جوري / منى سليمان - سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Sunday, July 21, 2019

جوري / منى سليمان


جوري ( الوردة الحمراء ) - الحكاية الثانية لثلاثية قدر النساء

الفصل العاشر - بقلمي منى سليمان 

* دفء أسري *   

شعرت لمياء بالخوف والتوتر في آن واحد، وشعرت كذلك بهروب الكلمات، لكنها استجمعت شجاعتها وقصت على والدها كل ما حدث ما زاد إعجاب عماد بها... انتقل أحمد بنظراته صوب عماد ورأى الدماء تغطي قميصه وسرواله فاقترب منه وقال بحنان 

- ألف سلامة عليك يا ابني، أبقى خد بالك
- الله يسلم حضرتك وأسف أني جيت مع الدكتورة في العربية بس حالتي ما سمحتش أسوق العربية و

قاطعه أحمد قائلاً: لا كده أزعل منك، إحنا ولاد أصول ونفهم في الواجب وأنا بثق في بنتي وعارف ومتأكد أنها مستحيل تعمل شيء غلط

ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتي عماد عندما رأى لمياء توجه نظراتها صوب الأرض في حضرة أبيها فهتف

- ونعم التربية يا عمي

طلب أحمد من السائق الانصراف ثم أشار بيده إلى حارس العقار وطلب منه مساعدة عماد وخلال دقيقة واحدة استقلوا جميعاً المصعد إلى الطابق العاشر... وما أن استقر المصعد غادرت لمياء إلى الشقة بينما دلف أحمد إلى شقة عماد وانتظر حتى أراح جسده على الفراش وتحدث بهدوء 

- لو أحتاجت أي حاجة ما تتكسفش، إحنا جيران والنبي وصى على سابع جار ما بالك الباب في الباب، ووالدك الله يرحمه كان إنسان محترم 
- بجد مش عارف أشكر حضرتك أزاي
- مفيش داعي للشكر بنتي دكتورة يعني ملاك رحمة وأنت زي ابني ربنا يرجعه بالسلامة ويوقفله ولاد الحلال في الغربة، هسيبك ترتاح

حرك عماد رأسه  بامتنان فغادر أحمد واتجه مُباشرةً نحو شقته ووجد لمياء تقف في انتظاره وهي تحني رأسها خجلاً فاقترب منها ووضع يده أسفل ذقنها ثم رفع وجهها إليه وهتف

- أوعي تحني رأسك أبداً قدام حد حتى لو أنا
- أنا آسفة يا بابا، لما عرفت أنه عمل حادثة أتخضيت ومحستش بنفسي غير وأنا بروحله

أزال أحمد يده عن ذقنها فأردفت: حضرتك زعلان مني؟ 

- شوفي يا بنتي أنا طول عمري مديكي حريتك ولحد النهارده ما شوفتش منك حاجة غلط لأني ربيتك صح ومتأكد أنك هتفضلي كده، طالماً التعامل بينكم بحدود وأدب يبقى أتصرفي على طبيعتك، وبالنسبة لموضوع الكتاب كان نفسي أعاكسك شوية بس جوري سبقتني 

ابتسمت لمياء بسعادة واقتربت من والدها ثم خبأت جسدها في صدره فأحاط جسدها بيديه ثم طبع قبلة على خصلات شعرها وتابع

- يلا يا بكاشه أدخلي أعملي أكل لينا وللمريض اللي جمبنا علشان أمك راحت لخالتك وبالليل هروح أجيبها
- حاضر يا أطيب بابا في الدنيا

ابتعدت عنه قليلاً ثم طبعت قبلة على وجنته ودلفت إلى الداخل فجلس أحمد على أحد المقاعد وتمتم في نفسه

- بناتي الأتنين كبروا ومش عارف السنين جريت أمتى، ربنا يحفظهم

****

بمكان أخر... 
جلست على الأرض تبكي وهس تتذكر ثورته لمجرد رؤيتها، تذكرت كيف ابعدها رجال الأمن الدار وتردد في أذنها صوت تكسير محتويات المكتب... تعالت شهقاتها وشعرت بغصة في قلبها وظلت على تلك الحالة حتى عادت شقيقتها إلى المنزل فاقتربت منها وتساءلت 

- روحتي لعماد؟ 

حركة رأسها لأعلى وأسفل والدموع تنهمر بغزارة على وجنتيها فتابعت شقيقتها بغضب

- منظرك بيقول طردك وأنا قولتلك من الأول ما تروحيش لأته مستحيل يسامحك
- كفاية مش عايزه أسمع حاجة، مش هفضل عمري كله أتحاسب على غلطة 

قاطعتها شقيقتها قائلة: أنتي دمرتيه ودمرتي كل حاجة، مش هيسامحك بين يوم وليلة،  سبيه يهدى وأنا هروحله بنفسي وأحاول أقنعه، دلوقتي قومي أتوضي وصلي واستغفري ربنا وأدعيله 

استطاعت كلمات شقيقتها إخماد النيران المشتعلة بداخلها فرفعت رأسها وكفيها إلى السماء ودعت الله مراراً وتكراراً ليزيل الذنب عن كتفيها

***
بالمشفى... 
طرق أدم باب غرفة أحلام ثم دلف إليها حاملاً بيد باقة فخمة من الزهور الحمراء التي تعشقها جوري، وباليد الأخرى علبة من الحلويات المفضلة لمدللته ثم اقترب منها شيئاً فشيئاً حتى استقر أمامها فلمعت عينيها فرحاً وهي تضع يديها على ثغرها لتكتم صرخة السعادة التي كانت على وشك الانطلاق فابتسم بسعادة وهتف

- كل سنة وأنتي طيبة وعقبال مليون سنة تعيشيهم في حضني

تسارعت نبضاتها فرحاً وأتسعت ابتسامتها الساحرة فلم تشعر بنفسها إلا وهي تلقي بجسدها في صدره وهي تردد

- قولت هتنسى عيد ميلادي علشان الظروف اللي إحنا فيها
- أنا أنسى نفسي ومنساش اليوم اللي جيتي فيه الدنيا علشان تنو دنيتي 

أبعد رأسها عن صدره ووضع يده أسفل وجنتها ثم نظر مُباشرةً إلى زرقاوية عينيها وتابع

- بحبك يا جوري
- وأنا بحبك اوووي، كتيررررر

كاد أن يتحدث لكن قاطعه خروج أحلام مستندة على يد فاطمة من حمام الغرفة فابتعدت جوري عنه وتراجعت خطوات قليلة إلى الوراء وهي تتحدث بخجل

- كان بيقولي كل سنة وأنتي طيبة

أسرت أحلام ضحكتها بصعوبة بينما اصطنعت فاطمة الغضب وقالت بجدية مصطنعة

- عيشنا وشوفنا، معايدة عيد الميلاد بالأحضان 

ازداد خجل جوري وتمنت أن تنشق الأرض بها بينما رمق أدم والدته بنظرة نارية بادلته إياها بابتسامة لتزيد غضبه فرفع أحد حاجبيه وهتف

- بطلي هزارك التقيل ده يا طمطم
- طب لم نفسك بدل ما عمك يحلف يمين ما تفضلوش سوا في شقة واحدة، وتعالى وريني جايبلها إيه علشان

قاطعتها أحلام بوهن: طيب رجعيني السرير الأول وبعدين شغلي المفتش كرومبو اللي جواكي

- لمؤاخذة ياختي نسيتك

ابتسمت جوري وهي مازالت توجه نظراتها صوب الأرض بينما ضحك أدم على جنون والدته الذي ورثه عنها، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى أراحت أحلام جسدها على الفراش فاقتربت فاطمة من أدم وتساءلت

- جايبلها إيه؟ 
- ورد وحلويات، تاخدي حته؟ 
- اه
- لا دي بتاعت جوري بس

رفعت جوري بصرها إليه وابتسامة عذبة ترتسم على ثغره فغمز لها بمشاكسة وأردف

- وجبتلها عربية علشان أكفر عن ذنبي وتعرف أني بثق فيها ومش عايز أخليها تابع ليا

لمعت عينيّ جوري من جديد وانبعث ضوء السعادة من وجهها لكن سعادتها لم تكن بسبب الهدية، بل لتبدل حاله وثقته بها فسألته برقة

- بجد يا أدم بتثق فيا ومش هتخليني تابع ليك؟ 
- أكيد يا عمري، وكمان هعلمك السواقة بنفسي بس لما لولي تشد حيلها 
- ربنا يخليك ليا
- ويخليكي ليا

راقبت فاطمة المشهد بسعادة وتأكدت بالدليل القاطع أن ابنها ورث جميع صفات والدته، الغيرة والحنان، الغضب والرحمة، العقل والجنون... تلألأت الدموع داخل مقلتيها عندما تذكرت حبيبها الراحل فدلفت إلى الحمام حتى لا تُفسد عليهما لحظات الصفاء والعشق، ثم نظرت إلى وجهها بالمرآة ورددت بخفوت

- وحشتني أوي يا صبري، ابنك طالع حتة منك كنت تغير وتزعق وتتخانق وبعد دقيقة تهدى وتاخدني في حضنك، الله يرحمك ويجمعنى بيك

غسلت وجهها وغادرت الحمام ثم اقتربت من أدم واختطفت منه علبة الحلويات لتشاكسه لكنه لك يرفع راية الاستسلام واسترد ما أخذته ثم قبض برفق على معصم جوري وركض إلى الخارج فضحكت أحلام حتى دمعت أعينها ثم نظرت إلى فاطمة وقالت مازحة

- مجنونة أكتر من ابنك
- أيوه كده اضحكي خلي الدنيا تنور
- ربنا يخليكي ليا يا سندي
- ويخليكي ليا ويشفيكي ويعافيكي يارب


****

انتهت لمياء من إعداد وجبة ذكية الرائحة ثم أحضرت صينية كبيرة ووضعت عليها العديد من الأطباق، وخلال دقائق قليلة غادرت المطبخ واتجهت صوب والدهاوهتفت مازحة

- الأكل كله جاهز يا أحمد باشا

رفع أحمد بصره إليها وضيق بين حاجبيه ليصطنع الغضب فابتسمت برقة وتابعت

- قصدي الأكل جاهز يا أطيب أب في الدنيا
- أكلنا ولا أكل جارنا اللي جاهز؟ 
- الأتنين

قالتها ثم عادت أدراجها إلى المطبخ وحملت الصينية وغادرت فاقترب منها أحمد وحمل الصينية عنها ثم غادر الشقة واتجه نحو شقة عماد وطرق بابها بخفة، فترك عماد فراشه بصعوبة ثم اتجه نحو باب الشقة وفتحه

- جبتلك أكل علشان تاكل كويس وبالمرة يبقى عيش وملح

شعر عماد بالسعادة فلم يهتم أحداً به منذ وفاة والده فابتسم بامتنان وهتف

- بجد مش عارف أقول إيه ولا أشكر حضرتك أزاي، أنا فعلاً كنت جعان ومش قادر أعمل أي شيء 
- يبقى أقعد كل بألف هنا وشفاء، لمياء اللي طبخت ربنا يستر بس ويطلع الأكل عدل 

تسارعت نبضات عماد في سعادة لمجرد وصول أسمها إلى أذنيه، لكنه استرد رباط جأشه وقال

- أكيد هيعجبني، كفاية تقدير حضرتك ليا
- طيب كل الأول وبعدين نتكلم حكم طبيخ بنتي عجيب، ربنا يستر

ظهرت ابتسامة خفيفة على شفتي عماد فودعه أحمد وعاد إلى شقته ليتناول الطعام برفقة ابنته... 
أما عماد فجلس يأكل بنهم لشعوره الشديد بالجوع، وما أن فرغ اراح جسده إلى الخلف قليلاً وتمتم في نفسه

- من سنين ما أكلتش أكل حلوة كده

شرد لعدة دقائق في نظرة القلق التي رآها داخل عينيها، وعبس بشدة عندما تذكر دموعها فأكمل حديثه مع النفس قائلاً 

- بلاش تعلقها بيك وأنت عارف ظروفك كويس

بمجرد أن توقف عن الحديث، استمع إلى صوت يتردد بقوة داخل أذنيه، نعم أنه صوتها العذب الذي يجذبه إليها أكثر فأكثر فابتسم بسعادة وأردف

- مش يمكن تكون دوايا

أخرج هاتفه من جيب سرواله وقرر إرسال رسالة نصية فكتب

 (تسلم أيديك الأكل حلو جداً) 

اهتز هاتف لمياء الموضوع إلى جوارها على الفراش فالتقطته وأسرعت بقراءة الرسالة، واندهشت بشدة عندما رأت أسمه فأخذها الفضول لقراءة كلماته، فقرأتها وابتسمت ثم كتبت

(كنت فاكرة هتقولي أكلك غريب زي ما بابا دايماً بيقولي، بس والله ده الأكل اللي على الموضة، مبسوطة أنه عجبك) 

ضغطت زر الإرسال فصدح صوت رنين هاتفه فقرأ رسالتها على الفور ثم أرسل

(بالعكس الأكل جميل جداً، من سنين ما أكلتش أكل بيتي للأسف عايش على أكل الشارع) 
(يا حرام) 

أرسلتها بتلقائية فقرأها وابتسامة خلابة تزين ثغره وكاد أن يرسل واحدة لكنه رفع رأسه عن الهاتف وتحدث إلى نفسه

- أنا أكيد اتجننت، إيه شغل المراهقين اللي بعمله ده

ألقى بالهاتف على المقعد المجاور له وألف فكرة تدور برأسه فقاطعت لمياء شروده برسالة، التقط على أثرها الهاتف شوقاً لقراءة كلماتها

(الجرح بيوجعك ولا المسكن كويس؟) 
(لا مش حاسس بأي ألم، هستأذن والدك تغيريلي على الجرح مش هقدر أسوق العربية لحد المستشفى، هضايقك؟) 

قرأتها وابتسمت ثم أرسلت رسالة قصيرة تحمل معانِ كثيرة 

(بالعكس ده شيء يسعدني، مش هيضايقني أبداً) 
(لما تفضي أبعتيلي رسالة علشان أبعتلك الرواية) 
(أوك، هصلي العشاء وأقول لحضرتك تبعتها) 

قرأها عماد وابتسم ثم وضع الهاتف وترك مقعده متجهاً إلى الشرفة لينعم ببعض الهواء النقي ولكن طاردته ذكرياته الأليمة وما حدث صباحاً فتجدد الألم بقلبه وتمتم بحدة

- أنا بكرهك، وهعيش وأموت وأنا بكرهك يا حقيرة

****

أوقفت سيارتها أمام فندق فخم لكنها لم تترجل من السيارة بل ترددت في ما جاءت لأجله فظلت جالسة لمدة ليست بالقليلة أخذت قرارها وترجلت ثم دلفت إلى الداخل واستقلت المصعد إلى الطابق العاشر حيث يجلس الثري العربي في انتظارها... اقتربت من باب الغرفة وصدرها يعلو ويهبط لشعورها الشديد بالتوتر ومع ذلك طرقت الباب فانتفض هشام عن مقعدة وفتح الباب ثم جذبها بخفة إلى الداخل وهتف

- يا الله على هالچمال، الفندق نور والله

ضحكت فاتن بدلال وقالت: مش أوي كده يا أبو عبد الرحمن

- والله اشتاجتلك، هالا بنتمم عقد الزواچ وبتصيري إلي لأسبوع 

أخرج من جيب جلبابه سندات ورقية بقيمة مليون ريال سعودي ثم قدمه إليها وتابع

- مهرك يا عروسة

أخذت منه ما قدمه إليها فابتعد قليلاً ثم عاد حاملاً علية من الذهب الخالص فتحتها فاتن ووجدت بداخلها مجموعة من الحلي والمجوهرات  فأردف

- وهاد كله لألك
- كتير أوي كده

قاطعها قائلاً: ما في شي بيغلى عليكي، يلا أمضي ورق الزواچ لتحلى ليلتنا

- طيب والشهود؟ 
- مضوا قبلك وراحوا ولا تجلجي هاد عقد رح تمضي عليه بيلزمك تبقي معي لأسبوع ويلزمني طلجك بعد الأسبوع، بتجولي زوجتك نفسي وأنا بجبل

ابتلعت فاتن ريقها بصعوبة وقررت تنفيذ الصفقة فقامت بإمضاء عقد الزواج الأشبه بعقد شراكة ثك سلمت جسدها إليه ليفعل ما يحلو له

****

في ذات اللحظة كان محسن يتناول العشاء برفقة سهيلة على ضوء الشموع... أطعمها بيديه ليدللها فبادلته وأطعمته وهي تصطنع الدلال لمعرفتها الجيدة بأن هناك من يراقبهما ويلتقط لهما الصور الفوتوغرافية، وبمجرد أن علّا صوت الموسيقى، ترك مقعده وتقدم منها ثم مد لها يده فوضعت كفها بداخلها ومضت معه إلى حلبة الرقص ثم بدأت تتمايل وهي تتبادل معه نظرات العشق وبالنهاية اسندت رأسها على كتفه لتُعطي للفضيحة التي اعدت لها سالفاً مجموعة من الصور الرومانسية التي تُحاكي قصة عشقها له

***

في الثامنة مساءاً انتهت لمياء من أداء فرضها ثم رفعت يديها إلى السماء ودعت الله كثيراً... بعد لحظات قامت عند سجادة الصلاة وحملت الهاتف لتراسل عماد كما طلب منها حتى يرسل روايته، لكنها ما أن أمسكت الهاتف بين راحتها طرق والدها باب الغرفة ثم دلف إليها وهتف

- قاعده لوحدك ليه؟ 
- كنت بصلي وهذاكر شوية
- ربنا يفتح عليكي، أنا نازل أجيب أمك محتاجة حاجة وأنا راجع أجبهالك؟ 

ابتسمت لمياء بسعادة واقتربت من والدها ثم وقفت على أطارف أصابعها وطبعت قبلة على وجنته وقالت

- أنت مش مخليني عايزه حاجة، ربنا يخليك ليا
- ويخليكي ليا، صحيح جارنا طلب مني تغيريله على الجرح الصبح بدل ما يتصل بالمساعد بتاعه يجي ياخده المستشفى مخصوص يغير عالجرح، قولتي إيه؟ 

بالرغم من معرفتها المُسبقة بذلك إلا أنها شعرت بالخجل فأجابته بصوت مرتعش

- اللي حضرتك تشوفه
- خلاص الصبح نروحله سوا، هتحرك بقى بدل ما أتأخر على ماجدة 
- مع السلامة

انتظرت حتى غادر والدها وأمسكت هاتفها من جديد لتتحدث إلى عماد لكن سبقها صوت رنين فابتسمت بسعادة 

- وحشتني وحشتني وحشتنننننننني
- وأنتي كمان وحشتيني، الشبكة بتقطع أقفي في حته فيها شبكة

اتجهت لمياء مُباشرةً صوب الشرفة وقالت: بجد وحشتني يا سعد أرجع بقى

- سعد!!! 

رددها عماد بغضب ثم صر على أسنانه وترك الشرفة حيث كان يجلس في انتظارها، وبمجرد أن دلف إلى غرفته أخذ يجوب المكان ذهاباً وإياباً بطريقة هيسترية وهو يردد

- كلكم زي بعض، كلكم زي بعض، كلكم خاينين

توقف فجأةً عن الحركة ثم ثنى جزعه ونظر إلى عينيه عبر المرآة وتابع بنبرة صوت تثير الفزع

- هخليها تندم


ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف

No comments:

Post a Comment