الفصل الثالث
العناق الثالث
في بعض
الاحيأن كل ما نحتاج اليه هو عناق من شخص مناسب ، نشعر بأن كل الضغوطات قد ذهبت ،
فالعناق اعمق من مئات من الكلمات
****
شعرت
باستحالة السكن مع أمها وجوي حين يتزوجان، لكنها كانت تعلم بأنها إذا اصرت على
البقاء وحدها في الشقة لن تشعر امها بالراحة وهذا سيحزنها ويوترها اكثر ، فقررت أن
تبحث عمن ورد أسمه في مذكرات والدها ، من خدعه وأخذ ذلك المبلغ على أنه دين مستحق
لكنه لم يعيده عليها أن تجد أصدقاء
والدها.
عليها أن تبدأ من جديد ، وجاءها الحل سيكون العذر
الوحيد
الذي قد تقبله والدتها بعد زواجها وانتقالها للسكن مع
زوجها
بمنزله .
لو وجدت
عملا" مع مسكن سيكون بإمكانها حينذاك
أن تنفق كل مالها على هدية ثمينة تقدمها لأمها بمناسبة
زواجها ، وتأمين مسكن بما بقى لديها فيما بعد ،
وكان القدر يريد مساعدتها فوقع اختيارها على إعلان
وكان القدر يريد مساعدتها فوقع اختيارها على إعلان
يطلب
مدبرة منزل تجيد الأعمال الادارية ، ومرافقة السيدة الكبيرة وعندما قرأت اسم رب
العمل بدون تفكير اتصلت به تعلمه بقبولها للعمل
، أتراها أخطأت؟
كانت
تشعر بأن وليم خدعها وخذلها بتصرفه، وإذا بها تتعرف إلى ذلك الحيوان فيليب ما
جعلها تمقت الرجال بطريقة لم تفكر بها سابقا".
****
تنبهت أن
المطر قد توقف والحمد لله وأن استمر الصحو
لربما
تمكنت من لقاء السيدة بيث وأحتساء كوبا من القهوة معها .
وجدت
نفسها فجأة تبتسم وهي تفكر به، بشهامته
وحسن تصرفه
معها لو أنها أصرت على أن يوصلها إلى بيت والدتها الجديد،
لأخافتها كثيرا.
كان يجب عليها أن تشكره خصوصا "على ذلك المبلغ
الكبير الذي أعطاها إياه ، أنه واثق من أنها لن تهرب عند أول فرصة ، وهذا يعني من
وجهة نظره أنه يثق بها ، نظرت إلى الغرفة التي اعطاها اياها كم هي راقية بأثاثها ، نهضت
ببطء وكانت قد قررت فحص جهاز تسخين المياة فاكتشفت أن الرشاش يعمل جيدا .
****
امضت
وقتاً ممتعاً تحت المياه الساخنة فعادت لتتذكر اليكس ، أنه يظن أن وجهها رائع الجمال وجسمها بديع، ووجدت
نفسها تفكر في ذلك ، خرجت من تحت المياه ، وماذا يهمها من أمره؟
ابعدت
تعليقاته من رأسها أنها واثقة من أنه كان لديه موعدا" هاماً
الليلة الماضية مع أمرأة تليق به وهو لا
يهتم مثقال ذرة بمن تدعى إيلينا ، لقد صرح بوضوح أنه يريد هذا البيت لقضاء عطلاته الاسبوعية
مع عائلته هذا الامر يناسبها حاليا"ودون أن تبتسم تنهدت
بعمق .
كانت قد
تأكدت من اقفال الباب الأمامي والأبواب الخلفية ، وأخذت تتفحص محتوى الثلاجة ،
شعرت بالسرور وهي ترى أن الثلاجة مليئة بالاطعمة
التي تدوم شهوراً، سمعت اصوات أشخاص بالخارج
فعرفت أنهما للحارس وزوجته .
--إيلينا
، أنسة إيلينا ، لقد اتصل بنا السيد الكسندر أمس وطلب منا الحضور.
فتحت
الباب ، أبتسما لها والقيا تحية الصباح ،بدو شخصان طيبان ،
لم يسأل
أي منهما من هي ومن تكون او لما هي هنا ، او ما علاقتها بالسيد اليكس، أنسجمت معهما
كثيرا بل ارتاحت لهما .
--حسنا إيلينا
هل من الممكن أن ادخل وارى الحمام
المعطل
سألها السيد لور أنس بعد أن أنتهى من
أحتساء القهوة
--بالتأكيد طبعا تفضل معي
أجابته وقد تذكرت ما قاله الكيس
أمس بأنه قد يعود .
****
كان
أسبوعاً حافلاً ، حتى أنها لم تجد صعوبه في ملئ ساعات اليوم بالعمل خلال هذا
الاسبوع تعرفت على النجار سام الذي وضع قفلين
على بابي غرفتي النوم وأصلح النوافذ ، وتعرفت أيضا إلى العجوز ديل ذلك البستنجي الذي يغني معظم النهار
وهو يقلم الاشجار ويزرع البتلات في أرجاء الحديقة واخيراً
تعرفت على السائق الذي سيوصلها للبلدة للتبضع عندما تحتاج ذلك .
اشترت إيلينا
فاكهة طازجة وخضاراً واطعمة احتياطية
وبعض من
الدقيق لتعد الفطائر المحلاة ، وصحيفة أيضاً
بالإضافة
إلى أدوات مكتبية وطوابع بريد، وعندما عادت أخذت تتفحص
إعلأنات
العمل في الصحيفة ، ولكن لم يكن هناك داع للعجلة لأن اليكسندر أخبرها أن جدته
ستعود قريبا .
وصلت
شاحنه محملة بالاثاث الجميل الراقي والغالي الثمن وضعت إيلينا كرسي هزاز بالقرب من النافذة في الصالون الذي كان فارغا تقريبا ،
أما خزانة
الثياب والمكتب والكراسي الأخرى طلبت نقلها إلى
الغرفة
التي تنام بها، والغرفة الاخرى بالاعلى ،
وبما أنها
تجلس عادة في المطبخ ، وضعت كرسياً مريحاً
آخر فيه .
اخذت
تفكر في أمها وزوجها ، وفي اليكسندر
أيضاً،لماذا
يخطر
ببالها باستمرار،حاولت الا تفكر في امثال فيليب ووليم
أبتسمت
عندما تذكرت كلام اليكس وتوقعه بأصابتها بالتهاب رئوي ، فها هي حتى أنها لم تعطس مرة واحدة.
كانت
تضطر عدة مرات أثناء الليل إلى النزول من سريرها لتلوذ
بالمطبخ الأمن بسبب الأحلام
المرعبة التي تراودها ،عموماُ هي لم تشعر
يوماً بأنها
أفضل مما هي عليه الأن .
أخبرتها
السيدة بيث بأن اليكس قد يأتي يوم الجمعة
، لذا فكرت بالاتصال بهنر ي لكنها لا تملك
هاتفا ففضلت الأنتظار لحين عودة اليكس.
قامت
بترتيب ما اشترته ، وعندما حل الليل وضعت الأزهار في أنية فوق مدفأة الحطب في
الردهة وعدة بسط في أنحاءه فاصبح الصالون
مكاناً مريحاً دافئا".
لم يحضر
اليكس هذا اليوم كما وعد ، فذهبت إلى سريرها
وهي تشعر بخيبة امل بشكل غريب،
نومها كان متقطعاً بسبب تلك
الكوابيس التي عادت اليها ثأنية .
غادرت سريرها صباح السبت ، اغتسلت وارتدت سروال
الجينز
والقميص الابيض ، نزلت إلى الطابق الاسفل لتبدأ يومها بالعمل المعتاد .
كانت
السيدة بيث قد احضرت لها كيساً يحتوي خوخا
وتفاحا
ومشمشا قطفته
من بستانهم ، وعند أنتصاف النهار كانت قد
صنعت فطيرتي خوخ وتفاح ، وفكرت في تحضير
بعض الكعك عندما نظرت من نافذه المطبخ رأت
سيارة اليكس تتوقف بالمكان المخصص لها ،
شعرت بسعادة بالغة ولا تدري سببها رغم أنها لم تتوقع رؤيته قبل يوم الجمعة القادمة
،
ابتسمت
فجأة لقد أدركت تماما أن رؤيتها له تسعدها
فعلا بل هي كانت تتمنى ذلك.
بعد
لحظات سمعت وقع خطوات اليكس في الممر .
عندما
دخل المطبخ بقامته الطويلة وكتفيه العريضتين
شعرت بالخجل قليلا ، أنعقد لسانها ، اما هو فلم يتكلم على الفور بل وقف عند العتبة ينظر إليها وكانه يراها لأول مرة
، عندئذ لاحظت أن عينيه لم تبتعدا عن
شعرها الاسود ،ثم غير نظره إلى قميصها المقفل وسروالها الذي يغطي ساقيها الطويلتين
، وللمرة الاول تدرك أنه الأن يرى شعرها وهو جاف وغير مبلل او أنه ملفوف
بمنشفه، قالت وهي تشعر بالخجل :
--لقد
وضبت شكلي قليلا .
فهي
المرة الاولى التي يراها بملابس نظيفه وأنيقة،
خافت أن
تسمع تعليقا" منه لكنه عوضا عن ذلك ابتسم وتقدم بإتجاهها إلى أن وقف أماما
مباشرة ، رفع يده ليلمس شعرها
-- شعرك
جميل جدا وهذا اللون الاسود يزيده جمالا"
تمنت أن
تكون قد صمتت، رغم ذلك شعرت بالراحة
وتبددت مخاوفها عندما قال:
--كنت بطريقي للأعلى لاضع حقائبي لكنني لم استطع
مقاومة
رائحة
الفطائر التي ملأت ارجاء المنزل، فلم أتمالك نفسي ، شعرت بالخجل وهي تجيبه
-- أحضر ت
السيدة هيلين كيسا" مليئا" بالخوخ
والتفاح من البستان ، وتابعت وهي تعطية
تفاصيل عملها ،
لم تستطع
التوقف عن الكلام لقد تم
اصلاح الحمامات
ولكن أنتبهت إلى أنها كانت تتحدث وهو صامت فقالت
بتوتر
-- هل
تريد قهوة؟
خشيت أن
يحرجه هذا التغيير المفاجئ في لهجة حديثها المائل إلى الحدة ، الا أنه اجابها
-- شكرا لك اود فنجانا" لو سمحتي ، سأخذ حقيبتي
لغرفتي
ثم يمكنك تزويدي بكل ما اود معرفته .
ارتاحت
قليلا لأنه ذهب فقد منحها فرصة لتتمالك
نفسها.
يا الهي !!ماذا
حدث لي؟
لم يسبق
لها أن شعرت بالخجل أو بعقده اللسان في
وجود رجل ، كما
أن
الثرثرة التي لم تتوقف ، على الاغلب هي مسألة أعصاب ، يبدو أن تجربتها مع فيليب لم تحطم ثقتها
بنفسها إلى هذا الحد.
كانت ما
زالت تحاول أن تضمد جرحها عندما حصل ما حصل من ذلك الخائن.
عندما
عاد اليكس على المطبخ كانت القهوة جاهزة ، حاولت إيلينا أن تبدو متماسكة عندما قال
:
-- اه
لقد وصل السرير، فقالت على الفور وبلهحة حادة
-- وهل
كنت بغرفتي ؟
--أليس
مسموحاً لي أن اتحقق من تنفيذ تعليماتي بشأن
النوافذ
والأبواب؟رد بشي من الخشونه والحدة ،
فنظرت إليه ثم إلى قهوتها ، ما الذي جرى لها؟ هذا بيته ويمكنه أن يفعل في
مايريد ، ساد الصمت بينهما قبل أن يسألها برفق :
--هل أنت
مستاءة ؟ نظرت إليه لتعتذر محاولة أن تفسر سلوكها:
--آسفة
أبدو حساسة أكثر مما يجب أنا فقط ، أحب
خصوصيتي
لم تشأ أن تزيد فتشرح له ما حدث لها منذ
سنوات،
لكنها بنفس الوقت لم تشكره .
-- ما
معني هذا ؟ وبنبرة مشاكسة تابع ، لقد
رحبتي بي
برائحة
فطائرك وقهوتك ، والأن تعاملينني بحدة كي
لا اخذ
فكره خاطئة عنك؟
يبدو أن
لا شي قد يفوته ، لكنها لم تهتم لذلك بل ردت عليه
بحدة ،
-- لم
يكن الطعام مخصص لك فقط، ولكن يسعدني تقديمه لك ، وشعرت فجأه بأنها لم تعد
تستطيع التماسك أكثر من ذلك .
ودون أن
تنظر إليه ،خرجت من المطبخ واتجهت للردهة عندما وصلت الممر كان اليكس يخرج من
المطبخ وهو يحمل فنجان قهوته يرتشف منها وهو يتلذذ وبيده الاخرى قطعة من الفطائر
التي أعدتها
-- إلى
أين إيلينا ؟
سألها و أقترب
منها ببطئ وتابع
-- هل
تعلمين بأنها أفضل فطائر تذوقتها بحياتي؟
رغم
توترها وحنقها الا أنها أبتسمت وسألته
-- هل
ستبقى الليلة سيدي؟
-- أنا
لن أبقى هنا الليلة ، سأعود للمدينة ، أحببت أن أطمئن عن أحوالك هنا أجابها وهو
يمعن النظر بها.
وجدت
نفسها تتساءل ، أنها لم تر منه غير الشهامة والتهذيب
وتملكها
فجأة شعور بالسوء وبدون تفكير قالت له
--أنا
اسفة ، لم أقصد ،
نظر
إليها وهي مرتبكة ومترددة ، فتابعت قائلة
--لا
أدري لما أنا ، صمتت وهي تنظر اليه
فظة بهذا
الشكل؟
أدهشها
جوابه الرقيق وقد حول نظراته إلى المكان
الذي بدا
مرتبا" ونظيفا" دافئا" ، وقبل أن تقول شيئا قال
--رغم ما عانيته وما لحق بك من أذى الأحد الماضي ،
الا أنك
قمت بعمل
رائع .
فكرت إيلينا
في ذلك ، ما عانته من رعب وفزع وهي تركض
تحت المطر المنهمر تلك الليلة كان وحده كافياً ، أمضت طوال الاسبوع في استعادة
الصورة المروعة لوجه فيليب الشهواني وهو يحاول الاعتداء عليها ، فقالت مستسلمة ،
-- قد
تكون على حق أرهقتني الذكريات وراودتني
الكوابيس،
-- الم
تنامي جيدا ؟ بهدوء
تابع
-- حسب
ما اخبروني عندما اتصلت يوم الخميس، أنت دوماً مستيقظة وتعدين إبريق الشاي أو
القهوة وتتناولينه مع السيدة
بيث
وزوجها عند الساعة الثامنة إلا ربعاً،
-- لم
اكن اعلم أن لديك جواسيس هنا ، قالت وهي
تنظر للناحية الاخرى ، لكنها لم تجد في لهجته أي أنزعاج بل مجرد دعابة ، فقالت
مبتسمة:
--لن
أقول آسفة مره أخرى ، اكملت ، بالرغم من شهامتك ولطفك ، قاطعها قائلا:
-- أنت
سوف تجعليني قديسا" الأن ،
تابعت
--أشك في
قداستك، أنها شهامة منك أن تتوقف الأحد الماضي كما فعلت،
--المهم أن
نرى إمكانية علاج لتلك الذكريات والأحلام اتفضلين أن تري طبيبا نفسيا؟ يمكنني أن
أرتب موعدا ، أنا جدي إيلينا ، أنت متوترة اغلب الاحيان ، وأنا لا اريد أن يتأصل
بك
الخوف من
الرجال بسبب ذلك الحقير.
--يالهي !!
هذا ليس ضروريا لو عرفت أنك ستهتم بالامر جديا لما أخبرتك ، لا أنا لست خائفة من
الرجال، لم يقاطعها اليكس، لكنها استرسلت ووجدت نفسها تقول بعصبية :
--قد
أكون حذرة وعلى شي من الاحتراس، ولكن ليس بسبب فيليب وحده سكتت فجأة وهي تشعر
بالكراهية اتجاه اليكس لأنه أغضبها إلى حد
جعلها لا تنتبه إلى ما تقول،
زادت
كراهيتها له عندما نظر إليها وسألها:
--هل حدث
لك تجربة مماثلة ؟
فأجابت
بحده في صوتها
--لا
أريد أن أتحدث عن ذلك ، كما أنه لم يكن بنفس
السوء
فأرادت أن تضربة بقبضة يدها، لم تعرف قط
مثل هذا
الرجل، تبادلا
النظر فقال وهو يقف أمامها:
-- لا
تصعبي الامور، يا إيلينا هيا أهدئي عزيزتي، فشعرت بالذعر وبدأت
بالتراجع
للخلف ودون أن تدرك أن قدمها قد زلت كان اليكس قد أمسك ذراعها بيد واسند ظهرها
باليد الاخرى وأحتضنها بقوة بدأ خائفا جدا من سقوطها أو تعرضها للأذى
-- يالهي
إيلينا أنك مهملة جدا" قال ذلك وهو يشدد من ذراعيه حولها محتضنا اياها ثانية.
لحظات كانت
غير متوقعة ما صدر منه ، حاولت الابتعاد عنه
لكنه تابع
-- لا
تتحركي إيلينا أرجوك، عانقيني لو سمحتي، اعدك
بأن
تكوني بأمأن معي.
لاشك أنه
شخص غير طبيعي قالت بنفسها ، ما به ، هل
لأنه
يجهد نفسه في العمل ويمضي ساعات طويلة ليحقق النجاح الذي يتمتع به ، يأتي إلى
المنزل آملاً في أن يجد الراحة والاسترخاء عدة ساعات قبل أن يعود للكفاح في عالمه
--أنا ،. كانت على وشك أن تقول
شيئا" ، ثم ترددت لأنها غير واثقة مما
ستقوله
الأن ،
-- أبتعد
عني لو سمحت أتركني اليكس،
وكانه لم
يسمع ما قالته أبتعد قليلا وما زال ينظر اليها ، ويشعر بتوترها وخوفها فقال
مداعباً :
-- أنت
متكبرة فعلا يا إيلينا
--لا لست كذلك قالت وهي تبعد نظرها عنه، كل ما في الأمر أن تربيتي سليمة ، ولن أسمح لرجل أن يلمسني الا أن كان زوجي.
--لا لست كذلك قالت وهي تبعد نظرها عنه، كل ما في الأمر أن تربيتي سليمة ، ولن أسمح لرجل أن يلمسني الا أن كان زوجي.
اتسعت
ابتسامته اكثر فخفق قلبها بشكل غير متوقع ، ادارت وجهها عنه وقد شعر بخجلها
وارتباكها .
تركها
ودخل المطبخ ليعود بعد لحظات يحمل مفاتيح سيارته وباليد
الاخرى
قطعة من فطيرة الخوخ يتذوقها
-- كما
وعدتك إيلينا لن أبقى هنا الليلة وشكرا على الفطيرة التي لم تصنع لأجلي ، قال ذلك
وهو يضحك ، وعندما وصل باب المنزل التفت اليها
قائلا:
-- أنتبهي
لنفسك إيلينا وأن احتجتني بأ ي وقت أتصلي ، خرج وأغلق بالباب وراءه . بعد ذهابه
تملكها شعور غريب لم تستطع تحديده لكنها تفتقده منذالأن .
في
غرفتها استلقت على السرير وهي تحاول ابعاد هذا الهراء من فكرها، كانت تشعر بالوحدة
لا اكثر فتذكرت أمها منذ عشرة أيام لم
تتصل بأمها ، ولا يوجد هاتف بالمنزل ، كما أنها لا تملك هاتفا شخصيا" قد تطلب
منه الاسبوع القادم أن تستخدم هاتفه للأطمئنأن عن والدتها .
ساد
الهدوء المنزل وقد أشتدت الرياح بالخارج ، يبدو أن الفرصة مهيئة لهطول الامطار ثانية
هذه الليلة.
فجأة
سمعت أصوات بالأسفل ، أرتعبت بادئ الامر وأغلقت غرفتها
بالقفل ، وعندما أختفت الاصوات
قررت الهبوط للأسفل لتتأكد بأن النوافذ
والابواب
كلها مغلقة بأحكام ، عندما وصلت للردهة المؤدية للمطبخ
أنتفضت
وصرخت بالخيال الذي رأته داخل
المطبخ
-- إيلينا
، هذا أنا ، أنا اليكس عزيزتي ، جاءها صوته على غير المتوقع تجمدت من الخوف ، وقفت
حيث هي وأخذت تتنفس بصعوبة شديدة ، أقترب منها بهدوء بعد أن أضاء المكان وقد
تنبه
لشحوبها .
-- أنا
اسف جدا عزيزتي ، يبدو أنني أخفتك ، قبل أن يتم جملته كانت قد أنهارت واتخذت اقرب
مقعد وجلست عليه ، غطت وجهها براحة كفيها وأخذت تبكي.
ركع
أمامها وأمسك كفيها وأبعدهما عن وجهها،
--
اتركني لو سمحت قالت وهي تنظر أرضا" ودموعها قد
أنسابت
على وجنتيها، أقترب أكثر منها واعاد اعتذاره لها
-- أنا
فعلا أسف إيلينا لإخافتك ولكنني تذكرت بأن المنزل لا
يوجد به
هاتف فكان لا بد أن احضر لك هاتفا خلويا لأستخدامه عند الطوارئ، لهذا لم أستطيع تنبيهك
بأنني قادم.
صمتت
لبرهة ، هو محق كيف له أن يخبرها بعودته، ولكن هل
من
المعقول أنه عاد من أجل،
-- هل
عدت من المدينة من أجل الهاتف؟ سألته وهي تمسح دموعها وتعتدل بجلستها.
-- أجل ،
عدت من هناك ، ولو كنت أعلم بأن عودتي ستزعجك
أو تخيفك
لما ، أسكتته بقولها
-- لا
بأس سيد اليكس أنا أسفة عما بدر منين ، شكرا لك ، كنت سأقتني هاتفا بعد أن استلم
راتبي .
ابتسم
وهو يرفع خصلات شعرها عن عينيها وقد رمقها
بتلك
النظرة التي لا تستطيع مقا ومتها، أخفضت عينيها
ونهضت عن
الاريكة .
-- لقد
دونت رقمي الخاص ورقم المكتب والسكرتيرة ورقم المنزل وبأستطاعتك اضافة رقم والدتك
فقط.
لم
تستوعب بادئ الامر ما قاله ثم تنبهت فأجابته بحدة
-- نعم ،ماذا
قلت؟
بمكر
ودهاء نظر اليها وبعد تفكير أجابها
-- ما
سمعتيه عزيزتي هذه الارقام هي المسموح لك بأستخدامها ومخاطبة أصحابها.
ضحكت
وردت بسخرية
-- حاضر
سيدي فهو هاتف خاص بالعمل اليس كذلك؟
وقبل أن
يجيبها تابعت قائلة
-- بما أنك
عدت أستطيع أن اعد فنجان من الشاي ليشعرك بالدفء
جلس مكانها
واومأ برأسه موافقا"
-- مع
قطعة من فطيرة الخوخ لو سمحت ،
يا لك من
سيد قالت لنفسها وهي تدخل المطبخ وقد أخذت نفسا عميقا" ولم تتنبه لمن لحق بها
وتوقف خلفها قائلا"
--الشكر
لك يا إيلينا الحلو.
*****