طريقي بقربك/منى سليمان - سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Thursday, February 7, 2019

طريقي بقربك/منى سليمان

طريقي بقربك

الفصل الخامس - بقلمي منى سليمان

* شجار *  

توقفي يا دموعي إلى الأبد.. 
ولا تبكي على أحد.. 
فلن يكسرني بعد اليوم أحد.. 

ظلت وعد تردد تلك الكلمات بخفوت حتى عادت إلى المنزل ودلفت مُباشرةً إلى غرفة سوسن لكنها لم تجدها، فأخذت تبحث عنها في كل مكان، ولكن دون جدوى فظنت أنها ذهبت لشراء شيئاً ودلفت إلى غرفتها... أبدلت ثيابها وأراحت جسدها على الفراش لشعورها الشديد بالإرهاق، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى غفت كالطفل الصغير وهي تحتضن جسدها

*********

في ذات الوقت أوقف حسام سيارته أمام منزل سوسن فقد أرادت حنين رؤية وعد، وقبل أن تترجل من السيارة سبقها وقال

- خليكي لحد ما أخلص شغل وهاجي أخدك
- ماشي، بس قولي الأول هتعلمني السواقة أمتى؟

رفع أحد حاجبيه وضربها بخفة على مقدمة رأسها ثم هتف بغيظ مصطنع

- بعدين، لما أفضى وكمان لسه بدري على الدراسة
- ماشي أديني هستنى لما أشوف هتعلمني ولا هاخد صابونة
- صابونة؟!!!! 
- ما تدقش بقى يا سيادة الرائد، أنا هنزل قبل ما ترميني من العربية

ترجلت وابتعدت قليلاً فشعر برغبة ملحة في رؤية وعد فترجل هو الأخر من السيارة ولحق بشقيقته فأسرت ضحكتها بصعوبة وهتفت بخبث

- يا عيني على الحلو لما توحشه 

توقفت عن إكمال كلماتها حينما وضع كف يده على فاها وقال محذراً 

- شكلي كده هرجع العربية 

أزالت يده عن ثغرها وتحدثت بطريقة طفولية: خلاص هسكت أهوه

- طيب قدامي علشان أطمن عليها وأروح شغلي، بجد أتأخرت

صعدت الدرج وصعد خلفها حتى وصلت حنين أمام باب الشقة فضغطت زر الجرس وهي تكتم ضحكاتها على شقيقها الذي وقف يهندم ثيابه... ظلت تطرق الباب مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى فأخرجت هاتفها وأجرت اتصالاً على هاتف وعد فأجابت بصوت غلبه النعاس

- الو 
- أنا بره يا وعد بقالي ساعة بخبط
- معلش كنت نايمة هقوم أهوه

أنهت المكالمة وتركت الفراش بصعوبة ثم اتجهت صوب باب الشقة وفتحته وهي تفرك عينيها بظاهر يدها كالأطفال فابتسم حسام على رؤيتها هكذا، بينما شعرت هي بالإحراج لرؤيته لها بملابس النوم 

- هغير هدومي وأجي

شرعت أن تغادر لكن أوقفها صوت حسام حينما هتف: خليكوا براحتكم أنا رايح الشغل علشان أتأخرت، أنتي كويسة؟ 

- الحمد لله 
- لو أحتاجتي حاجة كلميني على طول، سلام

غادر حسام فدلفت حنين إلى الداخل وهي تتنهد بهيام فضيقت وعد بين حاجبيها وتحدثت بغيظ 

- في إيه يا هبلة؟!!!! 
- شفتي أخويا كان بيبصلك أزاي؟ 
- بيبصلي عادي 
- يا سلام، أمال مش بيبصلي كده ليه؟!!! 

توردت وجنتي وعد فاندهشت حنين بشدة وأردفت قائلة: يا لهوي يا لهوي بتنكسفي مني

- بس بقى يا حنين والله هزعل منك، حسام بحبه جداً بس زي أخويا
- بس هو قالي أنه معجب بيكي
- لا يا حنين هو بيشفق عليا مش أكتر 

ابتعدت وعد خطوات قليلة وأردفت بصوت هادئ يحمل الألم بطياته

- أنا عمري ما هحب ولا هتجوز، أنا همشي في طريقي وبس

تساقطت دمعة من عينها جعلت حنين تبكي هي الأخرى، فاقتربت منها وعد وضمتها إلى صدرها 

- شفتي أهو بتعيطي بسببي
- أصلاً أنا بحبك أوي
- وأنا كمان بحبك، كفاية نكد وتعالي نقعد جوه وأحكيلك اللي حصلي النهارده على ما ماما سوسن ترجع 

دلفت حنين إلى الغرفة وتبعتها وعد بعد أن أعدت كوبين من الشاي وبدأت تقص على صديقتها تفاصيل ما حدث معها، فكانت وعد تبتسم تارة وتعبس تارة أخرى 

*********

في المشفى... 
كانت نادين تمر على مرضاها حينما توقفت أمام باب غرفة تصدع ضحكة أمير منها.... اشتعلت الغيرة بداخلها ودلفت إلى الحجرة بدون سابق إنذار لتتفاجأ برؤيته يعاين سيدة عجوز، فاشتعل غضباً وهتف بحدة

- إزاي تدخلي من غير استئذان؟!!! 
- أصل أصل

قاطعها قائلاً بذات الحدة: أتفضلي على شغلك

- حاضر

قالتها بغيظ ثم غادرت فأكمل عمله وهو في قمة غضبه، فابتسمت له العجوز وتحدثت مازحة

- شكلها بتحبك
- بس أنا ما بحبهاش، إنسانة سطحية وتافهة وكل اللي يهمها المظاهر والبرستيچ وبتبص للناس من فوق أوي

ابتسمت مرة أخرى ثم ربتت على كتفه فابتسم لها وأردف قائلاً 

- حالتك النهارده ممتازة وشكلك هتفارقينا لأني مضطر أكتبلك على خروج
- ربنا يسعدك ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعد قلبك زي ما عالجت قلبي

شعر بالسعادة التي دائماً ما يشعر بها وهو يودع مرضاه بعد شفائهم ثم نظر إليها وتحدث مازحاً 

- معندكيش بنوتة حلوة أتجوزها؟ 
- ياريت كان عندي بس عندي حفيدة ٣ سنين، إيه رأيك؟ 

اصطنع الإهتمام وأزال نظارته الطبية ثم أجابها بسعادة:  لو عيونها زرقاء زي عيوني هوافق على طول 

- خسارة عينيها سوداء 
- يبقى ما اتفقناش، وهسيبك ترتاحي
- ربنا يسعدك

ودعها بابتسامته الساحرة ثم غادر الغرفة ليتابع عمله، وكان يبتسم بين تارة وأخرى حينما يتذكر حديثها فلوت نادين شفتيها بضجر وتمتمت في نفسها

- الزعيق ليا والضحك للعواجيز اللي بيعالجهم، ماشي يا أمير اصبر عليا 

**********

في مصلحة الطب الشرعي.... 
انتهى أمجد من تشريح الجثة وتوجه إلى مكتبه لينهي التقرير، لكنه توقف حينما رأى حسام يقترب، فرفع كفيه في الهواء كإشارة بالاستسلام وهتف مازحاً 

- خلصت التقرير 
- ناس ما تجيش إلا بالعين الحمراء، عامل إيه؟ 

قالها حسام فأنزل أمجد كفيه ولوى شفتيه بضجر ثم تحدث بغيظ قائلاً 

- مطحون، محمود واخد أجازة جواز وإبراهيم مراته ولدت من أسبوع وواخد أجازة هو كمان والباقين سافروا مؤتمر بس هانت كلها يومين ويرجعوا
- معلش كلنا لها
- طيب تعالى أخلصلك التقرير وخفوا عليا في الجثث

اتجه أمجد صوب غرفة مكتبه ولحق بها حسام وهو يأسر ابتسامته ثم جلس على المقعد المقابل له وشرد بشدة.... وبعد مرور عدة دقائق انتهى أمجد من كتابة التقرير  ورفع رأسه ليتفاجأ بشرود حسام فترك مقعده وتقدم منه ثم جلس على المنضدة المقابلة له وقال بصوت عالٍ 

- حساااااام

فاق حسام من شروده ورمقه بنظرة نارية، فغمز له أمجد بمشاكسة وهتف مازحاً كعادته

- اللي واخد عقلك 
- بفكر في القضية 
- القضية برضو؟ 
- اه القضية برضو، هات

أخذ التقرير وقرأه ثم تحدث إلى أمجد لعدة دقائق قبل أن يغادر إلى مقر المباحث الجنائية فعاد أمجد على مقعده وقال مازحاً 

- عقبالي يارب لما واحدة ترضى بمشرحجي على رأي أمير 

*********

في منزل سوسن.... 
عادت سوسن إلى البيت وشعرت بالسعادة لسماعها صوت ضحكات حنين ووعد، وشعرت أيضاً بالحياة تسري داخل حوائط البيت.... دلفت إلى المطبخ ووضعت الأكياس التي كانت بحوزتها ثم اتجهت صوب غرفة وعد وطرقت بابها 

- مساء الخير يا بنات

تركت وعد فراشها واقتربت من سوسن ثم طبعت على ظاهر يدها قبلة رقيقة 

- كنتي فين قلقت عليكي؟ 
- كان عندي مشوار مهم واشتريت شوية طلبات للبيت، منورة يا حنين

اقتربت حنين منها وعانقتها فحاوطتها سوسن بحنان وهتفت بصوت دافئ

- مليتوا عليا البيت، ربنا يحفظكم من كل شر، هروح أجهز الغداء 

غادرت الغرفة واتجهت صوب المطبخ فنظرت حنين إلى وعد وتحدثت قائلة

- طيبة أوي
- نور كمان كانت طيبة زيها
- الله يرحمها
- يارب، قوليلي هتشتغلي من كام لكام؟ 
- من ٩ ل ٥ والجمعة أجازة، وقولتلهم من أولها أني هاخد أجازة يوم التقديم في الجامعة

قالتها وعد ثم أراحت جسدها على الفراش وفعلت حنين المثل     وهتفت بسعادة

- ربنا يخلينا لبعض
- يارب، تقومي نساعد ماما سوسن؟ 
- يلا 

**********

في فيلا أمير... 
كانت أمل تجلس في غرفتها حينما صدع صوت رنين هاتفها  فتسارعت نبضات قلبها عندما وقعت عينيها على أسم المتصل تسارعت نبضات قلبها ثم تمالكت أنفاسها وأجابت المكالمة قائلة 

- السلام عليكم
- وعليكم السلام، أنا كلمت المسؤولين وحددولك معاد بكرة الساعة ١٠

شعرت بالسعادة لكنها تمسكت بجديتها وهي تتحدث إلى رئيس مجلس إدارة الجريدة التي تعمل بها، فتحدثت بجدية قائلة

- متشكرة لاهتمام حضرتك، وأوعد حضرتك أني هكون قد المسئولية 
- وأنا واثق في ده، مع السلامة
- مع السلامة

قالتها ثم أنهت المكالمة واعتلت الفراش وأخذت تقفز عليه في سعادة كالأطفال حتى شعرت بالتعب فأراحت جسدها عليه وقالت

- وأخيراً هعيش مغامرة صحفية

**********

في المساء.... 
دلفت وعد إلى غرفة سوسن فرأتها تجلس على الفراش وتتلو آيات القرآن... اقتربت منها وأراحت جسدها على الفراش واضعة رأسها على قدم سوسن فابتسمت الأخيرة وأخذت تمرر يدها بين خصلات شعر وعد وهي تشعر بالسعادة.... وبعد مرور عدة دقائق فرغت من القراءة وهتفت 

- مالك؟ 
- بكرة أول يوم شغل ليا وقلقانة شوية
- كل حاجة في بدايتها صعبة وواحدة واحدة هتتعودي
- فعلاً 

ساد الصمت بينهم للحظات وشردت كل واحدة منهن لدقائق قطعتها سوسن حينما قالت 

- وعد خلي بالك من نفسك، ولو محتاجة أي حاجة قوليلي
- حاضر، ربنا يخليكي ليا
- وبخليكي ليا ويحفظك من كل شر

********

في المشفى.... 
غادر أمير غرفة مكتبه واتجه صوب المصعد ليغادر إلى الفيلا، وما أن رأته نادين اقتربت منه ودلفت إلى المصعد وهي تقول 

- مروح؟ 
- أنتي شايفه إيه؟ 

لوت شفتيها بضجر وساد الصمت بينهما حتى توقف المصعد وغادر أمير دون أن يعيرها أي إهتمام، فضربت قدمها بالأرض وهتفت بغيظ

- ماشي يا أمير، بكرة نشوف مين هيجري ولا مين

*********

رحل الليل بظلامه وسطعت شمس يوم جديد لتداعب عينيّ وعد... تململت في فراشها ثم فتحت عينيها وهي تتمنى أن يمر يومها على خير... تركت فراشها واتجهت صوب الشرفة لتستمع إلى أصوات العصافير، ثم دلفت إلى الحمام وبعد دقائق قليلة غادرت غرفتها وهي في أبهى صورها... تناولت طعام الإفطار برفقة سوسن ثم غادرت إلى عملها وبداخلها إحساس وليد يخبرها أن هناك أملُ.... كانت المسافة بين المنزل والعمل قصيرة فقررت الذهاب سيراً على الأقدام، وما هي إلا دقائق حتى وصلت إلى وجهتها واستلمت عملها.... رحب بها العاملون في المطعم وعلموها كيفية العمل لتبدأ خطوة جديدة في طريقها

********

بعد مرور عدة ساعات... 
انتهى أمير من معاينة مرضاه ودلف إلى غرفة مكتبه... أراح جسده على الأريكة الجلدية وخلع نظارته الطبية فقد كان يشعر بالإرهاق.... وضع رأسه على بين كفيه وأغمض عينيه لدقائق ولكن قاطعه دخول نادين  بدون سابق إنذار كعادتها ، ففتح عينيه ونظر إليها بغضب، لكنها لم تهتم وهتفت ببرودها المعتاد 

- ميرو أنا جعانة أوي تعالى ننزل نتغدى 

لوى شفتيه بضجر ولم يجيبها فاقتربت منه وجلست إلى جواره وهي تقول

- مالك يا بيبي أنت تعبان؟!! 
- لا مش تعبان مرهق شوية
- أكيد ما أكلتش من الصبح، علشان خاطري ننزل نتغدى سوا
- أنا مش جعان و

قاطعته قائلة: وغلاوة طنط عندك نتغدى، جعانة يا ميرو

قالت كلماتها الأخيرة بدلال جعله يصر على أسنانه ثم نظر إليها وهتف بغيظ

- أتفضلي 
- ميرسي يا ميرو 

نهضت عن الأريكة فزفر بضيق ولحق بها وهو يتمتم بغيظ: يارب صبرني على ما بلتني

*********

دلفت نادين إلى المطعم ولحق بها أمير وهو يشعر بالضجر ويشعر كذلك بألم حاد يكاد أن يفتك برأسه، فجلس على المقعد وأخذ يفرك جبهته بأنامله، لكنها لم تلاحظ ذلك فقد كانت تطالع قائمة الطعام لتختار ما يناسبها ثم نظرت إليه وهتفت 

- هطلبلنا أتنين أسكالوب و

قاطعها قائلاً: أنا مش جعان أطلبي ليكي وأنا هطلب قهوة

- بس أنا 

قاطعها مرة أخرى قائلاً: من غير بس يا بنت عمي، أنا مرهق وعندي صداع وعايز فنحان قهوة

أخذ يبحث بعينيه عن النادل فوقعت عينيه على وعد... أشار إليها بيده فاقتربت من المنضدة وتحدثت بابتسامة تأسر القلوب

- أتفضل
- محتاج فنجان قهوة مظبوطة بعد إذنك
- تمام 

نظرت إلى نادين وتابعت: وحضرتك تطلبي إيه؟ 

- هاتيلي واحد أسكالوب بانيه ومكرونة بالوايت صوص وكولا دايت

دونت وعد ما طلبته نادين ثم نظرت إليهم بابتسامة وهتفت برقة

- دقايق والأوردر هيكون جاهز

شرعت أن تبتعد، لكن أوقفها صوت أمير حينما هتف بصوت محمل بالرجاء 

- من فضلك أستعجلي القهوة
- تحت أمرك يا فندم

ابتعدت وعادت بعد دقيقة حاملة صينية وُضع عليها كوبين من عصير البرتقال للمنضدة المجاورة لمنضدة أمير، وبينما كانت تمر إلى جوار نادين تعثرت قدمها فسقطت الصينية فوق رأس نادين وانسكب العصير فوق خصلات شعرها وملابسها.... انتفضت نادين عن مقعدها وهي في قمة غضبها، بينما جحظت عينيّ وعد من هول ما فعلت فوضعت يدها على فاها لتكتم شهقاتها ثم أزالتها وتحدثت بصوت مرتعش قائلة

- آ آسفة مكنش قصدي
- أنتي بني أدمة غبية وهخليهم يرموكي بره

لم تستطع وعد أن تتحمل الإهانة والحدة المصاحبة لصوت تلك المتعحرفة، فتلألأت الدموع في عينيها وسالت دمعة على وجنتها وهي تقول

- والله العظيم مكنش قصدي و

قاطعها أمير قائلاً بصوت هادئ: خلاص يا آنسة محصلش حاجة

- يعني إيه محصلش حاجة دي بني أدمة غبية ومتخلفة، فين المدير؟ 
- خلاص يا نادين مكنش قصدها
- أسكت أنت يا أمير، أنا هعرف أتعامل مع الأشكال دي، بقول فين المدير؟ 

تجمع العاملون حول نادين في محاولة لتهدئتها وإنهاء الشجار ولكن دون جدوى، بينما تابع أمير الدموع التي تتساقط من عينيّ وعد وهو يشعر بالغضب، فاقترب من نادين وقبض يده على معصمها قائلاً بحدة وصوت عال

- كفاية مش عايز أسمع ولا كلمة وقدامي 
- بس دي

قاطعها قائلاً بحدة: ولا كلمة يا نادين، يلا

قال كلماته الأخيرة بحزم فغادرت نادين وهي ترمق وعد بنظرات نارية ولحق بها أمير، وما أن غادرت المكان انتبهت إلى عدم وجود حقيبتها فهتفت 

- هدخل أجيب شنطتي
- هدخل أجيبها وأسبقيني 

قال أمير كلماته بحزم حتى لا تعترض... وفي الداخل كان العاملون يحاولون التخفيف عن وعد حتى تتوقف عن البكاء فقال أحدهم مازحاً 

- والله تستاهل الخلاط بحاله مش كوبايتين بس دي كل ما تيجي لازم تعمل مشكلة علشان كده المدير معبرهاش، فين المدير فين المديرررر

قالها مقلداً طريقة نادين فانفجروا جميعاً ضاحكين ولم يستطع أمير أن يأسر ضكته فانفجر ضاحكاً ما جعلهم يشعرون بالإحراج فهم يعرفونه جيداً، فذهب كل منهم إلى عمله وبقت وعد فقط أمامه فنظر إليها وهتف مازحاً 

- تصدقي فعلاً كانت تستاهل الخلاط، أبقي نشني كويس المرة الجاية وأدلقي على راسها حاجة تستاهل

ارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيها صاحبتها لمعة ناتجة عن الدموع الأسيرة داخل عينيها فأشار إليها بسبابته وهتف محذراً 

- إياكي تعيطي، مفهوم؟ 

حركت رأسها بالموافقة ثم غادرت إلى الداخل فتابعها بعينيه حتى اختفت تماماً ثم حمل حقيبة نادين وغادر المكان وأثناء ذهابه إلى المشفى كان يبتسم بين تارة وأخرى كلما تذكر الشاب الذي قام بتقليد طريقتها المستفزة في الحديث 

معادنا يوم السبت بأمر الرحمن.. واقتباس الفصل السادس بكرة الساعة ٨ مساءاً.. هتوحشوني من النهارده لحد يوم السبت بس ظروف بقى

ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة.. دائرة حقوق المؤلف

No comments:

Post a Comment