سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

سحر الأبجدية للنشر و التوزيع الالكتروني

مدونة سحر الأبجدية للنشر والتوزيع الالكترونى

Thursday, December 6, 2018

عناق المطر/moonlight

December 06, 2018 0
عناق المطر/moonlight
الفصل الرابع


العناق الرابع


رغم هدوء ليالي الشتاء، إلا أننا  نجد ضجيجاً داخل قلوبنا أينما ذهبنا ، فتصمت عيوننا  ، ونجلس بحزن وحيدين ، محملين  بهموم واحزان  وأشجان ، وفي تلك الغرفة المظلمة لا نسمع سوى صوت وقع المطر على نوافذنا.

******
استلقت على فراشها تفكر بكل ما جرى على مدار اسبوع  حياتها تغيرت بشكل غير متوقع، اليكس وحده حدث كبير.
تساءلت كثيرا عما يريده منها ولمَ يعاملها بهذه الطريقة المحترمة التي لم تألفها من رجال اخرين سوى والدها.
تذكرت الهاتف ، أخرجته من علبته فوجدت ورقة صغيرة كتب عليها ملاحظة صغيرة تقول:
-- أحفظي رقم والدتك فقط مفهوم؟
يالهي ما هذا ، خاطبت نفسها بتذمر ولكنها لن تبتأس
الأن عليها الاتصال بوالدتها قبل أن تنام.
-- إيلينا ، حبيبتي ، أجابتها والدتها وتابعت ، أشتقت لك أبنتي
--كيف حالك ؟ سألتها إيلينا ،
-- هل كل شيئ على ما يرام امي؟
-- بل على احسن ما يكون ابنتي  جوي رائع جدا ورقيق للغاية معي،  كنت قد نسيت كيف يكون تصرف الرجل المهذب
الحقيقي، وسألتها امها
--هل رأيتي السيد الذي تعملين عنده هذا الاسبوع؟ أدركت إيلينا أنها تعني فيليب لأنها اخبرتها في آخر اتصال بينهما أنها نادرا ما تراه،  فلم تستطع أن تفسد لامها سعادتها فأجابت
-- لم أراه منذ الاحد الماضي .
بالتأكيد ستتألم إذا علمت بما حدث لها ، وربما ستلح عليها للعودة للعيش معها ومع جوي لو اخبرتها أنها تعمل لدى رجل أخر.
تحدثت إيلينا  طويلا إلى أمها، ثم وضعت الهاتف جانباً أخيرا وقد زاد اقتناعها بأن أمها أصابت في الزواج من هذا الرجل الرجل المحترم.
تذكرت حقيبة ملابسها ، فأرسلت رسالة للسيد هنري
تخبره بأنها ستذهب اليه لأخذها ، وقررت أن تطلب من اليكس أصطحابها ، بالتأكيد لن يسمح لها بالذهاب لوحدها.
أستيقظت صباحا" وبعد أخذ حماما دافئا"  أتجهت إلى الخزانة واخرجت السروال الكتاني  ووجدت قميصا قطنيا أسود ، أرتدته رغما" عنها ، لحين أستلامها ملابسها، بدت رائعه عندما  وصلت إلى الاسفل وقد امتلاء المكان بر ائحة القهوة بالتأكيد هو من أعدها.
--صباح الخير سيد اليكس قالت وهي تقترب منه وتابعت كم هي لذيذة رائحة القهوة  !!
-- أجلسي حيث أنت عزيزتي قال وقد سكب فنجان قهوة
وقدمه لها مبتسما" وتابع سؤالها، هل نمت جيدا إيلينا.
-- أجل ، شكرا للأهتمام أجابته دون النظر اليه،
-- لما تربطين شعرك للأعلى ، أنا احب أن أراه ينسدل على كتفيك قال ذلك ووقف أمامها مباشرة.
-- ماذا؟ عفوا سيد اليكس وما شأنك بشعري، أجابته بحدة وقد ظهر الضيق بصوتها ، لكنه لم يكترث وتابع حديثه المستفز.
-- فقط أخبرك كيف أحب أن أراه ، هيا تناولي طعامك  لأصطحبك لمنزل ذلك الحقير لاحضار ملابسك .
كيف لهذا الرجل الا يفوته شيء ، هل يقرأ افكارها ، كانت على وشك أن تطلب منه ذلك.
-- شكرا سيدي أجابته وهي تتناول قطعة خبز محمصة وقد
وضعت قليلا من مربى التوت عليها  ، وبدأت بتناول وجبتها بصمت  وهدوء.
فكرت إيلينا في أنه فضولي جدا ويسال كثيرا ،  يهتم بأدق التفاصيل ، كيف له أن يكون بهذه الصورة الرائعة.
لا تدري لم خطر ببالها أن كان  راضيا تماما عن حياة العزوبية ، هل من المحتمل أنه يتخذ صديقة دائمة ؟
رفعت عينيها  لتجده ينظر اليها لكنه شارد الفكر ، نهضت وحملت فناجين القهوة لتغسلها وتنظف المائدة قبل خروجهم.
-- سيد اليكس قالت وهي تصل لباب المطبخ ، أنا جاهزة
-- نعم ؟ ماذا؟ أجابها دون تفكير
-- أنا جاهزة لنذهب ، لقد بعثت برسالة الليلة الماضية لهنري ليجهز حقيبتي ويضعها عند حارس القصر، لا اريد الدخول
هناك.
بكل هدوء حمل مفاتيح سيارته ،ارتدى معطفه الرمادي المصنوع من الصوف الأنجليزي  وخرج من باب المطبخ حيثأوقف سيارته ليلة الامس، فتح الباب وأبتعد وبدا وكأنه
شخصا" أخرا".
-- هل أغلقت الابواب جيدا إيلينا ؟ سألها وهو يدير المحرك  أنتبهت الى أنه متعجل للمغادرة ، وبعد دقائق كان يقود على الطريق الرئيسي دون أن ينطق بكلمة.
هي بدورها التزمت الصمت  وكلما أقتربا من المكان كانت خفقات قلبها تزداد وقد تملكها الخوف والتوتر أكثر.
ادار وجهه اليها بعد أن توقف أمام بوابة القصر وقد تجمدت الدماء بعروقها ، أحتضن كفيها وبصوت خافت قال:
--إيلينا أخبرتك بأنك معي ستكونين بأمان ، لا تخافي
عزيزتي أن فضلت البقاء هنا سأحضر حقيبتك وأعود ، لا
تتحركي ، مفهوم!!
-- أجل مفهوم قالت وهي تغمض عينيها وتتمنى أن تنتهي هذه الدقائق المعدودة لتغادر المكان بسرعة البرق.
لم يستغرق الامر طويلا ، فعاد اليكس وهو يحمل حقيبتها ويضعها بصندوق السيارة .
-- تفضلي هذا الصندوق الصغير هنري طلب مني أن أعطيك أياه ، أخذت الصندوق وما أن فتحته حتى أبتسمت بهدوء وبدت سعيدة به.
-- سيد هنري كم أنت رائع !  قالت وهي تخرج الكتب
وتتصفح اسماءها ، أنها روايتي المفضلة تابعت وهي تقرأ الاهداء على الصفحة الأولى ( عزيزتي إيلينا ، لا تقدمي على خطوات وتجارب لا تعي تبعاتها ، اهتمي بنفسك جيدا ، أن أحتجتي لشيء أخبريني)
طوت الورقة ووضعتها بجيب سروالها وأخذت تتصفح الكتب ، بدت سعيدة جدا بهذه الهدية .
-- هل هذه كتبك ؟سألها دون أن يلتفت اليها
-- ها ، لا ، لا أنها ملك السيد هنري، كان يحضرها لي كي لا أشعر بالضجر كثيرا"، لا أدري كيف سأشكره على مساعدته لي، والأن هديته هذه ، كم هو رجل رائع
-- يبدو أنك تحبين القراءة، سألها وهو يوقف السيارة بعيدا عن ذلك المكان المشؤوم .
-- جدا" ، أجابته وقد صمتت وهي تدير وجهها للنافذة
وبصوت حزين تابعت، كم تمنيت أن اتابع دراستي لأصبح محامية مثله تماما" ، كان حلمنا سويا ، مسحت دمعة سالت على خدها وقد تنبهت لتوقفهم
-- لماذا توقفت سيدي؟ اردفت وهي تنظر حولها فالمكان شبه خالي، لكنه لم يجيبها ، أمعن النظر بها للحظات  و أدار محرك سيارته ثانية وأنطلق عائدا لقصره، ترجلا سويا" من السيارة لكنه  تأخر خلفها قليلا" ليحضر حقيبتها ، كانت قد دخلت المطبخ لتتناول قليلا من الماء، لاحظ الكتب التي كانت معها أبتسم وهو يقرأ أسماء الروايات،
-- أذا" أنت تحبين هذا النوع من الكتب ؟ سألها وهو بطريقه لغرفته وبعد دقائق  خرج وهو يحمل حقيبة صغيرة كان قد أحضرها معه ، توقف عند مدخل المطبخ قائلا"
-- هل ستكونين بخير إيلينا ، علي المغادرة الأن ، قال ذلك وهو يبدو غير طبيعي.
-- هل حدث شيء سيدي، سألته وهي تقدم له كوبا من الشاي
وعلى غير المتوقع نظر لها بتمعن ومد يده لربطة شعرها لينساب على ظهرها وكتفيها .
-- هكذا أجمل ، قال وهو يرتشف الشاي ويعود للصالة ،
أتخذ من الاريكة المقابلة للمطبخ مكانا له ،بينما هي كانت تشعر باضطراب وغليان ، يا لوقاحته ، هم هكذا الرجال ، لا يمكن أن يكونوا طيبين.
دخلت غرفتها وأغلقتها بالقفل وأخذت تجوبها جيئة وذهابا  ماذا ستفعل الأن؟  كيف ستبقى معه وتعمل لديه!! لكنه لم يعطيها وقتا للتفكير، سمعت طرقاته على باب غرفتها ، تمالكت نفسها وفتحت الباب قليلا"
-- نعم سيد اليكس، هل تريد شيئا اخرا"؟
-- لا إيلينا أردت الاعتذار عما بدر مني ، لقد أخبرتك بأنني
سأحميك وستبقين أمنه معي، قال ذلك وهو يقف خارج
الغرفة وتابع
-- سأغادر الأن أنتبهي لنفسك ، أبتعد قليلا عن الباب وقبل أن تعيد غلق الباب ،فتحه ثانية ودون مقدمات أحتضنها بقوة ، وهو يقول:
-- عانقيني إيلينا قليلا، ارجوك، فقط عانقيني
-- تملكتها الدهشة ولكنها استسلمت لطلبه واستكانت بين ذراعيه للحظات ،  أبتعد عنها وغادر الغرفة دون أن يقول شيئا" اخرا" ، بينما هي تسمرت مكانها لا تعلم كيف ولماذا قام بهذا التصرف.
****
مضت أربعة أيام منذ غادر اليكس ،لم يتصل ليطمئن عنها، ولكنها قررت نفض تلك الافكار السخيفة ، لم يكن سوى عناق صغيرا"، بقدر ما فاجأها تصرفه هي لا تدري لما أمتثلت لطلبه ، ولما شعرت بذلك الهدوء بين ذراعيه.
مساء اليوم التالي وقبل مغادرة الحارس طلبت منه أن يصطحبها صباحا" للبلدة لشراء ما ينقص  المطبخ قبل بدأ عطلة
نهاية الاسبوع.
في غرفتها امسكت بأحد الكتب لكنه لم يكن بمستوى توقعاتها  ، شعرت فجأة بالاضطراب مره أخرى حاولت الاستغراق في قراءته لكنها فشلت ،فوضعته جانباً ثم دخلت الحمام بقيت في الحوض فترة طويلة بينما أخذ عقلها يجول حتى أنتبهت فجأة إلى أنها تفكر به، هي فعلا تفكر باليكس،  صحيح كان شهم معها ، بل اكثرمن شهم ، وسخياً أيضا وهو يلح عليها بقبول أجرها مقدما ، ولكن عندما تذكرت أنه أحيأناً بالغ الحدة معها، قررت أنه لايستحق كل هذا الاهتمام منها.
تلك الليلة أنتابتها كوابيس غريبة  ، وعندما استيقطت ،  غادرت سريرها واغتسلت وارتدت ثيابها، وقف بالقرب من النافذة فرأت  أن الطقس لن يكون دافئا" مثل الامس ، لحظات كانت قبل أن يبدأ المطر ينهمر .
بينما هي في صالة الطعام تتناول إفطارها جال بفكرها  إذا استمر المطر فسيكون عليها أن تمضي  معظم الوقت مستيقظة ومرتعبة من صوت الرياح ،ابتسمت للفكرة وأدركت بحماقة أنها  وبالرغم مما هي به ، تشعر بالحنين لوالدتها التي
لم تفكر حتى بسماع صوتها منذ أخر مكالمة أجرتها معها.
شعرت بأنها تتطلع بشوق لرؤيته ،أنتبهت إلى نفسها يجب  عليها ألا تتعلق به وبغيره  فهي  قريبا"ستغادر المكان ولن تراه مجددا".
ضحكت وهي تتذكر اضطرابها ذلك اليوم عندما طلب
منحه عناقا صغيرا" وبنفس الوقت تعجبت من نفسها على موافقتها .
-- صباح الخير إيلينا ، كيف حالك  عزيزتي ؟
في هذه اللحظه شعرت بأنها لم تكن لوحدها ، فالتفتت لترى تلك العينين العسليتين الحادتين تخترقان أعماقها، فهتفت بدهشة
--اليكس؟
لم تره أو تسمع صوته وهو يقترب، كما لم تكن تتوقع حضوره ، كيف ومتى دخل؟
-- هل قهوتي جاهزة ؟ سألها وهو لا زال يقف أمامها بكل عنفوانه ، وبكل هدوء ظاهر أجابته
-- تفضل أجلس سيد اليكس سأقوم بأعدادها حالا"
-- كيف أمضيت وقتك خلال الاسبوع الفائت؟ سمعته يتحدث معها فهدأ غضبها بسرعة وقد شعرت برغبة في
الضحك عندما نظرت إلى النافذة فرأته يحاول الامساك
بأحدى الدجاجات ، متى خرج للحديقة؟
وضعت يدها على فهما  وابتعدت قليلا" كي لا يرى ابتسامتها، كانت الضحكة تختنق في صدرها  ، واخيراً التفتت إليه تسأله:
-- لماذا اشعر بأنني ارغب بالضحك ؟نظر اليها وقال
-- لأنك في الاساس ذات طبيعة مشرقة ، لكن الحياة
لم تسعدك ،  والأن وقد بدأت طبيعتك المشرقة تظهر من
جديد قبل أن يتم حديثه قاطعته قائلة:
-- اعتقد بأنني لم اطلب منك تحليلا نفسيا ، بدا عليها التوتر
وفقدت رغبتها بالضحك،  لكنه  هو من ضحك  شعرت بالاستياء منه ، لكنه سألها
-- هل هذا ما فعلته أنا؟
لم تجيب ، وهو لم ينزعج بل تابع يجب أن اشكرك وأمدح ما قمت به هنا.
-- وماذا فعلت أنا؟ أجابته وهي تناوله أخيرا فنجان القهوة
--  لأنك جعلتي منزلي بيتا حقيقا،
أنتابها شعور  بالغرور لأنه لاحظ أنها غيرت ترتيب الاثاث
-- هل كنت بغرفة الاستقبال؟ سألته
-- لقد اضفت الازهار جمالا رائعا ، أجابها
فجأة بدا وكأن العداء بينهما اختفى ، لم تستطع أن تفهم المودة التي شعرت بها وهي تجالسه تتبادل واياه  اطراف الحديث بكل هدوء ، وكأنهما شخصان يعرفات بعضهما منذ زمن ، وقد تناسى كلاهما ما حدث الاسبوع الماضي .
-- سأغيب لفترة إيلينا ، لدي عمل خارج البلاد ، وأنا لا أستطيع تركك هنا فترة غيابي التي قد تطول ، أخبرها ذلك وهو يضع فنجان قهوته أمامه وينظر لها في حين بقيت صامتة.
شعرت وكأن الارض تدور بها ولا تدري لماذا وتساءلت عما اذا كان يريد منها البقاء إلى أن تتحسن حالة جدته الصحية أم يجب أن تذهب لزيارة والدتها ريثما يعود.
-- أأستطيع الذهاب حيث أمي تعيش، قالت ذلك وهي لا تعلم بأن تلك العيون الجميلة تتمعن بملامحها .
-- إيلينا هل أنت مجنونة؟ أجابها وقد رفع ذقنها بيده وأدار وجهها حيث يستطيع رؤية عينيها وهو يعلمها بنيته ومخططاته
-- عزيزتي لن تذهبي لأي مكان ، سأصحبك معي للمدينة حيث تبقين مع جدتي وشقيقتي لتتعرفي عليهما لحين عودتي،
وكما فعل أخر مرة وبكل جراءة حرر شعرها من رباطه المطاطي لينساب كشلال رقيق على كتفيها وظهرها ، ودون أنتظار نهض من مكانه  وهو يمسك يدها وتابع
-- هيا عزيزتي وضبي حقيبتك لنذهب قبل ازدياد المطر.
لا تدري كيف وافقت، ولمَ؟ التزما الصمت ، شعور غريب تملكها لم تعد تخافه، هل يعقل أنها تثق به لهذه الدرجة.
وهما يقتربا من المنزل حتى مع المطر ، بدا المنزل و كأنه يرحب بها.
وضع حقيبتها بالقرب من الباب ونظر إليها مبتسما"
--تفضلي عزيزتي ، جدتي بالداخل
بدت مترددة الأن، لا تدري كيف وافقته وحضرت معه،
وضع يده على مقبض باب المنزل فسألته وهي تشعر بخوف شديد
-- هل ستتركني هنا وتغادر الأن؟
-- وهل أنا ذاهب إلى أي مكان باعتقادك إيلينا ؟
تابع وهو يغلق الباب جيدا
-- ولكنك ، ؟
صمتت وهي تنظر حولها وتتساءل أين جدته وشقيقته ؟
على كل حال لم تكمل تساؤلاتها حتى  غمرتها سعادة
غير متوقعة عندما سمعت صوتا نسائياً قادم من المطبخ يرحب بها .
--أعتقدت بأنكما ستتأخرا بضعة ساعات عزيزي
استدارت بسرعة لترى صاحبة هذا الصوت فاصطدمت باليكس الذي كان يرفع جسده بعد أن وضع الحقائب على الارض ، شهقت للصدمة المفاجئة ثم اخذت تضحك ، وقعت عينيها على الجدة الباسمة ، فتلاشت رغبتها بالضحك،
-- أسفة سيدي قالت وهي تعود للخلف خطوتين كي تبتعد عنه بما أنه لم يتحرك من أمامها وحولت نظرها للسيدة التي مدت يدها لمصافحتها .
-- مساء الخير سيدتي قالت وهي تشعر بحرج شديد وقد أحمرت وجنتيها جراء ذلك
-- أهلا يا يلينا أجابتها العجوز وهي تمسك بيدها وتقترب من مقعدها لتجلس فالوقوف يتعبها نظرا لأصبابتها بالتهاب المفاصل وتابعت حديثها
--  أتمنى أن تشعري بالراحة بيننا عزيزتي ، كم أنت جميلة يا إيلينا قالت ذلك و نظرت لاليكس الذي أكتفي بأيماءة خفيفة لجدته قبل أن يصعد للأعلى حاملا حقيبة إيلينا وحقيبته الصغيرة.
لم يكن قد مضى وقتا طويلا على وصول إيلينا حتى عادت فيكي  شقيقته الصغرى ، الفتاة المدللة من مكتب المحاماة الذي تقوم بالتدرب  به بعد تخرجها العام الماضي .
-- هل وصلت ضيفتنا جدتي؟ قالت بصوت مرتفع ، وتابعت
أين أخي لقد رأيت سيارته بالخارج، وقبل أن يأتيها الرد تنبهت
لوقوف إيلينا بالقرب من جدتها
-- مرحبا" قالت إيلينا وهي تقتربت لمصافحتها ، لكنها بدون سابق أنذار احتضنتها قائلة
-- مرحبا بك ، لقد صدق أخي أنت رائعة الجمال ، يالهي ما أجمل لون شعرك، هل أنت من أصول ايرلندية؟
بارتباك وخجل ردت وهي لا تدري ما يجري الأن
-- نعم  سيدتي والدي من دبلن ووالدتي من بورتموث .
أجابتها وهي لا تدري ماذا أخبرهم المدعو اليكس أيضا.
ضحكت فيكي بصت عال وهي تتابع خطوات شقيقها وهو ينظر بطريقة أشعرتها كم هي مندفعة ، اقتربت منه وقد لفت ذراعيها  حول عنقه مرحبة به
-- كيف حالك عزيزي قالت وما زالت تشاكسه بنظراتها
-- أفضل منك اجابها وهو يحتضنها وقد وضع قبلة على حبينها وتابع الا يمكنك الاحتفاظ بسر ؟
بصوت خافت أشبه بالهمس قالت
-- لكنها فعلا جميلة وأنت لديك ذوق رفيع عزيزي.
-- اصمتي ، هل أنت وكالة أنباء؟  ياالهي قال وهو يبتعد عنها
وتابع هل العشاء جاهز ؟أكاد أموت جوعا جدتي، وإيلينا أيضا جائعة اليس كذلك ؟
-- ها ، ماذا؟ لا شكرا أجابته ولكنني أشعر بتعب شديد.
-- معك حق أنا اسف قال وهو يمسك يدها ليوصلها لغرفتها التي أختارها ملاصقة لغرفته بل يتشاركان الشرفة الخارجية المطلة على نهر التايمز الشهير.
--هذه ستكون غرفتك طالما أنت هنا إيلينا قال لها وهو
يتابعها تبتسم بنعومة وقد توقفت امام النافذة لترى النهر من بعيد.
-- شكرا سيدي ردت باضطراب لاقترابه منها لمتابعة حديثه الذي يبدو أنه سيطول.
-- إيلينا سبق واخبرتك الا تخافي مني عزيزتي ، اعتبري المنزل منزلك.
كانت على وشك البكاء ، أحتضنها للحظات قليلة ثم تركها وغادر الغرفة و بعد أن اغلقها وراءه قال لنفسه
-- سامحيني كان يجب أن اكذب عليك لتوافقي على
المجيئ إلى هنا .


Saturday, November 24, 2018

عيناك وطني وما سواهما منفى/أحمد الميالي

November 24, 2018 0
عيناك وطني وما سواهما منفى/أحمد الميالي
ايتها الجميلة بكل ما احتويتِ من بساطة وفخامة
وهيئة جلّ الذي نحتكِ وصوركِ ورسم ملامحكِ الجذابة
جلّ الذي خلقك لتكوني معَذِبة لقلوب الكثيرينً كاسرة لخواطهم من دون ان تتقصدي ذلك ..
كزهرة إرجوان فائقة الجمال انتِ تطيب بك الأنفاس وتتنافس عليكِ الأيدي
كنفسٍ طال انتظاره من غريقٍ توسل الله ان ينقذه طويلاً.. كنظرةٍ من محبوبةٍ لعاشقٍ طال عليه غيابها واشعل قلبه الحنين .
كانتِ ببساطة أنتِ ولا شيء يشبهكِ فأنتِ محور الحديث كنتِ ولا زلتِ وبكِ لا ينتهي الكلام..
النظر لوجهُكِ عبادة
لأنه تفكّرٌ بجمال خلق الله !
لمسةٌ من أصابعُكِ حياة
فهو يوم ميلادي !
قراءةُ عينيكِ لحزني المتراكم
هويّة تعريفي الشخصية.

للقراءة  إضغط هنا
للتحميل إضغط هنا



Monday, November 19, 2018

اقرأنى غدا - صافى خصاونة

November 19, 2018 0
اقرأنى غدا - صافى خصاونة



كتاب خواطر وأشعار للأستاذ صافي الخصاونة الغني عن التعريف وقد سبق لنا وأن نشرنا تجربته الاولى للنشر الالكتروني بعنوان (بوح المشاعر) .

في هذا الكتاب يأخذنا الكاتب الى عالم واقعي ، يبوح بما يعتريه من أفكار ، يقدم لنا نتاج عمل شاق قام به على مدار أيام وليالي .

وبدورنا نشكر للأستاذ صافي ثقته الكبيرة بنا ونتمنى له النجاح الدائم بما قدمه ويقدمه على الدوام .

للتحميل اضغط ( هنا )

Saturday, November 17, 2018

قصة قصيرة - عروسة ملبوسة - غادة الكاميليا - قراءة وتحميل

November 17, 2018 0
قصة قصيرة - عروسة ملبوسة - غادة الكاميليا - قراءة وتحميل

يا بنتي اطلعي اقعدي مع الشيخ الله يهديكي متخليش ابوكي يعمل لنا مشكلة ‘‘ وبعدين هو احنا هنعمل فيكي معصية انتي هتقعدي مع الراجل هما كلمتين وخلاص ‘‘ هو انتي مش زي المقروصة بنت خالتك الشيخ نزل من عندها الخميس مجاش عليها الخميس الي بعده وكانت مخطوبة ‘‘ يلا بقي الله يهديكي ..

حاضر يا ماما اتفضلي انا جاية وراكي ..

ومن هنا تبتدي حكايتي ...

لبست وخرجت وانا بستغفر ربنا وبدعي انه يصبرني علي الي بيحصل ده ‘‘ وانا طالعة من اوضتي لقيت اختي الصغيرة واقفة جنب الأوضة بتضحك ‘‘ بس انا مهتمتش أوي خلاص اتعودنا ‘‘ بيتنا بقي بيت الغرايب و العجايب ‘‘ المهم دخلت الصالون ‘‘

لقيت بابا و خالتي و ماما وفي شيخ شكله عجيب جدا قاعد جنب بابا ‘‘ أول ما دخلت راح مزعق جامد ورش عليا بإزازة كده صغيرة فيها ميه ريحتها عجيبة كده ‘‘ وفضل يبص لبابا ويقوله

الشيخ : دي عليها جن بس ايه صعب اوي ‘‘ بس متقلقش انا بعون الله هخرجه ‘‘

‘‘ فضل يرش الميه ديه و يحط بخور في البخرة والدخان ملا الأوضة لدرجة اننا بقينا مش شايفين قدامنا اصلا ‘‘

الشيخ : بقولك اطلع اطلع وسيبها في حالها والا هحرقك

و فجأة البخور قل بعد ما خالتي كانت هتتخنق ففتحت الشباك وارتعبت ووقفت مكانها وفضلت تشاور عليا وارتعش صوتها

خالتي : ايه ده يا شيخ هي مالها يا خويا ‘‘ الحق البت اعمل معروف ‘‘ نجيها يارب

الشيخ بصوت مهزوز شوية : متقلقيش يا ست انا هخرجه دلوقت حالا

بابا : هتخرج ايه يا شيخ وتعمل ايه ‘‘ مش شايفها قدامك ‘‘ جسمها اتصلب ازاي ومالها قاعدة كده ليه علي الكرسي وبتتهز يمين وشمال كده ليه وشعرها شعرها اتكشف واتنكش كده امتي والطرحة دي طارت مثلا طلعت فوق اللمبة لوحدها ‘‘ لالالا رجعلي بنتي زي ما كانت 

الشيخ بدأ صوته يبان مهزوز اكتر : يا استاذ سيبني اشوف شغلي الله يخليك ‘‘ ابعد كده شوية

بسم الله ‘‘ بسم الله ‘‘ اخرج حالا منها ‘‘ يا ملوك الجان الأرضيين استعنت بالله عليكم تخرجوا تاخدوا ابن عشيرتكم و تسيبوا البنت في حالها ‘‘

فضل يلف حواليا ويقول الكلمتين دول ويرش الميه الغريبة بتاعته ويطلب من خالتي انها تفضل تحط بخور ‘‘ وتحط بخور وخالتي مضطرة تسمع الكلام لان اني كانت لازقة في الكرسي و بتتشاهد علي نفسها

فضلت خالتي تحط بخور و هي بتدعي ربنا يسلمنا وينجينا ‘‘‘ خلص الشيخ لف وقرب مني بص في وشي لقي عنيا مغمضين ‘‘ راح زعق وقال

الشيخ : الله اكبر اهو باين علي وشها ان العمل معمول بوقف الحال ربطوها بجن مؤذي غيرانين منها بس مش هسيبك قبل مااحرقك ‘‘ لسه بيحط ايده علي راسي عشان يكمل كلام

بعد فجأة وهو بيقول سلام قولا من رب رحيم ‘‘ اخرج منها ابعد منها ‘‘ مشيت نحيته وانا بضحك وبعنيا مفتوحين

انا بصوت مش شبه صوتي ابدا : انت فاكر اني لما اخرج منها هسيبكم بسهولة ماانا هدخل جوه واحد منكم . يلا اختاروا مين ‘‘ لقيت نفسي بمشي في اتجاه خالتي الي اول ما شافتني صرخت في وشي وخدت بعضها وطلعت تجري وهي بتقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ‘‘ ارحمنا يارب ‘‘ بس انا جريت وراها ومسكتها من دراعها وفي ودنها قولتلها

انا : خلاص دلوقتي عرفتي ربنا ‘‘ هو الي يعرف ربنا يروح لدجالين

رفعت ايدها لفوق وفضلت تعيط وتترجاني اسيبها

خالتي : السماح والرضا ياخويا اخر مرة خلاص ‘‘ سيبني اروح لبيتي وعيالي

غوري من هنا واياكي تتكلمي تاني معاها في اي حاجة من دي والا هسيبها واجيلك فهماني ‘‘ وده تذاكر بسيط عشان متنسنيش

بصت خالتي لأيدها لقتها غرقانة دم ‘‘ فضلت تصرخ لدرجة ان الجيران نزلوا علي صوتها عشان يشوفوا في ايه ‘‘ بس هي ولا كأنها شايفه حد ‘‘ بتبص لأيدها وتصرخ .. 

رجعت تاني للصالون كان الشيخ لسه مكمل في التعاويذ بتاعته

بصيت له بغضب و مسكته من رقبته : انت ايه مفيش فايدة فيك ‘‘ كل ده خزعبلات ‘‘ فاكر انك كده شاطر وهتخرجني

ضحكت بصوت عالي ومرعب جدا ... 

ماما أغمي عليها من الرعب ‘‘ وبابا فاضل قاعد مكانه في الكرسي وبيبص علي الي بيحصل برعب مش فاهم هو ايه الي بيحصل بالظبط ‘‘ حتي ماما مقدرش يروح يشوف هي مالها .. 

الشيخ برعب : خلاص ابوس ايدك سيبني انا عارف انها شغلانة مهببة ‘‘ ومسيري في يوم اتكشف بس مش لدرجة اني اموت ‘‘ يارب ارحمني يارب انقذني ‘‘

انا : تاني بتناجي ربنا ماانت مؤمن أوي ‘‘ ايه رأيك هعمل معاك اتفاق حلو اوي ‘‘ هخرج منها وادخل جواك واهو نعمل شغل مع بعض ها ايه رأيك ‘‘ مش انت بتعرف تفك وتربط وبتخاوي الجان والعفاريت وبتعرف الطالع والمسخبي مش ده شغلك يا مخاوي الجان ولا ايه ..

الشيخ برعب : لالالا محدش يعرف الغيب الا ربنا ‘‘ ده شغل بسترزق منه ‘‘ ابوس ايدك اطلع من البنت الغلبانة وسيبها في حالها .. وانا هنفذلك الي انت عايزة بس سيبني وسيبها ...

انا : ما خلاص يا شيخ اتفقنا بقي علي شغلنا الجديد ‘‘ هخرج منها واسيبها واشتغل معاك انت ..

الشيخ بدأ يتهز جامد ويصرخ ويصرخ و النور يرتعش ومحدش فاهم اي حاجة خالص ‘‘ وفجأة النور اتطفا و صمت شديد ... 

                       
                            *************
رجع النور فجأة

جرت أختي عليا فضلت تهزني لحد ما فقت وانا حاسة ان جسمي كله مكسر و دماغي تقيلة ‘‘ حاولت اسند عشان اقوم ‘‘ حسيت ان ايدي مبلولة و ملزقة ‘‘ بصيت علي ايد لقيت دم ‘‘ قمت مفزوعة وانا بصرخ وببص حواليا

ماما مغم عليها علي الكرسي ‘‘ راجل غريب كده معرفش شكله واول مرة اشوفه وبابا بيبص لي وهو مذهول زي ما يكون مش فاهم هو ايه الي حصل

بصيت لأختي هو في ايه وفي ايه الي في ايدي ده وماما مالها و مين ده

فاق الراجل بصيت له وانا بقوله انا اسفة

طلع يجري وهو بيصرخ وبيقول : توبة يارب توبة يارب اول واخر مرة

وقفت بعد ما استعدت قوتي اكتر شوية ‘‘ وقربت من ماما افوقها بعد ما مسحت ايدي ..

ماما ماما حبيبتي انت مالك فوقي يا ماما ‘‘

فاقت ماما واول ما شافتني ‘‘ بعدتني عنها بكل قوتها لدرجة اني اتخبطت في رجل الترابيزة ووقعت ‘‘ وخرجت وهي بتصرخ لا انتي مش بنتي ‘‘ اعوذ بالله اعوذ بالله ..

وبابا لسه قاعد بيبص حواليه مصدوم مش مستعب مش فاهم .....
                         
                           ***********
(( طبعا انتوا اكيد مش فاهمين اي حاجة مين ومع مين وايه بيحصل بالظبط ‘‘ انا هفسرلكم كل حاجة دلوقت معلش بقي أخدتكم في الأكشن علي طول ))
                              **********

اسمي تولين ‘‘ معيدة في كلية الدراسات الإسلامية بنات ‘‘ متفوقة وشاطرة ومجتهدة الحمدلله ‘‘
مشكلتي مع العيلة والمجتمع والناس حاجة واحدة بس ‘‘ (( اني قربت من 28 سنة ولم اتزوج بعد )) مع ان ده مش مشكل لي عائق نفسي أو إجتماعي ‘‘ بس هنعمل بقي لله الأمر ..

وزي زي اي بنت بيتقدم لها عرسان في منهم المناسب وممكن اتقبله زوج وفي منهم المرفوض رفض تام ..

وفي حالتي انا اتقدم لي اتنين ممكن اتقبلهم ولكن ده كان الحكم المبدأي عليهم .. انما اول الموضوع ما بيدخل في الجد بيتحولوا تماما ..

متشتغليش ‘‘ متلبسيش ده ‘‘ متخرجيش غير لما تقوليلي ‘‘ متروحيش تزوري قرايبك الي عندهم شباب  .. 

وطبعا اول ما كان ده بيحصل وبسمعه كنت برفض العريس نهائيا ..

لأن مش العريس الي هيجي يربيني او مثلا هو متعرف عليا في كبارية فهتوب علي ايده ..

او ان ابويا سايبيني اخرج واطلع براحتي فلازم اخد اذن منه ..

بصراحة مبيعجبنيش الراجل الي من النوع ده .. لانه شخص مهزوز الثقة في نفسه وفي الي حواليه
او بيبقي صاحب تجارب كتير ‘‘ او اي شئ تاني ‘‘

بس الي انا اعرفه ‘‘ ان ربنا لما شرع الزواج

شرعه لينا عشان المودة والحب والنجاح والمشاركة

انما بالوضع العام السائد قلة الجواز احسن ..

المهم بابا الاول كان بيقتنع بمبرراتي وماما كذلك لان في الاول والاخر ده نصيب ومقدر ومكتوب قبل حتي مااجي انا للدنيا ..

بس ازاي بقي لازم ندي نصايح ونتدخل في حياة غيرنا الي احنا منعرفش عنها اي حاجة و نقعد ندي مواعظ مع اننا اكتر ناس بنبقي محتاجين المواعظ دي ..

المهم جت خالتي عندنا في يوم ومن اول السلم لحد باب شقتنا زغاريد زغاريد زغاريد ‘‘ وخبط علي الباب ..

خرجنا كلنا جري نجري نشوف ايه حصل

دخلت خالتي و هي مبتسمة اوي

خالتي : نهي اتخطبت يا سميرة يااختي ‘‘ اخيرا ربنا فك عقدتها

انا واختي بصينا لبعض وقولنا في صوت واحد:عقدتها

جت خالتي و حضنتنا اه عقدتها يا بنات منهم لله الي اذوها وعملولها عمل يوقف حالها ..

امي بشغف كبير جدا : اقعدي يااختي اقعدي وفهمينا كده

خالتي : زي ماانتوا عارفين البت من يوم ما خلصت الدبلوم وهي كل ما يجيلها عريس يمشي وميرجعش ‘‘ زيك كده يا تولين ‘‘ تقوليش يااختي عدوي ومسكت العرسان

انا بضحك : طيب يا خالتي ايه المشكلة يعني ‘‘ ماانتي قولتي ان انا كمان واي بنت في الكون ممكن يحصل لها نفس الموقف ‘‘ ومع ذلك حياتي وحياة اي بنت في الكون مبتوقفش هي بس الي نهي مكسلة تجتهد دي حتي مجموعها كان يدخلها ثانوي عام وهي الي فضلت الدبلوم عشان ترتاح و تريح نفسها من المذاكرة ‘‘ وبصراحة يا خالتي متزعليش مني نهي طلباتها غريبة اوي وسطحية للجواز

" واحد شغال بره تسافر معاه هناك ‘‘ مرتبه كبير ‘‘ عنده بيت كبير يعمل لها فرح كبير و يقضوا شهر عسل مش عارف فين وشبكة بكام و العريس يبقي مش ابن امه ‘‘

حاجات كده غريبة عجيبة بصراحة ‘‘ مع انها بتحكيلي عن كل الي بيجي يتقدم لها وكلهم كويسين جدا ‘‘ واخرهم سمير ابن طنط خديجة

خالتي بفرح : ايوه ماهو العريس سمير يا تولين ‘‘

انا بإندهاش : هو ازاي العريس ‘‘ هي مش رفضته مرة عشان اسمر اوي و عنده ورشة باين ومش متعلم تعليم عالي وشقته في الحتة عندكم  ..

خالتي بصت لي بقرف مش عاجبها كلامي طبعا و لا اني بقول الحقيقة ..

خالتي : بدل ما تفرحي ببنت خالتك ‘‘ اه رفضت سمير ‘‘ بس عشان هو بيحبها وشاريها بعد ابوه ما مات ولانه الوحيد كبر ورشته وبقت معرض سيارات ماشاء الله في حتة كده فخمة اسمها الشيخ زايد و جاب شقة هناك ‘‘

وقبل ما يجي كنت سمعت من زميلة ليا في الشغل عن الشيخ المبروك ‘‘ ورحت له انا و ابو نهي وقالي يا سميرة يااختي علي كل حاجة ‘‘ وقالي علي مكان العمل في الزرعة الي جنب البيت و رحنا حفرنا ولقيناها وحرقناها تاني يوم كان سمير عندنا و الخطوبة وكتب الكتاب اخر الشهر ده ..

وانا قولتله عن حالتك يا تولين و هو هيجي يزوركم يوم الاتنين بعد بكره يعني ..

ولحد هنا كنت خلاص جبت أخري من خالتي وكلامها الي مش مفهوم

انا : اسمعيني يا خالتي ‘‘ بنتك وحياتها انتي حرة فيها براحتك ‘‘ اما حياتي انا لا ‘‘ الشيخ الي انتي روحتيله ده نصاب ومزور واي حد يقولك جن وعفاريت واتر والهبل ده ‘‘ يبقي كافر ‘‘ ياخالتي الناس دي بتخاوي جن وشغل كفر ومبيصلوش اصلا و مطرودين من رحمة ربنا صدقيني ‘‘

الي حصل لنهي ده نصيب وقدر ‘‘ هي رفضت سمير وده خلي عنده دافع انه يكبر ويطور من نفسه عشان يليق بيها ‘‘ مش خزعبلات ومبروك ومش مبروك

حرام ياخالتي حرام

طبعا الكلام معجبش خالتي وقامت خدت بعضها ومشيت وقبل ما تمشي ‘‘ بصت لنا

خالتي : شايفة يا سميرة بنتك بدل ما تفرح لنهي وتشكرني اني عايزة افك عقدتها ‘‘ قاعدة كمان تكفرني ‘‘ تشكرني يا بنت اختي ‘‘ عامة كلها يوم وتشوفي بنفسك ..

طبعا رجع والدي وعرف بالي حصل ‘‘ وعلي حظي الحلو كان واحد صاحبه في الشغل قاله علي شيخ من نفس صنف المبروك بتاع خالتي بس المرة دي خلي بنته بعد سنين من متابعتها مع الدكاترة تحمل .. سبحان الله

بقيت حاسة اني عايشة وسط عالم جاهلة ‘‘ ومعندهمش مخ تقريبا او بيحبوا يصدقوا الخرافات ولا ايه مش عارفة .. مع انهم لو بصوا للأمور بالعقل هيلاقوا لها حل بعيد عن الخزعبلات وامور الكفر دي ..

وطبعا محدش سمع كلامي ولا نقاشي ابدا ‘‘ والكل بقي ضدي وهخسر ايه لما يجي المبروك واقابله ‘‘ ونسيوا تماما ربنا والدين وان اي علاج في الدنيا غير القران و الطب يبقي تخريف ‘‘ وصدر قرار صارم لازم اقابل المبروك ..

ولاني مش من النوع المنهزم ‘‘ قررت اني لازم اثبت للكل اني انا الي صح ولازم اغيرهم ‘‘ وان نصيبنا ال 24 قيراط ‘‘ هناخدهم صحة ‘‘ فلوس ‘‘ رزق ‘‘ حب الناس ‘‘ ازواج صالحين ‘‘ اولاد صالحين .. وفضلت ساكته لحد يوم ما جه المبروك ‘‘

وحصل الي انتوا شوفتوه ده ...

                            ************
وبعد الكل ما هدي و استعاد اعصابه ‘‘ كشفت لهم الحقيقة الكاملة ..

ان كل الي حصل ده كان مني انا بالإتفاق مع أختي الصغيرة ‘‘

هي الي شالت الطرحة ونكشت شعري بعد ما طفت النور ‘‘ وهي الي جابت لي اللون الأحمر الدموي الي كان علي ايدي وحتي النور المهزوز هي الي كانت بتفتحه وتأيده .. وشفايفي الزرقا وجسمي الي اتصلب والشيخ الي كان بيرتعش مكنش بيرتعش ‘‘ ده انا الي كنت بهز الكرسي بيه ..

بس لان الكل كان مسيطر عليه فكرة الجن و العفاريت صدقوا انه عفريت فعلا ولابسني

وهو ده بالظبط الي الناس دي بتعمله ‘‘ الوهم والخداع و الاذي كمان اذي لنفسهم وللغير بالخروج من رحمة ربنا ‘‘

طبعا ماما وبابا زعلوا مني شوية لاني عملت فيهم كده بس بعد كام يوم لما حكيت لشيخ المسجد الي حصل و هو جه فهمهم الصح والغلط وايد كل كلامي ان كل شئ في حياتنا بأمر الله ً.

و ان المبروك ده او غيره ميقدرش يعمل حاجة الا بامر الله و لو كان يقدر علي حاجة كان سعد نفسه او غني نفسه ..

وانه لو فعلا كان مبروك كان قدر يكتشف اني انا بكذب او عاملة عليه مسرحية ولكن هو مزور ومخادع

وبعد شيخ المسجد الي هو عالم ازهري وحافظ القران فضل يجادل امي وابويا تقريبا ساعتين ..

ملقوش قدامهم حل غير انهم استغفروا ربنا ‘‘ ودعولي بالسعادة وانهم كل الي يهمهم سعادتي انا واختي ..

بس بصراحة رد عليهم الشيخ رد عجبني اوي (( لسه ملجهاش الي يستاهلها ‘‘ ومش كل الرزق جواز ))

في ناس بتفضل سنين تجري عشان تخلف ولما تخلف تكره اليوم الي هما خلفوا فيه من المسؤولية وزن العيال ..

احنا بنبقي حابين نمتلك الحاجات الي بعيدة عننا وبيبقي عندنا هوس اننا بس نقرب منها ‘‘ او ده ما بيحصل بنفشل اننا نحافظ عليها ..

مشي الشيخ والحمدلله حياتنا رجعت مستقرة تاني ‘‘ وزاد قربي اكتر من ربنا وزادت صلاتي وقرآتي للقران لانهم الحافظ الوحيد للإنسان من اي سوء او ضرر ..

وجه فرح نهي وطبعا طول الفرح خالتي بتبص لي بصات مش لطيفة خالص لانها لسه مصدقة في المبروك ‘‘ بس انا مشغلتش دماغي بيها ولا بأي حد

لأن تغيير قناعة الناس شئ مهلك للأعصاب و غير نافع بالمرة ..

وعدت السنة كاملة وعديت ال29 ‘‘ ولسه قلق امي وابويا عليا زي ما هو ولسه مجاش المناسب والي ربنا كاتبه ‘‘

لحد ما وصلت ال30 و بدأت العرسان تقل و بدأت أحس ان امي وابويا نظراتهم ليا بقت شفقة وعطف ‘‘ خاصة بعد ما اختي الصغيرة جالها نصيبها بعد اول سنة في الكلية ..

لحد ربنا ما شاء بصدفة جميلة دخلت الفرحة لقلبي و النور لحياتي ‘‘ خلتني اشكر ربنا كل يوم انه كافئ صبري و إيماني بيه وبقدره ‘‘ عوضني في الأخر بسامح ‘‘ دكتور اتعرفت عليه لما اتنقلت و رحت جامعة القاهرة ‘‘ شخص رائع جدا وبيكملني في كل حاجة ‘‘ وادينا أهو بقالنا خمس سنين متزوجين وعايشين هو أكبر مني بسنة واحدة بس ومع ذلك بحس انه متفهم وواعي ومدرك وقادر إنه يخوض الحياة صح ويعيشني مبسوطة ‘‘

حتي الخلفة الي كل الناس كان بيقولولي مش هتخلفي بعد ال30 وهيبقي صعب . ربنا عوضني خير بتؤام حنين و مصطفي .. وبفضل الله عايشين في نعمة ...

تمت
17 / 11 / 2018

                             ***********

عروسة ملبوسة

قصة واقعية جدا جدا ‘‘ بنعيشها كل يوم كبنات و علي فكرة الشباب كمان عندهم نفس المشكلة بس بشكل تاني .. وطبعا انا بس سردت منها لمحة بسيطة انما هي فعلا معاناة كبيرة جدا جدا ..

المهم تأكدوا إن حكمة ربنا و قدره أفضل بكتير من كل الي انتوا عايزينه ..

و تأكدوا إن النصيب هيجي في وقته و مش هقول إن مفيش جن وعفاريت ‘‘ لا اكيد موجودين وربنا يحفظنا منهم ويبعد عنا أذاهم ..

بس زي ما هما موجودين هما كمان مسخرين بأمر الله ‘‘ فبلاش نقعد نجري ورا الأعمال و السحر و ننسي جوار الله والقرآن والصلاة والدعاء بأن ربنا يقرب لنا الخير و يبعد عننا الشر كله ..

هستني رأيكم و نقدكم البناء ..

ولمتابعة كل قصصي انضموا لجروبي علي الفيس بوك
( روايات الكاتبة غادة الكاميليا ) و حسابي علي الواتباد ( الكاتبة غادة الكاميليا )

شكرا لوقتكم ...
دمتم بخير ...
قصة قصيرة إجتماعية بالعامية المصرية
كاملة
#عروسة_ملبوسة بقلمي غادة الكاميليا
لينك التحميل pdf من ( هنا )