سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Tuesday, December 18, 2018

عناق المطر/moonlight

December 18, 2018 0
عناق المطر/moonlight




العناق السادس

رغم المسافة التي بيننا ، ما اقربك ،
اريد ان ابدا صباحي بك واخط اسمك على جبين المطر،
اريد ان اصنع قهوتي وارتشف منها دفء انفاسك،

****
نظرت أيلينا لمن حولها وكانها ذاهلة , حتى انه لم يبدو عليها الدهشة، اخذت تهمهم بشيء غير مفهوم لكن ما لفت نظر فيكي شحوب وجهها وصعوبة تنفسها فاقتربت منها
-- أيلينا هل أنت بخير سالتها وهي ترفع وجهها ، فاغمضت
عينيها أيلينا وبدات دموعها بالتساقط .
نهضت من مكانها مغادرة المكتب بصمت رهيب ، فلحقت بها فيكي وقد حملت حقيبتها وخرجت وراءها للشارع المؤدي لذلك المقهى القديم المقابل لمكتب المحاماة،
دخلت الفتاتين وجلسن مقابل بعضهن البعض وكل منهن تفكر بما سمعته وما عرفته للتو .
لقد زعزت المفاجاة كيان أيلينا ، كيف للقدر ان يلعب لعبته
لقاءها باليكس هل كان مقدر؟
كأنت عيناها ترسلان نظرات عميقة لفيكي التي لاحظت
ارتباكها واضطرابها ، بدت هي الاخرى تفكر بما يجول براس
أيلينا ، كم تحتاج كلاهما لوجوده الان ، هو الوحيد الذي قد يوضح لفيكي ما عناه ، واصراره على اخذها للمكتب للقاء العم ديفيد.
فجاة وجهت سؤالها  أيلينا  لفيكي التي كأنت تضع يدها على خدها بينما تتامل تساقط الامطار وتلك الزخات الخفيفة تطرق النافذة امامها
--  هل صحيح ما سمعته؟ هل كنت تعلمين ذلك؟
-- لا ، صدقيني لم اكن اعلم بشيء الا الان ، انا مصدومة تماما مثلك أيلينا ، اكاد لا اصدق ما قاله الاستاذ ديفيد.
التزمت كلا الفتاتين الصمت ، وبعد تناول فنجانين من القهوة
غادرتا المقهى عائدتين للمنزل.
****
لازمت غرفتها أيلينا بقية اليوم حتى انها لم تتناول الطعام ،
لم تعلم كم من الوقت امضته وحيدة ، ولكن طرقات الباب أيقظتها من الاحلام التي عاشتها  وعندما فتحت الباب وجدت فيكي تحمل صينية طعام.
-- تقول لك جدتي تناول الطعام  والا غضبت منك، قالت ذلك وهي تحاول رسم ابتسامة مصطنعة ، تناولت الصينية وابتعدت كي تفسح لها المجال لتدخل.
نظرت كلاهما لبعضهن البعض فانفجرتا بالضحك وكان ما جرى لم يكن سوى فيلما سينمائيا شاهدتاه سويا".
-- الى الان لا اصدق فعلا ما سمعته قالت فيكي وتابعت ولكني اتصلت منذ قليل بالاستاذ ديفيد الذي اكد لي الموضوع ، بل انه طلب رؤيتك مجددا ، فلدية امانة يود اعطاءها لك واردفت قائلة:
-- صحيح اليكس سيعود مساء السبت ، لقد اتصل بجدتي قبل
عودتنا وهو يرسل لك تحياته.
ابتسمت أيلينا بحزن واجابتها:
-- هذا جيد يجب ان اتحدث معه ، كما يجب ان استعد
للرحيل بسرعة  حدثت نفسها .
ودعتها أيلينا بعد ان اعادت الطعام لعدم رغبتها به في هذه الاثناء  واندست بفراشها محاولة النوم  ، بعد جهد مضني غفت
لكن تلك الكوابيس اللعينة عادت اليها اكثر من مرة خلال هذه الليلة .
****
بينما كأنت تقف امام المكتبة الضخمة التي احتوت اعدادً هائلة من الكتب والمجلدات القديمة سمعت صوتا جمد الدم في عروقها ، عندما اوشكت على الالتفاف لترى من هو !!
هي واثقة من ذلك ، انه هو ، انه المنحرف فيليب.
-- حسنا، حسنا ، أيلينا ، هذه أنت واخيرا وجدتك؟
استيقظت مذعورة وهي تتصبب عرقا " قلبها يخفق بسرعة لا متناهية ، كم تمنت ان يكون اليكس هنا.
نهضت من فراشها بحثا عن كوب ماء وعندما لم تجد بغرفتها استدارت وعادت مسرعة لسريرها واستلقت ثانية وهي قلقة ودعت الله ان يخلصها من هذه الكوابيس التي تفتك باعصابها .
****
وقفت امام نافدتها  بعد ان جافها النوم تراقب النجوم علها تحظى ببعض الهدوء ، فارتات ان تعد لنفسها فنجانا من القهوة ريثما يستيقظ اهل المنزل ، كأنت الساعة تشير للسادسة صباحا عندما  تخيلت انها سمعت ذلك الصوت المريح الذي يخرجها من دوامة التفكير والرعب الذي عاشته وتعيشه باستمرار.
انه اليكس ،  لا بد انه جاء اليوم بدلا من الغد ،.
خوفا من ان يظهر الانفعال في عينيها ووجهها بقيت تنظر حيث
تقف ، تمالكت مشاعرها عندما سمعت الصوت يقترب اكثر منها.
-- صباح الخير يا حلوة ، قال ذلك وقد وقف خلفها مباشرة .
في هذه الاثناء كأنت أيلينا على وشك البكاء فرحا لقدومه مبكرا  ، ورغم انها كأنت ترتجف الا انها تمالكت نفسها وردت بصوت هادئ.
-- صباح الخير سيد اليكس لم اتوقع قدومك اليوم،.
عادت ترتجف من جديد وهي ترى ان اليكس لم يبتعد بل ادار وجهها له وهو يمنحها تلك الابتسامة التي تربكها وتجعلها تتوتر اكثر ، و كما اعتادت منه مد يده ليحرر شعرها من رباطه المطاطي.
-- هكذا افضل ، قال ذلك وهو يتكئ على الحائط ويتناول فنجان قهوتها عن الحاجز الرخامي ليرتشف قليلا منه ثم يضعه جانبا وبدون مقدمات احتضنها قائلا":
-- اشتقت لك أيلينا
شعرت بارتباك ، بخوف ، بغضب  لا تدري بالضبط بماذا
شعرت ، لكنها تمالكت نفسها  وخلصت نفسها من عناقه وسارت مبتعدة نحو الباب .
وفي الغرفة كان شعورها مضطرب لم تحس هكذا من قبل تملكتها رغبة قوية في البكاء ، امضت بعض الوقت تفكر بكل ماذا ستفعل بعد الان؟
اخرجت ثوبا" قطنيا" رمادي اللون يتخلله شريط يحيط بخصرها قاني اللون وقبل ان تنوي تبديل ملابسها  فتح الباب ودخل منه،
-- أيلينا هل تثقي بي؟ هل تشعري بالامان معي ؟
سؤاله ليس مفاجئ لها ، اقتربت منه لتقف امامه مباشرة
لقد اصبحت تثق به نوعا ما ، نظرت الى عينيه العسليتين، فتبادلا النظرات ، اذ بابتسامة ساحرة ارتسمت على وجهه  فشعرت بالعجز، قال متوسلا بدعابة وهو يمرر يده على شعرها الاسود الذي يحبه:
-- ارجو الا تفقدي ثقتك بي يوما ، والا تكرهيني، والاهم الا ترحلي ، والا ترفعي شعرك ثانية.
ارادت ان تبادله الابتسام ، والرد عليه لكنها ادركت حينها انها لا تريد شيئا الان سوى ان تبقى معه.
-- انا لست شخصا جيدا صحيح!!  ابتسمت بخجل ونعومة
فبادلها ابتسامتها وليكسب مودتها مرة اخر قال
--ما من شخص كامل أيلينا ، نظر اليها وتابع سأنتظرك
لتناول الافطار معا".
غسلت أيلينا وجهها ووضعت زينة خفيفة عليه سرحت شعرها الاسود ،وارتدت ملابسها  وهي تعلم ان  اليكس لم يكن يفوته شيء ولم تشا ان يظن انها غيرت ملابسها لاجله . عند وصولها للاسفل ، لم تجده ، بل كأنت الجدة وفيكي بأنتظارها ، ما ان القت تحية الصباح وجلست بالقرب من فيكي حتى سمعت وقع خطى اليكس .
نظر اليها اليكس لحظات بصمت وهو يتخذ من المقعد المقابل لها مكانا له ، ثم قال بهدوء:
-- اتعلمين، يا أيلينا؟ اظنني كنت الرابح عندما طلبت منك الاقامة هنا .
الى حد ما لم تعرف ما تجيب ، ارادت ان تقول شيئا ظريفا لكنها لم تجد شيئا سوى الخجل ، بلعت ريقها بصعوبة، لتقول
اتظن ان كلاما كهذا سيعفيك من الاجابة على تساؤلاتي بعد الافطار ؟
ومره اخرى تملكها شعور بالخجل وهو ينظر اليها قائلا"
--انا مستعد للاجابة منذ الان لو اردت.
غيرت وضعها ، وتابعت تناول طعامها وهي تتساءل يا ربي، مالذي
حدث معي هي تشعر بان اهتمامها به طغى على اهتمامها بأي
رجل اخر حتى وليم ،  رفعت بصرها لاليكس فوجدته يرمقها بنظراته الثاقبة تلك ، وسالها
-- هل يمكنك ان توافيني الى المكتب ؟
نهض اولا وعندما وصل حيث تجلس توقف خلفها وتابع
-- ساكون شاكرا لك لو احضرتي فنجان قهوة اخر انسة أيلينا.
دخلت المطبخ لتسكب القهوة لكليهما ،تملكها شعور بعدم
الارتياح لانها لا تعلم ماذا سيقول او هل كان يعلم بما قاله المحامي.
دخلت للمكتب مباشرة فقد ترك الباب مفتوحا" ، وقفت ترقبه وهو يقف امام نافذة المكتب المطلة على  الحديقة الخلفية للمنزل، يضع يديه بجيب سرواله ، كم هو جذاب بجسده الممشوق رغم نحافته لكنه يمتلك جسدا متناسقا جدا ،  بدا وكانه يفكر بعمق حتى انه لم يتنبه لدخولها ،
مرت لحظات قبل ان تتدارك الموقف وتتقدم لتصل قرب
المكتب وضعت القهوة وحملت فنجانا" واحدا" لتقدمه له
-- تفضل سيد اليكس قالت وهي تمد يدها.
بقي صامتا لم يحول عينيه عنها ، نظر اليها نظرات لم تفهم
معناها ، ابتسمت بخجل شديد ، لاحظ ارتعاش يديها ، فتناول
فنجان القهوة ووضعه جانبا ثم امسك كفيها بين راحة يديه وكانه يبثها الامان الذي وعدها به، يمنحها الطاقة التي تحتاجها لتواجه هذا الموقف الغريب، يعطيها بعضا من مشاعره التي فاضت وعاد مسرعا" كي يبقى بجانبها .
التقطت انفاسها وتمالكت اعصابها وهي ترفع وجهها لتواجه
عينية العسليتين التي احبتهما منذ اللحظة الاولى ، فبادرها قائلا":
-- الا زلت واثقة بي عزيزتي؟
نظراتها المشعة رغم حزنها واضطرابها وازدياد خفقات قلبها جعلته يقف امامها مضطربا هو الاخر ، كيف سينقل اليها تبريراته، وهل ستتقبل اسباب اخفاءه معرفة  الحقيقة؟
-- بالطبع اثق بك سيد اليكس  والا لم تكن لتجدني اقف
امامك الان قالت وهي تبتعد بسرعة باتجاه المكتب وتتناول
قهوتها ، اشار اليها لتجلس امامه وتابع:
هيا أيلينا اسالي ، ماذا تودي ان تعرفي ؟
ابتسمت وهي ترتشف قهوتها رغم محاولتها عدم النظر اليه  بالتاكيد هو يشعر بما يعتريها ويستطيع فهم كل ما يدور
داخل عقلها المتعب من التفكير.
بادرها بقوله:
-- اخبرك السيد ديفيد بان والدينا كانا اصدقاء وزملاء دراسة وشركاء بنفس الوقت.
همت بالكلام لكنه اشار بيده ان تنتظر ليتابع حديثه
-- عندما التقيتك أيلينا لم اكن اعلم من أنت ، ولا ادري ما الدافع الذي جعلني اساعدك تلك الليلة ، راودني ذلك
الشعور الذي اجبرني على الاتفاف لانقاذك ، كان لدي احساس غريب اجبرني على الاعتناء بك وحمأيتك حتى من نفسي،  و بعدما اخبرتني من أنت ومن هو والدك، دهشت فعلا ،
فكيف للقدر ان تكون له اليد العليا بادارة حياتنا،
كنت قد سمعت عن والدك واسمه ورد باكثر من جلسة جمعتني بالسيد ديفيد عندما فض وصية والدي التي تضمنت نصيبه من مكتب المحاماة الذي شاركه اعز اصدقاءه به وهم السيد ديفيد ووالدك.
اتصلت تلك الليلة بالسيد ديفيد لكنه لم يجيبني ، فغادرت صباحا لمقابلته وعندما ذكرت له اسمك لم يصدق  ، اوشك على مرافقتي ليتاكد بنفسه ، ولكن ما حدث معك لم يكن ليسهل مهمتنا ، بعد تفكير توصلت لفكرة عملك مؤقتا معي ، ومن ثم دعوتك للمدينه لتقابلي السيد ديفيد
وان كنت من يبحث عنها سيقوم بتسليمك ميراثك  .
لم تتفوه بكلمة أيلينا بقيت تنظر له وهو يتحدث ويحاول شرح كل ما قام به انه كان لمصلحتها ، كأنت  مقتنعة بقرارة نفسها  لولا شهامته وحسن تفكيره لضاعت ولامضت ما تبقى من الحياة تسعى وراء لقمة العيش.
-- انا اسف عزيزتي اردف وهو ينهض ويمد يده لها كي يساعدها هي الاخرى بالنهوض ومغادرة المكتب ، بهدف الذهاب لمقابلة المحامي لكنها ارتات التمهل وتاجيل اللقاء ليوم اخر .
لم يكن السبب انها لا تثق به كما حدثت نفسها حين جلست
في غرفتها لتحلل مشاعرها، هي منسجمة معه ، لكنها عديمة الثقة بنفسها، ومن ناحية اخرى هي تثق به، تعرف ذلك في قرارة نفسها ، لقد ادركت بعد ذلك بساعتين، عندما استلقت لتنام، ان ثقتها بالكساندر ثابته.
وجدت اخيرا  سببا يدعوها الى النهوض من سريرها لتذهب اليه سارت نحو الردهة التي تصل لغرفته وجدته امامها ، كان يقف في بدأية الردهة  ادركت ان عليها ان تعود ادراجها ، لكنها لم تستطع عوضا عن ذلك وجدت نفسها تتقدم باتجاهه عندما اقتربت منه سارعت الخطى وهي تتنفس بعمق ،
تشعر بالتوتر والاضطراب فارتمت بين ذراعيه وهي تقول
-- عانقني اليكس ، من فضلك عانقني
احتضنها بقوة ، بقيا لفترة دون كلام وعندما حاولت الابتعاد عنه وجدت عيناه في عينيها ، اخفض نظراته الى فمها ، ثم عاد ليتمعن بوجهها ، وبتمهل عانقها مجددا بكل حنان ورقة ، شعرت بدفء عناقه واحضانه فانحبست انفاسها، ادركت ان هذا العناق الرقيق سرها للغأية ، تمنت الا ينتهي ابدا".
******


Thursday, December 6, 2018

عناق المطر/moonlight

December 06, 2018 0
عناق المطر/moonlight
الفصل الرابع


العناق الرابع


رغم هدوء ليالي الشتاء، إلا أننا  نجد ضجيجاً داخل قلوبنا أينما ذهبنا ، فتصمت عيوننا  ، ونجلس بحزن وحيدين ، محملين  بهموم واحزان  وأشجان ، وفي تلك الغرفة المظلمة لا نسمع سوى صوت وقع المطر على نوافذنا.

******
استلقت على فراشها تفكر بكل ما جرى على مدار اسبوع  حياتها تغيرت بشكل غير متوقع، اليكس وحده حدث كبير.
تساءلت كثيرا عما يريده منها ولمَ يعاملها بهذه الطريقة المحترمة التي لم تألفها من رجال اخرين سوى والدها.
تذكرت الهاتف ، أخرجته من علبته فوجدت ورقة صغيرة كتب عليها ملاحظة صغيرة تقول:
-- أحفظي رقم والدتك فقط مفهوم؟
يالهي ما هذا ، خاطبت نفسها بتذمر ولكنها لن تبتأس
الأن عليها الاتصال بوالدتها قبل أن تنام.
-- إيلينا ، حبيبتي ، أجابتها والدتها وتابعت ، أشتقت لك أبنتي
--كيف حالك ؟ سألتها إيلينا ،
-- هل كل شيئ على ما يرام امي؟
-- بل على احسن ما يكون ابنتي  جوي رائع جدا ورقيق للغاية معي،  كنت قد نسيت كيف يكون تصرف الرجل المهذب
الحقيقي، وسألتها امها
--هل رأيتي السيد الذي تعملين عنده هذا الاسبوع؟ أدركت إيلينا أنها تعني فيليب لأنها اخبرتها في آخر اتصال بينهما أنها نادرا ما تراه،  فلم تستطع أن تفسد لامها سعادتها فأجابت
-- لم أراه منذ الاحد الماضي .
بالتأكيد ستتألم إذا علمت بما حدث لها ، وربما ستلح عليها للعودة للعيش معها ومع جوي لو اخبرتها أنها تعمل لدى رجل أخر.
تحدثت إيلينا  طويلا إلى أمها، ثم وضعت الهاتف جانباً أخيرا وقد زاد اقتناعها بأن أمها أصابت في الزواج من هذا الرجل الرجل المحترم.
تذكرت حقيبة ملابسها ، فأرسلت رسالة للسيد هنري
تخبره بأنها ستذهب اليه لأخذها ، وقررت أن تطلب من اليكس أصطحابها ، بالتأكيد لن يسمح لها بالذهاب لوحدها.
أستيقظت صباحا" وبعد أخذ حماما دافئا"  أتجهت إلى الخزانة واخرجت السروال الكتاني  ووجدت قميصا قطنيا أسود ، أرتدته رغما" عنها ، لحين أستلامها ملابسها، بدت رائعه عندما  وصلت إلى الاسفل وقد امتلاء المكان بر ائحة القهوة بالتأكيد هو من أعدها.
--صباح الخير سيد اليكس قالت وهي تقترب منه وتابعت كم هي لذيذة رائحة القهوة  !!
-- أجلسي حيث أنت عزيزتي قال وقد سكب فنجان قهوة
وقدمه لها مبتسما" وتابع سؤالها، هل نمت جيدا إيلينا.
-- أجل ، شكرا للأهتمام أجابته دون النظر اليه،
-- لما تربطين شعرك للأعلى ، أنا احب أن أراه ينسدل على كتفيك قال ذلك ووقف أمامها مباشرة.
-- ماذا؟ عفوا سيد اليكس وما شأنك بشعري، أجابته بحدة وقد ظهر الضيق بصوتها ، لكنه لم يكترث وتابع حديثه المستفز.
-- فقط أخبرك كيف أحب أن أراه ، هيا تناولي طعامك  لأصطحبك لمنزل ذلك الحقير لاحضار ملابسك .
كيف لهذا الرجل الا يفوته شيء ، هل يقرأ افكارها ، كانت على وشك أن تطلب منه ذلك.
-- شكرا سيدي أجابته وهي تتناول قطعة خبز محمصة وقد
وضعت قليلا من مربى التوت عليها  ، وبدأت بتناول وجبتها بصمت  وهدوء.
فكرت إيلينا في أنه فضولي جدا ويسال كثيرا ،  يهتم بأدق التفاصيل ، كيف له أن يكون بهذه الصورة الرائعة.
لا تدري لم خطر ببالها أن كان  راضيا تماما عن حياة العزوبية ، هل من المحتمل أنه يتخذ صديقة دائمة ؟
رفعت عينيها  لتجده ينظر اليها لكنه شارد الفكر ، نهضت وحملت فناجين القهوة لتغسلها وتنظف المائدة قبل خروجهم.
-- سيد اليكس قالت وهي تصل لباب المطبخ ، أنا جاهزة
-- نعم ؟ ماذا؟ أجابها دون تفكير
-- أنا جاهزة لنذهب ، لقد بعثت برسالة الليلة الماضية لهنري ليجهز حقيبتي ويضعها عند حارس القصر، لا اريد الدخول
هناك.
بكل هدوء حمل مفاتيح سيارته ،ارتدى معطفه الرمادي المصنوع من الصوف الأنجليزي  وخرج من باب المطبخ حيثأوقف سيارته ليلة الامس، فتح الباب وأبتعد وبدا وكأنه
شخصا" أخرا".
-- هل أغلقت الابواب جيدا إيلينا ؟ سألها وهو يدير المحرك  أنتبهت الى أنه متعجل للمغادرة ، وبعد دقائق كان يقود على الطريق الرئيسي دون أن ينطق بكلمة.
هي بدورها التزمت الصمت  وكلما أقتربا من المكان كانت خفقات قلبها تزداد وقد تملكها الخوف والتوتر أكثر.
ادار وجهه اليها بعد أن توقف أمام بوابة القصر وقد تجمدت الدماء بعروقها ، أحتضن كفيها وبصوت خافت قال:
--إيلينا أخبرتك بأنك معي ستكونين بأمان ، لا تخافي
عزيزتي أن فضلت البقاء هنا سأحضر حقيبتك وأعود ، لا
تتحركي ، مفهوم!!
-- أجل مفهوم قالت وهي تغمض عينيها وتتمنى أن تنتهي هذه الدقائق المعدودة لتغادر المكان بسرعة البرق.
لم يستغرق الامر طويلا ، فعاد اليكس وهو يحمل حقيبتها ويضعها بصندوق السيارة .
-- تفضلي هذا الصندوق الصغير هنري طلب مني أن أعطيك أياه ، أخذت الصندوق وما أن فتحته حتى أبتسمت بهدوء وبدت سعيدة به.
-- سيد هنري كم أنت رائع !  قالت وهي تخرج الكتب
وتتصفح اسماءها ، أنها روايتي المفضلة تابعت وهي تقرأ الاهداء على الصفحة الأولى ( عزيزتي إيلينا ، لا تقدمي على خطوات وتجارب لا تعي تبعاتها ، اهتمي بنفسك جيدا ، أن أحتجتي لشيء أخبريني)
طوت الورقة ووضعتها بجيب سروالها وأخذت تتصفح الكتب ، بدت سعيدة جدا بهذه الهدية .
-- هل هذه كتبك ؟سألها دون أن يلتفت اليها
-- ها ، لا ، لا أنها ملك السيد هنري، كان يحضرها لي كي لا أشعر بالضجر كثيرا"، لا أدري كيف سأشكره على مساعدته لي، والأن هديته هذه ، كم هو رجل رائع
-- يبدو أنك تحبين القراءة، سألها وهو يوقف السيارة بعيدا عن ذلك المكان المشؤوم .
-- جدا" ، أجابته وقد صمتت وهي تدير وجهها للنافذة
وبصوت حزين تابعت، كم تمنيت أن اتابع دراستي لأصبح محامية مثله تماما" ، كان حلمنا سويا ، مسحت دمعة سالت على خدها وقد تنبهت لتوقفهم
-- لماذا توقفت سيدي؟ اردفت وهي تنظر حولها فالمكان شبه خالي، لكنه لم يجيبها ، أمعن النظر بها للحظات  و أدار محرك سيارته ثانية وأنطلق عائدا لقصره، ترجلا سويا" من السيارة لكنه  تأخر خلفها قليلا" ليحضر حقيبتها ، كانت قد دخلت المطبخ لتتناول قليلا من الماء، لاحظ الكتب التي كانت معها أبتسم وهو يقرأ أسماء الروايات،
-- أذا" أنت تحبين هذا النوع من الكتب ؟ سألها وهو بطريقه لغرفته وبعد دقائق  خرج وهو يحمل حقيبة صغيرة كان قد أحضرها معه ، توقف عند مدخل المطبخ قائلا"
-- هل ستكونين بخير إيلينا ، علي المغادرة الأن ، قال ذلك وهو يبدو غير طبيعي.
-- هل حدث شيء سيدي، سألته وهي تقدم له كوبا من الشاي
وعلى غير المتوقع نظر لها بتمعن ومد يده لربطة شعرها لينساب على ظهرها وكتفيها .
-- هكذا أجمل ، قال وهو يرتشف الشاي ويعود للصالة ،
أتخذ من الاريكة المقابلة للمطبخ مكانا له ،بينما هي كانت تشعر باضطراب وغليان ، يا لوقاحته ، هم هكذا الرجال ، لا يمكن أن يكونوا طيبين.
دخلت غرفتها وأغلقتها بالقفل وأخذت تجوبها جيئة وذهابا  ماذا ستفعل الأن؟  كيف ستبقى معه وتعمل لديه!! لكنه لم يعطيها وقتا للتفكير، سمعت طرقاته على باب غرفتها ، تمالكت نفسها وفتحت الباب قليلا"
-- نعم سيد اليكس، هل تريد شيئا اخرا"؟
-- لا إيلينا أردت الاعتذار عما بدر مني ، لقد أخبرتك بأنني
سأحميك وستبقين أمنه معي، قال ذلك وهو يقف خارج
الغرفة وتابع
-- سأغادر الأن أنتبهي لنفسك ، أبتعد قليلا عن الباب وقبل أن تعيد غلق الباب ،فتحه ثانية ودون مقدمات أحتضنها بقوة ، وهو يقول:
-- عانقيني إيلينا قليلا، ارجوك، فقط عانقيني
-- تملكتها الدهشة ولكنها استسلمت لطلبه واستكانت بين ذراعيه للحظات ،  أبتعد عنها وغادر الغرفة دون أن يقول شيئا" اخرا" ، بينما هي تسمرت مكانها لا تعلم كيف ولماذا قام بهذا التصرف.
****
مضت أربعة أيام منذ غادر اليكس ،لم يتصل ليطمئن عنها، ولكنها قررت نفض تلك الافكار السخيفة ، لم يكن سوى عناق صغيرا"، بقدر ما فاجأها تصرفه هي لا تدري لما أمتثلت لطلبه ، ولما شعرت بذلك الهدوء بين ذراعيه.
مساء اليوم التالي وقبل مغادرة الحارس طلبت منه أن يصطحبها صباحا" للبلدة لشراء ما ينقص  المطبخ قبل بدأ عطلة
نهاية الاسبوع.
في غرفتها امسكت بأحد الكتب لكنه لم يكن بمستوى توقعاتها  ، شعرت فجأة بالاضطراب مره أخرى حاولت الاستغراق في قراءته لكنها فشلت ،فوضعته جانباً ثم دخلت الحمام بقيت في الحوض فترة طويلة بينما أخذ عقلها يجول حتى أنتبهت فجأة إلى أنها تفكر به، هي فعلا تفكر باليكس،  صحيح كان شهم معها ، بل اكثرمن شهم ، وسخياً أيضا وهو يلح عليها بقبول أجرها مقدما ، ولكن عندما تذكرت أنه أحيأناً بالغ الحدة معها، قررت أنه لايستحق كل هذا الاهتمام منها.
تلك الليلة أنتابتها كوابيس غريبة  ، وعندما استيقطت ،  غادرت سريرها واغتسلت وارتدت ثيابها، وقف بالقرب من النافذة فرأت  أن الطقس لن يكون دافئا" مثل الامس ، لحظات كانت قبل أن يبدأ المطر ينهمر .
بينما هي في صالة الطعام تتناول إفطارها جال بفكرها  إذا استمر المطر فسيكون عليها أن تمضي  معظم الوقت مستيقظة ومرتعبة من صوت الرياح ،ابتسمت للفكرة وأدركت بحماقة أنها  وبالرغم مما هي به ، تشعر بالحنين لوالدتها التي
لم تفكر حتى بسماع صوتها منذ أخر مكالمة أجرتها معها.
شعرت بأنها تتطلع بشوق لرؤيته ،أنتبهت إلى نفسها يجب  عليها ألا تتعلق به وبغيره  فهي  قريبا"ستغادر المكان ولن تراه مجددا".
ضحكت وهي تتذكر اضطرابها ذلك اليوم عندما طلب
منحه عناقا صغيرا" وبنفس الوقت تعجبت من نفسها على موافقتها .
-- صباح الخير إيلينا ، كيف حالك  عزيزتي ؟
في هذه اللحظه شعرت بأنها لم تكن لوحدها ، فالتفتت لترى تلك العينين العسليتين الحادتين تخترقان أعماقها، فهتفت بدهشة
--اليكس؟
لم تره أو تسمع صوته وهو يقترب، كما لم تكن تتوقع حضوره ، كيف ومتى دخل؟
-- هل قهوتي جاهزة ؟ سألها وهو لا زال يقف أمامها بكل عنفوانه ، وبكل هدوء ظاهر أجابته
-- تفضل أجلس سيد اليكس سأقوم بأعدادها حالا"
-- كيف أمضيت وقتك خلال الاسبوع الفائت؟ سمعته يتحدث معها فهدأ غضبها بسرعة وقد شعرت برغبة في
الضحك عندما نظرت إلى النافذة فرأته يحاول الامساك
بأحدى الدجاجات ، متى خرج للحديقة؟
وضعت يدها على فهما  وابتعدت قليلا" كي لا يرى ابتسامتها، كانت الضحكة تختنق في صدرها  ، واخيراً التفتت إليه تسأله:
-- لماذا اشعر بأنني ارغب بالضحك ؟نظر اليها وقال
-- لأنك في الاساس ذات طبيعة مشرقة ، لكن الحياة
لم تسعدك ،  والأن وقد بدأت طبيعتك المشرقة تظهر من
جديد قبل أن يتم حديثه قاطعته قائلة:
-- اعتقد بأنني لم اطلب منك تحليلا نفسيا ، بدا عليها التوتر
وفقدت رغبتها بالضحك،  لكنه  هو من ضحك  شعرت بالاستياء منه ، لكنه سألها
-- هل هذا ما فعلته أنا؟
لم تجيب ، وهو لم ينزعج بل تابع يجب أن اشكرك وأمدح ما قمت به هنا.
-- وماذا فعلت أنا؟ أجابته وهي تناوله أخيرا فنجان القهوة
--  لأنك جعلتي منزلي بيتا حقيقا،
أنتابها شعور  بالغرور لأنه لاحظ أنها غيرت ترتيب الاثاث
-- هل كنت بغرفة الاستقبال؟ سألته
-- لقد اضفت الازهار جمالا رائعا ، أجابها
فجأة بدا وكأن العداء بينهما اختفى ، لم تستطع أن تفهم المودة التي شعرت بها وهي تجالسه تتبادل واياه  اطراف الحديث بكل هدوء ، وكأنهما شخصان يعرفات بعضهما منذ زمن ، وقد تناسى كلاهما ما حدث الاسبوع الماضي .
-- سأغيب لفترة إيلينا ، لدي عمل خارج البلاد ، وأنا لا أستطيع تركك هنا فترة غيابي التي قد تطول ، أخبرها ذلك وهو يضع فنجان قهوته أمامه وينظر لها في حين بقيت صامتة.
شعرت وكأن الارض تدور بها ولا تدري لماذا وتساءلت عما اذا كان يريد منها البقاء إلى أن تتحسن حالة جدته الصحية أم يجب أن تذهب لزيارة والدتها ريثما يعود.
-- أأستطيع الذهاب حيث أمي تعيش، قالت ذلك وهي لا تعلم بأن تلك العيون الجميلة تتمعن بملامحها .
-- إيلينا هل أنت مجنونة؟ أجابها وقد رفع ذقنها بيده وأدار وجهها حيث يستطيع رؤية عينيها وهو يعلمها بنيته ومخططاته
-- عزيزتي لن تذهبي لأي مكان ، سأصحبك معي للمدينة حيث تبقين مع جدتي وشقيقتي لتتعرفي عليهما لحين عودتي،
وكما فعل أخر مرة وبكل جراءة حرر شعرها من رباطه المطاطي لينساب كشلال رقيق على كتفيها وظهرها ، ودون أنتظار نهض من مكانه  وهو يمسك يدها وتابع
-- هيا عزيزتي وضبي حقيبتك لنذهب قبل ازدياد المطر.
لا تدري كيف وافقت، ولمَ؟ التزما الصمت ، شعور غريب تملكها لم تعد تخافه، هل يعقل أنها تثق به لهذه الدرجة.
وهما يقتربا من المنزل حتى مع المطر ، بدا المنزل و كأنه يرحب بها.
وضع حقيبتها بالقرب من الباب ونظر إليها مبتسما"
--تفضلي عزيزتي ، جدتي بالداخل
بدت مترددة الأن، لا تدري كيف وافقته وحضرت معه،
وضع يده على مقبض باب المنزل فسألته وهي تشعر بخوف شديد
-- هل ستتركني هنا وتغادر الأن؟
-- وهل أنا ذاهب إلى أي مكان باعتقادك إيلينا ؟
تابع وهو يغلق الباب جيدا
-- ولكنك ، ؟
صمتت وهي تنظر حولها وتتساءل أين جدته وشقيقته ؟
على كل حال لم تكمل تساؤلاتها حتى  غمرتها سعادة
غير متوقعة عندما سمعت صوتا نسائياً قادم من المطبخ يرحب بها .
--أعتقدت بأنكما ستتأخرا بضعة ساعات عزيزي
استدارت بسرعة لترى صاحبة هذا الصوت فاصطدمت باليكس الذي كان يرفع جسده بعد أن وضع الحقائب على الارض ، شهقت للصدمة المفاجئة ثم اخذت تضحك ، وقعت عينيها على الجدة الباسمة ، فتلاشت رغبتها بالضحك،
-- أسفة سيدي قالت وهي تعود للخلف خطوتين كي تبتعد عنه بما أنه لم يتحرك من أمامها وحولت نظرها للسيدة التي مدت يدها لمصافحتها .
-- مساء الخير سيدتي قالت وهي تشعر بحرج شديد وقد أحمرت وجنتيها جراء ذلك
-- أهلا يا يلينا أجابتها العجوز وهي تمسك بيدها وتقترب من مقعدها لتجلس فالوقوف يتعبها نظرا لأصبابتها بالتهاب المفاصل وتابعت حديثها
--  أتمنى أن تشعري بالراحة بيننا عزيزتي ، كم أنت جميلة يا إيلينا قالت ذلك و نظرت لاليكس الذي أكتفي بأيماءة خفيفة لجدته قبل أن يصعد للأعلى حاملا حقيبة إيلينا وحقيبته الصغيرة.
لم يكن قد مضى وقتا طويلا على وصول إيلينا حتى عادت فيكي  شقيقته الصغرى ، الفتاة المدللة من مكتب المحاماة الذي تقوم بالتدرب  به بعد تخرجها العام الماضي .
-- هل وصلت ضيفتنا جدتي؟ قالت بصوت مرتفع ، وتابعت
أين أخي لقد رأيت سيارته بالخارج، وقبل أن يأتيها الرد تنبهت
لوقوف إيلينا بالقرب من جدتها
-- مرحبا" قالت إيلينا وهي تقتربت لمصافحتها ، لكنها بدون سابق أنذار احتضنتها قائلة
-- مرحبا بك ، لقد صدق أخي أنت رائعة الجمال ، يالهي ما أجمل لون شعرك، هل أنت من أصول ايرلندية؟
بارتباك وخجل ردت وهي لا تدري ما يجري الأن
-- نعم  سيدتي والدي من دبلن ووالدتي من بورتموث .
أجابتها وهي لا تدري ماذا أخبرهم المدعو اليكس أيضا.
ضحكت فيكي بصت عال وهي تتابع خطوات شقيقها وهو ينظر بطريقة أشعرتها كم هي مندفعة ، اقتربت منه وقد لفت ذراعيها  حول عنقه مرحبة به
-- كيف حالك عزيزي قالت وما زالت تشاكسه بنظراتها
-- أفضل منك اجابها وهو يحتضنها وقد وضع قبلة على حبينها وتابع الا يمكنك الاحتفاظ بسر ؟
بصوت خافت أشبه بالهمس قالت
-- لكنها فعلا جميلة وأنت لديك ذوق رفيع عزيزي.
-- اصمتي ، هل أنت وكالة أنباء؟  ياالهي قال وهو يبتعد عنها
وتابع هل العشاء جاهز ؟أكاد أموت جوعا جدتي، وإيلينا أيضا جائعة اليس كذلك ؟
-- ها ، ماذا؟ لا شكرا أجابته ولكنني أشعر بتعب شديد.
-- معك حق أنا اسف قال وهو يمسك يدها ليوصلها لغرفتها التي أختارها ملاصقة لغرفته بل يتشاركان الشرفة الخارجية المطلة على نهر التايمز الشهير.
--هذه ستكون غرفتك طالما أنت هنا إيلينا قال لها وهو
يتابعها تبتسم بنعومة وقد توقفت امام النافذة لترى النهر من بعيد.
-- شكرا سيدي ردت باضطراب لاقترابه منها لمتابعة حديثه الذي يبدو أنه سيطول.
-- إيلينا سبق واخبرتك الا تخافي مني عزيزتي ، اعتبري المنزل منزلك.
كانت على وشك البكاء ، أحتضنها للحظات قليلة ثم تركها وغادر الغرفة و بعد أن اغلقها وراءه قال لنفسه
-- سامحيني كان يجب أن اكذب عليك لتوافقي على
المجيئ إلى هنا .