سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Saturday, February 16, 2019

طريقي بقربك/منى سليمان

February 16, 2019 0
طريقي بقربك/منى سليمان

طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء

الفصل الحادي عشر - بقلمي منى سليمان

* جنون *  

خرجت وعد من الحمام وتفاجأت بعدم وجود أمير فشعرت بغضب لا تعرف سببه ثم اتجهت صوب الفراش وأراحت جسدها وهي تقول

- دكتور أمير فين؟ 

اقتربت منها الممرضة وجلست على حافة الفراش ثم ابتسمت بخبث وهتفت بسعادة

- دكتور أمير راح يطرد الدكتورة الرخمة نادين

جحظت عينيّ وعد من وقاحة تلك النادين فاعتدلت في جلستها وهمت أن تغادر الفراش لتلحق بأمير، لكن الممرضة لم تسمح لها بذلك 

- ممنوع تتحركي كتير، دي أوامر الدكتور
- أنا كويسه 
- لازم ترتاحي، دكتور أمير طيب جداااااااا بس ما بيحبش حد يكسر كلمته 

ابتلعت وعد ريقها بصعوبة وحركت رأسها كإشارة بالموافقة ثم أراحت جسدها مرة أخرى بالرغم من رغبتها في معرفة ما يحدث بالخارج، فقاطعت الممرضة شرودها حينما تابعت

- ما تقلقيش على دكتور أمير، ولو نفسك تتفرجي البنات هيصورولي الخناقة أصل إحنا بنكرها أوي

ابتسمت وعد على حديثها ثم هتفت متسائلة: ليه بتكرهوها كده؟ 

- يا ساتر دي تنحه أوي

قالتها بطريقة تمثيلية جعلت وعد تنفجر ضاحكة فشاركتها الضحك ثم استردت الممرضة أنفاسها وبدأت تقص على وعد أسباب كره الجميع لتلك الحرباء

********

بالخارج.... 
وصل أمير إلى باب المشفى وسمع نادين تعنف الحارس بشدة وتقذفه بأسوأ الألفاظ فاقترب منهما وهتف بحدة

- إيه اللي بيحصل هنا؟ 

كاد الحارس أن يجيبه لكن سبقته نادين حينما هتفت بنبرة صوت تحمل الحزن المصطنع

- كده يا أمير تخلي الشيء ده يمنعني أدخل

زفر أمير بضيق وشرع أن يتحدث، لكن الحارث لم يتقبل الأهانة فسبقه قائلاً 

- ما تحترمي نفسك يا وليه أنتي

أتسع فاها من وقاحة كلماته بينما قهقه أمير بأعلى طبقات صوته ما جعلها تشتاط غيظاً

- أنت راجل مش محترم و

توقف أمير عن الضحك وقاطعها قائلاً بحدة: أنتي تخرسي خالص ومش عايز أشوف وشك لا هنا ولا في البيت، وصدقيني لو عمي عايش كنت خليته يربيكي من أول وجديد لإنك فعلاً محتاجة تتربي

لم ينتظر ردها بل أشار إلى الحارس ليمنعها من الدخول كما طلب منه ثم غادر إلى غرفة وعد دون أن يعيرها أي اهتمام 

********

في غرفة وعد.... 
كانت الممرضة تقلد حركات نادين وطريقتها في الكلام فانفجرت وعد ضاحكة وعلّا صوت ضحكاتها لدرجة منعت أمير من فتح باب الغرفة ليستمع إلى صوت الضحكة الغائبة عن شفتيها لمدة لا يعلمها... ظل بالخارج لعدة دقائق وهو يشعر بالسعادة لأجلها وكان يضحك أيضاً على كلمات الممرضة 

- ويا اختي لو حد لمس حاجة من حاجتها تلوي وشها وتعمل كده (أنتي غبية) 

ضحكت وعد من جديد على كلمات الممرضة صاحبة القلب الطيب، فابتسم أمير بالخارج ولم يستطع أن يمنع نفسه أكثر من ذلك ففتح باب الغرفة بدون سابق إنذار لينعم برؤية ضحكتها.... توقفت وعد عن الضحك وتلونت وجنتيها بالحمرة، بينما خجلت الممرضة من فعلتها وغادرت الغرفة كالإعصار بعد أن لوحت مودعة إلى وعد.... اقترب منها وجلس على حافة فراشها ثم وضع يده أسفل ذقنها ورفع رأسها لينعم برؤية انعكاس صورته داخل عينيها

- مش هقولك أني بحبك علشان مش بحب الكذب بس هقولك إن جوايا في مشاعر ليكي مش عارف هي إيه، ما بحبش أشوف دموعك وبفرح بابتسامتك وعايز أشوفك قدامي على طول، ما تعرفيش ده إيه؟ 

كانت كل كلمة من كلماته تتسبب في تسارع نبضات قلبها، وما أن وصل سؤاله الفريد إلى مسامعها، ابتسمت على جنونه وحركت رأسها يميناً ويساراً كإشارة بعدم المعرفة فبادلها البسمة بغمزة من عينه اليسري وتابع قائلاً 

- طيب إيه رأيك نفضل سوا لحد ما نلاقي الإجابة؟ 

تضاربت المشاعر بداخلها بين السعادة لسماع كلماته العذبة والاندهاش من جنونه، لكنها شعرت برغبة ملحة في البقاء معه فأجابته بصوت يكسوه الخجل

- موافقة 
- أنا عارف أن فرق السن بينا كبير، علشان كده هنكتب الكتاب وهنتظرك لحد ما تخلصي أول سنة في الجامعة وبعدين نتجوز

بدأ كلماته بطريقة جادة ثم أنهاها بمزحة وغمزة من عينه فرفعت أحد حاجبيها لتبادله المشاكسة فتابع قائلاً 

- خلاص نخليها بعد تاني سنة
- لا 
- تالت سنة طيب، إيه رأيك؟ 

شرعت أن تعترض كعادتها، لكن قاطعها صوت طرق على باب الغرفة فزفر بضيق ثم نظر إليها قائلاً 

- مش عارف أطلب أيدك

ابتسمت على جنونه الذي لا يتوقف وأشارت إليه لكي يفتح باب الغرفة وبالفعل فتحه وتفاجأ برؤية أخر شخص قد يتوقع وجوده بالمشفى

- ماما!!!!! إيه اللي جابك وجيتي أزاي؟ 
- أنا جبتها

قالتها أمل التي كانت تختبأ خلف والدتها فضرب أحد كفيه بالأخر وهتف متسائلاً 

- بتعملوا إيه في المستشفى؟ 
- جايين نشوف العروسة، وسع كده

قالتها أمل ثم دلفت إلى الداخل وتبعتها والدتها دون أن يعيروا لاعتراض أمير أي اهتمام، فاقتربت سلوى من وعد وهتفت بسعادة

- بسم الله ماشاء الله

نظرت وعد إلى أمير فتحدث قائلاً: ماما وأمل أختي

همت وعد أن تقوم عن الفراش لتقترب من سلوى، لكنها منعتها حينما قالت بحنان وصوت دافئ

- خليكي مرتاحة 
- أنا مش تعبانه

قالت وعد كلماتها بسعادة ثم تركت فراشها وتقدمت منها لتصافحها فربتت سلوى على كتفها وهي تقول

- الواد أمير طلع ذوقه حلو أوي

خجلت بشدة وتوردت وجنتيها كعادتها ثم تقدمت من أمل وعانقتها فهتفت الأخيرة بسعادة

- طول عمري نفسي يبقى ليا أخت بنت 
- وأنا كمان 

استغلت سلوى انشغال الفتيات بالحديث ومالت على أذن أمير وتحدثت مازحة

- بيتفقوا عليك
- إيه اللي جابكم بجد؟ 
- لما قولت أنها تعبانه قولنا نيجي نعمل الواجب 

رفع أحد حاجبيه بعدم تصديق فأسرت ابتسامتها وتابعت قائلة: ونتفرج 

- وانا أقول وارث الشقاوة من مين، أتاريه منك يا سلوى
- سلوى!!!! دي الغزالة رايقه على الأخر
- شوفيها وهي بتضحك وهتعرفي أنا مبسوط ليه 
- ربنا يسعدك، بس مش لسه صغيرة على الجواز 
- لما نروح هفهمك كل حاجة

ابتسمت له وربتت على كتفه فأمسك يدها وطبع على ظاهرها قبلة حانية رأتها وعد واستشعرت حنانه

********

في مصلحة الطب الشرعي.... 
انتهى أمجد من تشريح الجثة ثم اتجه إلى مكتبة ليكتب التقرير... وبعد مرور عدة دقائق أنهى تقريره وأراح ظهره على المقعد ثم أمسك هاتفه ليجري اتصالاً بهاتف أمير ليعرف مستجدات الأحداث، لكن وقعت عينيه على مكالمة لم يجيبها من رقم غير مسجل فتسرب الشك بداخله ولم يتردد ولو لدقيقة بإعادة الاتصال... في ذات اللحظة كانت حنين ماتزال نائمة لكنها تململت في الفراش حينما صدع صوت رنين هاتفها.... فتحت عينيها بصعوبة ثم نظرت إلى اسم المتصل وانتفضت عن نومتها حينما وجدت الاتصال منه... ترددت في ضغط زر الإيجاب فبالرغم من رغبتها في الاطمئنان عليه، إلا أنها تخشى غضب شقيقها فقررت عدم الرد... على الجانب الأخر أبعد أمجد الهاتف عن أذنه ثم وضعه على سطح المقعد وبداخله صوت يخبره أنها صاحبة الرقم.... وبعد مرور عدة دقائق من التفكير حمل هاتفه ومفتاح سيارته ثم غادر إلى المشفى ليطمئن على وعد بدلاً من الاتصال بأمير

*******

في منزل نادين.... 
دلفت إلى منزلها وهي في حالة يرثى لها، وما أن رأتها والدتها في تلك الحالة تقدمت منها وهتفت بقلق متسائلة

- في إيه؟ 
- أمير هيتجوز

أتسع فاه والدتها وتعالت شهقاتها بينما انفجرت دموع نادين كالشلال، فرمقتها والدتها بنظرة غيظ وتحدثت بغضب قائلة

- ياما نصحتك وقولتلك أدلعي عليه وعلقيه بيكي 
- أنا عملت المستحيل وهو مكنش 

قاطعتها قائلة بحدة: خلاص اللي حصل حصل خلينا نفكر في حل للمصيبة دي 

- أنا راجعه تعبانه بكرة نتكلم

دلفت نادين إلى غرفتها وهي تجر أذيال خيبتها ثم جلست على المقعد الموضوع أمام المرآة وأخذت تطالع هيئتها التي يرثى لها فزفرت بضيق وهتفت بغيظ

- مش هسيبك تتهني يا وعد

*********

في المشفى... 
وقفت سلوى عن مقعدها ثم تقدمت من وعد التي كانت تتحدث إلى أمل ثم هتفت بسعادة

- شكلكم كده هتتفقوا على أمير 

ابتسم أمير على مشاكسة والدته بينما وقفت أمل عن مقعدها وتحدثت بسعادة قائلة 

- خلاص أنا حبيت وعد يعني تحت حمايتي
- ربنا يديم المحبة بس لازم نمشي 

اقتربت وعد من سلوى وهي تزم شفتيها بطريقة طفولية فربتت سلوى على كتفها وهتفت بحنان

- على عيني أسيبك وأمشي 
- طيب أقعدوا شوية
- معلش يا حبيبتي بكرة تيجي تعيشي معانا ونفضل سوا على طول

توردت وجنتيّ وعد لشعورها بالخجل فابتسمت سلوى على براءتها بينما تسارعت نبضات قلب أمير... وبعد مرور عدة دقائق غادرت سلوى برفقة أمل فاقترب أمير من وعد وتحدث بجدية مصطنعة قائلاً 

- يلا على السرير علشان ترتاحي علشان هاخد عينة دم وأعملك شوية تحاليل
- بس 

قاطعها قائلاً بحزم: ما بحبش الاعتراض

- مش اعتراض بس بجد أنا مش تعبانه وشايفه التحاليل ملهاش لازمة
- التحاليل مهمة جداً وأنا عايز أطمن عليكي

امتثلت لرغبته وعادت إلى الفراش فقام بسحب عينة دم من وريدها ثم غادر إلى المعمل وأعطى العينة إلى الطبيب المختص بالتحاليل وطلب منه إجراء كافة التحاليل ليطمئن عليها ثم عاد إلى غرفتها وجلس على حافة الفراش فقالت برقة دون أن تنظر إلبه

- أنا عايزه أروح

وضع أنامله أسفل ذقنها ورفع رأسها لتتقابل أعينهم من جديد وأطال النظر إليها لدرجة أخجلتها فابتسم لها وتحدث بحنان قائلاً 

- مش عايزه تفضلي معايا؟ 
- م مش قصدي بس عايزه أروح، ممكن؟ 

ارتسمت على شفتيه ابتسامة خلفت تسارع لنبضات قلبها فاقترب منها أكثر وأكثر ما جعل صدرها يعلو ويهبط

- مش عايزه تفضلي معايا؟ 
- والله لا بس

قاطعها قائلاً: يعني عايزه تفضلي معايا لأخر يوم في عمري؟ 

- لو جاوبتك هتسيبني أروح؟ 

كاد أمير أن ينفجر ضاحكاً على براءتها لكنه لم يفعل حتى لا يغضبها واكتفى بتحريك رأسه لأعلى وأسفل كإشارة بالموافقة فوجهت نظراتها إلى الأرض وهتفت برقة

- عايزه أفضل معاك، ممكن أروح بقى؟ 

ما أن وصلت كلماتها إلى مسامعه شعر بأنواع عدة للسعادة تسري بداخله ثم تنحنح قليلاً وقال

- طيب هخرج على ما تغيري هدومك وهروحك 

غادر الغرفة فتنفست وعد بعمق وجلست على حافة الفراش لشعورها باهتزاز الأرض تحت قدميها ثم تحدثت إلى نفسها قائلة

- ده مجنون بجد

*********

بعد مرور عدة دقائق طرق أمير باب غرفتها ودلف إليها فاقتربت منه وعد وهتفت برقة 

- أنا جاهزة

كاد أن يتحدث لكن قاطعه دخول أمجد قائلاً ببلاهة: بتعملوا إيه؟ 

رمقه أمير بنظرة نارية ثم هتف بغيظ متسائلاً: إيه اللي جابك؟ 

رفع أمجد كتفيه بلامبالاة وأجابه قائلاً: جاي أطمن على وعد، عندك مانع؟ 

- لا معنديش يا خفيف 

قالها أمير بغيظ ثم دعس على قدم أمجد فتأوه الأخير بشدة بينما ضحكت وعد فنسى أمير غضبه وتأملها بهيام فوكزه أمجد في كتفه وهتف بغيظ

- تور داس على رجلي
- بس يا مشرحجي
- بس يا بتاع نادين زفت ال

توقف أمجد عن إكمال كلماته حينما شعر ببلاهة ما تفوه به فعض أمير شفتاه بغيظ وشعر برغبة في الفتك بابن خالته بينما توقفت وعد عن الضحك وشعرت بغضب يتسرب إلى قلبها وظهر ذلك بوضوح على قسمات وجهها فاقترب أمير منها وهتف متسائلاً 

- مالك؟ 
- مفيش

قالتها بغضب طفولي فأسر أمير ابتسامته لاستشعاره الغيرة المصاحبة لنبرة صوتها وقرر تلطيف الأجواء 

- كنت عايز عنوان بيت والدك علشان 

قاطعته قائلة بحدة لم تعتادها من قبل: لييييه؟ 

اندهش أمجد بشدة بينما ابتلع أمير ريقه وأجابها بهدوء قائلاً 

- علشان أطلب أيدك منه ويحضر كتب الكتاب

تلألات الدموع في عينيها فأشار أمير بيده إلى أمجد لكي يغادر فنغذ رغبته وانتظرهم بالخارج بينما اقترب أمير من طفلته ومسح الدمعة التي هربت من عينها وتابع بحنان قائلاً 

- أوعدك أن محدش في الدنيا دي هيزعلك دون ما أنا عايش
- مش عايزه أشوفه 
- عارف بس شرعاً هو وليك في الجواز 

ابتعدت عنه خطوات قليلة إلى الوراء وقالت بحدة: يبقى مش هتجوز

جحظت عينيه في عدم تصديق، لكنه رفض الاستسلام فأخذ يقترب منها وشرار الغضب يتطاير من عينيه فشعرت بالخوف ما جعلها تتراجع إلى الوراء حتى اصطدمت بالفراش وجلست عليه فمال عليها واقترب منها بشدة فشعرت بقلبها يكاد أن يفارق الضلوع، لكنه لم يهتم للخوف والخجل اللذان سكنا مقلتيها وهتف بحدة مصطنعة قائلاً 

- أسمع كده قولتي إيه؟ 
- ما ما ما 

قاطعها قائلاً: اللي بعده

- مقولتش ح حاجة

كاد أن ينفجر ضاحكاً، لكنه تمسك برسم الجمود على قسمات وجهه وتحدث مازحاً 

- ناس ما تجيش إلا بالعين الحمراء صحيح

قالها وهو ينظر إلى عينيها فابتسمت رغماً عنها فبادلها بغمزة من عينه وابتعد عنها قليلاً وهو يقول

- لو بتثقي فيا أديني العنوان ومش هخلي حد يأذيكي

حركت رأسها كإشارة بالموافقة فشعر بالسعادة لكونها تثق به.. أخرجت من حقيبتها ورقة وقلم ودونت العنوان ثم أعطته الورقة فابتسم لها وهتف بحنان 

- يلا علشان أروحك وأروحله

مضت برفقته ولحق بهما أمجد، وما أن وصلوا أمام السيارة فتح أمير بابها لتركب ثم نظر إليها وهتف

- هقول لأمجد حاجة وهاجي 

دلفت إلى السيارة فاقترب من أمجد وتحدث معه لدقائق قليلة ثم عاد إليها وانطلق بالسيارة وتبعهما أمجد بسيارته

********

بعد مرور عدة دقائق وصل أمير إلى وجهته فأوقف سيارته أسفل العقار الذي تسكنه وعد... كادت أن تترجل من السيارة لكنه منعها حينما قبض يده برفق على يدها ورفعها لتستقر عند شفتيه طابعاً على باطنها قبلة عميقة فخجلت بشدة وسحبت يدها وهي تقول

- أنا لا لازم أط ل ع و 

ابتسم على حالة الارتباك الذي تملكتها فقاطعها قائلاً: اشششششش جمعي، عموما أنا فهمت إنك عايزه تطلعي 

لم تجيبه من شدة خجلها فتابع قائلاً: ما تناميش إلا لما أرجع

- حاضر 

ترجلت من السيارة ودلفت إلى العقار فتابعها بعينيه حتى اختفت تماماً فأغلق سيارته ودلف إلى سيارة أمجد فانطلق الأخير إلى منزل والد وعد وشعر بالسعادة حينما علم أنه ذات العقار الذي تسكنه حنين... وما هي إلا دقائق حتى وصل إلى وجهته فأوقف السيارة وترجلا منها ثم دلفا سوياً إلى العقار.... اتجه أمير صوب شقة والد وعد بينما أخذ أمجد يدور بعينه في العقار عله يقابل حنين فعاد إليه أمير وهتف بحدة

- بتدور على إيه؟ 
- ولا حاجة 
- طيب تعالى الشقة أهيه

اقترب أمير من باب الشقة وطرقه فجحظت عينيّ منيرة ثم ابتعدت عن عشيقها فزفر الأخير بغيظ 

- يالهوي ليكون يحيى رجع
- قولتلك تعالي بيتي وانتي ما

قاطعته وهي ترتدي ثيابها قائلة: أنت لسه هتعاتب، ألبس هدومك واستخبى في أي حته 

انتهت من ارتداء ثيابها ثم اتجهت صوب باب الشقة وفتحته فابتسم لها أمير وهتف متسائلاً 

- أستاذ يحيى موجود؟ 
- لا 

همت أن تغلق باب الشقة، لكن منعها أمير حينما فتح الباب بقدمه فأردفت بحدة قائلة

- أوعى رجلك
- عايز رقمه
- معرفش ولو أتكلمت كلمة زياد هصوت وألم عليك العمارة 

قالتها ثم أغلقت الباب بحدة فلوى أمجد شفتيه بضجر وهتف بغيظ

- إيه الست البيئة دي
- أكيد دي مرات أبوها
- طيب يلا نمشي لحسن شكلها مجنون
- لا أستنى نخبط على الشقة اللي قدامهم 

جذبه أمجد من معصمه وهو يقول: يا ابني يالا ليطلعوا مجانين هما كمان

- أتهد شوية، وعد قالتلي دي شقة حنين هاخد منها الرقم وهنمشي

اتجه أمير صوب باب الشقة وطرق بابه بخفة بينما وقف أمجد يهندم ثيابه استعداداً لرؤية المشاكسة التي سيطرت على عقله وتفكيره بجنونها

ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف

Friday, February 15, 2019

طريقي بقربك/منى سليمان

February 15, 2019 0
طريقي بقربك/منى سليمان

طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء

الفصل العاشر - بقلمي منى سليمان

* تعارف *  

التفتت وعد إليه فاقترب منها وأمسك يدها وساعدها على النهوض ثم نظر إلى عينيها التي تورمت من كثرة البكاء وهتف بصوت دافئ

- إيه اللي جابك هنا؟ 

لم تجيبه ولو بكلمة بل ألقت بجسدها في صدره وانفجرت باكية.... اندهش من فعلتها لكنه لم يظهر لها ذلك بل حاوطها بحنان وتركها تفرغ الغضب الكائن بداخلها.... ظلت تبكي وتبكي دون أن يمنعها أو يطلب منها التوقف، وبعد مرور عدة دقائق توقفت عن البكاء وسكنت بين أحضانه فأبعدها عنه ثم نظر إلى عينيها وتحدث قائلاً 

- تتجوزيني؟ 

حركت رأسها يميناً ويساراً كإشارة بالنفي وهمت أن تغادر لكنه لم يسمح لها بذلك وقبض يده على يدها ثم جذبها إليه وكرر سؤاله فأكدت رفضها وحاولت الابتعاد عنه إلا أنه تمسك بها أكثر وهتف متسائلاً 

- ليه؟!!! 

مسحت دموعها ثم قالت بصوت غلفه الحزن: مش عايزه حاجة من حد ولو سمحت سيبني، أنا هختفي من الدنيا كلها

- ودراستك؟ 
- مش هروح الجامعة دي تاني أبداً، سيبني من فضلك

قالت كلماتها ثم عادت لتبكي من جديد فشعر بجمرة نار تسري داخل قلبه و سمح لنفسه بأن يمسح دموعها وهو يتمتم

- اشششششش خلاص كفاية، لازم تبقي أقوى من كده وما تسمحيش لحاجة تافهة تكسرك 

ما أن وصلت كلماته الأخيرة إلى مسامعها انفجرت ضاحكة فاندهش بشدة لتبدل حالها وتابع متسائلاً 

- بتضحكي على إيه؟ 
- تافهة 

قالتها ثم علاّ صوت ضحكاتها فازداد اندهاشه وسألها مرة أخرى عن سبب الحالة التي أصابتها فتابعت وهي مازالت تضحك 

- حاجة تافهة، بقالي سبع سنين عايشه في جحيم مع مرات بابا وفي الأخر طردتني وبابا وقف ساكت، وجوز ماما وعمي ومراته كمان طردوني وقالولي طب إيه اللي عايزه تدخليه أنتي فاكرة نفسك مين، تخيل نمت ليلة على الرصيف قبل ما طنط سوسن تاخدني أعيش معاها، شوفت يا دكتور اللي كسرتني حاجة تافهة أزاي شوفت شوفت

ظلت تكرر كلمتها الأخيرة مراراً وتكراراً وتجدد بكائها فجحظت عينيّ أمير من هول ما سمع وسيطرت الصدمة على قسمات وجهه لكنه فاق من صدمته حينما سقطت مغشياً عليها فحملها واتجه بها صوب سيارته ثم وضعها بداخلها وانطلق إلى المشفى وقلبه ينزف دماً على حالتها والظلم والذل الذي تعرضت إليه

********

في منزل سوسن... 
كانت حنين تجوب الغرفة ذهاباً وإياباً وهي تشعر بالقلق على وعد... ولم تتوقف سوسن عن البكاء من شدة قلقها هي الأخرى فأخرج أمجد هاتفه وأجرى اتصالاً بهاتف أمير عله يحصل على أي معلومة تقلل من حدة توتر الجميع... ما أن صدع صوت رنين هاتف أمير، أجاب المكالمة وقص على أمجد كل ما حدث وأخبره أيضاً أنه في طريقه للذهاب إلى المشفى، فأنهى أمجد المكالمة ونظر إليهن قائلاً 

- أمير لقاها 
- ألف حمد وشكر ليك يارب

قالتها سوسن ثم اقتربت من أمجد وتابعت قائلة: هما جايين مش كده؟ 

نظر أمجد إلى حنين فعلمت أن هناك خطباً ما فاقتربت من سوسن وتحدثت بهدوء مصطنع

- المهم أننا لقيناها
- يعني هتيجي، صح يا حنين؟ 

نظرت حنين إلى أمجد فابتلع ريقه وأجابها: هي بس تعبت شوية وأمير 

قاطعته سوسن قائلة بنبرة صوت تحمل القلق: تعبت أزاي؟ 

- أغمى عليها وأمير هينقلها المستشفى 

وضعت سوسن يدها على ثغرها لتكتم صرختها بينما احتضنتها حنين لتقلل من حدة توترها وهتفت بهدوء 

- ما تقلقيش يا طنط هنروح نطمن عليها، مش كده يا دكتور؟ 
- أيوه طبعاً هنروح حالاً المستشفى 
- هدخل أغير وننزل على طول 

قالتها سوسن ثم دلفت إلى غرفتها لتبدل ثيابها فاقترب أمجد من حنين وتحدث بهدوء قائلاً 

- مش كفاية دموع وتوتر، خلاص أطمنا عليها

رفعت حنين بصرها لتتقابل عينيها الدامعة بعينيه فخجلت بشدة ووجهت نظراتها إلى الأرض ثم هتفت برقة

- حاضر

تركته ودلفت مسرعة إلى غرفة سوسن فابتسم على فعلتها وهتف في نفسه مازحاً 

- والله مجنونة
*******

وصل أمير إلى المشفى ودلف إليها حاملاً وعد ثم اتجه صوب غرفة الطوارئ ووضعها على الفراش وهو يشعر بالقلق عليها.... خلع جاكيت حلته ثم بدأ في معاينتها ليصدم بضعف نبضات قلبها وانخفاض ضغطتها بصورة جعلت الطبيب الساكن بداخله يعلن حالة الطوارئ... أسرع في تركيب المحاليل اللازمة ووضع بداخلها العقاقير المناسبة لمساعدتها ثم جلس إلى جوارها وأخذ يتأملها وهو يشعر بالأسى على ما مرت به بالرغم من سنوات عمرها القليلة.... أخذ يمرر ظاهر يده على وجنتها دون أن يعرف السبب الذي دفعه لذلك فقط أراد أن يخفف عنها ولو بلمسة... ابتعد عنها قليلاً ثم أحضر مقعداً وجلس إلى جوارها وكان يتفقد مؤشراتها الحيوية بين تارة وأخرى... وبعد مرور عدة دقائق وصل أمجد برفقة حنين وسوسن إلى المشفى وذهبوا مُباشرةً إلى غرفة وعد فبكت سوسن حينما رأتها فاقدة للوعي ثم اقتربت منها وأخذت تمسد على خصلات شعرها بحنان وهي تقول

- اوعي تسبيني وتمشي يا وعد، كفاية نور مشيت من غير ما تخدني معاها

في تلك اللحظة كانت وعد غارقة بأحلامها المخيفة، وجدت نفسها وحيدة في غرفة مظلمة وتشعر بالبرد والخوف في آن واحد... صرخت وصرخت لكن لم يسمعها أحد فجلست على الأرض في إحدى زوايا الغرفة وبكت على حالها، لكن الظلام لم يدوم كثيراً فقد كان صوت سوسن بمثابة بر الأمان لها، ما جعلها تسترد وعيها وتفتح عينيها لتتقابل بعينيّ أمير الذي تنفس براحة حينما عادت إليهم

- حمدالله على السلامة، إيه النوم ده كله؟

قالها مازحاً فظهرت شبه ابتسامة على شفتيها بادلها بغمزة من عينه ثم نظر إلى سوسن وهتف بجدية

- وعدتك إني هرجعها وبفضل ربنا رجعت
- ربنا يخليك ويحفظك لشبابك

طبعت سوسن قبلة على مقدمة رأس وعد وفعلت حنين المثل، بينما مال أمجد على أذن أمير وتحدث مازحاً كعادته

- بقيت السوبر هيرو بتاعها، الله يسهلك
- أتهد وأسكت كفاية وشك اللي يقطع الخميرة من البيت
- يا سلام!!!!! 
- ده أنت بس جيت تشوفها الدنيا ولعت، ما بالك لو كنت طولت شوية

اشتعل أمجد غضباً فضيق بين حاجبيه ثم وكز أمير في صدره فتأوه بمشاكسة ما جعل وعد تنظر إليه فغمز لها مرة أخرى وهتف بجدية مصطنعة

- وعد محتاجة ترتاح يا جماعة وبعد إذن حضرتك هخليها تحت الملاحظة النهاردة لأن تكرار الإغماء ما يطمنش

ابتسمت سوسن حينما استشعرت رغبته في البقاء معها فطبعت قبلة على مقدمة رأسها ثم تركت مقعدها واقتربت من أمير 

- أنا همشي وانا مطمنة عليها وهرجع الصبح بأمر الله
- مفيش داعي أنا الصبح هوصلها لحد البيت 

ربتت سوسن على كتفه ثم ودعت وعد وفعلت حنين المثل قبل أن تغادر برفقة أمجد، فعاد أمير إلى مريضته وجلس على حافة فراشها وهو يقول بابتسامة ساحرة

- أنا هتحفظ عليكي النهارده هنا ومش هروح هفضل جمبك
- ملوش لازمة، انا مش محتاجة شفقة من

قاطعها قائلاً بحزم: ولا كلمة زيادة أنا ما بشفقش عليكي، أنا عايز أتجوزك على سنة الله ورسوله 

- علشان الفضيحة يعني شفقة
- مين قالك كده

قالها بنبرة صوت هادئة وهو ينظر إلى عينيها فخجلت بشدة وتوردت وجنتيها فابتسم لها وتابع قائلاً 

- أعملي حسابك كتب الكتاب أخر الأسبوع وده أخر كلام عندي
- مجنون

قالتها بصوت خفيض وصل إلى مسامعه فأسر ابتسامته واقترب منها بشدة فخجلت ظناً منها أنه على وشك القيام بعمل متهور، لكنه فاجأها حينما ساعدها على الجلوس قليلاً ثم وضع وسادة خلف ظهرها، وما أن عاد لجلسته نظر إليها لدقائق ثم استرد انفاسه وهتف متسائلاً 

- إيه رأيك نتغدى بيتزا؟ 
- نعم؟!! 
- هطلب بيتزا مستغربة ليه؟ 

ابتسمت على جنونه فتسارعت نبضات قلبه في سعادة وأطال النظر إليها لدرجة أخجلتها فتنحنح قائلاً 

- أحم ها قولتي إيه؟ 
- موافقة
- على البيتزا ولا الجواز؟ 
- أنت مش طبيعي أبداً على فكرة

لا يعلم لما شعر برغبة ملحة في احتضانها، لكنه لم يفعل خوفاً من إغضابها واكتفى بابتسامة جعلتها تخبئ عينيها من شدة خجلها 

********

بالطريق ...
كان أمجد يختلس النظر بين تارة وأخرى إلى الجميلة الجالسة بالمقعد الخلفي من خلال مرآة السيارة الداخلية لكنها لم تنتبه لنظارته فقد كانت تتابع الطريق كالأطفال... وبعد مرور ساعة أوقف سيارة حنين أسفل العقار الذي تسكنه سوسن فترجلت حنين وودعتها ثم ركبت إلى جوار أمجد فانطلق مرة أخرى إلى منزلها وبمجرد أن وصل إلى وجهته أوقف السيارة ثم نظر إليها وأعطاها المفتاح 

- زي ما اتفقنا ما هتركبيهاش غير لما تتعلمي وتاخدي رخصة
- حاضر 
- وعد؟ 

قالها بجدية فابتسمت له وهتفت بذات الجدية: وعد

ترجل من السيارة ووقف في انتظار سيارة أجرة تقله إلى سيارته فتابعته بعينيها حتى أوقف سيارة واستعد لركوبها، لكنه لم يفعل بل أمر السائق بالانتظار وعاد إليها 

- تحبي أعلمك السواقة؟ 
- بجد؟!!!! 

قالتها وهي تضم كفيها إلى صدرها كطفلة شقية فابتسم على فعلتها وحرك رأسه بنعم، لكنها تذكرت شقيقها فتابعت قائلة

- معلش مش عايزه أتعبك
- مش هتتعبيني
- ما هو مش هينفع بصراحة، أخويا ممكن يقتلني وشبابي هيروح في الوبا زي هنادي 

رفع أحد حاجبيه وتساءل: مين هنادي؟ 

ضحكت بجنون ثم استردت انفاسها وأجابته: ما تاخدش في بالك

غمز لها بمشاكسة وقال مازحاً: ماشي يا هنادي

شعرت بالخجل ووجهت نظرها إلى الأرض فارتسمت ابتسامة على شفتيه خلفتها براءتها ثم أخرج ورقة وقلم وكتب رقم هاتفه وأعطاه إليها

- لو أحتاجتي سواق في أي وقت كلميني

أخذت منه الورقة ولوحت بيدها مودعة ثم دلفت إلى المنزل فتابعها بعينيه حتى اختفت تماماً ثم اتجه صوب السيارة وركبها

******

في المشفى.... 
كانت وعد تتناول الطعام في صمت تام دون أن تنظر إلى أمير أو تتحدث معه، فضيق بين حاجبيه وقرر مشاكستها قائلاً 

- وبعدين؟ 

رفعت رأسها ورمقته بنظرة اندهاش: هو إيه اللي بعدين؟ 

- هتفضلي ساكته ومش عايزه تبصيلي 

غمز لها فابتسمت رغماً عنها وكادت أن تتحدث لكن قاطعها صوت رنين هاتفه فاخرج الهاتف وقرأ أسم المتصل وقبل أن يجيب المكالمة نظر إليها وهتف 

- دي حبيبتي

ما أن وصلت كلمته الأخيرة إلى مسامعها مطت شفتيها بضجر ورمقته بنظرة غضب فأسر ابتسامته وأجاب قائلاً 

- نعم يا قلبي 

اشتعلت غضباً وهمت أن تقوم عن مقعدها إلا أنه لم يسمح لها بذلك وقبض يده برفق على يدها فجلست مرة أخرى وهي ترمقه بنظرات غضب

- أمير يا أمير روحت فين؟ 
- أسف يا قلبي معاكي 
- مش هتيجي على الغداء 

تساءلت سلوى فأجابها بمشاكسة: لا أنا مش هرجع البيت النهارده، أتغدي أنتي يا قلبي

أتسع فاه وعد من وقاحة كلماته كما اعتقدت فجاهدت لتحرر يدها من قبضته لكنه تمسك بها أكثر وأكثر ثم أكمل حديثه 

- ماما جهزي نفسك علشان هنروح بكرة نخطب

وضعت سوسن يدها على فاها لتكتم صرختها الناتجة عن السعادة، بينما عضت وعد على شفاها السفلى من شدة خجلها فابتسم على فعلتها ثم حرر يدها وتابع حديثه قائلاً 

- روحتي فين يا ست الكل؟ 
- بتتكلم بجد يا أمير؟ 
- العروسة قاعدة قدامي تحبي تكلميها؟ 
- أكيد 

أبعد الهاتف عن أذنه وأعطاه إلى وعد فأخذته وهي لا تصدق ما يحدث معها ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت بصوت مرتعش

- ا السلام ع عليكم
- وعليكم السلام يا حبيبة قلبي، أنتي وعد مش كده؟ 

اندهشت وعد بشدة وشعرت بصدق أمير حينما أخبرها أنه لا يشفق عليها فأجابتها قائلة

- أيوه أنا وعد
- أمير ملوش سيرة غيرك

توردت وجنتيها خجلاً فشعر هو بالرضا فكم يعشق خجلها وتورد وجنتيها وهي إلى جواره... وبعد مرور عدة دقائق من الثرثرة أرجعت الهاتف إلى أمير بعد أن أنهت المكالمة فأخذه وتحدث قائلاً 

- أمي طيبة جداً، إيه رأيك نتعرف على بعض من أول وجديد؟ 
- مش فاهمة
- هنعتبر أننا أول مرة نتقابل، أنتي مريضة وأنا الدكتور بتاعك وحابب أتقدملك فنتعرف على بعض وكل واحد يحكي تفاصيل حياته

ابتسمت على جنونه لكنها قررت مسايرته لتتعرف إليه أكثر فابتسمت له ابتسامة رقيقة وحركت رأسها بالموافقة... بدأ يقص عليها تفاصيل سنوات عمره فأخبرها أنه الابن الأكبر لأسرته ولديه أخت تصغره بأربع سنوات وتعمل بجريدة شهيرة.... شردت في كلماته وطريقة حديثه عن أهله وبخاصة عشقه لوالدته فشعرت بالإعجاب والفخر في ذات الوقت، فبالرغم من إمتلاكه للمشفى وانتمائه لأسرة مرموقة إلا أنه حسن الخلق ومتواضع لدرجة تجعل من يجلس معه يشعر بالألفة.... وبعد مرور عدة دقائق من الثرثرة توقف عن الحديث وتأملها لدقائق فخجلت كعادتها وهتفت بصوت مرتعش

- طي طيب ليه يعني ما أتجوزتش لحد دلوقتي؟ 
- كنت بدور عليكي

ما أن وصلت كلماته إلى مسامعها، تسارعت نبضات قلبها لدرجة جعلتها تشعر أنه على وشك الخروج من بين الضلوع في أي لحظة، فارتبكت بشدة وهمت أن تقوم عن مقعدها متناسية المحلول المعلق بيدها، فتأوهت بشدة... انتفض عن مقعده وتقدم منها ثم أمسك يدها التي كانت تنزف وهتف بحدة 

- مش تخلي بالك من الكانيولا اللي في أيدك
- ك كنت رايحه الحمام

ارتسمت ابتسامة خفيفة على جانب ثغره لاستشعاره الكذب المصاحب لنبرة صوتها ثم أزال المحلول عن يدها وقام بتطهير الجرح وقبل أن تسحب يدها رفعها على شفتيه وطبع على جرحها الصغير قبلة رقيقة فأسرعت بسحب يدها والهروب منه في الحمام ثم وقفت خلف بابه ووضعت يدها على قلبها علها تهدئ دقاته المتسارعة 

*******

في منزل حسام.... 
خرجت حنين من الحمام بعد أن أنعشت جسدها تحت المياة ثم اتجهت صوت المرآة وأخذت تمشط خصلات شعرها وهي تفكر في الطبيب الذي جمعها القدر به... تركت الفرشاة من يدها وأمسكت حقيبتها ثم أخرجت منها الورقة التي أعطاها إياها، وبعد دقائق قليلة من التفكير أحضرت هاتفها وأجرت اتصالاً بهاتفه... في ذات الوقت كان أمجد يتابع عمله في المشرحة فلم يستطع أن يجيب المكالمة فزفرت حنين بضيق وهتفت بغيظ

- أحسن أنه ما ردش بتصل بيه ليه أنا أصلا، هقوم أتخمد

اتجهت صوب الفراش وأراحت جسدها عليه ثم احتضنت وسادتها واستسلمت إلى النوم في أقل من دقيقة 

********

في المشفى... 
أوقفت نادين سيارتها أمام المشفى ثم ارتدت نظارتها الشمسية لتداري أثر اللكمة التي وُجهت إلى عينها اليسري... ترجلت من السيارة ثم اتجهت صوب باب المشفى لتدلف لكن منعها حارس الأمن حينما وقف أمامها فزفرت بضيق وهتفت بحدة

- أبعد من وشي
- ممنوع يا دكتورة
- هو إيه اللي ممنوع يا متخلف أنت؟!!!   

جز الحارس على أسنانه واشتعل غضباً فشعر برغبة ملحة في الفتك بها لكنه لم يفعل بل رمقها بنظرة اشمئزاز وأجابها ببرود

- ممنوع تدخلي المستشفى ودي أوامر دكتور أمير
- أنت أكيد اتجننت وسع من وشي

همت أن تتخطاه لكنه منعها مرة أخرى وهتف: ما قولت ممنوع

- بقولك أبعد من وشي أحسنلك
- وإن ما بعدتش هتعملي إيه؟ 
- هخلي نهارك أسود 
- برضو ممنوع 

في ذات اللحظة طرقت إحدى الممرضات باب غرفة وعد التي كانت ما تزال داخل الحمام فترك أمير مقعده وفتح الباب

- آسفة على الإزعاج بس دكتورة نادين على باب المستشفى وعامله مشكلة

جز أمير على أسنانه وتطاير شرار الغضب من عينيه ثم نظر إلى الممرضة وتحدث بهدوء مصطنع

- خليكي مع وعد لحد ما أرجع
- تحت أمر حضرتك

دلفت الممرضة إلى الغرفة بينما اتجه أمير صوب باب المشفى وهو يتوعد لتلك الحرباء

ممنوع النقل أو الاقتباس، الرواية مسجلة بالملكية الفكرية التابعة لوزارة الثقافة... دائرة حقوق المؤلف

Wednesday, February 13, 2019

عناق المطر/moonlight

February 13, 2019 0
عناق المطر/moonlight
عناقي الثاني عشر

فريدة أنت ،.!!
لا تشبهين احدا"،!!
تشبهين كل الجمال الذي بلون الارض،!!
تشبهين اشياء لا يمكن ان ترى،!!
تشبهين الاحلام والرؤى،!!
مقتبس
****

توقف المطر منذ الساعات الاولى للصباح وقد بدت السماء صافية والغيوم قد اختفت، يبدو ان اليوم سيكون جميلا" هذا ما قالته لنفسها ايلينا وهي تقف امام نافذتها تراقب حبيبها يتجول في حديقة المنزل وقد اقترب من ذلك الباب الحديدي القديم وكما توقعت انه باب القبو ، فتحه ودخل ولا تدري لم.
-- صباح الخير فيكي القت التحية ايلينا وهي تدخل المطبخ لتعد القهوة لكنها وجدتها جاهزة .
-- لقد اعدها اليكس قالت فيكي وهي تحمل حقيبتها وملفات القضأيا التي كلفت بدراستها ، وتابعت اخبري اليكس ساكون قبل موعد العشاء ، اقتربت من ايلينا
ومنحتها عناقا صغيرا" وهي تعتذر لعدم  مساعدتها بتحضير العشاء للضيف .
خرجت مع فيكي للحديقة في حين الاخرى استقلت سيارتها
بطريقها لعملها ، بقيت ايلينا تقف امام الباب تنتظر اليكس الذي كان يقترب منها مبتسما" وهو يحمل بيده بضعة زجاجات رجحت ايلينا ان يكون نبيذ معتق سيقدمه لضيفه السري.
اقترب منها ومنحها قبلة على خدها بينما هي احتضنته وقالت
--صباح الخير حبيبي، لم يجيبها بل منحها ابتسامة صغيره ودخل للمنزل وهو يشيرلها ان تلحق به، ما ان دخلا
سويا  حتى وضع ما بيده على المنضدة واحتضنها بقوة
-- الان استطيع ان ارد تحيتك حبيبتي ، صباح الخير
حلوتي ، قال ذلك وهو يشدد من عناقه لها وكانه لم يرها منذ دهر.
خجلها وتوترها واضطرابها هو ما يجعله يتعلق بها اكثر ويقسم بنفسه ان يمنحها كل الحب الذي تحمله ثنأيا قلبه بل ويزيد ، هي ذلك الحلم الذي تمناه منذ كان شابا صغيرا" عندما قصت عليه والدته قصة حب والده لها، وطريقة تقدمه لطلب الزواج بها ، ورغم مرور السنين على وفاة والدته لم يفكر بالزواج ثانية ، احتراما ووفاءا" لحبهما ، ولقناعته بانه حصل على ما يرد معها فلن يستطيع منح أي منهن ولو قدرا" ضئيلا" من الحب ، فكانا مثالا للزوجين الذين طالما حلم بان يجسد قصتهما مع من تستحق قلبه.
-- هل أنت جاهزة حبيبتي ، سالها قد تفاجات
-- جاهزة لماذا اليكس ؟ اجابته
-- للتسوق ، سنذهب لشراء مستلزمات العشاء هيا بسرعة بدلي ثيابك قال وهو ينظر لما ترتديه .
نظرت لنفسها وضحكت
-- هل أنت جاد اليكس ؟ سألته وهي تتفقد حالها
-- اجل ايلينا جاد اجابها بجدية وتابع ، الا ترين بان
سروالك ضيق بعض الشيء يكاد يفصل جسدك للاخرين.
-- اليكس ، هل تغار ؟ سألته وهي تكتم ضحكتها بالكاد ، لكنه اجابها بثقة
-- ايلينا بدلي ملابسك والحق بي ، سأنتظرك بالسيارة
تركها وخرج وهي تبتسم لتصرفه غير المتوقع ولكنها رضخت لطلبه فأخر ما تبتغيه غضبه او حنقه عليها.
****
اشتريا كل ما يلزمهما وما طلبته ايلينا لتحضير ما قررته من اصناف مميزة لضيفه المميز كما اخبرها ، ثم اصطحبها لمطعم صغير لتناول الافطار سويا واحتساء
فنجان من القهوة قبل ان يعيدها للمنزل ويذهب لمتابعة اعماله ، لكنه بمنتصف الطريق قرر اهداها ثوبا ترتديه هذه الليلة وحسب ذوقه الخاص فسالها
-- ما هو مقاسك ايلينا؟
-- ولماذا تسأل  اليكس قالت وقد فاجأها سؤاله
-- فقط قولي ارجوك .
-- اليكس لا اريد شيئا" لو سمحت ردت وقد بدت عصبية بعض الشيء.
لم يعطيها فرصة لتفهم شيئا" بل مد يده لعنقها وابعد قميصها قليلا ليقرا الرقم الموجود ، ثم سحب يده وقال:
--على ما يبدو يجب ان احصل على ما اريد بيدي ، ابتسم وهو يساعدها بحمل الاكياس ليضعها بالمطبخ ، ودعها بعد منحها قبلة صغيرة على جبيتها وعناقا" دافئا" اسعدها
واسكتها.
اتصلت بصديقتها بالسكن الجامعي للاعتذار عن الحضور ليومين لانشغالها بامور عائلية كما قالت ، ولتطلب منها ارساله المحاضرات التي فاتتها لبريدها الالكتروني .
كانت قد انهت كل الترتيبات الضرورية بالمنزل والاطباق الرئيسية التي شدد على تواجدها اليكس وكانت تتصرف فعلا وكأنها سيدة المنزل .
خلال تحضيرها لكوب من الشاي في تمام الساعة الرابعة خطر ببالها الاتصال بوالدتها ولكنها ترددت ، لن تخبر احد عن طلب اليكس الا عندما تشعر بضرورة
ذلك ، فما زالت تشعر ببعض الخوف والتردد رغم أيمانها المطلق بحبه لها وحبها له.
اطفات النار ولم تتابع تحضير الشاي وصعدت للاعلى لتحصل
عل حمام دافئ يعيد اليها النشاط والحيوية .
****
-- ايلينا ، ايلينا ، حبيبتي أين أنت دخل  اليكس وهو ينادي حبيبته التي لم ولن تسمعه لوجودها بحوض الاستحمام وقد استلقت به لتنعم بحمامها الذي وضعت به بعض العطور الفواحة واغلقت الباب.
كان بطريقة للاعلى لكن الروائح التي تاتيه من المطبخ جعلته يعود ثانية الى هناك ويتفقد كل ما حضرته زوجته المستقبلية.
-- أنت لن تكوني محامية فقط ايلينا ولكنك ستكوني طاهية ممتازة وزوجة رائعة قال لنفسه ذلك وصعد ينادي دون رد منها ، فتح باب غرفتها بعد ان طرقه عدة مرات
-- ايلينا حبيبتي هل أنت بالحمام سال وهو يستدير للخلف ليجدها قد خرجت وقد لفت شعرها بمنشفة و تحاول ربط حزام مازر الحمام فشهقت عندما راته وقد وضعت  يدها على قلبها.
-- اليكس ماذا تفعل هنا ، ياالهي لقد اخفتني .
-- ابحث عنك حلوتي ، اجابها وهو يقترب الى ان وقف
امامها مباشرة ابتسم وهو يزيل المنشفة عن راسها وتابع
-- الى متى ساقول لك الا تخفي شعرك او تربطيه ، وان تتركية ينسدل على كتفيك.
-- اخرج من هنا اليكس قالت بحدة مصطنعة وقد فهمها هو فرد وهو يبتعد عنها وقد امسك مقبض الباب وقال:
-- ساخرج لانني وعدت ان احميك من نفسي قبل الاخرين ، قبل ان يغلق الباب قتحه بسرعه وتابع:
-- بالمناسبة رائحتك منعشة ، خطت بسرعة واغلقت الباب وهي تضحك ولا تدري لم.
دقائق معدودة كانت فقط قبل ان يعود وهي مازالت
بلباس الحمام طرق الباب ودخل قبل ان تاذن له ، وضع ما
يحمله بيده على سريرها وقال دون ان ينظر اليها
-- ارتدي هذا على العشاء ايلينا.
خرج واغلق الباب وهو يتنفس بسرعة ويلوم نفسه على لم يجدر به ابدا ان يتصرف بهذه الطريقة الصبيانة والتي لا تنم الا عن تهور صاحبها
فتحت الصندوق الاحمر الذي وضعه اليكس على سريرها فوجدت بداخله ثوبا" حريريا ارجواني اللون ، دون تردد
ارتدته وقد انساب على جسدها الممشوق وكانه فصل
خصيصا "لها.
-- ياالهي!! اليكس حبيبي كم أنت رائع قالت لنفسها
وهي تتمعن بما ترتديه امام المرأة .
اكملت زينتها وتصفيف شعرها وغادرت غرفتها لتبدا بتجهيز مائدة الطعام قبل وصول الضيف المنتظر.
*****
التفت للوراء على وقع خطاها وقد وضع يده اليمنى بجيب
سرواله ، ابدى اعجابه بهذه المرأة التي دون شك اصبحت منذ تلك الليلة الماطرة امراته هو وحده.
--كم أنت جميلة ،  قال وهو يمد يده لها لتقترب منه ، وتابع جذابة ، وهي تبتسم بخجل وتوتر ، ورائعة.
-- ارجوك اليكس يكفي هذا ، يكفيني ما انا به,
قالت وقد احمرت وجنتيها ، لم يستمع لما تقوله بل
شدها من يدها لتلتصق به ويمنح نفسه ويمنحها عناقا" تاق له كثيرا".
ابتعدا عن بعضهما بعد سماع جرس الباب وقد أيقن ان هذا هو ضيفه المميز.
-- أنتظري هنا ايلينا ، انا سافتح الباب  قال وهو يتجه لمدخل المنزل.
-- واخيرا" عدت ، كم اشتقت لك يا رجل احتضن الرجلان بعضهما وقد بدا فعلا اشتياقهما لبعضهما .
-- نعم واخير اليكس ، اقسم بانني اشتقت لك أيضا "
اجابه الضيف وهو يتقدم معه للامام الى ان وصل حيث
تقف ايلينا التي بقيت صامته ولم يصدر عنها سوى
ابتسامة رقيقة وهي تومئ برأسها للضيف.
-- اليكس هذه زوجتك ؟ ساله وهو ينظر اليها باعجاب جعل
اليكس يضربه على كتفه وهو يجيبه.
-- احترم نفسك ولا تنظر اليها بهذه الطريقة قال له ذلك وقد انفجرا ضحكا".
-- دعني اقدم لك ايلينا حبيبتي وخطيبتي قال اليكس ذلك وهو يحتضن كتفي ايلينا التي لم تبدي أية ممانعة، وتابع قبل ان تتفوه بكلمة
-- وهذا صديقي واخي دانيال الذي عاد مؤخرا" من الولأيات المتحدة الامريكية بعد ان حصل على شهادة الدكتوراة بالجراحة الباطنية .
تفاجات ايلينا ولكنها تمالكت نفسها هذا هو اذا دانيال، ان فيكي محقة ، كم هو وسيم، انيق ، فعلا انه جميل
ولكن ، تذكرت انها لم ترحب به
-- اهلا دكتور قالت بخجل ، تفضل ، ابتعدت قليلا فاسحة
المجال له ليدخل ، لكنه قدم باقة الورد التي احضرها معه اليها وابقى بيده صندوق الشوكولاته وقال
-- وهذا لفيكي ، أين هي صغيرتي ؟
ضحكت ايلينا واجابته ،
-- انها بالطريق لن تتاخر.
بينما كانا يتحدثان بالمكتب ويحتسيان القهوة التي قدمتها ايلينا دخلت فيكي مسرعة وصعدت مباشرة الى
غرفتها لتبدل ملابسها قبل بدا العشاء.
دخلت المطبخ فيكي تبحث عن ايلينا التي حضرت كل
ما يلزم دون مساعدة احد فاحتضنتها من الخلف وهي تشكرها على قيامها بهذه دون تذمر .
-- هل وصل ضيف اخي ، سالتها وهي تحاول سرقة بعض قطع من سلطة الخضار المشوية التي تعشقها.
-- بلا وصل وهو واليكس بغرفة المكتب اجابتها ايلينا
وكانت على وشك اخبارها من هو لولا دخول اليكس الذي نظر لايلينا بمعنى ان تصمت.
-- لم تاخرت فيكي سالها وقد لاحظت حدته معها.
-- اسفة اخي الاستاذ ديفيد طلب تقرير عن القضأيا التي
أنتهت الشهر الماضي .
-- حسنا" هيا تعالي لترحبي بالضيف ، غمز ايلينا لتلحق بهما.
-- دانيال ، أنت دانيال صحيح؟ صرخت فيكي وهي تجري لعناقه وقد اغرورقت عينيها بالدموع دون ارادة منها,
-- ياالهي !! فيكي هذه أنت ، تلك الطفلة الصغيرة ، التي كنت احضر لها الحلوى ، احتضنها وحملها وهو يدور بها وقد
تعلقت بعنقه وهمست باذنه
-- لقد اشتقت لك كثيرا ، كثيرا.
انزلها ارضا وهو يمسح دموعها واجابها
--وانا أيضا عزيزتي اشتقت لك كثيرا ، حتى انني
احضرت لك  الهدية التي تفضلينها ، ولكن دعيني اراك جيدا" ، نظر لاليكس وقال :
-- أنت لم تخبرني بان صغيرتنا اصبحت شابة بل امراة مثيرة هكذا.
-- دانيال ، نهره اليكس بمرح احترم نفسك هذه شقيقتي.
تناولوا الطعام وسط ذكرياتهم التي مضى عليها عشرة سنوات على الاقل وكان يسرد عليهم ما جرى معه خلال دراسته , وسبب عدم عودته الذي فاجئ فيكي فصمتت
للحظات عندما  قال :
-- ولكنني لم استطع الاستمرار معها فانهيت الخطوبة
وعدت .
-- هل احببتها سالته فيكي وسط دهشة اليكس والجميع.
-- اكتشفت انني لا استطيع الحب ثانية , فقد احببت مرة واحدة ، اجابها وهو ينظر لعينيها اللتان قرا بهما الف سؤال ،  لكنه تابع ولكن ،
-- ولكن ماذا؟ عادت لسؤاله
-- فيكي ، قال اليكس وتابع هل هذا استجواب ، لا
تقومي بدور المحامي الان .
تنبهت لنفسها وصمتت وهو يتابعها دون ان تلحظ ذلك .
***
استلقت على سريرها فيكي وهي لا تصدق بانه عاد بعد كل تلك السنوات ولم يتزوج ، ولكن ذلك الاسى بصوته عندما قال انه لا يستطيع ان يحب ثانية ، من عنى ؟
كاد راسها ينفجر من كثرة التفكير ولكنه دانيال ولن يهنئ
لها بال ان لم تعرف كل ما يخصه، واقسمت لنفسها
بانه لن يكون لامراة غيرها ، حتى لو اعترض شقيقها
على ذلك لن يهمها ، طرقت باب غرفتها ودخلت قائلة
-- ايلينا الم تنامي بعد ؟
اعتدلت بجلستها على سريرها وطلبت منها الاقتراب
-- تعالي فيكي ، لم تستطيعي النوم اليس كذلك،
-- لا اصدق ايلينا بالامس كنا نتحدث عنه، هل كان يسمعني قالت وهي تضحك
-- لماذا أنت قلقة سالتها ايلينا التي تخفي عنها قلقها هي الاخرى , ان كان دانيال مرتبط هنا باحداهن سيكون وقع
ذلك على فيكي مدمر للغأية.
****
تابعت ايلينا حضور دروسها الجامعية التي كانت تجد صعوبة كبيرة في فهم بعضها ولكنها قررت الاستمرار لتحصل على شهادتها وتصبح محامية لتحقق حلمها وحلم والدي الراحل.
لم تعطي اليكس جواب على طلبه الزواج منها فهي تؤمن بان الاصول ان يذهب لوالدتها ويطلب يدها ،
ولكنها لا تستطيع قول ذلك له وبعد مضي اسبوعين وعدم اعادة طلبه اعتقدت انه تراجع او شعر بالتسرع وهذا لا يهم حاليا فهي تعيش اجمل مرحلة في حياتها.
انها تحب رجلا رائعا بكل المقأييس الملموسة والمحسوسة ، ولكن ما يغضبها منه اصرارها على نقلها من جامعتها بعد الامتحانات ، واجبارها على العيش بمنزله رغم عدم ارتباطهم رسميا".
****
اخذ دانيال بالتردد على المنزل باستمرار حتى انه بدا وكانه احد ساكنيه ولكن فيكي كانت قد اصيبت بخيبة امل بعد تلك الليلة لاعتقادها بان ذلك الوسيم لن يفكر بامراة سوى حبيبته التي ستموت ان لم تعلم من هي ؟
كانت تجلس بمكتب شقيقها تراجع احدى قضأيا الارث التي وكلها اليها السيد ديفيد عندما سمحت جرس الباب  يقرع عدة مرات ، وضعت ملف القضية من يديها وخرجت
للصالة لتتجه لفتح الباب ففوجئت بدانيال يقف وهو يحمل بعض علب الحلويات التي كانت تحبها وتطلبها منه
فابتسمت بحزن ورحبت به وهي تبتعد عن الباب ليدخل .
-- اهلا دانيال او هل يجب ان اقول دكتور ؟
-- لا تكوني سخيفة فيكي اجابها وهو يقدم  علب الحلوى لها ويقول:
-- تفضلي يا فتاتنا الجميلة ، هذا ما تحبينه اليس كذلك.
-- شكرا قالت وهي تكاد تنفجر من الغضب ، مازال يعتبرها طفلة ويطلق ذلك اللقب الذي تكرهه.
-- هل اليكس موجود سالها وهو يجول بعينه بحثا " عنه
-- لم يعد بعد ، اليوم سيحضر ايلينا من الجامعة لذا فهو يتاخر بالعودة اجابته وتابعت هل تحب القهوة؟
-- اجل شكرا رد وهو يشعر بانه فيكي ليست طبيعية ,
منذ عاد وهي تتعامل معه بحذر ،.
كان يتاملها من بعيد وهي تحضر القهوة ابتسم وهو يحدث لنفسه ، لو انك تعلمي يا فيكي كم احببتك ومازلت ، وكم اود ان اجد الجراءة لاصارحك بهذا ، لقد اصبحت امراة ناضجة ولكنني اشتقت لطفولتك البريئة.
-- تفضل ، قالت وقد اخرجته من تلك الذكريات الا انه
اجابها دون وعي :
-- شكرا حبيبتي ، نظرا لبعضهما للحظات دون ان يتفوه أي منهما بكلمة واحدة .
-- دانيال ماذا قلت؟ سالته فيكي وقد شعرت بان الارض
تدور بها ، اغمضت عينيها وتمالكت نفسها وجلست على المقعد المجاور له .
-- هل أنت بخير فيكي سالها بصوت يهتز قلقا" وخوفا .
-- اجل بخير اجابته وصمتت
وقد ادارت وجهها للناحية الاخرى وهي تلعن غباءها  انه اخطا التعبير فحبيبتي قد تقال لأي كان.
بدت افضل حالا"  و لم تعيد سؤاله وهو لم يجيبها على تساؤلها السابق .
كان الوقت قد تاخر كثيرا ودانيال مازال معها ، اليكس
وايلينا لم يعودان وهذه اول مره يتاخرا دون ان يتصلا بها ،
فتح الباب وقد كان ثنائي الغرام بحالة هيام واضحة على وجهيهما
-- دانيال أنت هنا ؟ قال اليكس وتابع جيد انك اتيت
وقف خلف ايلينا واحاط خصرها بكلتا يديه وقال موجها حديثه لدانيال وفيكي :
-- الن تباركا لنا ؟ لقد طلبت يد ايلينا للزواج  ووالدتها وافقت على ذلك ، طبع قبلة على خدها وتابع ، حفل الزفاف سيكون اخر الشهر الحالي ،،
صرخت فيكي فرحة بما سمعته ثم ركضت لاحتضان شقيقها ومباركة له
-- اليكس حبيبي واخيرا ستتزوج وستنجب لي اطفالا
العب معهم ، من فرط سعادنتها دمعت عيناها فتعلقت بعنقه و بدوره  احتضنها و طبع قبلة على جبينها وقال:
-- لن تكتمل سعادتي الا حينما ازفك لعريسك الذي يستحقك والذي سيكون لك الحامي والحبيب.
-- اليكس انا سعيدة جدا" اخي ، قالت وهي توجه حديثها لايلينا ، انا احبك يا ايلينا لانك منحتي اليكس هذه السعادة ، ارجوك الا تجعليه يشعر بالحزن ابدا"
عانقتها ايلينا وهي تمسح دموعي فيكي التي سالت على
وجهها  وقالت :
-- كيف ساحزنه يا فيكي وهو حياتي وعمري وهوائي
الذي اتنفسه، كيف يا فيكي وهو حبيبي واخي وابي ورجل حياتي .
بكتا وضحكتا سويا" ، كم هو محظوظ اليكس ليحظى
بامراتين كل منهما تسعى لاسعاده ، وقف للحظات يتابع فتاتاه تصعدان درجات السلم ودانيال يتابعه بصمت ، وقد تيقن ان الوقت لا بد وانه مناسب
-- اليكس هل لي بكلمة بالمكتب قال ذلك بينما الاخر مازال يتابعهن بنظراته الى ان اختفين من امامه.
-- ها ، نعم ماذا قلت؟
-- تعال معي للمكتب لو سمحت قال ذلك دانيال وهو يسحبه  ليدخلا معا"
-- ماذا تريد دانيال هيا بسرعة.
-- كيف علمت بانك تحب ايلينا؟
ابتسم وهو يقف خلف نافذة المكتب ومن ثم نظر اليه واجابه
-- عندما وجدت نفسي فيها وبنفس اللحظه فقدت نفسي معها ، بها انا قويا للغأية وامامها انا ضعيف جدا ، فشعرت بانني اريدها هي ، لا شيء اخر ، فقط هي ، تقدم من دانيال وجلس بقربه وقال:
-- هل تعلم دانيال عندما تدرك بانك تعطي الجميع بعضا"
من وقتك ولكنك  على استعداد ان تعطي المرأة التي تريد  العمر كله تلك اللحظة تعلم انها هي حبيبتك .
نهض دانيال ووقف امامه وبكل ثقه قال:
-- اليكس ، اريد ان اتزوج فيكي، هي بالنسبة لي كما قلت الان تمامالقد عدت من اجلها و لم ارتبط باحد بسببها قبل ان تسالني  ساقول لك ، انا احبها منذ كانت طفلة ،
منذ غادرت قبل عشر سنوات وهي تصاحب منامي وصحوي ،
انا ، انا
-- انا موافق  قال اليكس ومازال يجلس على مقعده
صمت دانيال ثم أنتبه ان اليكس اجابه :
-- حقا" اليكس أنت موافق حقا"
ضحك بصوت عال وقال :
-- اجل يا صديق عمري ، كيف لا اوافق على رجل مثلك يا دانيال ، كنت اشعر بانك تحبها ولكنني أنتظرت لان تعترف بنفسك ، ولكن قبل ان يتم جملته قطعه دانيال
-- ولكن ماذا ؟ هل تراجعت بكلامك يا صديقي؟
ابتسم اليكس ومازال يجلس على مقعده وهو ينظر لصديقة المرتبك واجابه
-- هل فيكي تعلم ؟
ساد الصمت للحظات قبل ان تبادره فيكي بسؤالها
-- اعلم عن ماذا؟