سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Sunday, January 20, 2019

دلال/منى سليمان

January 20, 2019 0
دلال/منى سليمان

عناق المطر/moonlight

January 20, 2019 0
عناق المطر/moonlight


العناق الثامن

ما اصعب الإحتياج لشخص أنت لا تعني شيئا له
إن لم يأت بك شعور غامض ، فلا تأت ، إن لم يدفعك للإقتراب دافع قوي لا تفهمهم ، فلا تقترب ، إن لم تجرفك اسئلة اقوى من هدوءك ،  فلا تلفت إتباهي

****
منذ اللحظة التي استيقظت فيها ايلينا صباح الأحد كان ذهنها مشغول باليكس ، هي تحبه هذه حقيقة لن تتبدد،
الشي الغريبا والوحيد هو إدراكها ما يجري داخلها، لقد ابتدأ الامر منذ الأسبوع الأول الذي عرفته فيه ، حدثتها بذلك لحظات الخجل تلك وانعقاد لسانها ،توترها ، شرودها ، ولكن ما اجمل أن تراه، هل هو السبب الذي يجعلها قلقة احيانا،. ووجدت نفسها تسترجع عناقه ولمساته ما الذي جعلها تظن أنها حبت من قبل ؟
مهما يكن  الأن  هي تعلم أن قوة مشاعرها نحو اليكس هو حب خالص له.
تركت سريرها لتغسل وجهها وترتدي ثيابها، تساءلت عما
اذا كانت حينذاك تبحث عن عذر لرؤيته عندما فتحت باب غرفتها توقفت قليلا اخذت نفسا عميقا ادركت من الاصوات الصادرة من الاسفل أن اليكس مستيقظ ويجول في الانحاء، ومرت لحظات شعرت فيها باضطراب في مشاعرها ،
  تريد أن تراه  ومتلهفة الى ذلك ، ومع ذلك تشعر بخجل تعجز معه عن الحركة لكنها ادركت انها لا تستطيع أن تقف مترددة لوقت طويل تنفست بعمق وانطلقت دون ان تفكر عما ستقوله له،.
لقد كذبت على نفسها عندما قررت بانها لا تريده ان يعانقها مره ثانية، ولكن ،  كم كانت تريده الا يتوقف عن عناقها في ذلك المطعم .
لقد أيقظ فيها الشوق الى الحب ، لا تعرف ما كان سيحدث لم تكن خائفة على الاطلاق، انها تثق به تماما، لابد وانها اوقعت نفسها بمازق بعد ذلك العناق الحميم الذي جرى بينهما الليلة الماضية .
***
بعدما دخلت المطبخ تبخرت افكارها  عندما وقعت بنظراتها  على فتاة لم تراها مسبقا وقد تعلقت بعنق اليكس واحتضنته قائلة:
-- اليكس حبيبي لقد اشتقت لك ، منذ اشهر لم تتصل بي ، انا غاضبة جدا" منك ، وطبعت قبلة على خده ، بينما كان هو يقف متسمرا" مكانه عندما راى إيلينا تنظر له بحزن شديد، بتسرع قالت:
-- أسفة ، وقد شعرت بالإرتباك والفتاة تنظر لها بعجرفة  التفتت للخلف وغادرت مسرعة عائدة  لغرفتها تجول بها دون سبب او هدف محدد ، لكنها لا تشعر انها بخير.
بدأت بجمع ثيابها بحقيبتها بعد أن اغلقت الباب بالمفتاح كي لا يدخل ويراها وهي على هذا النحو.
ماذا  توقعت منه ، هل فهم ما يرمي اليه  الاضطراب الذي اجتاحها فجاة ، مالذي يغيظها؟ ماذا تعرف عنه؟ هل الغزل الذي دار بينه وبين  تلك الفتاة  جعلها تقرر زيارة والدتها التي لم تراها منذ ستة اشهر على الاقل؟
بكبرياء  وثقة بالنفس وجدت نفسها تقول وهي تشاركهم مائدة الافطار دون ان تنظر له وقد وجهت حديثها بخفوت لفيكي بأنها تفكر بزيارة والدتها قريبا وقد ارادت الا تثير حنقه او شكه بانها ستغادر ما أن يترك المنزل ، تجرأت الى النظر اليه وهو يقول بجدية :
-- ايلينا هذه روزالين إبنة خال والدي  الضيفة التي تحدثتنا عنها بالامس.
-- ضيفة ، انا ضيفة اليكس اجابته وهي تميل بجسدها لتقترب منه وتتأبط ذراعه ابتسمت وهي تمنحه قبلة ثانية
وسط إرتياح الجدة التي كانت تمني النفس بإرتباط حفيدها بإبنة اخيها الصغرى ، في حين بدت فيكي متوترة بل غاضبة لدرجة انها قالت لايلينا:
--  هيا بنا عزيزتي سنذهب سويا للمكتب لمتابعة توقيع الاوراق قبل ان اختنق هنا.
اجابتها وهي تحاول ان تبدو طبيعية  قائلة:
-- حسنا عزيزتي ، دعيني احضر حقيبتي وسالحق بك ،  ولكنها توقفت وهي تراه يضع حقيبته ومفاتيح سيارته على الطاولة ويقترب منها ، ظنته يود مخاطبتها
-- نعم اليكس ، هل هناك شيئا ما؟  سألته
فكان جوابه ان عانقها بسرعة هامسا بإذنها
-- أنتبهي لنفسك
لم تعرف كم بقيت واقفة بعد ذهابه ويدها على قلبها الذي
راح يتخبط بين ضلوعها .
ادركت انها وهي التي لم يحدث ان تشوقت لصحبة احد ما
شعرت الان برغبتها باللحاق به  ، صورته لا تكاد تغيب عن ذهنها ، اليس من المفترض ان يكون الحب مصدر بهجة وفرح !! افترضت ان هذه الكلام صحيح اذا كان الحب متبادلا،
****
مع حلول  صباح الجمعة  شعرت ايلينا بمزيج من الاضطراب والرغبة بالمغادره لم تعد تتحمل وجودها مع اخرى تتودد له، فكان قرارها زيارة والدتها، وضبت حقيبتها وكتبت رسالة وضعتها على سريرها وغادرت دون ان تخبر احدهم .
وصلت محطة القطار وهي  تشعر بخيبة أمل ، لم يتصل بها وبقي هاتفها  صامتا طوال وقت إنتظارها لموعد رحلتها الى يورك منذ الان تشعر بأنها تعاني كثيرا من الام الشوق لرؤيته اذ سكن تفكيرها منذ مغادرتها منزله ، وتملكها الشك في اتصاله فحملت حقيبتها الصغيرها متجهة حيث يقف القطار .
-- ايلينا ، توقفي ، جاءها صوته الشجي الذي لطالما اخذها لعالم تعيش به وحدها.
-- اليكس !! ماذا تفعل هنا؟
-- انا من يجب ان يساأك عزيزتي ، كيف غادرت دون أن
تخبريني، حمدلله ان فيكي دخلت غرفتك لتجد تلك الرسالة اللعينة.
تسمرت مكانها وقلبها يخفق، رغم انها حدثت نفسها بأن ما قامت به كان خطأ لكنها  اجابت بصوت هادئ:
--اردت زيارة والدتي ، لقد اشتقت لها وكي لا تقلقوا كتبت رسالة لأنني خرجت مبكرة ، لم تستطع ان تمنع نفسها من النظر لعينيه العسليتين ولوجهه الحانق وهو يمسكها بكتفيها .
-- جيد ايلينا أني لحقت بك ، كان متلهف لإحتضانها ولكن غضبه منها منعه بل تابع قائلا:
-- عديني ان تعودي ايلينا
ابتسمت وهي تحاول تتمالك نفسها واجابته
-- بالتأكيد سأعود اليكس ، أنت تعلم هنالك قضايا عالقة يجب ان تحل .
-- عديني أن تعودي لي ايلينا ، فاجأها طلبه لكنها لم تجد ما تقوله  سوى أيماءة خفيفة،.
--اظنكم ستمضون وقتا طيبا مع قريبتكم، قالت وهي
ترفع حقيبتها ثانية لتضعها في خزانة القطار الخارجية ادعت المرح وهي تتابع :
--اتمنى ان تنجز فيكي باقي الاوراق كي اوقعها عندما اعود
-- عديني ان تعودي لي ايلينا اعاد طلبه وسط دهشتها وهو
يعانقها بقوة ويطبع قبلة على راسها .
-- لا تتأخري ، عودي بسرعة  قال ذلك وهو يساعدها بالصعود للقطار مودعا إياها رغم شعورها بالقهر جلست بمقعدها تنظر اليه والقطار  يبتعد وقد اعترتها المشاعر المربكة الى حد انها شعرت بأن جل ما  تحتاجه  هو ان تكون وحدها ، يبدو بأن حبها لاليكس جعلها ضعيفة ، انها ضعيفة  فعلا ولكن كرامتها منعتها من اظهار شعورها نحوه.
****
وصلت الى منزل والدتها  اخيرا بعد غياب عدة اشهر اخذت نفسا" عميقا ,طرقت الباب بخفة ففتحت والدتها الباب فلم تشعر بنفسها الا  وهي بأحضانها ، كم اشتاقت اليها ، وكم كانت سعيدة والدتها برؤيتها.
-- انها اجمل مفاجأة حبيبتي قالت والدتها وهي تتاملها عن قرب وتقبل يديها ووجنتيها .
-- امي ، لقد اشتقت لك كثيرا ، يا الهي اشعر بأنني لم اراك منذ زمن طويل ، قالت  ذلك وهي تغمر وجهها بحضن والدتها التي اخذت بالبكاء وسط صمت ساد المكان للحظات إلا من صوت شهقاتها التي علت كثيرا ولأول مرة ، بينما وقف زوج والدتها يتابع المشهد دون أن يعلن عن وجوده مانحاًإياهن الوقت لتعب كل منها بطريقتها الخاصة عن إشتياق إحداهن للأخرى.
كانت تأمل في أن تحسن هذه الرحلة مزاجها ، لكنها لم تفعل بل زادت من تخبط مشاعرها وقلقها .
*****
نظرت من نافذة المطبخ وقت الغداء ورأت سيارة جوي زوج والدتها  تتوقف لتوها ، وعندما ترجل منها رأته يحمل بيده باقة من ورود الزنبق الاحمر ، ما ان دخل المنزل حتى نادى حبيبتي أين أنت ؟
ارتفعت معنوياتها والدتها التي ما انفكت عن التصرف بهذه
الطريقة الرومانسية مع والدها
-- هنا حبيبي نحن بالمطبخ اجابته وهي تخلع المازر
الخاص بالمطبخ وتستقبله عند الباب وقد منحها قبلة وهو يقدم لها الورود.
إحمر  وجه ايلينا خجلا وبنفس الوقت إنتابها شعور بالسعادة لمعرفتها كم هو يهتم بوالدتها ويحبها رغم الغصة التي مازالت داخلي
لفقدانها والدها .
امضت بضعة أيام بصحبة والدتها وزوجها الذي احسن ضيافتها وشدد عليها للمكوث قدر ما تشاء .
لم تذكر لوالدتها شيئا عن ميراثها الجديد وعما تركه لها والدها ولا تدري سبب اخفاءها ذلك .
لقد تبددت افكارها في الهواء عندما أرسل اليكس رسالة مقتضبة يطالبها بعدم التأخر بالعودة .
-- لم لا تبقين معنا سألتها والدتها وهي تأمل بموافقتها
-- ليس ثانية امي لقد اتفقنا بان هذا هو الحل الامثل لكلينا  ردت ايلينا واكملت:
-- انا سعيدة بعملي الجديد بل افكر بالعودة للدراسة وقد التحق بكلية الحقوق .
كلام ايلينا اثار استغراب والدتها التي تساءلت مجددا" عن رب العمل الذي تعمل لديه ابنتها
-- ايلينا لم تخبريني من هو صاحب العمل الذي تعملين لديه سألتها والدتها وكلها فضول لمعرفة ذلك الرجل الذي بسببه تغيرت صغيرتها.
-- انه الكسندر باترسون امي يعمل في الادارة المالية، عرض علي ان اعمل في مكتبه بعد عودتي كي استطيع متابعة دراستي للحصول على شهادة المحاماة كما حلمت دوما .
صمتت للحظات والدتها وقد شردت قليلا بما سمعته من ابنتها
-- باترسون، اعتقد بأنني سمعت بهذا الاسم من قبل ردت
والدتها باستغراب.
-- اجل أمي لا بد وانك سمعت به فوالده المحامي جورج
باترسون  صديق والدي رحمهما الله اجابتها ايلينا وهي تنظر لوالدتها بحزن بينما وضعت من يدها كوب الشاي جانبا"
-- كيف التقيت بإبن جورج ايلينا ، سألتها بحدة :
-- صدفة امي اجابت ايلينا بهدوء ولماذا هذا السؤال.
-- صدفة ؟ كيف ذلك؟
-- اجل أمي كانت صدفة جعلتني اثق به واعمل لديه دون تفكير او خوف من المجهول اجابت بثقة كبيرة.
ابتسمت والدتها بهدؤ وهي تحتضنها:
-- بغض النظر عن كل ما جرى انا سعيدة من اجلك ابنتي ، قالت ذلك وهي تتابع ، المهم انك فكرتي بإكمال دراستك.
اومأت برأسها ايلينا وقد قاطعهن جرس الباب ، نهضت ايلينا مسرعة ولم يكن ليخطر ببالها من قد يزورها خصوصا أنها لا تمتلك لا اصدقاء ولا معارف هنا
-- بما انه لم يخطر ببالك ان تتصلي او تعودي بسرعة قال ذلك اليكس وهو يتكئ على حافة الباب ويرسم تلك الابتسامة التي افقدتها صوابها :
-- وبما انك لن تستطيع احتمال الامر، سارعت الى المجئ اليس كذلك  اجابته ايلينا بغضب مفتعل
--اردت ان اخبرك بالأمر شخصيا"،
-- تخبرني بماذا سيد اليكس قاطعته  بعصبية
وقد  منعها الغضب من متابعة الحديث وهو يمنحها ذلك العناق الذي كانت تتوق اليه .
نظرت اليه وتابعت سأخرج لأتمشى قليلا ، نظر لها بطرف عينيه وقال:
-- اذا كانت لديك ادنى لباقة انسة ايلينا ستدعوني لمشاركتك نزهتك اللطيفة .
فسألته وقلبها يخفق بقوة لشدة ما تحبه:
-- ماذا تفعل هنا؟ لا اقول انه لا يمكنك الحضور فأنت على الرحب والسعى قالت وهي تمنحه ابتسامة لطيفة،
لكنه لم يضحك او يبتسم بالتأكيد لا تريده ان يعود من حيث أتى على الاقل  ليس الان وهي تعلم  جيدا انها تحبه ،
--اشتقت لك ايلينا الجميلة ، اجابها بمكر وهو يعيد شعرها
للخلف ، فاجاهما صوت والدتها وهي تستفسر عمن يتحدث معها وما ان اقتربت من الباب حيث يقفان:
-- انه السيد اليكس امي اجابتها بارتباك
-- اليكس من ايلينا ؟ردت والدتها وهي تنظر اليهما معا .
-- مديري امي السيد الكساندر باترسون ابن السيد جورج
صديق والدي الذي اخبرتك عنه اجابتها متذمرة
-- اهلا وسهلا قالت والدتها مرحبة به وهي تفتح الباب على
مصراعيه وتابعت تفضل بني لما تقف هنا :
شكرا سيدتي رد اليكس وهو ينظر لايلينا التي اترتبكت للحظات لكنها تداركت الموقف وابتسمت قائلة:
-- تفضل سيد اليكس ، ادخل من فضلك.
جلس بالقرب من والدتها التي انهالت بالاسئلة عن والده وكيف هي صحته وما اذا كان لا يزال يزاول عمله
-- لا سيدتي اجابها وهو ينظر باتجاه ايلينا وقد فهم بانها لم تخبر والدتها شيئا" وتابع :
-- والدي توفي بنفس الفترة التي توفي بها والد ايلينا ، الاصح انهما اصيبا بنفس الحادث ولكن والدي فارق الحياة بعد قضاء شهرا بالعناية المركزة نتيجة إصابته بنزيف حاد بالدماغ .
شعرت والدتها بالاستياء مما سمعته وقدمت له واجب العزاء رغم تأخره .
اصرت عليه لتناول الغداء معهم كما اصرت على تحضيره بنفسها ، فكانت فرصة لكليهما للإختلاء سويا بعيدا" عن الجميع.
-- هل لي بفنجان قهوة انسة ايلينا قال اليكس وهو يبتسم
بمكر بينما والدتها تدخل المطبخ وقد اشارت لابنتها للحاق بها.
اخذ يتفحص الصالة واللواحات التي زينت الجدران وبدا المنزل رقيقا ناعما يدل على ذوقا" رفيعا لساكنيه.
-- تفضل سيد اليكس ، قاطعت صمته وهي تقدم له فنجان القهوة التي ادمنها من بين يديها.
-- شكرا انستي قال وهو يمسك يدها بعد ان تأكد بأن
والدتها مشغولة بإعداد الطعام ، ليجلسها بالقرب منه متابعا حديثه:
-- لا تنكري بانك اشتقت لي أيضا حلوتي ، قال ذلك وهو يرتشف بضعة رشفات من قهوته ويتلذذ بها على مراى منها
-- ولماذا ساشتاق لمديري مثلا "؟
اجابته وهي تعلم بان اجابتها لن تروق له ولن يتقبلها .
هل احس بحبها له ربما يظن انها تحبه، هل يجب ان تخبره ، انها رحلت  لانها غارقه بحبه ، افكار واسئلة عديدة اجتاحتها وهي تستمع له يقول:
--فضلت ان اترك عملي واتي اليك بنفسي بدلا من الاتصال بك، لانني
اردت رؤيتك أيضا" ، وضع فنجانه على المنضدة  التي امامه ونهض ممسكا" بيدها قائلا:
-- هيا بنا نتمشى قليلا الى ان يجهز الغداء، اشتقت للحديث
معك ايلينا حلوتي ، ابتسمت وقالت:
-- اليكس لم تكن سوى ستة أيام غبت بها عن المنزل وقد
وعدتك بانني ساعود.
بما ان ايلينا هي من احتلت ذهنه وقلبه  لانه احبها وبشدة  اجابها:
-- منذ ذلك اليوم الذي غادرت به اشتقت لك ولفنجان القهوة ، وابتسامتك الخلابة ولرؤية وجهك الملائكي صباحا" ولملامسة شعرك الاسود هذا ، و لكن لنعد الى الموضوع الاساسي الان ، غريزتها اخبرتها  ان هنالك شيء اخرا"، وكان احساسها صادقا .
الطريقة الوحيدة التي استطاعت التفكير فيها لتهدئة قلقها وارتباكها بآن واحد هو ان تخرج من البيت ليلحق بها يرافقها نزهتها المزعومة.
-- هل ستسامحيني ان قلت لك بانني قد اخبرت جدتي وروزالينا بإنك حبيبتي.
-- نعم ؟ ماذا قلت ؟ اعد ذلك ثانية سيد اليكس، ماذا تعتقد نفسك ؟ هل !!
قبل ان تكمل حديثها احتضنها بقوة شديدة على غير عادته
-- ايلينا اهدئي حبيبتي ، صمتا سويا للحظات لكنه تدارك
الامر بسرعة وتابع:
-- كان لا بد ان اوقف روز عن ملاحقتي ولكي تفقد الامل نهائيا" بإنني يوما ما قد اعجب بها وابادلها الحب ، ذهلت لجوابه ولم تصدق ما تسمعه ،
--ماذا ؟ حبيبتك؟ ثم انفجرت بوجهه ،
-- ماذا قلت ؟ هل قلت ذلك امام  شقيقتك ؟ هل جننت ؟
لم تستطع ان تصدق ذلك ، عادت تسأله والشرر يتطاير من عينيها  هل  صدقتك، ماذا قلت لها ؟
-- ايلينا انا اعلم أنني اخطات لأنني لم اطلعك على الامر مسبقا انا اسف فعلا ،
شعرت ايلينا بأنها بدأت تهدأ، حاولت ان تكون قوية وهي تقول:
-- وماذا عن اشتياقك لي ، ضحكت باستهزاء وتابعت
اذا هذا سبب مجيئك اليوم لتبرر ما قمت به، وما اخبرته لقريبتك شنيع جدا ،
***
-- اخبرتها بأنني منذ اللحظة الاولى التي رأيتك بها  احببتك ، صرخت به فوقفت بعصبية، وهو معها ، انفجرت قائلة :
-- اليكس انا لا زالت غاضبة منك،  لماذا لم تخبر الجميع بالحقيقة ؟
لعنت ايلينا هذا الضعف من نفسها ، ارادت ان تبقى غاضبة.
فحتى لو كان اليكس كذب على الجميع بادعائه بانها حبيبته ولكن  ما ذنبها هي كي تفكر بما لن يحدث.
عادا ادراجهما للمنزل في حين ادركت انها تشعر بالهدوء، اخذت تتساءل عما جعلها تغلي غضبا بهذا الشكل ؟
صحيح انها تريد ان تكون حبيبته  لكن هذا التدبير سيكون رسميا.
تابعت مسيرها  عائدة وهي لا تزال تشعر بشيء من الغضب تجاهه، الا انها تحب هذا الرجل القاسي الطباع ، فاذا رحل عنها الان غاضبا اوحزينا ،الله وحده يعلم هل  ستعود اليه  وهي لا تقوى على الابتعاد
عنه .
فتنفست الصعداء وهي تدخل المنزل وتشتم تلك الروائح التي تنبعث من المطبخ ، فرغم كسل والدتها بالاعمال المنزلية الا انها طاهية لا تقارن باحد ، كأنت تنوي ان تذهب الى المطبخ دون أي كلمة لكن اليكس نادها مبتسما"
-- الست مسرورة بقدومي حبيبتي
-- اليكس ردت بحدة بينما كانت والدتها قد وصلت حيث مائدة الطعام فتابعت ايلينا كلامها :
-- بالطبع عزيزي انا مسرورة لقدومك فأنت على الرحب والسعى سيدي المدير.
--بسرعة  ايلينا فلدينا زائر عزيزتي قالت والدتها كي تلحق بها وتحمل باقي الاطباق  .
لم يكن لديها الخيار ، حزمت امتعها عائدة مع ذلك الديكتاتور المدعو اليكس ، جدالها معه منذ وصوله ، استفزازه لها ، رضوخها لطلبه بالعودة معه ،  كل هذا يعني شيئا واحدا  حقا ، انه لشيء جميل .
--هل هدأت  عزيزتي ايلينا سألها وهو يدير محرك سيارته مغادرين يورك ومودعين والدتها واعدا أياها بالعودة لزيارتها والتفت الى ايلينا قائلا":
-- بالواقع انا لدي اجتماع في لندن غدا صباحا مع المحامي
السيد ديفيد لنقل اسهم والدك باسمك لتصبحي المالكة الشرعية لنصيب والدك بشركة المحاماة ، وضع يده على راسها ضاحكا".
--  الا انني لا امانع لو امضينا ليلتنا لنرتاح  هنا  قال ذلك وهو يشير لذلك المطعم الذي يحوى نزلا صغيرا ".
-- يالهي متى بدأت تمطر قالت وهي تنظر للخارج حيث اشار لها
الان علمت قصده فهدا غضبها كثيرا".
-- هل يناسبك يا ايلينا ؟ قال اليكس وهو يطلب تجهيز غرفتين ، فمع تلك العواصف والرياح بالتاكيد ستنعدم الرؤيا ليلا"، فكرت ايلينا بسرعة واجابته.
-- بالتأكيد سيدي
قبل ان تتم جملتها امسكها من ذراعها مبتعدا عن صاحب النزل.
-- يكفي رسميات ايلينا ، أنت تعلمي تماما ما اشعر به نحوك اصبحت مدركة انه عنى كل كلمة قالها ،  صمتت و بدت على وشك البكاء فلم يحتمل دموعها ، نظر اليها وقد  اذهلها حين قال  وبصراحة:
--لا يمكننا ان ندعي باننا لا نمتلك لتلك المشاعر
التي تجمعنا ايلينا ،انا احبك

Wednesday, January 2, 2019

عناق المطر/moonlight

January 02, 2019 0
عناق المطر/moonlight



العناق  السابع


لم اكن أريد وعدا" بقدر ما أردت صدقا"
ولم اكن أتمنى بقاءً دائما بقدر ما تمنيت إحساساً واف

****
توجهت إلى المطبخ باحثة عن كوب ماء  لكنها استغربت أن تراه مضاءً توقعت أن احدا  قد نسي أن يطفئ المصباح قبل صعوده إلى غرفته ، عندما دفعت الباب ، تفاجأت لرؤية اليكس واقفا يملاء إبريق الماء، فقالت على الفور
-- اسفة هل ازعجتك ؟
اجابها بلطفه المعهود وابتسامته المحببة لها
-- الا يمكن لرجل أن يحضر كوبا من الشاي من دون أن تتدخلي ، شعرت بالحرج فهذا منزله  بالتأكيد، يتصرف على هواه  براحة واسترخاء وهي مجرد ضيفة ، باستطاعته أن يستيقظ في منتصف الليل  ويعد لنفسه ما يشاء .
قدمت اعتذارها ثم استدارت لتعود الى سريرها ، اوقفها صوته
عن الحركة.
-- إنتظري ايلينا ، قال ذلك وهو  يضع اوراق الشاي في الابريق وهو يسالها
-- هلا شاركتني بشرب الشاي ؟
ابتسمت قبل أن تستدير واجابته بهدوء
-- كنت اعتقد أنك لن تدعوني
ضحك بصوت عال نسبيا وتابع تحضير اكوب الشاي وقال وهو ينظر اليها :
-- ايلينا ، هل أنت غاضبة مني لإخفائي الحقيقة ؟
لم تجيبه بل اكتفت برفع كتفيها وتناول كوب الشاي من يده وهي تبتسم:
-- هيا اليكس  اشرب الشاي ، قالت وهي تقوم بفتح احد الادراج لتتناول علبة بسكويت وتأخذ منها قطعتين وضعتهما
امامه وتابعت :
-- أنت تحب تناولها مع الشاي اليس كذلك عزيزي
تنبهت  فجأة الى انها ترتدي ثياب النوم فيما كان اليكس يرتدي روبا فقط، يكشف ساقيه وصدره المكسو بالشعر، وفجأة عادت وجلست على كرسي امام الطاولة ،
--هل تودين سكرا في الشاي ؟
--  ها،. لا ، اجابت وهي تحاول جاهده تمالك نفسها.
احضر كوب الشاي و جلس قربها
-- أنت حساسة للغاية يا ايلينا،  لقد عانيت من اجل والدتك
فذهبت لتعملي في منزل فيليب لاعتقادك انه رجل شريف
ومحترم، سكت ثم عاد لينظر في عينيها ، كم  يكره أن تحول نظراتها بعيدا ، بقى هو هادئا وعيناه عليها وكانه مصمم الا يدعها تغيب عن ناظريه ، ثم قال يعتذر :
-- سامحيني لقد اخطات بحقك بالتأكيد ، كان يجب ان اخبرك الحقيقة .
بدت وكانها لم تستمع اليه بادرته بسؤالها
--أي نوع من الكتب تقرا قبل النوم ؟
ابتسم وكانت ابتسامته جميلة وجذابة ، شعرت بأعماقها انها
تذوب عندما سألها :
-- ايلينا عزيزتي ماذا حدث ؟بماذا كنت تفكرين؟
لم تجد نفسها الا وهي تحدثه، وهي ترتجف قليلا
-- لا شيء كنت استمع لك فقط ،قالت ذلك وهي تحاول ان تكون طبيعية.
--  لقد تحملتي الكثير وحدك ، كم أنت قوية يا ايلينا رغم صغر سنك الا انك كنت رائعة .
شعرت نحوه بمودة بالغة ، وعندما  نظرت في عينيه الودودتين شعرت بغصة في حلقها، وفجاة نهضت واقفة شعرت بانها يجب ان تبتعد عنه لتكون امنه بغرفتها ، نهض هو أيضا قائلا"
--ماذا حدث؟سألها وهو يكاد يلتصق بها
--  لا شيء، نظرت له وهي تكاد تذوب في وجهه الوسيم واكملت  أنت تعلم كل اسراري  التي لم اخبرها لأحد قط، اجابها وهو يطمئنها بكل هدوء:
-- كل اسرارك  بأمان وأنت أيضا" بحمايتي كما  وعدتك
-- اعلم ذلك حقا ، كم انا ممتنة لك اليكس ، وتابعت أنت انسان رائع جدا اجابته وهي تبتسم بهدوء،
-- اذن هيا بنا دعينا نضعك في سريرك رد عليها وهو يحتضن كتفها ويصعدان درجات السلم واكمل حديثه:
--  عليك ان تستيقظي باكرا ، لدينا موعد مع السيد ديفيد اومأت
برـسها موافقة ،وعندما وصلا الى الفسحة ،التي تفصل اخر الممر وقف خلفها وقد شدد من احتضانه لها وهمس بإذنها
-- أنت تعني الكثير لي ايلينا، لا اعتقد انه من الممكن بعد الأن أن اسمح لك بالابتعاد عني ، التفتت اليه وقد صدمتها صراحته؟
-- اليكس ,, قالت لكنه وضع يده على شفتيها وتابع :
-- ارجوك ايلينا لا تقولي شيئا الأن، ابتسمت بهدوء واجابته
-- كنت اود أن اقول انني أيضا اشعر بشيء غريب تجاهك اليكس ، وكأن هنالك رابط يجمعنا .
أنتبهت أن جسده يلتصق بها ، اخذت تفكر أن قربه هذا خطير
--ابتعد عني قليلا اليكس
-- اهدئي، اهدئي ،قال لها
نظرت اليه  وهي تعلم أن قربه منها اوجد في نفسها شعورا غريبا ، فقالت:
-- انا اثق بك  ولكن فقط ،
-- عناقا صغيرا ايلينا  قال لها وهو يبتسم
ارادت ان تبادله عناقه البسيط لكنها وجدت نفسها تغرق باحضانه  وتشعر بخفاقات قلبه تخترقها وهو يشدها لصدره و بدروه شعر بارتعاشتها بين ذراعيه ، ليدركا سويا بأن ما يجمعها اكبر واقوى مما تعبر عن كلمات او نظرات  ،بقيت ساكنة وهو يمسح على شعرها ويطبع قبلة  صغيره على خدها وسرعان ما انهى اليكس عناقه ثم ابتسم ونظر اليها قائلا:
-- لا شيء يستوجب القلق يا ايلينا، كنت بحاجة لهذا العناق،
كان قلبها يخفق بجنون ،  فأجابته بصوت خافت :
--وانا أيضا احتجت لهذا العناق وتابعت بمرح دعني اعلم
عندما تحتاج الى عناق اخر لأكون مستعدة له .
اوصلها لباب غرفتها وهو ممسك بيدها
-- هل من الممكن ان تترك يدي اليكس قالت وهي تضحك
-- بالتأكيد ممكن ، رفع كفها وطبع قبلة عليها وودعها قائلا:
-- تصبحي على خير ايلينا الحلوة ، لا تتأخري صباحا ساكون بأنتظارك
دخلت غرفتها دون أن تضيف كلمة اخرى واغلقت الباب خلفها ثم استندت اليه ،  ورأسها يدور في دوامة، لقد جربت العناق من قبل ، ولكنه لم يكن بهذه الروعة ، قال اليكس أن عناقه  لا يستوجب القلق هي أيضا  تريد الا يؤدي ذلك العناق الى شيء.
كانت تريده أن يعانقها مره اخرى وبعد ، يالهي، مالذي يحدث لها؟
في الصباح، بدت ايلينا مشرقة ، هادئة ، واثقة بنفسها اكثر
لكنها تبدو حائرة قليلا لما اثاره اليكس فيها من مشاعر حين عانقها بحنان ورقة الليلة الماضية ، هذا لا يعني أن الامر سيتكرر ،  عليها الا تترك غرفتها وتخرج منها بمنتصف الليل حتى ولو كان بسبب كابوس رهيب ، ينتابها شعور غريب هذا الصباح ، هل صحيح انهما كانا يحتاجان لهذا العناق ؟ ولماذا؟
لماذا تفكر بما قاله الان ، هل كأنت وقاحة منه ولم
لم تستطيع مقاومته، كيف لها أن تعلم  حقيقة مشاعرها
ارتدت ملابسها ونزلت الى الطابق السفلي لتجد اليكس قد سبقها و اخذ يتجول في انحاء المنزل ، بينما كانت جدته تتخذ من كرسيها الهزاز الموضوع امام النافذة المطلة على الحديقة  مكانا مريحا لها وهي ترتشف قهوتها فما أن لمحت ايلينا حتى ابتسمت قائلة:
-- ايلينا عزيزتي تعالي شاركيني القهوة الصباحية
ابتسمت ايلينا وهي تقترب منها :
-- صباح الخير سيدتي كيف اصبحت ؟ قالت وهي تحاول
الا تنظر بإتجاه اليكس الواقف امامها مباشرة يتكئ على حافة باب المطبخ.
امعن النظر اليكس بها وهي تتقدم بإتجاه جدته ودقق بما كانت ترتديه من تنورة رمادية اللون وقميص ازرق سماوي وحذاء جلديا طويلا يصل ركبتيها ، فقال بعفويه مع ابتسامته الجذابة
-- كيف اصبحت اليوم؟
-- في احسن حال ، اجابته بنعومة  دون النظر اليه ،  فأخر ما تريده  أن يعلم انها امضت ليلتها وفكرها مشغولا به،
-- اتريدها مسلوقة ام مقلية، جاء صوت فيكي من المطبخ  وهي تسال اليكس كيف يود تناول البيض هذا الصباح ،
تبادلت النظر معه ، ولكن نظرة فقط  جعلت قلبها يخفق بشدة وبسرعة ،  وعندما ابتسمت استدار للخلف ليجيب شقيقته :
--مقلي لو سمحت وتابع وأنت ايلينا كيف تفضلينه
-- لا شكرا لا احب البيض ، دخلت المطبخ وهي تقولي لفيكي:
-- هيا لأساعدك بتحضير الافطار وأنت اليكس هل حملت الشاي للخارج لو سمحت.
خلال تناولهما الإفطار أخبرتهم الجده أن ابنة اخيها روزالين ستحضر للزيارة وستقيم لبضعة اسابيع معهم
-- هل تقصدي هنا جدتي سألتها فيكي
-- وإن يكن قالت الجدة وبدت مستاءة من حفيدتها
-- لا جدتي ردت فيكي ليس هنا ارجوك ، خذيها للمنزل الريفي  لقد أنتهت صيانته اليس كذلك اليكس ؟
-- بلا عزيزتي اجابها وهو ينظر لايلينا التي لم تبدي أية ردة
فعل بل تابعت تناول قطعة الخبز المحمص مع الزبده وبعض
العسل الابيض ، لكن قلقا اعتراها ولم تفهم سببه، كانت تعلم ان اقامتها بينهم لا بد وأن  تنتهي يوما ما ، دخلت المطبخ وقداختفى شعورها بالبهجة كليا وحل مكانه الكآبه،.
--ايلينا؟ جاءها صوته من الخلف و قبل أن تجيب تابع ،
ستذهبين معي اليوم للمكتب للتدرب على الاعمال المكتبية لتعملي معي إلى أن تقرري ماذا ستفعلين لاحقا".
ابتسمت فجأة ، فها هو اليكس يقرر كل شي نيابة عنها  ثم عادت لتتابع :
-- هل ذلك ضروري ، اقترب منها  اليكس وقال بصوت خافت
-- ما رأيك بنزهة صباحية قبل بدء العمل عزيزتي
-- بكل سرور سيد اليكس النزهة فكرة جميلة  قالت
مبتسمة و قد أنتهت من غسل طبقها وفنجان قهوتها وتابعت:
لو سمحت سيدي هل لك أن تفسح الطريق لأبدل ملابسي
-- لا داعي ايلينا تبدين رائعة ويعجبني ما ترتدينه دائما يكون مناسبا لك، اجابها وهو يحمل هاتفه ومفاتيح سيارته ويشير لها لتلحق به .
متأكده انه يبتسم ،كانت على وشك اللحاق به عندما نادت
فيكي عليها لتخبرها بأن المحامي يريدها بعد الظهر للتوقيع
على بعض الاوراق الخاصة بنقل الاسهم باسمها.
****
وصلا الحديقة العامة التي اعتاد اليكس العدو بها يوميا قبل خروجه للعمل ، لكن اليوم ارتأى أن يمشي معها بين اشجار السنديان ومراقبة البط في البحيرة رغم تقلب الطقس الذي ينذر بهبوب عاصفة هوجاء قريبا".
بدا عليه الأفتتان بمظهرها عندما لم يتمالك نفسه وهو يقول
-- أنت رائعة الجمال ايلينا ، كم انا محظوظ بك
جمدت مكانها وعندما اصبح لون وجهها قرمزي كانت تبتعد عنه بسرعة ولسوء حظها اصطدمت به ، مد يده ليسندها فشعرت بلمسته تحرقها  و بالارتباك
-- اسفة جدا قالت وهي تحاول الابتعاد عنه
ابتسم بخبث قائلا :
--ولما الأسف ايلينا الجميلة ، أي رجل بمكاني كان ليستغل الموقف ، ولسرق قبلة منك
-- اليكس لو سمحت قالت بغضب :
-- ايلينا ، تابع حديثه معها ، قلت أي رجل مكاني ،
تنفست الصعداء وهو يقول :
-- هيا عزيزتي لنذهب للمكتب قبل أن تضربيني امام الناس
ضحكت من قلبها على مداعبته ومزاحه معها
-- هيا اليكس اذا،  قالت وهي تتبعة لسيارته
****
طلب من السيدة كيت أن تبدا بتعليمها حفظ الملفات في
جهاز الحاسوب
-- هل أنت جاد اليكس قالت ايلينا وهي تتبعه لمكتبه  وتابعت قائلة :
-- اليكس لقد عملت سابقا كما اخبرتك ولدي خبرة بالعمل على اجهزة الحاسوب ، صحيح لم اكمل تعليمي الجامعي لكنني لست غبية
-- ايلينا إنتبهي للسيدة كيث ومن ثم تعالي ناقشيني لو سمحت قال ذلك بشيء من الجدية ، غادرت المكتب حانقة بعض الشيء على اسلوبه الجاف معها ، كيف له ان يتغير بلحظات .
****
لم تشعر بالوقت الذي قضته تعمل مع السيد كيت إلا بعد أن
فتح باب مكتبه قائلا:
-- هيا ايلينا حان موعد العودة المبكرة للمنزل وأنت أيضا
كيث ، يبدو ان العاصفة اقتربت قال ذلك وهو يمسك بيد
ايلينا و يفتح الباب الخارجي للمؤسسة.
التزمت الصمت ايلينا وقد بدت متعبه ومرهقة في اول يوم عمل لها معه ولكن ما أن وصلا الى الضاحية الغربية للمدينة حتى بدأت الرياح تزداد لدرجة انه أصبح يصعب عليه السيطرة على سيارته ، وبنفس الوقت لا يستطيع التوقف الأن ، فالضباب كثيف وقد تصدمهم سيارة او شاحنه.
  توقفا فجأة فقرر الاتفاف لليمين حيث يقع مطعما  صغيرا  يرتاده من وقت لأخر ، المطعم كان على وشك الاغلاق بسبب الاحوال الجوية السائدة إلا أن صاحبه فتح لهما الباب ليحتميها بالداخل لحين انتهاء العاصفة .
كانت ترتجف من البرد بعد أن ابتل  معطفها الصوفي الاحمر  وشعرها التصق بفروة رأسها عندما اضطرا للمشي من موقف السيارة الذي يبعد بضعة امتار عن المطعم
-- يالهي ماهذا سيد اليكس قال صاحب المطعم الرجل العجوز وهو يفتح الباب ليدخلا بسرعة ويغلق الباب وراءهم قائلا:
-- اقتربا سيدي من مدفأة الحطب لقد اشعلتها منذ وقت لا بأس به سأعد لكما كوبين من الشاي.
نزع عنها معطفها ووضعه على احد المقاعد وطلب منشفة
جافة وبدأ بتجفيف شعرها وهي مذهولة بتصرفه وكأنه والدها يحاول حمايتها حتى من المطر.
إحتضن يديها بين كفيها واخذ بفركهما كي تشعر بالدفء وهي مازالت لا تصدق ما يفعله معها.
-- لماذا تفعل ذلك اليكس؟ سألته وهي تمعن النظر به ، كم هو رائع هذا الرجل تقول لنفسها وتتمنى لو انها التقته سابقا.
-- لأنني وعدتك بأن أحميك وأن أجعلك تعيشي بأمان ايلينا
الجميلة قال ذلك وهو يتناول اكواب الشاي من  يد السيد مارك  وتابع:
-- شكرا لك ، هل تعد لنا وجبة خفيفة ، الأنسة لم  تأكل منذ الصباح.
بعد تناول الطعام وشعورها بالدفء جلست امام المدفأة واخذت تنظر للحطب وهو يحترق وينشر الدفء بالارجاء
-- اخبرني عنك اليكس قالت وهي تعود للخلف لستند ظهرها وتنظر لعينيه
-- حسنا ..قال واكمل لا ادري من أين ابدأ ولكن المهم أنني لا اتذكر إلا أنني كنت المسؤول عن فيكي منذ نعومة اظفاري بسبب وفاة والدتي بعد ولادتها باسبوع.
وبعد وفاة والدي اصبحت انا عائلتها الوحيدة ، حتى انني انهيت

خطوبتي بالفتاة التي كان قد اختارها لي والدي
-- الم تكن تحبها ، سألته وهي تحيد بنظرها عنه
-- لا لم أحبها ولم أحب غيرها ، لا وقت لدي للحب قال ذلك وهو ينظر اليها وقد اكتسى وجهها لمحة حزن ربما او خيبة أمل من اجابته.
-- فيكي يا ايلينا هي كل ما أملك بالحياة كذلك أنا بالنسبة لها .
 تملكها إهتمام حقيقي عندما حدثها عن كل ما عاشه مع شقيقته الوحيدة التي لم تعرف امها يوما" وبدأت تشعر بالإسترخاء والراحة  الى درجة انها تضايقت قليلا حين تحول الحديث الى مناقشة الكتب التي قرأها،.
نظرت اليه وهي تشعر بقلبها ينبض بجنون، فأدركت أن هذا التوتر والاضطراب اللذان يتملكانها قد يفضحانها امامه
هي تثق به كليا ولا تشعر ولو للحظة واحدة بالقلق لوجودها معه، تشعرها بالهدوء وهي تنظر اليه لكنها لم تستوعب لماذا كل هذا الاضطراب والتوتر ، هل لأن كل الاشياء الجميلة تنتهي؟
لم تصدق  حين وجدت نفسها تبتسم وهي تقف وتنظر  من خلال النافذة للمطر المنهمر بكثافة وتقول له
-- هل تصدق اليكس أنني لم اشعر للحظة بالخوف  منك
شعرت بيده قرب كتفها مما جعلها تتجمد ، نظرت لاليكس  الذي كان قد وقف بجانبها ،فوجدته هو الاخر لا يتحرك ويحدق في عينيها.
--ايلينا ، تمتم بصوت خافت واحنى راسه وهي مازالت تنظر له فعانقها وكان  رقيقا" ،شدها اليه وكأنه لا يستطيع المقاومة فدفن وجهه في عنقها وقال بصوت خافت رائحتك رائعة اخذ يخفق قلبها بجنون ، فشعرت بقبضته تشتد على خصرها لثوان قليلة ما لبث ان تراجع قليلا" نظر ليعنيها  وسالها :
--  هل تسامحيني ايلينا لأنني تصرفت كأي رجل ؟ هل تصدقي بأنني لم اشعر كذلك الا معك ، اعني انني لا اشعر بانني رجل الا معك أنت .
لم تعد تشعر بالرعب لكن قربها منا جعلها تجرب كل المشاعر لم ترغب بتركه على الاطلاق .
سالها بتردد:
--  أنت لست خائفة مني ؟
--أبداً،  على الاطلاق أنا ، اعني ، مجرد عناق انه مجرد عناق
وقد اطاح بدماغها ، هي سعيده معه وبمقدرتها على اخباره
بكل شيء.
--  هل احببت صديقك ؟
-- لا ، لا اعتقد بأنه كان حبا" 
--  هل يمكنني معانقتك مرة اخرى ؟
 ابتسمت فهي لن تجد افضل منه ليعانقها ،  تقدمت منه فوضع يده على كتفيها ، وكأن تيارا كهربائيا مسها  كانا متقاربين يحدقان ببعضهما البعض، فجأة، بدا وكأنهما تحركا معا، وسرعان ما تعانقا .
 لم يكن عناقه هذه المره شبيها بما اختبرته معه من قبل، حيث كان عناقه رقيقا حنونا، وسرعان ما اذعنت لرغبتها في أن تقترب منه اكثر، فطوقت عنقه بذراعيها فيما اخذها هو بين ذراعيه ، وعانقها بشعف اكبر،
--ايلينا حلوتي تمتم بذلك وابعد وجهه لينظر اليها، ثم ابعد وجهه لينظر في عينيها،  وهمس برقة بالغة وكأنه لا يستطيع المقاومة
--  عزيزتي ايلينا
كانت متلهفة الى عناق اخر، فازداد عناقه هذه المره عنفا، وعاد يحتضنها مطولا ، فطوقته بذراعيها ، فيما جذبها اليه بمزيد من الشدة ، القت رأسها على كتفه،  قربها منه يكاد يصيبها بالجنون عانقها مره اخرى فكاد يخطف انفاسها، وابتدأت تغرق في فيض الأحاسيس التي اثارها فيها، وصدرت عنها شهقة مؤثرة كيف يمكنه ان يكون بكل هذا الهدوء  بينما هي ثائرة الاعصاب بهذا الشكل؟
****
لقد أثار مشاعر واحاسيس خارجة عن السيطرة لكنه يتحكم بمشاعره وهو يقول طوال الوقت لا تخافي  ، عانقها فأشعلها ، ما هو الأمان وهي تحب رجلا لا يعلم ؟

لا استطيع أن اقول اني أحبك ، لكنني استطيع كتابة الكلمة بشفتي ، فوق جبينك ، وأنت نائم ، لتلتقطها اصابع احلامك .
****