فوقفت تبكي على حال صديقتها فاقترب منها أمجد وتحدث بهدوء قائلاً
- ما تقلقيش أكيد روحت البيت
نظرت إليه بعين دامعة ثم تركته واقتربت من سيارتها وقبل أن تدلف إليها سبقها وأخذ مفتاح السيارة ثم أشار إليها بالركوب على المقعد الأخر وهتف
- هوصلك
حركت رأسها بالموافقة ثم دلفت إلى السيارة فانطلق بها إلى منزل سوسن بعد أن أعطته العنوان
********
كانت سوسن تجلس في غرفتها وتتلو آيات القرآن حينما طرق أمير باب الشقة بحدة.... أنهت القراءة ثم أزالت نظارتها الطبية وهتفت بخوف
- أستر يارب
اقتربت من باب الشقة وفتحته لتتفاجأ برؤية أمير فشعرت باهتزاز الأرض تحت قدميها وقالت بصوت مرتعش يحمل الخوف بطياته
- و وعد جرالها حاجة؟
ابتلع ريقته بصعوبة ثم هتف متسائلاً: هي وعد ما جتش هنا؟
- وعد نزلت من بدري راحت الجامعة، هو في إيه؟
شعر أمير بالإحراج الشديد لكنه بالرغم من ذلك قص على سوسن كل ما حدث فبكت عيناها رغماً عنها وتحدثت بصوت غلبه البكاء
- غلبانة وملهاش حظ في الدنيا، يا تري يا بنتي روحتي فين؟
- أوعدك أني هلاقيها
- وحياة أغلى حاجة عندك رجعهالي
كاد أمير أن يتحدث لكن قاطعه دخول حنين وأمجد إلى الشقة وانفجرت حنين باكية حينما علمت بعدم وصول وعد
*******
مرت ساعة كاملة قضاها الجميع في انتظار قدوم وعد لكنها لم تأتي... لم تتوقف حنين عن البكاء ولو لدقيقة وكذلك سوسن فافترب أمجد من أمير وهتف بصوت خفيض
- هنفضل قاعدين كده، تعالى ندور عليها
- خليك أنت هنا معاهم وأنا هنزل أدور
ترك أمير مقعده وتقدم من سوسن وحنين ثم ثنى ركبتيه وجلس أمام سوسن وهو يقول
- هروح أدور عليها ومش هرجع غير وهي معايا
- ربنا يباركلك يا ابني
شرع أن يتحدث لكن سبقته حنين وهتفت بصوت غلبه البكاء: وعد لما بتكون مضايقة بتروح لجدتها
وقف أمير واستشعر الأمل من جديد، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى غادر إلى العنوان الذي حصل عليه من حنين وشعر بغصة في قلبه لوجود وعد في ذلك المكان
********
في ذات اللحظة وصلت نادين إلى منزل صديقتها باكينام، وما أن رأتها الأخيرة بتلك الحالة وضعت يدها على ثغرها ثم هتفت متسائلة
- إيه ده، مين عمل فيكي كده؟
- كله من ورا نصيحتك
قالتها بحدة ثم دلفت إلى الداخل وأراحت جسدها على أقرب مقعد قابلها نظراً لشعورها الشديد بالتعب فلوت باكينام شفتيها بضجر ولحقت بها لتسألها عن ما حدث
*******
قاد أمير سيارته بجنون على أمل أن يجدها في المكان الذي ذكرته حنين... وكلما تذكر دموعها ونظرة الانكسار التي رآها داخل عينيها كان يزيد سرعته أكثر وأكثر حتى أنه كاد أن يتسبب في أكثر من حادث، لكنه لم يهتم لأحد ومضى في طريقه... وبعد مرور عدة دقائق وصل إلى وجهته فأوقف سيارته خارج المقابر ودلف إلى الداخل ثم أخذ يبحث عن مقبرة أسرة وعد وهو يشعر بالأسى على الحالة التي أوصلتها إلى الحديث مع الأموات... وبعد ما يقل عن دقيقة وقعت عينيه على حارس المقابر فاقترب منه وسأله إن كانت جاءت إلى هنا فأخبره أنها جاءت منذ عدة دقائق ومازالت بالداخل فسرت السعادة داخل أوردته ثم أعطى الحارس مبلغ من المال قبل أن يذهب إليها... اقترب من المقبرة بهدوء على عكس نبضات قلبه المتسارعة حتى وقف أمام الباب لكنه لم يدخل إليها حينما استمع إلى صوت وعد تتحدث إلى جدتها الراحلة
- ياريتك خدتيني معاكي يوم ما مشيتي، ليه سبتيني في الدنيا القاسية دي، بابا رماني وماما لا حول لها ولا قوة، أنا مش عايزه أعيش خديني معاكي يارب خدني من الدنيا القاسية دي
لم يستطع أمير أن يتحمل أكثر من ذلك فدلف إلى الداخل بهدوء حتى لا يفزعها، وما أن استقر خلفها تحدث بنبرة صوت هادئة تحمل الحنان بطياتها
- وعد
ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف