سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Saturday, February 9, 2019

عناق المطر/moonlight

February 09, 2019 0
عناق المطر/moonlight
العناق الحادي عشر

إن كان الحب قدرا فأنت قدري، وان كان الحب اختيارا فأنت اختياري، أيتها الفتاة التي مَلكت قلبي وأسرت فؤادي وتحكّمت في احاسيسي ومشاعري، لقد عَرفت أن للحب لذة وللحياة مَعنى، وذلك عندما نبض قلبي و نما حبك بداخلي حتى تملّكني فصرت اسيرا له.

****

في الاربع وعشرين ساعة التالية استعادت ايلينا في ذهنها كل ما حدث منذ تركت المنزل وغادرت ، وسبب ابتعادها
--لم اتوقع عودتك اعتقدت بأنني فقدتك للأبد ، قال ذلك اليكس وهو يقف امامها بعد أن فتح الباب الذي لم يكن مغلقا باحكام
--هل الأمر ازعجك ؟ سألته بمرح وهي تقترب منه بعد ان تركت سريرها لتقف امامه مباشرة
-- هل حقاً تسأليني ايلينا ؟ اه حبيبتي كم اسعدتني عودتك
شعرت بأن روحي قد ردت لي  ،اسند جسده للحائط وسألها
-- لمّ لم تاتي معك فيكي ؟
استغرقتها بضعة ثوان تنظر اليه بعمق ابتسمت وهي تمد يدها لتلامس شعره البني وقالت:
-- لا تعلم بأنني هنا ، لم اخبرها بمجيئي ، وتابعت
هل تعلم اليكس لقد  شعرت أن  عالمي انهار عندما سمعتك تقول 
زوجتي السابقة ، لم اتحمل او استوعب بأنك يوما ما كنت لإمرأة
غيري ، رغم انه كان عليً توقع ذلك ،
وقبل ان تكمل  احتضنها لبرهة من الزمن ثم امسك كفها ونزلا درجات السلم الى المطبخ
-- قررت بأن تعدي لي فنجان قهوة ، أنت تعلمي لا يحلو لي شرب القهوة الا من بين يديك ، أخبرها ذلك وهو يبتسم ، و بينما  جلس على المقعد لمواجتها  تابعت حديثها وهو يصغي لها تماما
--لأول مرة في حياتي تتملكني  الغيرة ، لقد نهشت بسهامها  روحي  كدت اسقط ارضا عندما رأيتها تحتضنك وأنت تستسلم لعناقها وقبلتها ، تابعت وهي تسكب  القهوة ، إنتبهت ان تلك العينان الدافئتان تحدقان بها ، فأخذ قلبها يدق واحمرت وجنتيها فحول نظراته عنها بسرعة ، ادرك خجلها وتوترها ، واحب صراحتها  وتعبيرها عما احست به تلك اللحظات .
وفي لحظة جنونية تناول قهوته وغادر المكان  وهي بدروها لم تقوم  بالقاء نظرة عليه ، بقيت مكانها وقد شردت بتفكيرها وصوبت نظرها للارض ،وقد ساد الصمت الارجاء.
التفت للخلف  على وقع خطوات فتجمدت مكانها ،
-- هل نسيت شيئا ؟ سألته وهو  ينظر لعينيها بعمق ،فأجابها بهدوء،
-- يبدو أنني ألمتك كثيرا ، انا اعتذر ولكنك غادرت قبل ان تعلمي الحقيقة ، لم تمنحيني الفرصة لاشرح لك الموقف
بقليل من المرح محاولة تغير دفة الحديث اجابته
-- ما هو شعورك لو أفترضنا بأنك عندما دخلت المنزل كان عليك مصافحة ضيفاً وسيما ومن ثم قدم  لك على أنه زوجي السابق؟
بحزن والم بدى على محياه قال  :
--  هل ازعجك الامرلهذه الدرجة ؟
أومأت برأسها بحزن واضح، فتابع قائلا
--  صحيح كانت زوجتي ولكن امام الجميع فقط.
-- هذا شأنك أنت ، ارادت منعه من متابعة الحديث لكنه ومرة اخرى تفحصها جيدا بالحاح شديد قال :
--هل  أنت متاكدة أنك لا تريدين معرفة الحقيقة.
-- ليس مهما الأن اليكس ، تفوهت بذلك وخرجت من المطبخ وقد تبعها للصالة وجلسا امام التلفاز.
-- ايلينا اسمعيني جيدا" ولا تقاطعيني ، بدا جديا ومصرا على توضيح الامور وللمرة الاخيرة ، تنهد بعمق وقال:
-- ليديا الابنة الوحيدة للورد ادوراد هاملتون  الذي كان صديقا" مقربا من والدي ، في مرحلتها الجامعية تعرفت على شاب مهذب يدعي ستيف وكان من عائلة محترمة لكنها ليست من طبقتهم ولا مستواهم الاجتماعي من وجهة نظر والدها ، رغم ذلك وقعا بالحب لدرجة انها كانت على استعداد للتضحية بكل شي من اجله ،
ولكن والدها بالطبع رفض ذلك بل هددها بإيذاءه إن لم تبتعد عنه .
 وعندما علم بذلك والدي ولأنه كان يحبها ويعتبرها كأبنة له ، وبما إنني لم اكن مرتبطاً ولا حتى بقصة حب عرض على الزواج بها ليحمي الشاب ويبعد اذى اللورد عنه ، بالطبع رفضت وتشاجرت معه،  فما لي انا ومشاكل صديقه .
بتلك الفترة عرض على مكتب التدقيق خاصتي القيام بالتدقيق على
مجموعة شركات تدار من جوهانسبرغ بجنوب افريقيا فوافقت على الفور.
كانت تنصت له باهتمام بالغ وهي تكاد لا تصدق ما يحدث ، هل هناك ظلم اكثر من ذلك ، فتابع سرد قصته قائلا"
-- ما صعقني  بعد عدة أيام كان طلبها شخصيا" الزواج مني  فقد حضرت لمكتبي لتتحدث معي، كانت هادئة وزرينة جدا" وقد اقنعتني فعلا، فوافقت.
-- ولم انفصلت عنها لاحقا ، سألته ايلينا فجأة.
نظر لها وابتسم لمعرفته ما يدور بخلدها فأجابها
-- علمت ان موافقتها ما هي الا طريقة من خلالها تسعى لحماية حبيبها ، فاتفقنا ان يكون زواجا صورياً ، وتم ذلك وانتقلت بعد اسبوع  لجنوب افريقيا للعمل هناك لمدة تقارب التسعة اشهر ، وعدت الى هنا بعد ان توفي اللورد .
بعد ثلاثة اشهر انفصلنا وتزوجت من تحب وقد منحهما الله طفلة جميلة اطلقت عليها اسم شارلوت ولكن القدر لم يمهله كثيرا فتوفي منذ ثلاثة سنوات بعد اصابته بتليف الكبد.
نظر لايلينا التي كانت تتابع حديثه بتركيز ، فوضع يده على رأسها قائلا":
-- ليديا سيدة رائعة وجميلة ومن عائلة مرموقة وابنة لورد ولكنني لم احبها كما انه لم يسبق لي ان احببت، الى ان التقيتك تلك الليلة.
-- يا الهي اليكس كم كنت  غبية قالت وهي تقترب منه لتحتضنه وتمنحه قبلة رقيقة على وجنته وتابعت
--هلا سامحتني من فضلك!!.
شدد من احتضانه لها وهو يهمس باذنها بصوته الشجي
-- منذ اللحظة التي رأيتك بها تلك الليلة علمت بإنك المرأة التي اريد ،
المرأة التي احب ، المرأة التي ستمنحني الابناء ، لا ادري لما عدت ،
ولكن هنالك ما دفعني للعودة ومساعدتك.
ضحك بصوت عال وهو يمسك وجهها بين كفيه ويتابع
-- ذلك العناق عندما احتضنتك  وللمرة الاولى  كان شعورا" لم أألفه من قبل بينما كنت ترتعيشين من المطر قلبي كان يهدا بين اضلعي ، كم وددت لو لامست شفتاي شفتيك لأمنحك القبلة الاولى التي تعيدك للحياة ، لحياتي ،  وبينما  وجنتيك  لامست كتفي شعرت بنبض قلبي يزداد ليمنحك الدفىء الذي تنشدينه ، تلك اللحظة شعرت بأنني في الجنة انعم بها وحبيبتي تشاركني سعادتي.
سالت دموعها التي تجمعت بمقلتيها رغما عنها وهي تستمع له ولكن هذا هو الوقت الملائم لتعترف هي الاخرى بما تحمله من مشاعر .
-- كنت الدفىء الاول ، والفرحة الاولى ، كنت النعيم الاول والخفقان الاول ، كنت الأمان الاول وهبط القلب الاول ، كنت الاحتيال الاول على الحزن والوحدة ، لو تعلم ان ذلك العناق اعادني لوعي تماما اليكس، واعاد ثقتي بنفسي وببعض البشر  كنت  اعتقد  باننا مخيرون بالحب ولكنك اثبت لي ان الحب عطاء عميق وشعور صادق ودافىء وتوافق بين شخصين وجدا ليكونا معا" ، ضحكت وهي تمسك بيده دون النظر اليه وتتابع حديثها بخجل :
-- اتعلم بأنني كنت أنتظر زيارتك هناك وعندما تتأخر ينتابني احباط 
واشعر بالم في قلبي،  لا ادري لماذا ولكنني كنت اتمنى قدومك وتحضير فنجان القهوة وأنت تقف معي بالمطبخ .
وهي تنظر للارض بتوتر وخجل تابعت وهي ترسم ابتسامة رقيقة على ثغرها .
--انا اعلم أنني ابدو لك كمراهقة اليس كذلك ؟
نظرت لعينيه وتابعت كأي  فتاة اعجبت برجل وتمنت قربه
هذا فعلا ما حدث معي ، ذلك العناق اليكس هو اغلى عناق حصلت عليه في حياتي ولن انساه طالما حييت ، صحيح كنت بوضع  مزر ولكنني شعرت بكل خلجة بصدرك قد وجدت توأمها بصدري ، بكل نبضة بعروقك قابلتها نبضاتي مرحبة بها.
لقد احببتك دون ان اشعر او أعي ماهية الحب ، كل ما شعرت به كان صادقا ،نابعا من قلبي لذا لم اعي ما سمعته ولم ارغب بتصديقة ، رحيلي كان هروبا ، انا اعترف بانني ضعيفة في هذا المجال، ولكن رفض قلبي بجنون ان يقبل المنطق المتزن، لا يعقل ابدا،  لا يمكن ان يعني ما...
لم يتحمل شعورها بالإحباط والآسى ذلك فما كان منه الا ان عانقها بشدة وهو يعتذر بصوت خافت لما سببه لها من اذى نفسي ، لكنها اثرت اكمال حديثها كي يغلقا باب الحديث بهذا الموضوع ثانية .
-- يكفي ايلينا ليس الان حبيبتي قال ذلك محاولا ثنيها عن سرد تلك التفاصيل الموجعة لكنها بابتسامتها المشرقة تابعت:
-- عندما استيقظت صبيحة ذلك اليوم شعرت بأنني  اكتفيت من توقعاتي وافكاري الجنونية  ، تنهدت وهي ترفع  فنجان قهوتها لشفتيها ترتشف بعضا" منه ، لم اخطط الى أين ساذهب ، ولكني استجمعت قواي وذهبت لنزل قريب من الجامعة ، وكان من حسن حظي بأنني  وجدت احدى الطالبات تود الإنتقال من جامعة ليدز الى هنا ، فقمنا سويا بنقل اوراقنا كل الى الجامعة المعنية وخلال اسبوع كنت قد قدمت اوراقي وقبلت بالسكن الداخلي ، واغرقت نفسي بالدراسة
والاستذكار كي انسى ما حدث وما سمعته.
الى ان جاء صباح ذلك اليوم الذي  اتصل به السيد ديفيد يود مقابلتي  لتوقيع بعض الاوراق، فالتقيت بفيكي التي كانت غاضبة وحاقدة علي، وعندما سمعت بمرضك لم أنتظر للصباح فحضرت لأراك ، هل تصدق اليكس تلك اللحظة نسيت كل شيء ، كل ما فكرت به أنت ، اريدك أنت ، لانني اكتشف بأن حياتي من دونك لا معنى لها.
لحظة صمت سادت بينهما على اثرها رفع رأسها واقترب منها مانحا نفسه وأياها اول قبلة حب عميقة اذابت الجمود الذي عاشاه وفتحت افاق جديدة بحياتهما معا ، قبلة جلت الحزن ، قبلة حب هي الحياة لهما .
*****
لم يشعرا بمرور الوقت ، كل ما عاشه كلاهما في هذه اللحظات انساهما الاسى والحزن وهذا كل ما يهم الان.
ارخت برأسها على صدره وهي تمسح دموعها التي انهمرت رغما عنها فسالها وهو يسمح لانامله بمداعبة خصلات شعرها
-- هل يعني هذا انك سامحتني حبيبتي؟
ابتسمت برقة واجابته :
-- طبعا صفحت عنك تماما وسامحتك  هل أنت راض الان عزيزي؟
لكنه استمر في احتضانها وقد خرج صوته مرتعشا"
-- انا احبك ايلينا كما لم احب في حياتي ، كدت اجن لاحساسي بفقدانك  ، لن اسمح لك بمغاردة حياتي بعد الان  ايلينا هل .. صمت قليلا
وتابع دون تردد هل تقبلي ان تكوني زوجتي ؟
لم تستطع ان تنطق بكلمة  ساد الصمت للحظات وقد بدأت ترتجف بين يديه ودموعها تغرق وجهها
-- ايلينا ماذا حدث؟ مالذي يحدث معك اخبريني؟ الح كثيرا عليها.
اعتقدت انها تتخيل ذلك ، لكن صوته بدا جديا وكأن
الارض ستنهار، هل هي  مجرد تخيلات ، لا بد ان تخبره بما تشعر به ، بل بما تحمله من حب له  ، تمالكت قليلا وقالت
--اليكس انا احبك أيضا"ولا يمكن ان اتخيل حياتي بدونك.
ساد صمت قصير اجابها بسعادة بالغة
-- اعلم ذلك حبيبتي ،أنت غبية يا ايلينا لتهربي من هذا الحب الذي اشعلتي قلبي به ، قبل جبينها وتابع ، سنناقش هذا اثناء عودتنا للمدينة.
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تضحك لأول مرة من فرط السعادة التي تشعر بها .
*****
--إنتظرتك قرون وبحثت عنك سنين ، اخترتك من بين جموع من البشر ،فلا تستائي كثيرا حبيبتي انا رجل في حالة عشق  ازهو بحبك ،  ردد على مسامعها تلك الكلمات التي زادت من تعلقها به فاجابته وهي تشدد من عناقها له
--منذ احببتك وانا اعيش بين عقارب الوقت،أنتظر لقاءك فبدون قصد
مني ، احببتك.
-- ما اجملكما من ثنائي عاشق حد النخاع، هل وصلت بوقت خاطئ؟  قالت ذلك فيكي وهي تبتسم بخبث وقد قبلت شقيقها مبتسمه، وتابعت من الجميل ان اراكما معا نظرت لايلينا وهي توجه لها الكلام رغم انني ما زالت غاضبة منك، ولكنني لن اطيل البقاء يجب ان اعود الليلة ، اردت الاطمئنان فقط ، الا يحق لي اخي؟
ابتسمت ايلينا لها وبقرارة نفسها هي سعيدة اكثر من الجميع
بعودتها.
****
دخلا المنزل في المدينة و أيديهما متشابكه سويا بينما شقيقته  تبتسم خلفهما سعيدة جدا لسعادة شقيقها.
لاحظت بشاشة ايلينا  وكم اصبحت ثقتها بنفسها اكبر ولم تعد بحاجة لسؤالها هل فعلا احبت شقيقها ؟
-- هيا يا صديقتي  تعالي لنعد القهوة قالت فيكي كي تختلي بها قليلا بعيدا عن اعين شقيقها
-- بعد ان اوصل اليكس لغرفته ساعود على الفور اجابتها ايلينا التي كانت تصعد درجات السلم متابطة ذراع حبيبها.
-- اجل فيكي انا ما زلت متعبا" قال ذلك وهو يغمز شقيقته
هزت راسها فيكي وهي تقول لنفسها كم هو عابث شقيقها لكنه يستحق الحب والحياة ويستحق فتاة مثلها تحبه وتخاف عليه .
بعد صعودهما للاعلى ادركت كم انها تشعر بالسرور لهذا الجو من الهدوء والسلام، وتمنت لو انها تشعر مثلهما او تحظى برفيق على الاقل ، فبدات باعداد القهوة وتحضير ما يلزم للعشاء ولا تدري كيف خطر ببالها ذلك الشاب قبل بضعة سنوات فضحكت بصوت عال
لتتفاجئ بيد على كتفها وصوت خافت:
-- اخبريني من هو صاحب الحظ السعيد؟
أنتفضت مبتعدة عنها وهي تضع يدها على قلبها مدهية الخوف والرعب
-- يا الهي اخفتني ايلينا؟ وما لك أنت بي؟ يكفي انك سرقتي شقيقي مني ، وبمرحها المعتاد تابعت لهذه اكرهك .
-- هيا اعترفي هل تشتاقين له اعادة سؤالها ايلينا ، فنظرت للخارج لتتاكد من خلو المكان وامسكت بيد ايلينا لتجلسا على المقاعد قائلة:
-- اسمعيني جيدا ،  ما ساقوله سر بين وبينك مفهوم؟
اومات برأسها ايلينا موافقه وكلها فضول لتكتشف هذا السر الخطير
-- قبل سنوات عديدة وعندما كنت بالعاشرة من عمري اقام والدي حفلا لعيد مولدي وقد دعى اصدقائي واقربائي وكان اليكس قد تخرج من الجامعة حديثا ، فحضر ومعه صديق له يدعى دانيال كان وسيما جدا وجميلا كابطال الروأيات الرومانسية ، ذو قوام ممشوق ، وشعر ذهبي ناعم وطويل وعيونه كزرقة السماء ، ياالهي ايلينا كم كان جميلا ، ضحكت بغباء فيكي وتابعت لقد اعجبت به واخذت التقط الصور معه وهو يبتسم لي ويعطيني قطع الكيك وقد احضر لي هدية احتفظ به الى الان.
-- ماذا ؟ كنت طفلة فيكي يالهي ، قاطعتها ايلينا وهي تضحك من طريقة سرد فيكي لمشاعرها وقصتها الغريبة.
-- لم أنتهي بعد أنتظري  اجابت فيكي وما زالت تضحك
على طفولتها وطريقة تفكيرها انذاك
-- مضت بنا السنين عزيزتي وهذا الدانيال يزورنا من حين لاخر الى ان
وصلت المرحلة الثانوية وقد بدات سن النضوج عقلا وجسدا" بدات اشعر بانني اميل له كثيرا ، لكنه بعمر اليكس يكبرني بخمسة عشرة عاما" فكيف له ان ينظر لطفلة ؟
تنهدت بعمق واكملت وايلينا ترمقها بنظرات الاستفهام
-- فجاة اختفى لم اعد اراه فتجرات وسالت اليكس عنه واحزنني ما عرفته
-- ماذا؟ هل تزوج واضاع حلمك سالتها ايلينا بمرح
-- سخيفة ، دعيني اكمل ، اجابتها ، لا لقد سافر الى
الولأيات المتحدة ليتابع تخصصه في جراحة الاعصاب ،
واستقر هناك رغم ان عائلته تعرضت لمصائب كثيرة ، لكنه لم يعد .
اما بالنسبة لي فقد  تابعت حياتي ولم اجد وسيما اخرا اعجب به .
عضت شفتها بسخرية ايلينا وقالت
-- يا لسخرية الاقدار، هل يحتمل بان تكوني وقعت بالحب في ذلك الوقت
-- هيا قومي بتحضير العشاء ردت فيكي وهي تقف ، واكملت حديثها ، وهل لانك وجدت وسيما كاخي تعتقدي بانني لن اجد واحد لي ؟
احتضنتها ايلينا وهي تشعر بقربها منها وكأنها شقيقتها
وليست صديقة .
****
صعدت الى غرفته لتخبرة بان العشاء جاهز فسمعته يتحدث هاتفيا مع شخص لم تتعرف عليه  ولكنها علمت بانه يدعوه للعشاء غدا"و قبل ان تتحول افكارها الى شيء غير موجود قرعت الباب ودخلت قبل ان ياذن لها.
-- هيا عزيزي حبيبتك اعدت لك وجبة دسمة قالت مبتسمة:
-- على الفور ا جابها اليكس وهو يترك هاتفه من يده ويقول
لها انه دعى صديقا" لم يراه منذ زمن لتناول العشاء وانها يجب ان تحضر مبكرا للقاءه ، فاستغربت اصراره على تواجدها
****
بعد أنتهاء العشاء جلس اليكس وايلينا بالصالة  بينما تطوعت فيكي بتقديم طبق الحلويات والقهوة كي تمنحهما وقتا للحديث
-- اليكس ، حبيبي  قبل ان تتم جملتها امسك يديها وقال
-- اعيدي ما قلت ايلينا ، اعيدها لو سمحت
-- نعم اليكس أنت حبيبي اجابته بخجل وتوتر فاحتضنها بقوة استكانت على اثرها  بين ذراعيه .
-- الم تكتفيان ؟
التفتا معا لفيكي التي وضعت الاطباق على المنضدة وعادت
للمطبخ تتمتم بما لم يسمعاه ولكنهما لم يابها بها ، امالت برأسها ايلينا على كتفه وقالت
-- انا واقعة بحبه حد الخدر ،
-- وانا متيم بها حد الهيام  ،
اجاب وهو يمنحها قبلة على راسها وشقيقته تقف وتهز راسها تتعجب من هذا الحب الذي جعلمها يتحليان بهذا القدر من الجراءة
****
قبل ان يودعها وهو يقف على باب غرفتها ممسكا يدها ويده الثانية تعبث بشعرها الاسود الذي اشتاق لملمسه قال لها:
-- بما انك الان سيدة المنزل الجديدة اذن غدا ستشرفي على
العشاء احتفاءا" بعودة صديق الطفولة
-- سيدة المنزل ، لا اليكس ارجوك لا اريد لعلاقتي مع فيكي ان تتاثر بشيء ردت عليه وهي تستدير لفتح باب غرفتها فاوقفها وادارها لتواجهه .
-- سيدة المنزل طبعا، قال بحدة وتابع ايلينا أنت هي السيدة فأنت من ستصبح زوجتي واما" لابنائي وفيكي يوما ما ستكون سيدة لمنزلها مع زوجها الذي ستختاره
-- كما تريد سيد اليكس قالت مبتسمة المهم الا تغضب حبيبي ، سانفذ اوامرك ، والان تصبح على خير.
التفت حوله وفجاذاة طبع قبلة رقيقة على شفتيها وقال:
-- الان تصبحين على خير حلوتي ايلينا .
***
استلقت على فراشها بعد ان بدلت ملابسها واندست اسفل الغطاء
الدافىء ، اغمضت عينيها بفرح وسعادة لم تعشها منذ وفاة
والدها  وهي تقول لنفسها:
-- ان الحب الذي تشعر به نحوه حقيقي ، فمنذ اللحظة التي راته فيها راته حبيبا" ، رفيقا لحياتها القادمة ، تذكر نظراته التي كانت تتركز على وجهها بثبات كلما اجتمعا بمكان واحد  . صحيح تالمت بسببه ،لكنه خطاها بالدرجة الاولى ،
لم تظهر ما تشعر به بل وبدون تفسير صريح طالبته  بكبح جماح رغباته  أيضا تجاهها ، ولكن القدر انصفها واعاد الامور لنصابها.
كانت تعلم بأن الحياة لن تقف بوجهها ثانية ، فما اكتشفته وما حصلت عليه من والدها كفيل بان تفتح ذراعيها للحياة وتحتضن الامل والحبيب معا، والعودة مجددا لإحضانه بالتأكيد يستحق العناء والصبر.
****

Thursday, February 7, 2019

عناق المطر، moonlight

February 07, 2019 0
عناق المطر، moonlight
العناق العاشر


ما زالت الحياة مستمرّة وما زال الأمل موجودا، وما زالت تلك القطرات تنهمر وتطرق نافذتي بلطف فأذهب لتأملها عن قرب وأقف أمام النافذة اراقب جمال المطر فترتسم على وجهي الابتسامة وأنسى همومي ولو للحظات بسيطة.
أشعر بالحنين الى كلّ شيء، والى طفولتي ، والى تلك السنوات التي مضت من عمري ، أحن الى قلوب افتقدتها واحاسيس نسيتها.

*****

إمنحيني لحظة من قلبك لأتوسد احلامي وانام ،.
أنا يا فلذة الروح اعيش في كوكب الارق
اسافر عنك وقلبي معك .

كانت تلك الجملة تهز كيانها وهي تستحم، محاولة أن تتمالك اتزانها
( بإمكانها أن تثق به ولكن ليس بإمكانها أن تثق بنفسها) اه يا اليكس،  اليكس ماذا فعلت بي بالله عليك ؟
كانت ايلينا تحاول ان تتماسك بعد ان انهت حمامها و ارتدت ثيابها واصبح عليها أن تواجه الواقع  هل حان وقت الرحيل رغم انها  لم تعد تريد ذلك ، أم تبقي وتجرب  حظها معه.
هي تعلم انها كانت في حالة سيئة، لدى قدومها الى هذا المنزل ، ويبدو أن فيليب تعود تحطيم النساء  لكنها وبفضل اليكس بخير الان، هل بقاءها هنا ضروريا ؟
 تملكتها الكثير من المشاعر وهي على الدوام  متلهفة لرؤيته .
بلعت  ايلينا ريقها بصعوبة، وهي تراه من نافذة المطبخ  مع قريبه يمزحان ويحتسيان القهوة ،بدا جميلا ووسيما رغم السنوات الاربعة عشر التي يكبرها بها الا انها تراه شابا رائعا عندما التفت اليها شعرت بلهفة الى الجري للاختفاء باحضانه واخباره بانها تحبه حد النخاع  وكم تتوق للبقاء معه بقية حياتها  .
****
دخل المطبخ وكانت ملامحه رزينة وعندما نظر اليها  ابتسم فجأة وسألها وهو يفك رباط شعرها
-- هل أنت على مايرام ايلينا ؟
اعتراها اضطراب شديد ، حتى قبل أن يتابع اليكس  حديثه
-- البارحة  مساءا" اتصلت جدتي تدعونا للمنزل الريفي ، صمت فجأة وتابع  هلا رافقتني ايلينا ؟ لن نتأخر سنتناول الغداء ونعود مباشرة لأن  سامر وخطيبته مرتبطان بموعد هام بالمدينة .
-- أنت تعلم  أنك اعدت إيماني بالرجال ، اجابته وهي تشعر بالامتنان له ، فقال بدهشه
--انا فعلت ذلك حقا ؟
اخذت نفسا عميقا و أجابته بقليل من الخجل:
--  بصراحة  هذا الصباح أنت علمتني ان الرجال ليسوا مثل
زوج امي السابق او مثل فيليب او حتى وليم .
--  اه يا ايلينا ، هل حقا أنت تثقي بي ؟
-- طبعا اليكس ، هل تشك بذلك ،اجابت دون تردد ثم ابتسمت ولكن رغم صراحتها معه ،  لم تخبره بالحقيقة التي اكتشفتها، انها لم تعد تثق بنفسها .
أرادت أن تقول شيئا مرحاً ، ولكن الكلمات خانتها وعلقت داخلها وهكذا اخذت  نفسا عميقا لتخبره بما تريده ،.
-- اليكس انا ،
لم تقل اكثر من ذلك فقد كان كما لو انه تكهن بما تحاول ان تقول قاطعها:
--هل هذا يهم الان؟ وافقي على مرافقتي وسنتحدث لاحقا"
ولا  تفكري في ان تتركيني؟ أجابها وضحك وهو يحتضن كتفها ويصعدا سويا للأعلى لتبديل ملابسهما .
اه يا اليكس لو انك تعلم ، قالت لنفسها لكنها رضخت لطلبه دون تفكير،  تعلم انها ضعيفة ، ها هي الأن تصغي لقلبها وليس لعقلها ، بإبتسامتها المشرقة أجابته
-- طبعا سأرافقك وهل لدي خيارا" اخرا".
بدا عليه الارتياح وبمرح شديد وقف امام غرفتها وأجابها
--  هذا جيد، اقترب ودون تردد طبع قبلة على وجنتها ، واستدار ليدخل غرفته سعيدا" بما قام به.
****
عندما غادر غرفته يحمل هاتفه ومفاتيح سيارته  كانت تنتظره  ارادت  ان تخبره بأنها ليست خائفة بل متوترة من الذهاب هناك  ولكن حبها له جعلها توافق دون تردد.
-- هل أنت خائفة حبيبتي ، قال ذلك وهو ينظر اليها وقد
شعر بتوترها وشحوب وجهها كان واضح للعيان.
-- ليس وأنت معي اليكس اجابته وهي تاخذ نفسا" عميقا .
كيف ستخاف او ترتعب وهو اول ما تفكر فيه عندما تستيقظ صباحا واخر ما تفكر فيه وهي تأوي لفراشها ليلاً، حتى وهي تتحدث مع أي كان  اليكس هو من يحتل تفكيرها.
 تساءلت بينها وبين نفسها عما اذا كان اليكس سيوافق على إنتقالها لبيت اخر بعد بدأ الدراسة الجامعية .
كانت تتصرف  مع ضيوفه  بمودة وقد أحبتهم كما أحباها بدورهم بل انها تبادلت ارقام الهواتف معهما ووعدتهم بالتواصل كلما سنحت لها الفرصة .
***
-- هل تحبها اليكس ؟ سأله سامر وهو يضع الحقائب بالسيارة.
-- جداً يا سامر اجابه وعيونه تشع ولأول مرة يراه سعيدا
لهذه الدرجة ، وتابع اكتشفت إنني لم أحب سواها ولم اعرف ما معنى الحب إلا منذ وقعت عيناي عليها تلك الليلة .
-- بصراحة اليكس لقد فاجأتني يا ابن خالتي قال سامر وهو يضحك وتابع لم اتوقع بيوم ما أن تقع بالحب بهذه الطريقة  صحيح هي تستحق ، وأنت اخترت فتاة مثالية فعلا انها كاملة الانوثة .
-- توقف سامر ، والا سأخبر حبيبتك ، نهره اليكس على سبيل المزاح وهو يضع يده على عينيه كي لا يرى حبيبته وهي تقترب منهما مبتسمة وقد بدت رائعة الجمال بسروالها الاسود وقميصها الابيض بينما ارتدت معطفا احمر زادها بهاءا" وقد ترتكت شعرها ينسدل على
ظهرها .
-- وصلت حبيبة القلب قال سامر مشاغبا" وهو يبتعد عنه  بسرعة
ليجلس بالمقعد الامامي بينما كانت بيسان وفيكي قد اتخذتا المقعد الخلفي مكانا" لهن.
هل عليه أن يعانقها الأن وامام الجميع ليثبت لهم بأنها له ، أم يعانقها لأنها حبيبته وهذا ما يحب ان يقوم به باستمرار .
لم يظهر لهفته الشديدة لذلك إلا عندما توقفت امامه وهي تنظر له بحب متبادل فبادرها بعناق  طويل ناسيا من ينتظره داخل السيارة ، لكنها تداركت الموقف بسرعة وابتعدت رغما" عنه.
-- انهم ينتظرونا اليكس ، ارجوك لا تقوم بهذه التصرفات ثانية .
صعدت للسيارة لتجلس بجانب فيكي وقد بدت محرجة من الجميع وانتابها القليل من الغضب لهذه التصرفات.
****
بعد مرور ساعتين كانوا قد وصلوا الى البيت الذي بدا مختلفا
تماما عما تركته قبل بضعة اشهر ، لقد اسعدها استقبال الجدة لها التي فتحت ذراعيها لإحتضانها ، على العكس من تلك الفتاة التي بدت منزعجة لمجرد وجودها بينهم .
دخل الجميع للمنزل الا ايلينا التي فضلت ان تلقي نظرة على الحديقة فقامت بجمع بعض الازهار البرية والاعشاب وهي تفكر في التألق الذي ستضيفه على غرفة الاستقبال ، كما  كانت تفعل قبل مغادرتها البلدة.
*****
دخلت للمنزل وهي تحمل ما جمعته وقد كانت سعيدة لدرجة لم تلاحظ بأن هنالك ضيوف اخرين لدى الجدة بل لم يخطر ببالها بأن تجد إمرأه فائقة الجمال تحتضن اليكس وتطبع قبلة على طرف شفتيه  امام الجميع دون  خجل  او توتر.
رسمت ابتسامة مصطنعة عندما امسكت فيكي ذراعيها التي أرادت تعرفيها بتلك المرأة التي تمنت لو لم تلتقيها.
توقعت ايلينا بأنها صديقة اليكس ومن طبقته ، كانت انيقة لا يشوبها عيب، فهي تناهز الثلاثين برونزية البشرة  وشعرها البني المصفف بعناية كبيرة واحمر شفاهها القاني الذي ترك اثره على طرف شفتي اليكس ، تبدو هذه المرأة من النوع الذي لا يفكر الا بأزهار  الاوركيدا .
بإبتسامة لطيفة قدم اليكس احدهما الى الاخرى وبكل أريحية ولطف قائلا":
--  ايلينا إبنة صديق والدي ومساعدتي الشخصية  وهي من جعلت هذا  المنزل بيتا حقيقيا بلمساتها الانثوية
--هذه ليديا ابنة اللورد جيفري سميث ، صمت قليلا ومازالت الإبتسامة مرسومة على وجهه وتابع وزوجتي السابقة.
نظرت ايلينا الى ارجاء الغرفة بأرضها الخشبيةالمكسوة بقطع السجاد ، ودت لو تضربه ، لكنها  تحاملت  على نفسها وحيتها بإماءة صغيرة وقالت مبتسمة :
-- من الأفضل أن اضع الأزهار في الماء ، اخفت صدمتها بقوة غريبة هي نفسها لا تدري كيف فعلت ذلك ، لكن هو لم يذكر ابداً انه سبف له وأن  تزوج ، بل لم يخطر ببالها ذلك ابدا انها غبية بلا شك كيف لم تفكر بذلك وهو رجل من عائلة مرموقة وثرية وشخصية معروفة بالمجتمع المخملي ، كم أنت غبية يا ايلينا قالت لنفسها وهي تتمتم .
-- ايلينا حبيبتي، جاءها صوته الهادئ والمضطرب بآن واحد فهو يعلم انها صدمت ، وهو لم يجد فرصة مناسبة ليخبرها بماضيه الذي حاول نسيانه متعمدا"،  اقترب منها واحتضن كتفيها ليديرها باتجاهه
وتابع :
-- انا اسف لم اخبرك من قبل وقبل ان يتابع وضعت يدها على فمه وقالت :
-- لا تحتاج لمبررات ولست مضطر لإخباري ماضيك، هذه
حياتك اليكس وما انا الا ضيفة ثقيلة الظل.
وقف متسمرا من ردة فعلها وتفكيرها الخاطئ بل إنها لم تمنحه فرصة للدفاع عن نفسه.
-- ايلينا توقفي صرخ بحدة ، لكنها تابعت طريقها خارج المطبخ ومعها وعاء الازهار التي وضعته على المنضدة وسط الصالة.
****
بقي الجو مشحونا بينها وبين اليكس وقد لاحظت ليديا فشعرت بإن هذه الفتاة الصغيرة ما هي الا حبيبة طليقها ، بادئ الامر لم تعرهم أنتباه ولكن بعد مناداة الجميع لتناول الغذاء وسؤال اليكس لها :
-- صحيح ليديا كيف حضرت الى هنا ؟ومالذي ذكرك بنا بعد تلك السنوات.
-- سأكون صريحة معك ، لقد تفأجات بدعوتي وكنت على وشك رفض الدعوة إلا ان روزالينا اخبرتني بإنك ستحضر مع ضيوفك،  قالت وهي توجه حديثها لروز
-- اشكرك على دعوة الغداء روزالينا ، اومات برأسها روز وقد شعرت بالرعب من نظرات اليكس الذي فهم لعبتها القذرة.
-- انتهى الغداء وسط اجواء مشحونة بالتوتر والغضب والحزن بآن
واحد  .
-- ماذا هناك اليكس سأله سامر بصوت خافت بينما كانا يحتسيان القهوة في شرفة المكتب
-- ايلينا لا تعلم بأنني كنت متزوج ، لم تسنح لي الفرصة لأخبرها، ووجود ليديا صدمها كما صدمني ، لم اتوقع رؤيتها هنا اجابه اليكس بنبرة غاضبة ولا يدري كيف سيخبر ايلينا الحقيقة.
-- لم يجدر بك اخفاء هذا الامر اليكس قال سامر وتابع انها زوجتك السابقة فليس من حق ايلينا الغضب ، اما إن كان غضبها لإخفاءك ذلك فهي محقة ، صمت قليلا وقال
-- هيا اليكس دعنا نعود للمدينة فغدا سنعود للقاهرة-
-يا الهي ماذا يجري الأن قالت ليديا وهي تستمع لتوبيخ
الجدة لإبنة اخيها وقد علمت ان دعوتها للغداء هو السبب استدارت بإتجاه  باب المطبخ  فالتقت بفيكي وايلينا عند الباب فقالت:
-- فيكي انا اسفة سأغادر الأن واخبري شقيقك بأنني فوجئت بدعوة روزلينا ولكنني لا ادري لما وافقت.
لم تجيبها فيكي بل نظرت لايلينا التي لم يبدو عليها الاهتمام حيث كانت تعبث بهاتفها.
-- هيا بنا سنغادر، جاء صوته من خلف ليديا ليتابع سأنتظرك
ايلينا بالسيارة أنت وفيكي لا تتأخري
-- إنتظر اليكس قالت ليديا معتذرة ، انا اسفة جدا لم يكن يجدر بي تلبية الدعوة انا من ستغادر الان ، وقبل ان يجيبها كانت قد اختفت من امامه بينما ايلينا حملت حقيبتها وخرجت دون ان تتفوه بكلمة واحدة مما اثار حنقه اكثر .
كيف لها ان تبقي بها الهدوء الذي ينذر بعاصفة ستقتلع الاخضر واليابس.
-- تبا" لهذه الروزلينا ، لا يمكن ان اخسرك يا ايلينا تمتم وهو يلحق بها لكنه عاد للوراء ونادى على قريبته التي دمرت حلمه :
-- لماذا فعلت ذلك روز ؟ سألها بعصبية شديدة
-- لقد اخبرتك يا اليكس بأنني سأنتقم منك ، وإن لم تكن لي لن تكن لأخرى، لا تتحداني ، لم تكد تنهي جملتها حتى كانت تتلقى صفعة قوية اسقطتها ارضا".
-- سأدمرك يا اليكس ،  اقسم لك صرخت به وهي تبكي حظها العاثر.
-- توقفي قالت الجدة التي شهدت تلك المعركة بين حفيدها وابنة شقيقها ولكنها كانت حازمة جدا  وتابعت حديها قائلة :
--هيا عودي لوالدتك لقد اتصلت بها واخبرتها بعودتك، أنت صحيح ابنة اخي لكنه حفيدي يا روز.
***
كانت ايلينا على وشك البكاء عندما صعدت السيارة لكنها منحت
بيسان ابتسامة وجلست بجانبها .
انطلقوا عائدين للمدينه وسط هدوء  عم السيارة ، كانت
ايلينا تشعر بالغضب فلم يبقى لديها إبتسامة تمنحها لاحد
 فشعرت بإن جو التوتر هذا سيؤدي لمشاكل بينها وبين اليكس ، لم تتخيل انه كان متزوجا" من احداهن ، ولكنص لماذا ؟
انه رجل وكثير من النساء يرغبن بقربه، لمَ تشعر بكمية الغضب هذه ، جاهدت وجاهدت لتقنع نفسها بان الامر لا يستحق ولكنها لم تتقبل ذلك وكل ما فكرت به هو انها وصلت لنقطة اللا عودة .
كسر الصمت صوت بيسان وهي تودع الجميع وتدعوهم لزيارة القاهرة ، بينما وعدها اليكس بحضور زفافهما .
****
وصلوا للمنزل متعبين وبصمت مخيف غادرت السيارة ايلينا ودخلت المنزل خلف فيكي صاعدة مباشرة لغرفتها  التي اغلقت بابها خلفها ولم تخرج منها عندالعشاء ، شعرت بيأس مميت وغضب قاتل ، وغيظ حانق يطحن نفسها؟
بقي اليكس في مكتبه وقد تملكه غضبا" جنونياً قاتلاً مما حدث لكنه فضل تركها والابتعاد عنها الى ان تهدا ليشرح لها كل شيء.
****
استيقظت ايلينا باكرا في اليوم التالي فأستحمت وارتدت ثيابها و هبطت السلم الى الاسفل وهي تحمل حقيبتها وكلها حزم لتنفيذ ما قررته الليلة الماضية.
لديها امور اهم في حياتها الان  الافضل لها تسعى لتحقيق احلامها وتتابع حياتها بعيدا عن الجميع ، يكفي ما عانته في حياتها.
لقد اقتحمت مشاعر الحيرة قلبها وجعلتها تعيش في عذاب والم ، لكنها قررت التخلص من عناء حيرتها وعذابها ، وقررت المضي بحياتها لوحدها ؟
****
وقف امام باب غرفتها وطرق عدة طرقات خفيفة لكنها لم تجيب ، فتح الباب فوجد السري وقد تم ترتيبه فتيقن بأنها استيقظت وغادرت مبكرا" ، هبط درجات السلم بسرعة متجها" للمطبخ لكنه وجد شقيقته تعد القهوة فسألها
-- أين ايلينا فيكي انها ليست بغرفتها ، هل رأيتها
-- على رسلك اليكس ما بك مضطرب هكذا ، لا اخي لم اراها ، قد تكون ذهبت للجامعة لقد اوشكت  الدراسة على البدء.
خرج من المطبخ وهو يشعر بخوف شديد من فقدانها اخذ يدور
بأرجاء الصالة وفجأة وقعت عينه على المنضدة الجانبية وقد وضع فوقها ورقة طويت بدقة ، اخذ تلك الورقة وفتحها وما لبث ان قرا بضعة اسطر حتى صرخ كالمجنون ،
-- لا ايلينا لا يمكنك فعل ذلك ، يالهي أين ذهبت !!
خرجت مسرعة من المطبخ فيكي على صوت تحطيم زجاج، فوجدت اليكس يجلس على المقعد المجاور للمنضدة ممسكا بيده التي كانت تنزف جراء تحطيمه لأنية الزهور ، اندفعت اليه صارخة
-- اهدأ اخي ، ارجوك اليكس لا تتحرك سأتصل بالطبيب حالا".
****
مضى شهرا كاملا وهو لا يدري أين هي ، حتى الجامعة التي كان من المفترض أن تبدأ دراستها بها لم تصلها.
بدا هزيلا ، متعبً ،  كان الحزن يمتص قلبه امتصاصا فيسلبه قوته ويقضي عليه شيئا" فشيئا".
*****
بدأت دروسها بالجامعة التي التحقت بها بعيدا عن اليكس ووالدتها ، يكفيها ما واجهتته من مصاعب ، عليها التركيز على مستقبلها ، ولكنه ما زال يغزوا تفكيرها ليلا نهارا ، كم تتوق لرؤيته وتقصي اخباره ولكنه أخطأ بحقها وعليها الأن ان تفكر بقليل من الانانية بنفسها ، لتنسى الجميع وتفكر بهدوء.
فاجأها المحامي ديفيد بأتصاله بها طالباً حضورها لتوقيع مستندا اخيرا لتستلم ميراثها من والدها كاملا.
التقت المحامي بمكتبه وبينما كان يتحدث عن البند الأهم في وصية والدها  والذي ينص على  انها لن تستلم نصيبها كاملا الا بعد بلوغها الخامسة والعشرين  ، وأن المحامي ديفيد هو الوصي عليها، لذا يتوجب عليها اعلامه أين تعيش وتعطيه عنوانها كاملا، وبدوره سيقدم لها كل ما تحتاجه لمتابعة دراستها .
اثناء خروجها من المكتب التقت بفيكي التي ذهلت لرؤيتها ، وبالرغم من غضبها بادرتها قائلة
-- كيف حالك ايلينا؟ أين اختفيت؟ ولمَ؟
-- انا بخير اجابتها وأنت كيف حالك؟ سألتها وهي تشعر ببعض الخجل والتوتر.
-- كما ترين أجابت بتهكم فيكي أنا بخير ولكن اليكس ليس كذلك، بفضلك طبعا قالتها بسخرية.
-- ما به اليكس؟ ماذا جرى له ؟سألت ايلينا بخوف شديد
قبل أن تجيب فيكي كانت دموعها قد سبقتها ، مسحتها وردت:
-- انه متعب ، منهك القوى عادت حالة الربو اليه وساءت حالته جدا وهو الأن يقيم مع جدتي ، لقد أحبك يا ايلينا لمَ تركته؟  هو لا يستحق ذلك منك.
بكبرياء وعنفوان وقلب ينزف ألماً اجابتها ايلينا
--لم اترك احداً ، لقد التحقت بدراستي ولا املك الوقت للتفكير بشيء اخر.
نظرة عتاب القتها فيكي وابتعدت عن طريقها لتجلس خلف مكتبها
ونظرات الغضب تلاحق ايلينا.
تشابكت الأفكار برأس ايلينا فقيدتها وكبلتها وزادت حيرتها ، عادت لشقتها الصغيرة التي استأجرتها فجلست وحيدة في غرفتها تستعيد صفاء ذهنها وهدوء تفكيرها واخذت تفكر في حل هذه المشكلة .
واخيراً اهتدت الى شيء ما ، فأخذت تقلب تلك الافكار في ذهنها ، فحزمت امرها وللمرة الاخيرة ستتخذ قرارها المصيري
***
 في ساعة متأخرة وقبل مغيب الشمس وصلت للريف  بدا قلبها يخفق بشدة كلما اقتربت من المنزل طرقت باب المنزل عدة طرقات قبل ان تفتح لها مدبرة المنزل الجديدة التي لم تكن تعرف ايلينا :
-- هل السيد اليكس موجود ؟ سألت ايلينا وهي تجول بعينيها من بعيد علها تراه او تلمح طيفه.
-- نعم سيدتي من اخبره اجابتها مدبرة المنزل ، ابتعدت قليلا لتفسح لها الطريق كي تدخل.
كان هناك على المقعد المقابل للحديقة ، متعبا جدا التفت للخلف على صوت خطواتها فوجدت نفسها وجها لوجه امامه وقد احست بالخجل التام وهو ينظر بحزن وقد اغرورقت عينيه بالدموع .
بالكاد  فتحت فمها حتى اومىء لها لتقترب منه فأخذها بين ذراعيه وضمها اليه بقوة  ، فلم يكن امامها سوى الإذعان لطلبه  ومشيئته  فشعرت بقلبها يدق بشدة وهي بين ذراعيه تميل برأسها على صدره المتعب .
إنتابها صمت عميق وشرود  وذهول غريبين ، فبكت بصمت دون ان
تتفوه ولو بكلمة.