طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء
الفصل السابع عشر - بقلمي منى سليمان
* عزيمة *
ركضت نادين باتجاه غرفة والدتها ثم دلفت إليها كالإعصار...اقتربت منها وهي تصرخ منادية بأسم أمير كمن فقد عقله فانتفضت خيرية عن نومتها وجحظت عينيها في خوف ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وتساءلت
- في إيه؟
- أمير أتجوز الخدامة
تعالت شهقات خيرية بينما جلست نادين على حافة الفراش وانفجرت دموعها كالشلال فصرت والدتها على أسنانها وقالت بغضب
- كله منك يا خايبة، سنين بتجري وراه ومش عارفة تاخدي معاه حق ولا باطل
لم تتفوه نادين ولو بكلمة وأكملت البكاء لساعة كاملة قضتها خيرية في التفكير علها تجد مخرج من المصيبة التي سقطت فوق رأسها ورأس ابنتها وظلت هكذا حتى لمعت عينيها بسعادة وأردفت
- أنا عندي حل
توقفت نادين عن البكاء وقالت: قولي
قصت والدتها عليها تفاصيل الخطة الشيطانية التي تفكر بها فمسحت نادين الدموع الساقطة على وجنتيها وظهرت لمعة سعادة داخل عينيها ثم تركت الغرفة وعادت إلى غرفتها... أمسكت هاتفها وأجرت اتصالاً هاتفياً بأحدهم لكنه لم يجيب فقد تخطت الساعة الثانية والنصف صباحاً فأنهت الاتصال ووضعت الهاتف إلى جوارها ثم رددت في نفسها
- بكرة هكلمه وأكيد هيوافق
********
في ذات اللحظة خرج أمجد من الحمام بعد أن أنعش جسده تحت المياة... ارتدى ثيابه في عُجالة ثم أراح جسده على الفراش وأجرى اتصالاً بهاتف حنين إلا أنها نفذت ما توعدت به ولم تجيب المكالمة فأبعد الهاتف عن أذنه وكتب لها رسالة نصية من كلمة واحدة
(حنين)
صدع صوت رنين هاتفها معلناً عن وصول رسالة فرفعت وعد أحد حاجبيها وتساءلت بخبث
- ده نفس الرقم اللي اتصل من دقيقة وما ردتيش؟
- عادي تلاقيه حد بيعاكس
قالتها حنين وهي تخبئ عينيها عن وعد فابتسمت الأخيرة وقالت بجدية مصطنعة
- كوكي شكلها جعانة هقوم أحطلها أكل، أوعي تنامي
- لا هستناكي
انتظرت حنين حتى غادرت وعد ثم أمسكت هاتفها وقرأت الرسالة لكنها تمسكت بقرارها ولم تبادله برسالة بالرغم من رغبتها في التحدث إليه...
على الجانب الأخر كان أمجد يسند يده أسفل وجنته في انتظار رسالتها، وما أن طال الانتظار أرسل إليها رسالة من كلمتين
(وحشتني رخامتك)
قرأتها حنين ثم ضيقت بين حاجبيها وكتبت له (أنا رخمة؟!!)
صدع صوت رنين هاتفه معلناً عن وصول رسالة فقرأها وابتسم بسعادة حينما نجح في استفزازها لكي ترد على رسائله فضغط زر الاتصال...
على الجانب الأخر كانت حنين تتحدث إلى نفسها وهي تشعر بالغيظ وبمجرد أن صدع صوت رنين هاتفها ضغطت زر الإيجاب وقبل أن يتحدث سبقته وقالت بغضب
- أنا رخمة؟
أسر ابتسامته بصعوبة حتى لا يزيد غضبها ثم استرد أنفاسه وأجابها بجدية وصوت دافئ غلفه الحنان
- أجمل رخمة شافتها عيوني
ابتسمت ببلاهة ثم أرجعت خصلات شعرها خلف أذنها ولم تتفوه ولو بكلمة فتنهد بهيام وتابع
- حنين
- نعم
- زعلانه مني؟
رفعت بصرها إلى سقف الغرفة وأجابته بطريقة طفولية: شوية
- طيب تسمحيلي أصلح غلطتي وأعزمك بكرة على أي حاجة تحبيها
- لا
قالتها بدلال فعلم أنها تشاكسه فكرر كلماته بنبرة صوت هادئة جعلت نبضاتها تتسارع فتابع
- وافقي بقى
- خلاص الصبح هشوف ظروفي وأرد عليك
- وعد؟
- وعد
قالتها برقة لم تعتادها من قبل ثم ودعته وأنهت المكالمة وقبل أن تضع الهاتف على الفراش دلفت وعد إلى الغرفة وقالت بخبث
- ده مين بقى اللي هتشوفيه بكرة؟
- أنتي كنتي واقفه بتسمعي، صح؟
حركت وعد رأسها كإشارة بالموافقة وهي تأسر ابتسامتها بصعوبة فقذفتها حنين بالوسادة ثم قالت بغضب
- رخمة
أمسكت وعد بالوسادة ثم اقتربت من حنين وأخذت تضربها فعلّا صوت ضحكاتهن وما أن شعرت وعد بالإرهاق، ألقت بجسدها على الفراش وقالت بسعادة
- الفرحة اللي حسيت بيها النهارده هي أول فرحة أحس بيها من سبع سنين
- ربنا يسعدك
اعتدلت وعد في جلستها ثم نظرت إلى حنين وهتفت: أحكيلي بقى
بدأت حنين تقص عليها كل ما حدث معها، بدأت بلقائهم الأول حينما اصطدمت سيارتها بسيارته وانتهت بتفاصيل المكالمة ثم تنهدت بهيام وألقت بجسدها على الفراش فوكزتها وعد في كتفها وتحدثت بجدية قائلة
- لو حسام عرف أنك بتكلمي صاحبه من وراه هيولع فيكي
- عارفه
قالتها بنبرة صوت هادئة وهي تداعب خصلات شعرها بيدها فرفعت وعد أحد حاجبيها وقالت في نفسها
- البت أتجننت أكتر ما هي مجنونة
*******
وما الحب إلا نظرة تتبعها ابتسامة فكلمة ثم نبضات قلب ليخبر صاحبه أنه لم يعد ملكاً له بعد الآن فقد سُرق من بين الضلوه بعد أن سقط أسيراً في بحور الغرام....
في التاسعة والنصف صباحاً تململ أمير في الفراش وقبل أن يفتح عينيه، ارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيه فقد قضى ليلته برفقة وعد التي سكنت أحلامه... فتح عينيه وهو مازال راقداً على ظهره ثم نظر إلى سقف الغرفة وأخذ يتذكر اللحظات التي جمعته بها وتذكرها أيضاً وهي تتمايل بين أحضانه... اعتدل في جلسته قليلاً ثم أمسك هاتفه وأجرى اتصالاً بهاتفها فاستيقظت على صوت رنين الهاتف وأجابت بصوت غلبه النعاس دون أن تفتح عينيها
- الو
تسارعت نبضاته في سعادة ثم تنفس بعمق وهتف: أسف أني صحيتك
ما أن وصل صوته العذب إلى مسامعها فتحت عينيها واعتدلت في جلستها ثم أرجعت خصلات شعرها خلف أذنها وقالت برقة
- عادي ولا يهمك، صباح الخير
- صباح كل حاجة لعيونك
خجلت بشدة لكنها لم تظهر له ذلك بل تحدثت إليه بثبات فبادلها بكلمات غزل وأضاف إلى الكلمات صوت ضحكاته الرجولية فشعرت وعد بربيع عشق يسري بداخلها، وبعد مرور عدة دقائق من الثرثرة تنحنح قائلاً
- ماما بالليل قالتلي أنها هتتصل بطنط سوسن وتعزمكم عندنا النهارده
- بجد؟
تساءلت بطريقة تشبه طريقة الأطفال فابتسم بسعادة وأكد لها ما سمعته ثم تابع
- الساعة واحدة هكون عندكم
- ما تتعبش نفسك هنيجي لوحدنا
- التعب ملوش مكان بينا، من النهارده أنتي مراتي وملزومه مني وكل خطوة بره البيت هكون معاكي يعني من الأخر مفيش خروج بره البيت لوحدك، أنا راجل حمش فخافي مني
خفق قلبها بسعادة وقررت مشاكسته قائلة: يعني هتسيب شغلك وتفضل معايا علشان أنت راجل حمش؟
- لا هاخدك معايا الشغل
- مش فاهمة
- لما نتقابل هتفهمي، سلام
ودعته وأنهت المكالمة وبداخلها شعوراً غريباً لم تستطع أن تحدده، بينما ترك أمير فراشه ثم دلف إلى الحمام وتوضأ ليصلي فرضه، وما أن فرغ رفع كفيه لأعلى ودعا الله كثيراً... وبعد مرور عدة دقائق ترك غرفته واتجه صوب غرفة والدته ليطمئن عليها فقابلته بابتسامة ساحرة... اقترب منها وبادلها البسمة بقبلة رقيقة طبعها على ظاهر يدها ثم جلس إلى جوارها وقال بحنان
- صباح الخير يا عمري
- صباح النور يا عريس، عقبال يارب ما أصبح عليك يوم صبحيتك
رفع أحد حاجبيه باندهاش فتابعت: عارفه لسه بدري بس أعمل إيه نفسي الحق أشوف عيالك قبل ما
قاطعها قائلاً: بعد الشو عنك يا ست الكل، ربنا يديكي الصحة
- كلمت وعد؟
- كلمتها وقولتلها على العزومة
- أنا هقوم اتوضى واصلي وبعدين هتصل بسوسن وأنت أعزم الواد أمجد وهخلي سوسن تعزم حنين وحسام
شرد أمير بشدة حينما وصل أسم حسام إلى مسامعه وتذكر نظرة الحزن التي رآها داخل عينيه وكذلك الحدة المصاحبة لصوته ولكن قاطعت سلوى شروده حينما تساءلت
- مالك؟
- مفيش هقوم أكلم أمجد وأسيبك تصلي
غادر إلى الحديقة وهو مازال يفكر في الحزن العميق الذي ظهر على قسمات وجه حسام ثم جلس على الأرجوحة ونفض الفكرة من رأسه حتى لا يسمح لأي شيء أن يسرق سعادته
*******
بمنزل نادين...
تركت خيرية غرفتها واتجهت صوب غرفة ابنتها لتتحدث إليها، لكنها لم تجدها فأخذت تبحث عنها حتى وجدتها تجلس بالشرفة شاردة الذهن فجلست على المقعد المقابل لها وتساءلت
- قاعده كده ليه؟
- ما نمتش طول الليل
- لا قومي نامي ساعتين علشان تقومي فايقه
نظرت نادين إليها ورفعت أحد حاجبيها باندهاش فتابعت والدتها بخبث ونظرة شيطانية
- علشان هنروح نزور بيت عمك ونبارك ونهني وكمان هرجعك شغلك
- نبارك على إيه؟!
- على جوازة أمير علشان وقت الجد محدش يشك فينا
صمتت نادين للحظات وأخذت تفكر في كلمات والدتها ثم تركت مقعدها ودلفت إلى الغرفة وبداخلها حزن عميق لضياع أمير من بين يديها، لكنها اتجهت صوب المرآة ونظرت إلى وجهها وقالت
- مبقاش نادين لو مخليتك تختفي عن وش الأرض يا خدامة
*******
في الثانية عشر إلا سبع دقائق من ظهر اليوم أنهى حسام مكالمته مع سوسن بعد أن اعتذر عن ذهابه إلى العزيمة... ألقى بالهاتف على سطح مكتبه ثم وضع راسه بين كفيه وظل هكذا حتى صدع صوت رنين هاتفه من جديد فارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه وأجاب قائلاً
- كل ده نوم يا كسلانه
- أصل أنا ووعد سهرنا للصبح، هتيجي العزومة؟
أغمض عينيه بأسى وأجابها بثبات: لا اعتذرت لطنط سوسن، عندي شغل كتير
- خلاص أنا كمان مش هروح و
قاطعها قائلاً بصوت دافئ: روحي يا حنين وخليكي النهارده كمان مع وعد
- أنت مش عايزني أرجع؟
قالتها بنبرة صوت حزينة فشعر بغصة في قلبه لكنه لم يظهر لها ذلك بل قال مازحاً
- أنا مقدرش استغنى عنك يا عبيطة، ده أنتي بنتي مش أختي وبس
- ماشي
قالتها بسعادة فحرك رأسه يميناً ويساراً على جنونها وبعد مرور عدة دقائق أنهى المكالمة ثم حمل سلاحه وغادر غرفة مكتبه ليباشر عمله عله يتوقف عن التفكير في الجميلة التي ظفر بها شخص أخر
********
غادرت حنين الشرفة ودلفت إلى غرفة وعد، وما أن صدع صوت رنين هاتفها عادت إلى الشرفو وأجابت قائلة
- الو
- أحلى الو دي ولا إيه؟
ضحكت بدلال على جنونه وكادت أن تجييه بذات المشاكسة لكنها توقفت حينما استمعت إلى أحدهم يقول
- الجثة جاهزة
جز أمجد على أسنانه ثم أشار إلى مساعده لكي يغادر بينما مطت حنين شفتيها ولم تتفوه ولو بكلمة فتساءل
- روحتي فين؟
- معاك بس مش عايزه أعطلك عن الجثة و
قاطعها قائلاً: تولع الجثة المهم أسمع صوتك نقول من الأول بقى، صباح الخير
- ده صباح مباشر من المشرحة يعني صباحك مشرط يا دكتور
قالتها ثم انفجرت ضاحكة فشعر برغبة ملحة في الفتك بها إلا أنه تمسك بهدوئه وتساءل
- هتيجي العزومة؟
- مش عارفه بس ممكن
قاطعها قائلاً: يبقى هتيجي سلام بقى
لم ينتظر ردها وأنهى المكالمة ثم اتجه إلى غرفة التشريح بينما أبعدت حنين الهاتف عن أذنها وابتسامة ساحرة ترتسم على شفتيها ثم عادت إلى غرفة وعد لتستعد للقائه فانتقت ثوب بسيط من اللون الزهري أظهر جمالها بوضوح بينما ارتدت وعد ملابس مريحة لتتحرك براحتها
******
في الواحدة ظهراً أوقف أمير سيارته أسفل العقار الذي تسكنه وعد، ترجل من السيارة واستند عليها ثم تحدث إلى الجميلة خاصته وأخبرها بوجوده... لم تستطع الانتظار فتركت سوسن وحنين وهبطت الدرج لتذهب إليه، وما أن اقتربت منها خفق قلبها بسعادة فبادر برسم ابتسامة ساحرة على شفتيه... تقدم منها وأمسك يدها ليصافحها ثم فتح باب السيارة فركبت إلى جواره
- عامله إيه؟
تساءل بحنان وهو ينظر إلى عينيها فتوردت وجنتيها خجلاً وكادت أن تجيبه لكنه سبقها وأردف بجدية مصطنعة
- وبعدين مع خدودك دول؟
تسارعت نبضاتها وازداد خجلها فابتسم على براءتها وتابع: مش معقول كل كلمة أقولها ألأقي لونهم بقى كده
لم تتفوه ولو بكلمة فقد كان شعورها بالخجل يفوق طاقتها فأدارت وجهها نحو الطرف الأخر لكنه لم يستسلم فوضع يده أسفل ذقنها وأداره إليه فتقابلت أعينهم في نظرة أصدق من الكلام تبادلا خلالها كلمات بلغة العيون فأخبرته خاصتها أن هناك مشاعر له بدأت تسكن جدار قلبها، أما عينيه أخبرتها أنه سقط أسير الغرام بنظرة، وظلا هكذا حتى قاطعهما اقتراب سوسن برفقة حنين... ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى انطلق إلى الفيلا...
بعد مرور ما يقارب نصف الساعة وصل إلى وجهته فترجلوا جميعاً من السيارة واستقبلتهم سلوى بترحاب شديد... تفاجأت حنين بعدم وجود أمجد فمطت شفتيها بضجر ثم مضت برفقة أمل ووعد إلى غرفة أمل... بعد مرور عدة دقائق شعر أمير بالحنين لرؤية طفلته الرقيقة فترك والدته وسوسن وصعد الدرج إلى غرفة أمل وطرق بابها ثم دلف إليها بعد أن سُمح له فقالت شقيقته مازحة
- أمير باشا في أوضتي، يا مرحباً يا مرحباً
رفع أحد حاجبيه وضربها بخفة على رأسها فتابعتهم وعد بعينيها واستشعرت خفة ظله... اقترب منها حتى استقر أمامها فرفعت بصرها إليه وقبل أن تتحدث سبقها وقال
- تعالي معايا
مد لها يده فوضعت كفها بداخله ومضت معه ثم صعدت الدرج إلى الطابق الأخير... فتح الباب ودلف إلى جناحه بعد أن أشار إليها بالدخول فدلفت وأخذت تتأمل المكان بعينيها فقد كان جناحاً كاملاً وليس فقط غرفة بل كان غرفتين نوم وحمام ومطبخ صغير بالإضافة إلى غرفة معيشة مجهزة بتلفاز ومكتبة وكذلك غرفة كبيرة لاستقبال الضيوف
- الجناح ده خاص بيا وقريب هيكون لينا إحنا الأتنين، إيه رأيك؟
- جميل
قالتها ثم اتجهت صوب مكتبة كبيرة تضم مجموعة ضخمة من كتب الطب وأخذت تمرر يدها على الكتب حتى أخرجت أحدهم وتابعت بسعادة
- الكتاب ده كان نفسي أقرأه من زمان، ممكن أخده؟
ابتسم بسعادة وحرك رأسه بالموافقة فبادلته بالابتسامة التي أسقطته
أسيراً في عشقها... احتضنت الكتاب كطفلة صغيرة ثم مضت معه إلى الشرفة وجلست على أحد المقاعد فجلس على المقعد المقابل لها وتحدث إليها فكانت تستمع إليه بإعجاب ولاحظ هو ذلك بوضوح فأمسك كفيها بين كفيه وتساءل
- قوليلي حاجة نفسك فيها أو حلم نفسك تحققيه؟
- عايزه أتخرج بسرعة علشان أبقى الدكتورة وعد
- طيب بمناسبة الدكتورة وعد، إيه رأيك تشتغلي معايا؟
- بجد؟!!!
تساءلت بطريقة طفولية أسرة للقلوب فحرك رأسه ليؤكد لها ما سمعته فلمعت عينيها فرحاً وأجابته
- موافقة طبعاً بس هشتغل إيه؟
ارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيه وأجابها مازحاً: تشتغلي بدالي لو تحبي
بادلته الابتسامة بأخرى تفوق سحره فتابع: أو المساعدة بتاعتي، قولتي إيه؟
- موافقة
- أنتي من امبارح بقيتي ملزمة مني وأي حاجة تحتاجيها أو تتمنيها هجبها لحد عندك
للمرة الأولى تخلت وعد عن خجلها فنظرت مُباشرةً إلى عينيه فبادلها بنظرات عشق لم يختبرها من قبل ثم رفع كفيها إلى شفتيه واحداً تلو الأخر وطبع على ظاهر كل واحد منهم قبلة رقيقة فخجلت بشدة إلا أنها لم تظهر له ذلك وأخذت تشاكسه بكلماتها فشعر بالسعادة لاختفاء نظرة الحزن التي كان يراها دائماً داخل مقلتيها
********
بالطريق...
كانت نادين شاردة الذهن وتفكر في أمير، لكنها عادت إلى أرض الواقع وأوقفت سيارتها على جانب الطريق حينما استمعت إلى صوت رنين هاتفها، وقبل أن تجيب المكالمة نظرت إلى والدتها وقالت
- ده هو
- ممتاز ردي وقوليله اللي اتفقنا عليه علشان نخلص من البت دي
ضغطت زر الإيجاب وتحدثت إلى شخص مجهول لعدة دقائق وقصت عليه ما يدور برأسها فرحب بالفكرة قائلاً
- أنا معنديش مانع، هاتيلي بس صورة ليها والعنوان وهخلي الرجالة تجيبها ونفرغها براحتنا، ده إحنا نخدمك بعينيا يا دكتورة وحقك محفوظ
- لا دي بالذات أنا اللي هشرحها بأيدي ومتتازله كمان عن أي فلوس تطلع من ببع أعضائها، المهم أخلص منها
بعد مرور عدة دقائق أنهت المكالمة ولمعة الانتصار تظهر داخل مقلتيها فربتت والدتها على كتفها بسعادة ثم طلبت منها إكمال الطريق فانطلقت نادين بسيارتها إلى فيلا أمير لتكمل باقي الخطة
ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف
No comments:
Post a Comment